الخميس، ديسمبر ٢٠، ٢٠٠٧

معاناة سجن دمنهور " الابعدية"

معاناة سجن دمنهور " الابعدية"
كنت ملتحقا بكلية الشريعة والقانون جامعه الأزهر فرع دمنهور وقبل شهر من انتهاء مدة الحبس في القضية العسكرية 8 لسنة 1995 كان امتحان نصف العام في آخر ديسمبر 1997 بالكلية ولما كانت الكلية لم توافق علي أن تبعث لجنة من دمنهور لامتحاني بسجن مزرعة طره بالقاهرة وطلبت أن انتقل إلي سجن الابعدية التابع لمركز دمنهور , رغم تدخل نقابة الأطباء وإبداء استعدادها أن تتحمل نفقات سفر لجنة الامتحان إلا أن الكلية أصرت علي رأيها .
وجاء يوم ترحيلي إلي سجن دمنهور (الابعدية ) قبل موعد الامتحان بيومين وكان ذلك يوم الخميس وكنا في شهر رمضان وحين صعدت إلي سيارة الترحيلات وجددت عدد كبير من شباب الجماعة الإسلامية بعضهم في العقد الثاني والثالث من العمر , استقبلني الشباب بالاحترام بعد أن تعرفوا علي وكانوا مرحلين أيضا إلي سجن دمنهور ولما علموا أني سأذهب معهم إلي هذا السجن أشفقوا علي قائلين يا دكتور لماذا لم تسأل عن طبيعة السجن قبل تقديم الطلب للامتحان فيه ,انه سجن تعذيب كل من يدخل يضرب ويشتم وهو معصوب العين من بداية الاستقبال فضلا عن الزحام وحالات الاهانه المتعمدة لنزلائه من السياسيين
قلت لهم ليس هذا وقت التلاوم فقد ركبت عربه الترحيل ولا يمكن تدارك الأمر فلست مستقلا لسيارة عادية يمكنني أن أغادرها بإرادتي .
وها نحن قد أغلقت علينا أبواب السيارة.. اقتربنا من السجن وقت أذان المغرب فوجئت بأن الشباب كل منهم يخرج قماشه أو قطعه من ملابسه ويعصب بها عينيه وعرفت أن الذي يضبط منهم وهو ينزل من السيارة غير معصوب العينين يأخذ علقه ساخنة ويعذب بشده , والذي أدهشني أن هؤلاء الشباب اخذوا يترجونني أن اعصب أنا أيضا عيناي , قائلين إحنا خائفين عليك يا دكتور ليس هناك احد له احترام في بلدنا فما بالك في السجون ,شكرت لهم تعاطفهم وإشفاقهم علي ولكني قررت ألا افعل ذلك وإلا وضعت نفسي في وضع لا اقبله وسوف يسوقني لما هو أسوأ فقلت لنفسي (يا كسبان يا خسران والله معي ) نزلوا قبلي ورأيت المخبرين يأمرونهم بالجلوس علي ركبتهم ورفع أيديهم بما معهم من عهد أو فلوس ومروا عليهم يضربونهم البعض بالعصا وآخرين علي قفاهم .
نزلت من السيارة وتوجهت بعيدا ومعي شنطتي ومرتبتي وناديت بصوت عالي حضرة المخبر تعال فاندهش كبير المخبرين وقدم إلي قائلا سيادتك مين بقي ، فقلت : أنا الدكتور إبراهيم الزعفراني أمين عام نقابة أطباء إسكندرية وجئت لأداء امتحان كلية الشريعة الإسلامية بتوصية من مباحث امن الدولة (وأنا اعني أن جهاز امن الدولة هو الذي له القرار النهائي في شأن السجناء السياسيين ) فين السيد ضابط امن الدولة لأنه عارف أني جاي النهردة قال كبير المخبرين باين عليك انك حكاية إستنه استدعي لك الضابط , وحضر الضابط رتبه ملازم بعد أن ترك طعام الإفطار وحضر في زيه الرسمي وكان يلبس شبشب في قدميه , قلت حضرتك ضابط امن الدولة الحمد لله (وأنا اعرف أن ضابط امن الدولة لا يلبس الذي الرسمي بل يلبس مدني ) إيهاما لضابط السجن أن ثمة توصية حقيقية بشأني من مباحث امن الدولة لأني اعرف مدي سيطرة وسطو ة ضابط امن الدولة علي ضابط السجن وأن إشعارهم بأي علاقة بهم سوف يحسب لها ضابط السجن ألف حساب .
ورد الضابط قائلا لا لست أنا ضابط امن الدولة فكررت عليه الكلمات التي قلتها للمخبر فما كان من الضابط إلا أن قال انتظرني سأحضر لك ضابط عظيم السجن وحضر عقيد وهو في زيه الرسمي أيضا فقلت نفس السؤال حضرتك ضابط امن الدولة الحمد لله , فقال لا انته إيه موضوعك فكررت له ما قلته للمخبر والضابط وأضفت عليها أنني محتاج لحجرة منفردة وإضاءة حتى أتمكن من المذاكرة .قال يا سيدي ضابط امن الدولة مشي قبل المغرب وأنا لا اعرف عن موضوعك شيء , قلت له لكن ضابط امن الدولة هنا يعرف ذلك جيداً ثم إستترد هو قائلا وكل زنازين السجن مزدحمة مفيش انفرادي إلا زنازين التأديب قلت له خلاص أروح التأديب , قال الحمد لله ريحتنا وأمر الضابط والمخبر أن يذهبوا بي إلى زنزانة في التأديب سكن مش عقوبة ، وقال لى خد حاجتك معاك ويوم السبت سيأتي ظابط امن الدوله ونسأله ان قال دخلوله سرير دهب حندخلك سرير دهب وان قال انزعوا عنه ملابسة حنزع ملابسك , تركته وذهبت الي الحجرة التي ليس بها دورة مياه فكنت كلما اردت قضاء حاجتي اطرق الباب فأخرج ،كما أنها ليس بها اضاءة مباشرة اللمبة في الخارج اذاكر علي انعكاس ضوئها علي الحائط

