الثلاثاء، أبريل ٢٢، ٢٠٠٨

عبد الكريم عامر وازدراء الاديان

فى سجن برج العرب وخلال أعتقالى من21/1/2008 وحتى 8/4/2008 بسبب مظاهرات فك الحصار عن غزة . رأيت أناس كثيرون ومنهم عبد الكريم المحكوم عليه بثلاث سنوات بجريمة ازدراء الأديان وسب رئيس الجمهورية.
لم احاول محاورته لكنى لاحظت أن المهندس /محمد كمال (اخوان مسلمين) يجالسه كثيراً . استفسرت من أخى / محمد كمال عن هدف هذا الحوار و مجراه وأنا اعلم أن أخى /محمد كمال ذو فكر وثقافة وأن هدفه كان حاضرا حين أدار هذا الحوار فذكر لى م/محمد: أنه أعتقل فى هذا المكان مرة سابقة وهذه هى المرة الثانية وأجرى حوار مع عبد الكريم فى المرة الاولى و استمع الى قصته وأفكاره ومصادر هذه الافكار.
وبعد خروجه من السجن عكف على قراءة كل شئ عن عبد الكريم بما فيها مدونته والكتب التى يفضلها والكتاب الذين يعتز بهم وذكر اخى/ محمد: أنه فى هذه المرة الثانية سيكون حواره مع عبد الكريم من خلال منطلقاته ومصادره ومن الببيئة التى أحاطت به حيث أن عبد الكريم نشأ فى أسره عادية وفجأة تبنى والديه مذهبا سلفياً متشددا اضافة الى شخصيتهما المتشددة أصلاً وأجبرا اولادهماعلى التدين قصراً وهم فى سن صغيرة فأوجد ذلك عن عبد الكريم روح التمرد على هذا التدين القصرى ؛ بالإضافة الى ذلك أنه فوجئ بتعنيف شديد عندما كان يحاور قادة هذه المجموعة السلفية المتشددة _من أصدقاء والده_ فى الحكمة من بعض الأحكام الشرعية
حيث أنهم من مدرسة ترفض السؤال عن الحكمة من التشريع ويعتبرون ذلك نقصا فى الدين (مع ان الله لم يشرع شئ الى لحكمة علمنا بعضها وخفى عنا بعضها)
مما دفع بعبد الكريم الى رفض التدين بل الدين من الأساس ,وبدأ بالقراءة لبعض العلمانيين والملحدين والذين كانت أسرته تتطرف فى وصفهم باقذع الأوصاف وفقد ثقته فى دقة وصدق والديه فى حديثهما عن الآخرين .
وما أن فعل ذلك حتى حاصرته اسرته بالإذاء والاضطهاد وزادت الفجوة بانفصال والديه بالطلاق ولقد عومل بكل قسوة من كل المحيطين به فى جامعته (جامعة الأزهر) التى دخلها رغماً عن ارادته ثم من ضباط السجن مما كان يدفعه الى مزيد من التحدى والعناد .
وفى نفس الوقت كان العلمانيون والملحدون يفتحون له صدورهم ويغدقون عليه من مساعداتهم والوقوف بجانبه والدفاع عنه وامداده بالثقافة العلمانية لدرجة أنه يتلقى فى سجنه الآن أكثر من 200 خطابا اسبوعيا من الأفراد والهيئات الإلخادية فى مصر والعالم عربى بل والعالم الغربى .
تشعره هذه الخطابات بمكانته وقيمته وتدعمه نفسيا وفكريا
فكان أخى/ محمد كمال يرى أن هذه الظروف التى أحاطت بعبد الكريم قد دفعته الى هذا الموقف اللإلحادى , وأن تركنا له وتخلينا عنه فى والوقت الذى تتبناه الإتجاهات الالحادية ولعلمانية هو خطأ جسيم .
وأنه أحس الإيمان لايزال له أثر عميق فى نفس عبد الكريم رغم انكاره ذلك وأن هناك شيطان داخله يمنعه من العوده .
ويأمل أخى محمد أن يصل مع عبد الكريم من خلال الحوار والصداقة إلى أن يشهد الشهادتين وألا يسلمه لشياطين الانس الجن .
جزا الله أخى محمد كمال خيرا وكلل مسعاه بالنجاح ونرجو ان تأخذ الاسر والمجتمعات الدرس حتى لا تتكرر ظهرة (عبد الكريم نبيل) وازدراء الأديان . كما أدعوا الله أن يعجل بخروج المهندس / محمد كمال من سجنه ليروى عبر مدونة له تفاصيل الحوار وكذا البيئة والاسباب التى تؤدى ببعض السباب المسلم الى الوصول الى هذا الموقف المناوء لدينه