حوار مع شاب ينتظر تنفيذ حكم الإعدام

حوار مع شاب ينتظر تنفيذ حكم الإعدام

وما كدت اضع جسدي علي ارض الزنزانة حتي رأيت عين تنظر من نظارة الباب وهو الثقب المغطي من الخارج بقطعه معدنية لا استطيع تحريكها من الداخل حتي لا اري من يمشي أمام الزنزانة وسمعت صوت لهذا الذي ينظر يقول سلام عليكم فقلت وعليكم السلام وحيث انني كنت ارتدي ملابس زرقاء فمعروف اني اقضي سجن (اي محكوم علي بحكم ) فقال انت جنائي ولا سياسي , قلت له انا مسجون سياسي قال لا انت راجل وشك سمح انت مسجون جنائي قلت له هو السياسي وحش ليه قال السياسيين الي هناك معظمهم قتل ناس , قلت له مش كل السياسيين محبوسين علشان القتل انا سياسي ولم أقتل أحدا ولا عملت شئ غلط ومع كدا المحكمة العسكرية حبستني 3 سنوات قال المهم أنا حاسس انك راجل طيب وعاوز احكي لك حكايتي بعد ما أجبلك تفطر قلت له معايا فطار فأسرع واحضر بيض مسلوق ودفع به بعد ان ازال قشرته من ثقب الباب وأراد أن يأتي بطعام اخر يسكبه لي من خلال ثقب الباب فأقسمت عليه الا يفعل وكان في حسباني انني لا اعرف هذا الذي بالخارج واحتمال ان يضع لي في الطعام شيئا اما البيض المسلوق فمعروف امره .
وتركني حتي افطرت وصليت المغرب ثم جاء يطالبني بسماع قصته قلت له انا اسمع كل يوم نصف ساعه من قصتك قال لي ليه هو انت دكتور فقلت نعم قال يا رجل قول كلام غير ده قلت له انا عندي مذاكرة وامتحان يوم السبت ولكنه أصر أن اسمع قصته كلها في هذه الليلة
وبدأ يحكي قصته :
قال لي أنا اسمي خالد شاب في أواخر الثلاثينات كنت اسكن وادي النطرون وإنا تاجر غلال ولم أكن أمينا فكنت أغش الغلال (يعني أحط أبو قرش علي أبو قرشين ) وكان عندي عربه نقل وسائق نذهب إلي القاهرة والمحافظات ننقل الغلال ثم تعرفت علي رجل (مهندس زراعي ) عنده 50 فدان وله أربعة بنات وتزوجت ابنته ألكبري وصرت أشرف علي أرضه وآخذ لنفسي من نتاجها النصيب الأكبر طمعا ، ولما كبرت أخت زوجتي خفت أن يتزوجها رجل ينافسني في ارض والدها فجاءتني فكرة أن أزوجها لسائقي فهو راجلي والبنت متخرجش برا، وكانت البنت رفضاه لأنه بدون مؤهل دراسي وهي معها دبلوم ولكني ظللت اعزمهم في فنادق وكازينوهات واسيبهم يجلسوا مع بعض لغاية ما حبوا بعض ووافقت علي زواجه منها وتزوجها
لكن بعد زواجه بسنة واحدة أنجب ولد وكان عندي بنتين، وقام حمايا بتقسيم الأرض علي البنات وأصبح عديلي السواق نصيبه من الأرض مثل نصيبي،و ترك العمل معي وبدأ يتاجر في الغلال نفس التجارة التي أتاجر فيها لكن الفارق بيننا أنى كنت بغش في البضاعة ولكنه كان أمين ويبيع بأمانه ومع الوقت لقيت زبايني بتسيبي وتتعامل معاه وأصبحت أشوف عربيات من المحافظات المختلفة واقفه تحمل من مخازنه وإنا جالس امام مخازني حاطط ايدي علي خدي زي الواحده الست .
الشيطان حرك الغيرة بداخلي وقررت التخلص منه قلت لازم اقتله وفى يوم قلتله يا محمد انا معروض عليه صفقة غلال كبيرة من تاجر كبير وانا مقدرش عليها لوحدي ولو اشتركنا فيها احنا الاتنين نقدر نشيلها وانا اخدت ميعاد مع التاجر الليله دي وافق محمد و قال متخليها لبكرة في النهار قلتله خلاص اتفقت مع الراجل ونروح بعربيتك النقل .
وتحركنا ليلا هو ساق العربية وانأ بجواره في جيبي سكينة اشتريتها وجهزتها عشان اقتله بيها , جلست أدله علي الطريق لغاية ما وصلنا لمكان محدش شايفنا فيه قلتله بص يا محمد في الاتجاه البعيد وأثناء ما بص الناحية التانية كنت طلعت السكينة وضربته في رقبته وبدأ الدم ينزف من رقبته حاول يمسك إيدي بالسكينة وهو يصرخ قلتني ليه يا خالد حرام عليك عندى ولد عاوز أربيه وأثناء مقاومته إيدي جرحت وبدأت تنزف محمد مات بعد دقاق وأنا ربط ايدي وشلته علي كتفي ورميته في جنينه فيلا مهجورة واخدت السيارة وأغرقتها في الترعة وذهبت إلي بيتي لاخلع ملابسي التي امتلأت بالدماء وأذهب إلى المستشفى, زوجتي انزعجت لما شافت الدم قلتلها فيه لصوص طلعوا عليا ألليله وقاومتهم وضربوني في ذراعي والحمد لله إللي جت علي قد كده وخلعت الملابس وقولت لمرآتي احرقيهم قالت لي ما نغسلهم قلت لها احرقيهم فحرقتهم وقلتلها أنا رايح أخيط الجرح في المستشفي وقبل طلوع الشمس حضر ضابط النقطة ومعاه مخبر وقبضوا عليا عرفت إن صاحب الفلا وجد القتيل واتصل بالأمن ومشوا ورا الحكاية لغاية ما وصلوا لي وأثناء ذهابي للنقطة المخبر قال لي الجريمة ركباك ركباك متنكرش لكن حاول تحط حد معاك في الجريمة علشان متخدش إعدام فكرت قلت السواق الجديد بتاعي، واللفت قصة من ذهني ولما جه الظابط علشان يعلقني ليضربني قلت له انا حعترف واعترفت علي نفسي وعلي السواق , راحوا جابوا السواق قال معملتش حاجة ،الضابط علقه وقعد يضرب فيه وهو يصرخ والله يا بيه ما معملت حاجة وانا اقوله يا كداب يا بن الكلب مش انتا الي اشتريت السكينة يقول حرام عليك يا خالد .
اقوله يا كداب يا بن الكلب مش انا وانتا شلناه مع بعض ورميناه في الجنينه بتاعه الفيلا يقول حرام عليك يا خالد يا خالد ،وظل يضرب لغاية ما اعترف وقال نفس اللي بقوله ومثلنا أمام المحكمة وحكمت علي السائق بالسجن المؤبد وأنا تحويل اوراقي للمفتي وعرفت من المحامي انه قد حكم علي بالإعدام فقلت امال ايه فايده إني اتهمت السواق خلاص مدام إعدام إعدام خلاص اخلص السواق منها واقول الحقيقه وبالفعل كتبت ورقه بالحقيقه وقدمتها لمأمور السجن اللي بعتها للنيابة
ومثلت مرة أخرى أمام المحاكمة والقاضي قالي يا خالد الورقة دي انتا كاتبها وقرأها لي قلت ايوه وسألنى دا توقيعك قلت نعم يا باشا وبدأ المحاكمة وكان يترافع عن السائق محامي من الاخوان اسمه ( فتحي التميمى) وبعد المرافعات حكمت المحكمة علي السائق بخمسة عشر عاما واحاله أوراق خالد إلي المفتي (اي اعدام ) صرخت بأعلي صوتي عند النطق بالحكم ، السواق برئ يا سعاده القاضي السواق لم يرتكب ذنب يا سعاده القاضي ولم استجب لامر القاضي بالصمت فأمر بأخراجي من القاعه وإنتهى الامر خربت بيت حمايا رملتله بنتين ويتمت ولادى وأولاد عديلى وقتلت أنسان والتانى سجن 15 سنة وأنا انتظر الاعدام
قلت له ارجع الي الخلف بعيدا عن الثقب يا خالد حتي اراك جيدا ولما ابتعد رأيته شابا وسيما رشيقا كله حيوية قلت له انت شاب ذي الورد يا خالد قال بس خلاص الوردة حتتقطف من عنقها .
اسمع يا دكتور الدنيا غدرت بي انا كنت باجري عليها عاوز اخد منها كل شيء اجمع اكبر عدد من الفلوس وبنيت عمارتين وسيارة وزوجه واولاد وكنت اقول لنفسي بسرعه يا ولد يا خالد إجمع يا ولد يا خالد وادي انا فقدت زوجتي واولادي ومالي وحياتي وانا لسة مكملتش اربعين سنة ما فضليش الا اخرتي الي انا عاوز اسألك عنها هل ممكن ربنا يغفر لي ومارحش النار؟ انا قرأت القران من اول ما اتحبست عشرات المرات وبلاقي في كل ايه رحمه حتي مع فرعون .
فرعون قتل عيال يامة ومع كدا ربنا بعتله سيدنا موسي وهارون وقال لهم (فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشي ) يعني معناها لو فرعون كان تجاوب مع سيدنا موسي كان ربنا غفرله بعد ما قتل هؤلاء الأولاد كلهم وإلا كان ليه ربنا باعت سيدنا موسي لفرعون أنا بقى مقتلتش غير واحد بس وجبت مصيبة حبس للسواق وانا تذكرت وتبت اهو قلي رأيك ايه
قلت له رحمه ربنا واسعه ويمكن إعدامك كفارة لك لان فيه حديث للنبي صلي الله عليه وسلم في مسائل الحدود (أن من أصاب من هذه الامور شئ ثم أقيم عليه الحد فإني اطمع ان يغفر الله له ) .
انصرف خالد وطلب مني انه كل ليله نتكلم مع بعض شوية ووعدته بذلك لكني لم اره بعدها .

الامتحان داخل السجن و مقابلة ضابط أمن الدولة

الامتحان داخل السجن ومقابلة ضابط أمن الدولة
أعود لقصتي مع الامتحان في يوم السبت صباحا فتح باب الزنزانة واصطحبني مخبر ألي غرفه الأخصائي الاجتماعي لأداء الامتحان تقابلت مع اللجنة المشرفة وعرفتهم بنفسي وبقصتي أصابهم الم وتأثر شديد بما قلت لدرجة أن بعضهم بكي , جلست للإجابة وكنت مستذكرا للدروس جيدا لتوافر الوقت داخل السجن وكنت حريصا أن اطلب مقابله ضابط امن الدولة بدلا من آن يطلبني هو , أكثر من ورقه طلبت مقابلته وأعطيتها لعدد من المسئولين الذين مروا علي أثناء أدائي الامتحان اليوم الأول .
وبعد الامتحان اصطحبني المخبر إلي مبني الإدارة , وفوجئت به يطلبني أن أدير وجهي للحائط أثناء وقوفنا أمام المكاتب , قلت له أنا خايف عليك لو خرج ضابط امن الدولة ووجد وجهي للحائط سوف يعاقبك لأنه معرفتي وحتشوف إلي حيحصلك منه (لم أكن بالطبع اعرفه ) لكن كنت اعلم يقينا انه قد أعطي العلم بترحيلي إلي السجن وان ثمة تعليمات صدرت له بطريقه معاملتي (سيئة أو متوسطة أو حسنة ) أيا كان الأمر فعلي أن أستعين بالله وأتصرف حسب الموقف الذي سوف أواجهه .
وفي الحال خرج رجل طويل القامة من احد المكاتب وخلفه آخر يرتديان الملابس الملكية (العادية ) فعرفت انه هو فقال أهلا يا دكتور إبراهيم وسلم علي ودخلنا مكتب آخر جلس عليه وجلست أنا والضابط الآخر في مواجهه المكتب.كان هو العميد (ع.ن) قال لزميله الدكتور إبراهيم محيرنا في إسكندرية وكمان هنا في البحيرة بين الحين والحين يأتي بسيارته إلي دمنهور بعد صلاه الفجر ويلف لفتين في ميدان الساعة عشان يطمئن انه غير متابع ثم ينطلق إلي بيت الأستاذ / محمد سويدان منطقة أبو الريش
قلت له يا (ع) بيه أنا عمتي تسكن في دمنهور قال يا دكتور إبراهيم في حد بيزور عمته بعد الفجر قالت له يا (ع) بيه كل عيله ولها سلوها وتقاليدها، وضحكنا لأننا فاهمين بعض كويس.
وسألني العميد (ع) أوضاعك هنا عامله إيه أنا علمت انك طلبت تسكن في التأديب علشان المذاكرة قلت له نعم ولكن الشئ هنا عدم وجود إضاءة أنا بذاكر منذ يوم الخميس علي انعكاس الضوء علي الحائط مما أجهد عيناي قال طيب اتفضل أنت يا دكتور وأنا حتصرف .
انطلقت مع المخبر الذي أحسست بمدى احترامه لي بعد أن رأى طريقه تعامل العميد معي ولم نصل إلي التأديب إلا
والعميد (ع) بينادي علي من بعيد ومعه مأمور السجن وذهبت معهما إلى مستشفى السجن وخيرنى بين السكن فى عنبر السياسيين وعنبر الجنائيين فوكان الفارق شاسعا بين العمبرين عنبر السياسيين داخلى مظلم رديء التهوية يرقد به عشرة من الشباب لايستطيعون الحركة لإصابتهم جميعا بإصابات شديدة في عمودهم الفقرى من آثار التعذيب ومعظمهم مصاب بشلل ثنائى أو ثلاثى ، أما عنبر الجنائيين حسن الاضائة والتهوية يطل على مدخل المستشفى الفسيح به علية القوم من الجنائيين الموصى عليهم أخترت عنبر الجنائيين حتى أستطيع المذاكرة ورؤية زملائي الأطباء الذين كانوا يعملون بالمستشفى وكانوا فيما بعد يولونني كل الاهتمام والرعاية فى هذا السجن السيىء وبهذا أنقذني الله من أن أهان أو يساء إليى

الأحد، نوفمبر ٢٥، ٢٠٠٧

كلكم يبكي فمن سرق المصحف

كلكم يبكي فمن سرق المصحف
جلس أحد العلماء في مسجد يعظ قوماً فتأثروا بموعظته حتي أجهشوا جميعً بالبكاء ثم أقيمت الصلاة وبعد الصلاة عاد إلي مقعده ليكمل
موعظته فلم يجد مصحفه فسأل القوم عنه فلم يجبه أحد وصاح فيهم قائلاً : كلكم يبكي فمن سرق المصحف
أذكر هذا الحدث لنفسي وكل مقصر في أداء واجبه في أسرته أو أقاربه أو مهنته أو جماعته أو وطنه أو دينه ثم يلقي باللوم علي الآخرين كلنا يبكي فمن سرق المصحف
وذكرت ذلك أيضاً في معرض إجابتي لأحد الشباب الذي ذكر لي أنه أثناء صلاة القيام في رمضان الماضي وجد عدداً كبيراً من المصلين ووجد نفسه لا يبكي فظن أن ذلك ضعفاً في دينه حيث قلت له أن ما تعلمته من ديني أن البكاء والشهرة الدعوية ومظهر الخشوع الخارجي والثقافة الدينية وطول اللحية ونور الوجه لا تدل وحدها منفردةً ولا مجتمعة علي درجة إيمان صاحبها
إن درجة الإيمان والقرب من الله تكون علي قدر أدائه لمجمل التكاليف الشرعية وبعده عن النواهي الشرعية إضافةً إلي درجة إخلاصه في كلٍ منها وهذا الإخلاص لا يعلمه إلا الله , فالمؤمن الحق هو الذي يتلقي أوامر الله ورسوله فيعيش فيها وبها في كل مجالات حياته وفي جميع ـوقاته حتي يلقي ربه
فلا يصح أن نبكي ثم نسرق المصحف

الخميس، نوفمبر ٢٢، ٢٠٠٧

فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث فى الارض


فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض

أقول لأبنائي طلاب الجامعة من الإخوان والتيار الإسلامي وكل طالب جاد كان يعتزم خدمة زملائه الطلاب ومُنعوا من المشاركة في الترشح للانتخابات الطلابية واستخدمت ضدهم كل الوسائل غير القانونية وغير الشريفة ، وكان ذلك بتضافر بين الثالوث الظالم إدارة الكلية وحرس الكلية والبلطجية ذيول حرس الكلية .
. أقول لكم أن منعكم هذا أمر مؤقت فلا تستسلموا لهم وتغلبوا عليهم بكل الوسائل المشروعة كما أقول لكم أن هؤلاء الصادين عن سبيل الله وعن الإصلاح لن يصمدوا طويلاً فهم ليسوا أهل خدمة لمجتمعهم بل هم نفعيون مرتبطون بمنافعهم الخاصة وسوف تلقى مسؤولية خدمة إخوانكم ومجتمعكم على أعناقكم فكونوا مستعدين لحمل هذه الأمانة الثقيلة.وهنا أسوق لكم هذا المثال العملي
غرق قرية زاوية عبد القادر

في أوائل التسعينيات من القرن الماضي عام 1992 حدثت كارثة غرق قرية عشوائية بالإسكندرية تسمى زاوية عبد
القادر بسبب انهيار جسر الترعة حيث أن مستوى القرية أدنى من مستوى الترعة. تم إنقاذ اهالى القرية ، وأقيم لهم معسكر خيام في منطقة العامرية على جانب طريق الإسكندرية القاهرة الصحراوي .
وكنت أمينا لنقابة أطباء الإسكندرية وفى ذات اليوم انعقد مجلس النقابة القرية وقرر التبرع لأهالي القرية بمبلغ عشرة
ألاف جنيه وعدد ثلاثمائة بطانية و ذات يوم كنت داخل معسكر الخيام ومعي موظفي النقابة والمال والعربة المحملة بالبطاطين وحين أردت توزيع المال والبطاطين على ساكني المعسكر . رفض موظفي الشئون الاجتماعية . رغم انه
كانت كمية المساعدات المالية التي سنوزعها ثلاث أضعاف المبلغ الذي وزع عليهم متعللاً بأنه تم توزيع مال عليهم والقوات المسلحة أحضرت بطاطين وقد تحدثت إليه أن هؤلاء يمرون بكارثة ( وزيادة الخير خيرين ) كما يقول المثل
فلنعوضهم عن فقد دورهم وبعض أمتعتهم بما سنعطيهم من مال وبطاطين.
وعبثا حاولت إقناعه فلم استطع وطلب منى أن اخذ موافقة السيد المحافظ المستشار / إسماعيل الجوسقى محافظ الإسكندرية في ذلك الوقت وكان يجلس في احد الخيام المجهزة مع بعض قادة الجيش ( المنطقة الشمالية ) ذهبت إليه
واستقبلني استقبالا طيبا لمعرفتنا السابقة ولكنه رفض أيضا بإصرار أن يقبل تبرع النقابة رغم أنى ناقشته طويلا أن
النقابة مؤسسة وطنية وواجب عليها وعلى غيرها من المؤسسات أن تقف مع أبناء وطنها في الكوارث و الملمات و إزاء هذا الرفض انصرفت من خيمته ضائق الصدر .
وتلقفني عميد الشرطة ( م . س ) امن عام ووضع يده في يدي قائلا أنا أعرفك جيدا يا دكتور إبراهيم واعرف أنكم جئتم لأداء هذا العمل الاغاثى بإخلاص حقيقي و لكن اسمح لي أن أقول لك إنكم جئتم في التوقيت غير المناسب , فالمسئولون هنا مجتمعون جميعا لان التلفزيون قادم لتصويرهم فيظهر كل منهم كأنه قام بما عليه وكذلك ستتداعى وسائل الإعلام المختلفة على هذا المكان خلال الأسبوع الأول هذا وبعد أن تهدا
الضجة وتنصرف وسائل الإعلام لن يجد هؤلاء المساكين من سكان المخيم من يتعهدهم ، فنصحيتى المخلصة لك أن تؤجر مخازن قريبة تضع فيها هذه البطاطين وتجمع فيها الأطعمة والملابس استعدادا لإعالة هؤلاء بعد أن تنصرف عنهم
وسائل الإعلام و المسئولين وبالفعل استحسنت الرأي المخلص من هذا الرجل الصادق واستأجرنا المخازن واعلنا لنادي
أعضاء هيئة تدريس الإسكندرية وكان وقتها في أتم عافيته وكذلك الجمعيات الخيرية عن أن النقابة تفتح مخازنها للمساهمة في إغاثة أهل زاوية عبد القادر ، ولقد ازدحمت المخازن بالبطاطين والملابس والمعلبات والمأكولات .
ولم يمضى سوى أسبوع إلا وصوت ميكروفون المخيم ينادى موظف الشئون الاجتماعية على المخيم قائلا على الخيام
من رقم كذا إلى كذا أن تتوجه إلى مخازن نقابة أطباء الإسكندرية على الجانب المقابل من الطريق لتسلم الطعام
والمعونات ويقوم موظفوا النقابة بالتوزيع طبقا لكشوف الأسماء التي كنا قد اشتريناها من موظف الشؤن ثاني أيام الكارثة .
وبدأ السيد المحافظ المستشار / إسماعيل الجوسقى يبعث إلى بخطابات رسمية بتوقيعه وختم المحافظة .
السيد الدكتور / إبراهيم الزعفراني أمين نقابة أطباء الإسكندرية الرجاء من سيادتكم التكرم بإضافة أسرة / فلان إلى أسماء الأسر التي تقوم نقابتكم الكريمة بإعالتهم.
وظل الوضع على هذا الحال حتى عاد هؤلاء إلى قريتهم بعد إعادة إصلاحها .