الخميس، أبريل ١٧، ٢٠٠٨

ملعب الوحوش والمحاكمات العسكرية

فى شهر أكتوبر عام 1995 وكنت ضمن مجموعة من الأخوان تبلغ 83 قياديا يحاكمون أمام المحكمة العسكرية فى أول قضيتين تحالان للمحاكم العسكرية فى عهد الرئيس مبارك . وقبل النطق بالحكم زارنا فى السجن بمكتب مأمور السجن عدد من هيئة الدفاع عنا برئاسة أ.د/ محمد سليم العوا الذى كنت أجلس بجواره وأثناء الحديث سألته على أنفراد ما هى عدد السنوات المتوقعة لكل منا من هذه المحاكم العسكرية .
قال فى حدود عشرة الى خمسة عشر عاما , قلت أليس هذا ظلم فاجر
قال يا دكتور ابراهيم فى البلاد التى يحكمها الاستبداد والدكتاتورية السياسه هى ملعب الوحوش التى يحكمها قانون الغاب
وأنتم ارتضيتم من أجل دينكم ووطنكم وشعبكم أن تنزلوا إلى ملعب الوحوش , ومن يتجرأ على هذا الملعب فعليه أن يكون مستعداً لغدر الوحوش أن تقطم رقبته أو ان تنهش لحمه وعظمه دون ذنب سوى أنها تخاف أن ينازعها السلطة الجاه والثورة التى سرقتها واختطفتها من هذه الشعوب المسكينة الجائعة المغلوب على أمره

الأربعاء، أبريل ١٦، ٢٠٠٨

التولى يوم الزحف

فى أثناء وجودى فى سجن برج العرب من 21 يناير الى 8 ابريل عام 2008 كنت يوميا أمشى صباحا أمام العنابر ورأيت أحد الزملاء يسير معى فاصطحبته فى مشيتى نتسامر.
أخى هذا (د/طارق) من أحد محافظات وسط الدلتا طلبت منه أن يحكى لى عن ظروف إعتقاله قال ان اهله فى بلدته اختاروه لخوض انتخابات المحليات أبريل عام 2008 لشهرته بين الناس ليكون منافسا للحزب الوطنى ولكنه أعتزر لانشغاله وحين ذهب وحكى لزوجته ما كان منها إلى ان قالت له أن رفضك هذا هو فى معنى( التولى يوم الزحف) .
كيف يطلبنا اخواننا لأداء هذا الواجب الوطنى الدينى ونعتزر عنه قال فأفقت على هذه الكلمات وأعلنت لإخوانى موافقتى , وأخذت أُ عد أوراق الترشيح وزوجتى تصر على مرافقتى فى الذهاب لكل مكان لاستخراج الاوراق حتى السفر الى القاهرة لعمل الصحيفة الجنائية رافقتنى فيه وحين سألتها هل مصاحبتك لى خوفا على من لتردد مرة اخرى قالت بل هو من باب }واجعلى وزيرا من اهلى هارون أخى أشدد به أزرى وأشركه فى أمرى { وحين حضرو للقبض على وأخذوا الاوراق ثارت فى وجه الضابط لماذا تأخذوا زوجى وتأخذوا أوراق ترشيحه نحن نمارس حقنا الطبيعى السنا مصريون
أم اننا محرومون من المواطنة فى بلدنا وهى بعد القبض عل تزورنى وتشد من أذرى فى كل مرة.