الأربعاء، نوفمبر ٢١، ٢٠٠٧

الاختلاف ليس إختلاف لغة فقط


الاختلاف ليس اختلاف لغة فقط

كنت طالبا في السنوات النهائية في كلية طب الإسكندرية في أواسط السبعينيات عام 1975 و في ذات مرة ذهبت لأصلى
العصر في مسجد القائد إبراهيم القريب من الكلية قبل الذهاب إلى البيت وقد فاتتنى صلاة الجماعة وكان المسجد خاويا إلا من عدد من المصلين لا يتجاوز أصابع اليدين بالإضافة إلى خادم المسجد ، وفجأة رأيت امرأة أوروبية تدخل المسجد
للسياحة حاسرة الرأس تلبس فستان يكشف عن ذراعيها ففاجأتها طالبا منها الخروج من المسجد ( مستخدما اللغة
الانجليزية في حديثي معها ) فسألتني لماذا أخرج من هذا المكان فأجبتها لأنك حاسرة الرأس و مكشوفة الذراعي.
فبادرتني في دهشة ولماذا أنت في المسجد وأنت أيضاً حاسر الرأس و مكشوف الذراعين ( حيث كنت البس قميصاً
نصف كم ) وهنا تعجبت من ردها على واحترت كيف أجيب عليها لان ذلك يحتاج منى إلى شرح تعاليم الدين الإسلامي
وحضارته واختلافه عن الحضارة الغربية بما في ذلك اختلاف ملبس الرجل عن ملبس المرأة وعرفت أن الاختلاف لم
يكن في لغتها حيث حدثتها بلغتها ولكن الاختلاف اكبر و وأعمق من ذلك فهو في اختلاف الحضارة والدين والهوية
والبيئة والمقاييس والموازين والأهداف والأولويات والمبادئ والعادات
وحين خرجت من المسجد و تأملت في الشوارع ووسائل المواصلات استفقت على عدد ليس بالقليل من بني جلدتنا
وينتسبون لديننا وحضارتنا وبيئتنا يحملون في عقولهم وسلوكهم عادات الغربيين ومقاييسهم وموازينهم وأولوياتهم بل وكثير من أهدافهم .
وأنا انظر اليوم في القرن الواحد والعشرون أرى عدد غير قليل يعيش مزدوج الشخصية بين حضارتين ومقياسين و ميزانين وأهداف وأولويات ومبادئ مختلفة تنتشر بين الشباب والفتيات فهم فتذبذبوا الهوية ، فضلا عن البعض القليل الذي خلع هويته وحضارته تماماً وتشبع للنخاع بالحضارة والثقافة والمفاهيم والموازين الغربية

الأحد، نوفمبر ١٨، ٢٠٠٧

رجل يعيش عالم الغيب

رجل يعيش عالم الغيب
الأخ الغالي المرحوم لطفي عبد العزيز.
عرفته في أواسط السبعينات من القرن العشرين حيث كان يتولى الخطابة في مسجد مصعب بن عمير بول كلى الإسكندرية ، حيث كان يبدو عليه الاضطراب وهو يصعد المنبر ثم يؤدى خطبة الجمعة بكل كيانه يعيش داخل خطبت

وكان ياتى إلى عيادتي الطبية ليلا بعد انتهاء العمل ويقول لي هل عرفت ربنا قال إيه النهاردة ؟ ثم يخرج مصحفه يتصفحه ذهابا وإيابا حتى يعثر على الآيات التي أشرقت معانيها في قلبه فيقرأها بصوته الخاشع وهو يعيش ويحيا مع آيات الله وكلمات القرآن
.
وكان إذا أخطأ خطا ينظر عن يساره ويكلم الملك الذي يكتب السيئات قائلا له انتظر لا تكتب الخطأ أنا حتوب ثم يتجه عن يمينه ويقول للملك الذي عن يمينه أنت رئيس ملك الشمال أؤمره بالا يكتب السيئة لأنى سأتوب حالا.

وكان إذا أخطأ خطا وأحس بتأنيب ضمير يرقد تحت السرير ويضع القيد في قدميه ويقول لنفسه لعذبنك كما سقتينى إلى المعصية .
وأثناء جلوسي معه في بيته آذ اسمع أصوات لاغاني خليعة أو شتم أو ظلم فإنه يسارع لإغلاق شرفة الغرفة وهو يقول الشيطان يريد أن يقتحم علينا منزلنا .
وكان يعمل في شركة الورق ( فرتا ) وكان راتبه قليل عاونه بعض معارفه للعمل في الإمارات واعظ في القوات المسلحة ولكنه لم
يستمر في العمل إلا شهرين ترك بعدها العمل وعاد إلى مصر وحين سألته عن سبب ذلك قال أن كثير من ذهبوا إلى هناك رأيتهم
يعبدون الدرهم ويذكرونه أكثر من ذكرهم لله . وهم يسأل بعضهم بعضا بتاخذ كام درهم الشئ كذا بكام درهم سرفت كام درهم . فرجعت لأعيش مع الفقراء الذين يعبدون الله ولا يلهيهم الدرهم.

استدعى مرة إلى مبنى مباحث امن الدولة بالإسكندرية يقول و لما جلست على أحد كراسي المكتب قام الضابط ( ع . ب ) وجعل يدور حولي في الحجرة وظننت أنه يمكن أن يضربني من الخلف فانتابني بعض الخوف فقلت لنفسي يا ولد يا لطفي إنتا على المنبر وفي
الدرس أسد وتأتى هنا وتخاف مثل الفأر أمام عبد لا يملك لنفسه حتى نفس الهواء الذي يدخل إلى صدره ! إزاى يا لطفي ربنا يشوفك دلوقت في هذا الوضع أمام عبد ضعيف ! إخص عليك يا لطفي ! قال : فإذا بى تأتيني قوة إيمانية عالية وإذا بى أرى الضابط الذي أمامي في صورة ..... غير التي صورها لي الشيطان فجلست اكلمه وأنا كلى ثقة في الله.عبد يكلم عبدا

كنا نمشى في احد شوارع المناطق الشعبية في يوم ممطر ( شارع احمد أبو سليمان في منطقة الرمل ) بسيارتي المتواضعة وفجأة تعطلت السيارة في منتصف الشارع المليء بالطمي فنزلنا لدفع السيارة من الخلف بأيدينا و قد خلعنا أحذيتنا والطمي يبلغ إلى نصف
ساقينا . فجعل يرفع رجله ويضربها داخل الطمي وهو يقول لي يا أخى إبراهيم هذا الطمي هو الحقيقة فكل هؤلاء الناس من الطمي لكنهم مزوقين ،هؤلاءطمى لكنه طمى مغشوش، وكل هذه المنازل والمحلات وما تحويه من هذا الطمي ولكنها مزينة كل هذه صور مغشوشة لهذا الطمي نحن الآن نسير ونضع أقدامنا على الحقيقة , حقيقة هذه المخلوقات جميعا .
وكان يكثر القراءة فى كتب بن القيم رحمه الله وعندما أتصفح كتبه أجده واضع للعلامات وله تعليق على كثير من الفقرات. (أمثلة هذا كلام رائع لا ينطلق إلا من نفس ذائقة ) ( هذه والله هي الحقيقة التي أغفل عنها دائما بسبب الشيطان أعوذ بالله منه ) ( هذا ما أقوله للناس وانصحهم به وأنا لا اعمله به
وكنت كلما وددت تجديد إيماني في وأرتفع بروحانياتي اذهب إليه في بيته نجلس الساعات فنذكر الله ونقرأ القران وبعض الكتب الإيمانية.
وكان قد أعد في منور بيته حجرة للصلاة والخلوة مساحتها متر في مترين ارتفاع متران يغلقها على نفسه يقضى فيها الساعات فى صلاة وقرائة قرآن وذكر لله

وعندما علمت بوفاته المفاجئة ذهبت إلى منزله مسرعا فقابلنى إبنه الأصغر عمر
الذي لم يكن قد تجاوز الثالثة من عمره على باب البيت وقال لي يا عم بابا خلاص مات مش أنت كنت بتيجى تقعد وتتكلم معاه ؟ هو
خلاص مش حيقدر يتكلم معاك تانى بعد النهاردة خلاص،جائتنى الكلمات كطعنه في قلبي وأمسكت دموعي حين دخلت المنزل لأجد عائلة مجتمعة فقدمت لهم العزاء فأبلغوني بأنه أوصى قبل موته أن أقوم أنا بإمامة صلاة الجنازة على جثمانه الطاهرة وأحسست بصغرى وذنوبي بجوار هذه الوصية وحاولت الإفلات منها ولكن استاذى الكريم الأستاذ / محمد عبد المنعم هو الذى دفعني دفعا أن أنفذ وصية حبيبي في الله وقد كان .
رحم الله آخى لطفي رحمه . وأثناء عودتنا بعده دفنه رحمت الله عليه رأيت عددا كبيرا من العمال يجهشون بالبكاء فاقترب منهم
أواسيهم بأن الموت حق على الجميع وكفى به أن يقبضه الله على طاعة فحكوا لي قصتهم معه قالوا أننا جميعا كنا في حزب التجمع
نعتنق الأفكار اليسارية ولا نعرف التدين حتى الصلاة لم نكن نؤديها وكان إيماننا بالفكر اليساري وانحيازه للطبقة العاملة الفقيرة وعلاقة قيادات الحزب بنا خاصة رئيسه الأستاذ/ خالد محيى الدين الذي كان يقف معهم وقت شدائدهم ومصائبهم حيث كان يحضر
بنفسه إلى الإسكندرية لزيارتنا في بيوتنا المتواضعة ليقدم لنا المساعدة فإن لم يستطع الحضور بعث إلينا أحد قيادات الحزب يقف
بجانبنا ويمدنا بالمساعدة مما زاد ارتباطنا وحبنا للحزب وقياداته لكن ما حدث أنه ذات ليلة اجتمعنا في مقر الحزب على محاضرة يلقيها الشيخ /العاصي الشيخ الأزهري عضو قيادي في حزب التجمع وإثناء المحاضرة ارتفع صوت آذان العشاء من المسجد
المجاور لمقر الحزب فطلبنا من الشيخ العاصي التوقف عن المحاضرة لحين الانتهاء من الآذان فرفض قائلا أن هذه المحاضرة أهم
من الآذان بل من الصلاة أيضا وهنا ثارت ثائرتنا وكان عددنا يقارب المائة عامل فتركنا المحاضرة وقررنا الذهاب إلى المسجد وأداء صلاة العشاء وبعد الصلاة قام الإمام رجل على وجهه نور الإيمان بإلقاء موعظة عن الله واليوم الآخر بطريقة وكأنه يشاهد ما يتكلم
عنه فأثار فينا روح الإيمان وانقشعت عن قلوبنا غشاوة المادة و قررنا جميعا تقديم استقالتنا من الحزب وهذا ما حدث فعلا ومن يومها
ونحن مرتبطون بهذا الرجل الرباني نحضر دروسه وخطبه ونصلى خلفه ونقتدى به ونحبه ملتزمين بتعاليم ديننا الحنيف ، فلهذا الرجل في عنقنا دين كبير حيث كان سببا في هدايتنا إلى ربنا وإلى طريقه المستقيم.
رحمك الله يا أخي لطفي وجمعنا وإياك في رضا الله وجنته أيها الرجل الذي كان يعيش مع الغيب يستحضره طوال حياته وينظر ببصره إلى يوم موته قبل أن يموت وإلى ساعة لقاء ربه قبل أن يلقاه.

الثلاثاء، نوفمبر ١٣، ٢٠٠٧

شكرا لله
في بداية طريقي إلى الله أخطأت في أربعة أشياء ، توهمت أنى أذكره وأعرفه وأحبه وأطلبه فلما سرت قليلا في الطريق رأيت ذكره سبق ذكرى ، ومعرفته تقدمت
معرفتي ،وحبته أقدم من محبتي ،ورأيته فد طلبني أولا فبل أن أطلبه
كرني الله قبل أن أذكره حين صنع آدم بيديه وأمرني أن أستقر ذرة في كيانه انتظارا لأمر الخروج .
وعرفني الله قبل أن أعرفه خلال رحلتي الطويلة من ظهر آدم إلى ظهور أبنائه حتى وصل إلى رحم أمي ثم إلى ظهر الحياة .
وأحبني الله قبل أن أحبه حين هدى جدي فآمن بنوح وركب سفينته وإني لأذكر هذا الخوف الذي شملنى وأنا جزء من نسيج في ظهر جدي أثناء الطوفان . وعشت
الطوفان مع جدي ( وفتحنا أبواب السماء بماء منهمر وفجرنا الأرض عيونا فالتقي الماء على أمر قد قدر ) وسمرنى الخوف في ظهر جدي فرحت أرتعش
( وقيل يا أرض إبلعى ماءك ويا سماء أقلعى وغيض الماء وقضى الأمر واستوت على الجودى وقيل بعدا للقوم الظالمين )
.عرفت أيضا أن الله قد طلبني قبل أن أطلبه ، طلبني حين سار إبراهيم بقدميه الكريمتين لكي يبنى لي بيتا أتوجه إليه في الصلاة . وهكذا أخطأت في البداية في
أربعة أشياء ، وأصابتني الدهشة حين أيقنت أن ذكره ومعرفته وطلبه سبق ذكرى ومعرفتي وحبي وطلبي ، حين عرفت ذلك كله أصابني ما يصيب إنسانا تصور أن له فضل الحب فإذا هو يكتشف أن هناك من سبقه فى الفضل .
حاولت أن أجد كلمات تعبر عن شكر الله أو الثناء عليه فلم أجد ، ولولا دعوة إبراهيم وإسماعيل التي تجسدت فى سيد أبناء آدم محمد ابن عبد الله الذي صلى عليه الله وصلت عليه الملائكة وصلى عليه المؤمنون . لولاه ما عرفنا كيف نثنى على الله أو نشكره . قال خاتم الأنبياء والمرسلين وهو يثنى على ربه ( ربنا لا نحصى ثناء عليك أنت سبحانك كما أثنيت على نفسك ).
ودعا أحد المؤمنين وهو يشكر ربه ( ربنا لك الحمد كما ينبغى لجلال وجهك وعظيم سلطانك ) هذا الدعاء حير الملكين الكاتبين ولم يعرفا كيف يكتبان قدر
ثوابها له ، فسألا الله تعالى ربنا إن عبدا من عبادك قال مقالة لا ندرى كيف نكتب ثوابها قال الله وهو أعلم بما قال عبده ماذا قال عبدى ، فالا حمدك حمدا ينبغى لجلال وجهك ويليق بعظيم سلطانك قال عز وجل أكتباها كما قال عبدى ونا أجزيه بها يوم القيامة
كلمة الاستاذ/ أحمد بهجت

السبت، نوفمبر ١٠، ٢٠٠٧

برنامج حزب الاخوان هو نتاج لحالة الجماعه ومدى قدرتها على ممارسة الشورى الفعلية داخلها
إن جماعتنا تعيش فى ظروف سياسية غاية فى الغموض وظروف بوليسيه غاية فى الشراسة فهى بين الحظرالقانونى والتواجد الفعلى
وغض الطرف النسبى من قبل الطبقة الحاكمة ، وهى بين الملاحقة البوليسية الخانقة من محاكمات عسكرية والاعتقالات ومصادرة
الاموال والشركات واستباحة الخصوصيات والإستيلاء على المستندات ، والمتابعة الدقيقة لقيادات الجماعة ومؤسساتها وافرادها
فى ظل هذه الظروف التى ذكرتها فى إختصار شديد حتى لا اطيل فيما تعلمونه جميعا ، تمارس الجماعة عملها فعلى سبيل المثال ان
هناك إنتخابات من القاعدة إلى القمة ، لكن أفراد الجماعة ليس أمامهم فرصة للتعرف الجيد بعضهم على بعض بل ولايتمكنون من التعرف على قدرات ومهارات وتقييم آداء زملائهم ليكون الانتخاب قائما على هذة المعرفة ، وحتى لو تم الانتخاب فقد يتوقف عند
مستوى معين كماهوحاصل الان فإن الجهات البوليسية تستخدم كل وسائلها للحيلولة دون إجتماع مجاس الشورى العام لنتخاب مكتب الارشاد مجلس الشورى هذا الذى لم يجتمع منذ يناير عام1995 أى ما يقرب من ثلاثة عشر عاما،
نعم عندنا إنتخابات نزيهة وإن كانت تجرى فى ظل إحتياطات إمنية شديدة حتى لا يقبض على الاخوان أثناء الانتخابات ، ولكن
لاتتحقق الشورى الفعلية لتعذر إجتماع هذة المجالس المنتخبة فى غالب الاحيان حيث أننا نعيش ظروف إستثنائيه دائما حتى أن
أعضاء مكتب الارشاد فى مقرهم بمنطقة المنيل بالقاهرة يضطرون فى أحيان كثيره إلى التخاطب فيما بينهم من خلال الكتابة لان المقر
مراقب من قبل البوليس بالكاميرات صوت وصورة ليتمكن البوليس من خلال مايجمعة من معلومات من البطش بأفراد أوقيادات الاخوان حسب التوقيت المناسب له
فى هذا الجو الذى وصفته لحضراتكم هل يمكن تحقق شورى فعلية ! وعليه فإن إعداد البرنامج ومناقشاته وأخذ الرأى عليه داخل
الجماعة يتم تحت هذه الظروف فضلا عن العجلة التىتم بها إعداده وعرضه
وأقول فى نهاية ماذكرته أننا بوصفنا أعضاء فى الجماعة قد نختلف على بعض ماجاء فى البرنامج ومع ذلك فنحن ملتزمون بما
تقره الاغلبية

الجمعة، سبتمبر ١٤، ٢٠٠٧


تحية رمضانية

(لإخواني خلف القضبان وأهلهم الصامدون)

قال تعالي " ولاتهنوا ولاتحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنواويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين" ا
لقد اختطفتم من بين أسركم وإخوانكم وأعمالكم ودعوتكم بأيدِ ظالمة مستبدة لم تراعي في أمة ولا وطن ولا شعب ولا قيمة إلاً ولا ذمّة ثم أودعتكم سجون سُجن بها من قبلكم الكريم النبي يوسف ابن أبو الأنبياء ابراهيم عليه السلام سُجن ظلماً وسُجنتم ظلماً ولم ينس دعوته في سجنه وكذلك أنتم خاصة في هذا الشهر الكريم وظهرت براءته علي الملأ وتبوأ مكانته العالية في مصر خدمة لوطنه وإخلاصا في عمله وكذلك أنتم إن شاء الله حيث يعلم القاصي والداني براءة ساحتكم مما نسب إليكم وأن مصر وشعبها في انتظار السطوع الوشيك لشمس الحقيقة ليهنأ وطنكم بجهدكم وصلاحكم وعطائكم " ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء وهو القوي العزيز"
يكفيكم فخرا سابق عطائكم وحسن سيركم وتضحياتكم المتواصلة لإرشاد أمتكم وايقاظها من نومها وإقالتها من عثرتها .
يكفيكم شرفا أن خصمكم شهد علي نفسه بأن الفساد اصبح داخله للركب وأنه مبغوض من شعبه بعد أن أذله وأفقره وجعله مهانا بين الشعوب .
يكفيكم شرفا أن القضاء العادي العادل (قاضيكم الطبيعي ) كما هو الحال في كل الدول المحترمة قد أخلي سبيلكم ولم يجد الظالمون المفسدون إلا المحاكم الإستثنائيةأو الإعتقال للإبقاء عليكم خلف القضبان إلي الآن .
يكفيكم شرفا تأييد الشرفاء من هذه الأمة لموقفكم وثناؤهم عليكم وفي المقابل سخطهم واستنكارهم ورفضهم لجرائم خصمكم .
يكفيكم شرفا أنكم تركتم خلفكم زوجات وأبناء وبنات وأهل أبطال ثابتين علي يقين من قضيتهم ودعوتهم يرفعون رؤوسنا عالياً بقوتهم وثباتهم ونشاطهم فهم قدوة لكل أسرة مصرية .
يكفيكم فخرا أن يختاركم الله وأهليكم ليكون شهر رمضان بالنسبة اليكم واليهم شهر جهاد وتضحية بالإضافة إلي الصيام والقيام .
فلقد جاهد رسول الله صلي الله عليه وسلم وصحبه الكرام في رمضان فانتصر في بدر وفتح أم القري مكة المكرمة وهاأنتم علي درب نبيكم وصحبه الميامين تستقبلون شهر رمضان بالتضحية والثبات والصبر علي السجن أنتم وأسركم وزوجاتكم وأبنائكم "فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين" .
إن كانت الفريضة في رمضان بسبعين فريضة فيما سواه فكم ياربي تساوي الفريضة في رمضان وفي السجن لإخواني وفي الثبات لأهليهم .
وإن كانت السنة تعدل أجر فريضة فكم ياربي يعدل الحبس من أجل إحياء السنة والدفاع عن الفرائض والحفاظ علي الدين .
وإن كان مشي المسلم في حاجة أخيه خير له من اعتكافه شهرا في مسجد الحبيب المصطفي فكم ياربي أجر زوجات وأبناء إخواني وهم يسيرون ذهابا وجيئة علي أزواجهن وعمداء بيوتهن الأبطال الذين يشهدون الله أن الأمة الإسلامية لا زالت بخير برجالها ونسائها وشبابها وأطفالها الأبطال المضحين في سبيل دينهم ووطنهم وأمتهم .
إذا كان اعتكاف رمضان فيه من الأجر ما فيه فكم ياربي يأخذ من الثواب المعتكفين داخل السجون وأهليهم العاكفون علي راحتهم والوقوف خلفهم وحولهم مؤيدين ومناصرين .
وإذا كانت ليلة القدر أجرها خير من ألف شهر فكم ياربي تساوي ليلة القدر لهؤلاء الأسري في سبيل الله وأسرهم المرابطة في سبيل الله .
إن الله ادخر لكم ولأسركم أجرا ستسرون به في دنياكم ويوم لقاء مولاكم .
يكفيكم دعاء إخوانكم وأخواتكم وأبنائهم لكم ولأهليكم في هذا الشهر الكريم .
والنبي الكريم يخبرنا عن توزيع الأجر بينكم وبين أهليكم وإخوانكم فيقول صلي الله عليه وسلم : " إن الله يدخل بالسهم الواحد
ثلاثة الجنة صانعه ومُنبله وراميه " فراميه إخواننا الأسري في السجون ببذلهم وعطائهم وجهادهم وصانعها أفراد دعوتنا ومُنبلِها أزواجهم وأبنائهم .
فهنيئا برضا ربنا وجنته لإخواننا وأهليهم ونحن معهم بإذن الله.

وأعتذر لكم عن تقصيرنا في الدفاع عنكم والعمل علي تبني قضيتكم بالمستوي الذي يليق بقدركم عندنا وعند الشرفاء من أبناء وطننا وأمتنا والذي يكافئ قدر الظلم الذي يقع عليكم وعلي اهليكم نفسيا وماليا وجسديا

وأعاهدكم عهدين إلي أن تخرجوا لنا قريبا أعزة كراما مرفوعي الرأس لتكملوا دعوتكم وتستمروا في عطائكم .
العهد الأول أن نضاعف جهدنا ونبذل قصاري جهدا في إتمام الطريق الذي نسيره معا وحمل أمانة الله التي كلفنا بها مهما كانت الصعاب ومهما واجهنا من عقبات وتضحيات .
العهد الثاني أن نعمل علي كسر قيدكم وفك أسركم ورفع الظلم الواقع عليكم أنتم وأهليكم بكل الوسائل القانونية والبرلمانية والإعلامية والشعبية وبالتعاون مع جميع الشرفاء من هذا الوطن وجميع مؤسسات حقوق الإنسان والهيئات والمنظمات والأحزاب والمؤسسات الدولية وأن يظل عهدنا هذا ليشمل كل وسائل وأدوات القهر والتعذيب وانتهاك حقوق الإنسان لكل إنسان مهما كان فكره أو جنسه أو عقيدته .
تحية لإخواني الأسري فرسان محراب رمضان ، تحية إلي زوجاتهم وأبنائهم كوكبة الثبات والتضحية والفداء تحية إلي كل شريف مظلوم لم يأخذ حقه ولم يرفعه عنه ظلمه تحية إلي كل المجاهدين والمناضلين لمقاومة انتهاك حقوق الإنسان تحية إلي الذين يواجهون الظالمين والمستبدين ويفضحون ممارساتهم تحية إلي كل العاملين علي إعادة العدل والحرية والسيادة والريادة إلي أمتنا العربية والإسلامية .
أخوكم
إبراهيم الزعفراني

الأربعاء، أغسطس ٢٩، ٢٠٠٧

التحقت بكلية الطب

مات عبد الناصر 28 سبتمبر 1970 وكانت اول محاضرة فى الكلية تآبين لوفاة عبد الناصر وكان اليسارين والناصريين لهم اليد العليا
فى الكليات فى الاتحادات الطلابية والانشطة ممثلا فى شباب الاتحاد الاشتراكى والتنظيم الطبيعى
من الطلبة واعضاء هيئة التدريس دخلت كلية الطب وعدد من اصدقائى من مدرسة العروة الوثقى اذكر منهم محمود جاد ، وصلاح
محسب ،وعبد الحميد الشاذلى لادرس السنة الاعدادى منها بمدرجات كلية العلوم ( منطقة الشاطبى ) وكنت اسكن قريبا من الكلية ( منطقة كامب شيزار) و كنت ملتحيا والبس البالطو فوق البدلة
أول مواجهه مع أحد أساتذة الكلية
حذرنى بعض زملائى فى الكلية ان مظهرى الاسلامى هذا سيعرضنى لمضايقات من جهه ادارة الكلية واساتذتها خاصة غير المسلمين
منهم – لم استجب لهذا التخويف بل ازددت اصرارا وعنادا أن أظل بهيئتى هذه حتى لو فصلت من الكلية – و فى ذات مرة وقف استاذ علم الحيوان ليتكلم عن العضو الذى يجتمع فيه البول مع الحيوان المنوى وان اسمه المجمع واذا نسيتم الاسم تذكروه لمشابهتة اسم
( مجمع اللغة العربية ) – غضبت اشد الغضب خاصةأن الاستاذ لم يكن مسلما . وبعد عودتى الى المنزل امسكت بورقة وقلم وكتبت
لهذا الاستاذ خطابا الومه واعنفه علىما بدر منه واحذرة من العودة لمثل ذلك مرة اخرى وارسلته اليه على عنوان الكلية وفى اليوم التالى اخبرت زملائى بذلك وكانو مشفقين على من رد فعل الاستاذ – وفى موعد محاضرته الاسبوعيه جلسنا متجاورين ودخل الاستاذ
وكانت سعادتنا غامرة حين بدأ الاستاذ محاضرته بالتوجه لطلبة الدفعة وهو يقول أرسل الى أحدكم يعاتبنى على كلمة قلتها أسأت فيها الى مجمع اللغة العربية وأنا أقدم اعتذارى لكم جميعا ولكن أطلب من تلميذى الذى بعث بالخطاب ان يكون اسلوبه أقل حدة . ثم استمر فى القاء المحاضرة ( فعلى كل صاحب مبدأ أن يدافع عن مبدائه بشجاعة ولكن باسلوب لبق يتناسب مع الموقف
تعليق مجلة حائط دينية داخل المبنى
أعددت مجلة حائط فى مواضيع دينية متنوعة وأخذتها لاضعها داخل ممرات المبنى فإذا بالفراشين يحذروننى من عواقب ذلك اذا رأتها الادارة أو احد من الاساتذة فهذا ليس مكان تعليق المجلات الدينية ونصحونى أن اذهب واعلقها فى مسجد كلية الزراعة – اخذت
المجلة وسألت عن مكان المسجد فإذا به بعيدا جدا عن مبنى الاعدادى ( طب) داخل كلية الزراعة فقلت لنفسى لقد اعددتها لا ليقرأها المصلين فقط ولكن لكل زملائى فعدت مرة اخرى وعلقتها فى المبنى ووقفت احرسها حتى لا ينزعها احد وجاء الزملاء لقراءتها ومر الاساتذة فمنهم من ينظر الى المجلة ( وعناونها الرئيسية ) ثم ينظر الي ويبتسم ابتسامة المشجع واخر ينظر نظرة دهشة واستنكار . وبعد انتهاء اليوم اخذتها معى لأعلقها فى اليوم التالى . ثم أصبحت اتركها معلقه طوال الاسبوع بعد أن تعود الاساتذه رؤيتها و الزملاءقرائتها وتواصلت على تحريرها اسبوعيا انا وزملائى لم يكن لى نشاط دعوى فى السنة الاعدادية فى كلية الطب سوى المجلة والحديث مع الزملاء داخل المدرج الذين يلفتهم الى مظهرى وكذلك ، واللقاء بعض المواعظ القصيرة بعد الصلاة فى مسجد كليه الزراعه ( فعلى كل من يريد ان يعمل على نشر دعوته ان يقوم بالمحاولة تلو المحاولة ولا يثنية الخوف او غياب المعين)
الهروب من زحام الترام واخطائه
انتهت السنة الاعدادى و انتقلنا الى مبنى كلية الطب ( منطقة الازاريطة ) ونقتلت اسرتى للاقامه ( منطقة اسبورتنج) وبعدت المسافة بين السكن والكلية وأصبحت الوسيلة المناسبة للذهاب للكلية يوميا هو (الترام)الذى يزدحم بالطلبة والطالبات – وكنت أن اركبه وحدى فى زحام به طالبات وهى فتنة قد تؤدى بى الى معصيه فكنت لا اركب الترام الا فى صحبة زميل لى متدين يسكن قريب منى اسمه ( احمد عصام ) ، قال صلى الله عليه وسلم: ( الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين ابعد والثلاثةركب) ندفع التذاكر ثم نقف على سلم الترام من جهته اليسرى ( حثى كانت أ بواب الترام لا تغلق) نتحمل البرد بل والمطر ونحن سعداء اننا بعيدين عن مجال المعاصى متيقنين أن الله يرانا على هذه الحالة فيرضى عنا ويباهى بنا الملائكة – فاذا مرض زميلى او سافر كنت أذهب الى الكلية على قدمى من طريق البحر متظللا بالكبائن من المطر حتى اذا اقتربت من مكان السلة بالشاطبى خرجت الى الشارع لأتم مشوارى . كنت احس وانا امشى بجوار البحر ان البحر سعيد بصداقتى لانى انا وهو نعبد الله وان الطريق والكبائن سعيدة بطالب يهرب من مخافة أن يعص الله . فكان قبلى يزداد سعادة بما ألاقى من تعب.واثناء عودتى من الكلية اركب مع احمد بداخل عربة الترام حين نجدها غير مزدحمة فاذا راينا عددا كبيرا من الطالبات يدخلن العربة من امام مبنى الكليات النظرية نسارع انا وهو الى باب الترام للنزول ونحن نقول ( فاستبق الباب فاستبق الباب ) تأسيا بسيدنا يوسف عليه السلام ونحن نستبق الى باب الترام . ثم نكمل مشوارنا مشيا على الاقدام ونحن سعداء باننا نعمل حتى يرانا الله ويرضى عنا.( ونصيحتى لابنائى الذين يمرون بهذه المرحلة ان تكون لهم صحبة صالحة داخل كليتهم وداخل دفعتهم وداخل سكشنهم ليقوا على تجنب المعاصى وألا يتبعوا خطوات الشيطان فكل خطوة تؤدى حتما الى خطوة التى بعدها الا من عصم ربى )
بداية الدعوة الاسلامية بكلية الطب
- لم يكن فى كليه الطب عناصر يساريه أناصريه كثيرة مقارنة بما كان فى كليه الهندسه أو مجمع نظرى وكانت صفوف الناصريين واليساريين فى هذه الفطرة وبعد وفاة عبد الناصر قد تصدعت وكان ثمة صراع يدور بدخلهم على عدة مستويات أضافة الى صراعهم
مع الرئيس السادات فى اللحظة التى كان التيار الاسلامى يتناما بعد أن رفع السادات يد الاجهزة الامنية من ملاحقته آملا فى
أنالاسلاميين هم وحدهم المؤهلين لمواجهة التيارات اليساريه والناصريه التى كان فى حالة صراع واشتباك معها
- أكبر ما آلمنى أنى لم اجد بكلية الطب مسجد وكان علينا كطلبة ان نذهب الى مسجد المستشفى الجامعى فى نهاية المبنى لنؤدى الصلاة.- استأذنت فراش مدرج الجرامة وبدأت فى كتابة آية من القران او حديث على الصبورة قبل بداية اليوم الدراسى ثم اتولى محوها عند دخول الاستاذ.- ثم بدأت اقرا ما تيسر من القران على زملائى قبل بداية اليوم الدراسى وقبل دخول الاستاذ.- شجعنى على ذلك بعض زملائى وكذلك بعض اساتذتى - وناقشنى اخرين من منطلق الزمالة وابدوا لى عدم قناعتهم بقراءة القرآن بالمدرج تكريما لهأان يقرأ بهذا المكانوبدأت اكتسب اصدقاء جدد من خلال تعرفهم على يوما بعد يوم ولم يكن فى دفعتنا تيارات سياسيه أو دينيه ولكن توجد مجموعات تسمى شلل من الطلبه والطالبات(ولم تكن فى أيامنا قد وصلت العلاقات بين الطلبه والطالبات الى هذه الدرجه من الانحلال)
دخان فتنه طائفيه يتصاعد فى سماء الاسكندريه
فى اوئل العام الدراسى (1971-1972) قام احدالقساوسه بكنيسه سبورتينج بتقديم خدمات علميه لطلاب كليه الطب جامعه الاسكندريه عباره عن دروس تقويه داخل الكنيسه يلقيها متخصصون وشراء الادوات والالات والاجهزه الازمه لذلك. اجتذب من خلالها بعض الطلاب المسلمين من الكليه وعلى اثر صداقات ومناقشات ومماراسات تمكن القس من دفع طالبين مسلمين الى تغيير دينهما من الاسلام الى المسيحيه أحدهما هو الطلاب/ ابراهيم ابراهيم السايح . وعلى اثر ذلك قام مدير مديريه الاوقاف بعمل تقرير بهذا الحادث وتم ارساله الى الجيهات المعنيه وتمكن بعض الزملاء المسلمين من الحصول على صوره من هذا التقرير الذى قمنا بتصويره انا واصدقائى وتوزيعه على زملائنا وزميلا تنا فى الدفعه.ثمعلى طلبة الكليه وكان لهذا الحدث ردود افعال كثيره من جانب المسلمين اذكر منها.
ردود الفعل داخل الجامعه
-لقاء تم من بعض الجهات مع الطالبين لمعرفه الاسباب والطرق التى مورست معهما وادت الى تغيير عقيدتهم وتم عودتهم الى الدين الإسلامى فى آخر المطاف
-دعوت زملائى الطلبه فى الدفعه الى عمل درس دينى اسبوعى بجامع القائد ابراهيم وهو اقرب المساجد الى الكليه حيث لم بالكليه مسجد كما رفضت المستشفى قيام الدرس داخل مسجدها.وكان ذلك كل سبت بعد انتهاء الدراسه حضر هذا الدرس اكثرمن خمسين طالب وكنت ادرس فيه تفسير جزء (عم) وستمر عدة شهور
-دعوتنا الى جمعيه الشبان المسلمين
جاء أحد طلاب السنه الثانيه الى دفعتنا وكتب على السبوره (تدعوكم جمعيه الشبان المسلمين لدروس فى المواد الطبيه لطلاب
السنه الاولى بمقرها بمنطقه الشاطبى وتبدا الدراسه فى يوم كذا........).كان هذا هو الطالب احمد عجلان ابن السيخ عجلان احد كبار دعاه الجمعيه الشرعيه بلاسكندريه وكان الطالب عضوا بجمعيه الشبان المسلمين سررت سرورا عظيما وذهبت الى مبنى الجمعيه فى اليوم المحدد والساعه المحدده. خاب ظنى فى جمعيه الشبان المسلمينلقد ذهبت الى هذه الجمعيه وقد رسمت لها فى مخيلتى صوره
رائعه حيث توقعت أنى ساجدها جمعيه يتطابق نشاطها مع اسمها الجذاب تخيلتها جمعيه تجمع الشباب المتدين النشط المحافظ على عباداته ودعوته ، ويديرالجمعيه ويعمل بها رجال وهبوا حياتهم للدعوه الاسلاميه فى تفان وانضباط ، وللاسف الشديد, ان هذا الخيال
لم يكن الى تعبيرا عن تمنيات عاطفيه لشاب فى مثل سنى . دخلت الجمعيه فوجدت بها عدد من الموظفين لا يهتمون بالداخل عليهم !
سألتهم عن مكان الدراسه فلا اجد جواب وصلت للقاعه بعد جهد جهيد فوجدت عددا قليلا من زملائى يجلسون ولم انجد احدا من
المحاضرين ولا المنظمين وقد حضرنا فى الموعد المحدد . لم انتظر وقررت الانصراف انا وزميلى /احمد فريد. وكانت هذه اول مره نتقابل فيها فوجدت عنده نفس المشاعر تجاه هذه المؤسسه واصيب بنفس خيبه الامل فكان أحمد هو مكسبى الوحيد من هذا اللقاء شاب متدين له اسلوبه الادبى فى الكتابه وعاطفه دينيه متدفقه وتآخينا لنكمل معا مشوارنا الطويل فى الدعوه الى الله.(وكان درسا لى
ألا أترك لعاطفتى وحدها ترسم لى شئ لم أتعرف عليه بعد وألا انخدع بالاسماء البرقه أو الصور الظاهره . لم أكن أعرف وقتها أن النظام الناصرى أبقى على بعض المؤسسات الاسلاميه كأسماء وصور وفرغها من روحها ومضمونها كما فعل بالجمعيات الاسلاميه والازهر الشريف .كما يحدث لعدد من المسلمين حين يحملون اسم الاسلام ويتخلون عن روحه ومبادئه وماتمارسه بعض من ارتدين الحجاب ومع ذلك يبرزن مفاتنهن وصادقن الشباب)
التحول الى جمعيه ومسجد سيدى جابر فى اليوم التالى حدثت مع زملائنا ما حدث فى جمعيه الشبان المسلمين فعرض علينا الزميلان /على المنشاوى- ويحيى الجناينى وكانا من اكثر اعضاء الدفعه نشاط وحركه ان نتوجه الى مسجد سيدى جابر لمقابله شيخ المسجد (الشيخ احمد المحلاوى) ونعرض عليه ان يقيم هذه الدروس الطبيه
من خلال الجمعيه التى كان يراسها_(وكنت شاب لا يحب الصلاه فى المساجد التى بها قبور)_ ولكنى ذهبت معهم يوم الجمعه ومعى زميلاىأسامه عبد المنعم وفاخر البنا للحديث مع الشيخ بعد الصلاه . وإذا بى استمع الى خطبه راقيه فى مضمونها وطريقه القائها من خطيب عملاق فى قامته , عملاق فى علمه وهو يلهج بكثير الثناء على ربه فيهيج العواطف الإمانيه. وكانت هذه اول مره استمع اليه و تعرف عليه بعد الصلاه فى مكتبه بالمسجد حيث وجدناه سعيد مرحبا متبنيا لنا ولنشاطنا واضعا كل امكاناته وامكانات الجمعيه لخدمه
مشروعنا وتم شراء الاجهزه والتجهيزات اللازمه والاتفاق مع الزملاء المتفوقين من الدفعه السابقه وكذلك بعض مدرسى الكليه لاعطائنا دروس طبيه. ودعونا زملائنا وزميلاتنا لهذه الدروس-واشطرتنا على الزميلات ان يرتدين اشرب وملابس طويله لدخول
الدروس(ولم يكن الحجاب ولا المحجبات لهم وجود فى الكليات)فكانت الزميلات يلبسن غطاء الراس اثناء الدروس ويخلعنه بعد الخروج (معظمهن ارتدى الحجاب بعد عده اشهر) وكانت الدروس الطبيه تبدا بدرس دينى يلقيه فضيله الشيخ المحلاوى او احد الدعاه ثم يليه الدرس الطبى وكنا نتوقف وقت الصلاه ليؤدى الطلبه صلاتهم فى المسجد اما الزميلات فكن يصلين فى مكان الدرس.مما طبع افراد الدفعه بطابع دينى وتماسك ظل حتى بعد تخرجنا وكذلك الدفعات التى جاءت من بعدنا لتكمل برنامج الدروس الطبيه فى جمعيه سيدى جابر
ثم بعد ذلك فى جمعيه على ابن ابى طالب (منطقه سموحه) بعد خلاف دب فى جمعيه سيدى جابر نقل على اثره الشيخ
المحلاوى الى مسجد القائد ابراهيم (هذه هى بركة المسجد فى حياه المسلم والمسلمه وقيمه تقديم الخدمات المناسبه من قبل الدعاه ومدى تاثيره فى نفوس المدعوين ) ردود افعال هذه الفتنه بمدينه الاسكندريه خارج الجامعه اتفق تجار المدينه الى ان تقسم المدينه الى مناطق وشوارع لاقامه احتفالات اسبوعيه بالمولد النبوى عاما كاملا لاقامه السرادقات واحضار مشاهيرقراء(القرآن الكريم ) بمصر لاحياء الاحتفالات والاستعانه بابرز المشايخ لألقاء المواعظ الدينيه بها وكان النصيب الاكبر لفضيله الشيخين العالميين الشيخ محمود عيد والشيخ احمد المحلاوى(متعهما الله بالعافيه) وصبح صدى كلماتهما يتردد فى الاسكندريه من اولها الى اخرها . الفتنه اوجدت روح من الحساسيه والتوجس بين المسلمين والمسيحين.
ظهرت هذه الروح فى كثير من المواقف التى سوف اتناولها فى احداث لاحقه باذن الله

الاستاذ/ محمد حسين حلقة الوصل بين


القيادات الطلابيه والاخوان .
فى عام 1972 كنت طالبا بالسنة الثانية كلية الطب واميرا للجماعة الاسلامية بها وكنت اواظب على صلاة العشاء بمسجد فجر الاسلام منطقة اسبرتنج الذى بناه الاستاذ / ابو الفضل وكان تحت الانشاء وكنت احد الشباب الذى ساهم فى بنائه وكان الاستاذ/ محمد حسين وقتها رئيس لجمعية انصار السنة المحمدية بمسجد الحمام بباكوس ويتبع هذه الجمعية مسجد صغير يسمى ( مسجد مصعب بن عمير ) منطقة بولكلى ولما كان الاستاذ/ محمد حسين صديقا للاستاذ ابو الفضل رحمه الله وزميل له فى شركة الاخشاب حيث كان يعمل أ /. محمد حسن وقتها رئيس للشئون القانونية بالشركة دعا الاستاذ / ابو الفضل الاستاذ/ محمد حسين لعمل درس اسبوعى يوم الاربعاء للنساء والاخوات وكان درسا ناجحا يزداد عدد الحضور كل اسبوع ويحضره الرواد من اماكن متفرقة من مدينة الاسكندرية وقد خرج بعد ذلك جيلا من المحجبات الداعيات الاسلاميات .
التعارف بيني وبين الأستاذ محمد حسين
قابلت أ / محمد حسين فى مسجد فجر الاسلام بعد انتهاء الدرس بعد صلاة العشاء رجل ممتلئ الجسد ذو لحية كثة سوداء ووجه مستدير بشوش فى 35 من العمر . استرحت الى مظهره وفكرت فى التعرف عليه ولكنه عاجلنى بان توجه ناحيتى وسلم على وتعرف الى وتعرفت اليه وسالنى عن سكنى وحين اخبرته انه قريب على بعد امتار من المسجد 40 ش الاقصر . ادهشنى بطلبه ان يذهب معى الى منزلى لتناول كوب من الشاى مشيت معه وانا فى منتهى السعادة ان يدخل مثل هذا الرجل الصالح منزلنا وبطلب منه . ومما أثاراعجابى به انه بعد ان جلسنا فى غرفة الاستقبال بمنزلنا سالنى عن والدى وان له رغبة ان يتعرف عليه وحين دخل والدى استقبله ببشاشة من يعرفه قبل ذلك ولاطفه واعطاه من الاحترام والتقدير ما جعل ابى يتعلق به ويثنى عليه حتى وفاة ابى رحمه الله عام 2000. وبعد ان تناول الشاى و تبادلنا الحديث عن الله وفضله علينا وكان ذو حديث عذب وعاطفة ايمانية تتدفق من قلبه و كلماته وملامحه وحين أراد الانصراف طلب من ابى ان ياذن لى ان يصحبنى معه فوافق ابى على الفور وبعد خروجنا من البيت قال لى فى لغة ملؤها الاخوة يا ابراهيم يسعدنى ان توصلنى الى منزلى كما قمت بتوصيلك الى منزلك فلبيت طلبه ومشينا حتى منزله ش مصطفى كامل منطقة فلمنج . نذكر الله بصفات ونعمه والاءه وآياته . وهى مسافة تزيد قليلا على ثلاث كيلو متر تقريبا فلم نشعر بالوقت. و فى حجرة الاستقبال المتواضعة مكتبة كبيرة للكتب عرفت من خلالها مدى شغفه بالقراءة.
قصة هداية الأستاذ محمد حسين
وقد حكى لى أنه بدأ حياته عاملا بشركة الغزل بكفر الدوار ثم اكمل دراسته حتى حصل على ليسانس كلية الحقوق جامعة الاسكندرية . وانه كان موجها فى الاتحاد الاشتراكى الناصرى وان الله هداه للتدين بعد عدة مواقف تعرض لها حولت وجهته من الناصرية الى التدين
يحكى عن بعض المواقف :
انه نزل الى البحر للاستحمام وكان معه احد اخوته ولكن موج البحر ادخله الى مكان عميق واذا به يغوص تحت الماء ويستسلم للموت وفجاة راى نفسه يصعد الى سطح الماء فيصرخ ولا يتمكن الا من اخذ كمية قليلة جدا من الهواء وتكرر ذلك عدة مرات.
وكان يقول لنفسه فى كل مرة الهواء يملا الدنيا وانا الان بحاجة لكمية قليلة انقذ بها من الموت فلا استطيعها وقد كنت اتمتع بالهواء طوال حياتى ولا اعرف قيمته وسرعان ما بعث الله له من انقذه من الغرق يقول:( فكان لهذا الحدث الاثر الرئيسي فى تحول حياتى الى التدين ).

توطيد العلاقة مع الأستاذ محمد حسين
اعود لجلستى معه فى غرفة استقبال بيته وسط مكتبته العامرة بالكتب جلس يطلعنى على اسماء بعض الكتب ثم اعارنى كتابين ( معالم فى الطريق ) للاستاذ سيد قطب وكان مغلفا بغلاف مكتوب عليه اسم مستعار غير اسمه الحقيقى وكتيب المصطلحات الاربعة للمودورى ... عدت الى منزل ولم انم حتى اتممت قراتهما فتحركت فى كل كوامل الثورة على هذه الاوضاع البعيدة عن الدين والبعيدة عن تعاليمه . وتكررت هذه الرحلة مع الاستاذ محمد حسين كل يوم اربعاء من الاسبوع بعد صلاة العشاء الشاى بمنزلنا المشى الى منزله استعارة بعض الكتب من كتبه وفى احدى زياراتى له أهدانى نسختين من كتاب (فى ظلال القران ) للاستاذ /سيد قطب الطبعه اللبنانيه حيث منعت السلطات طباعته فى مصر وحين اخذت واحدة فقط قال هذه لك ولكن خذ الثانيه يستعيرها اخوانك فانى أعرف أن لك اصدقاء كثيرون . وكنت سعيدا بهذه الايام اشد السعادة وكنت اخذ منه زادا لاحدث به اخواتى بالكلية استمرنا على ذلك شهور حتى انتقل الدرس الى مسجد عصر الاسلام وبعدها رتب الاستاذ / محمد حسين لقاء اسبوعى لزيارتى ومعنا بعض الاخوة لجلسة ايمانية نقرا فيها بعض الكتب ونصلى عدد من الركعات .
وقد وتوطدت علاقتنا فكنت كثيرا ما اذهب اليه قبل الفجر لننزل سويا لصلاة الفجر فى المسجد المجاور له وربما قابلته مباشرة فى صلاة الفجر بالمسجد وكان منزل أ / محمد حسين خاصة حجرته المطلة على ش مصطفى كامل لا تكاد تخلوا من تردد الشباب عليه . وقد لاحظت أن للاستاذ / محمد مجموعة من الرجال القريبين منه سنا وكان هو بالنسبة اليهم بمنزلة الشيخ من المريدين ا / لطفى عبد العزيز ا / حسنى جبريل أ / على عطوة أ / السنوسى , أ / اسماعيل حسين وغيرهم اضافة الى رواد مسجد الحمام الذين كانوا يواظبون على دروسه وامتاز ا / محمد حسين بقدرته العالية على التباسط مع اخوانه وبناء علاقات اسرية حميمة بينهم وتواصل دائم لا ينقطع .
التحام مجموعة كلية الطب مع مجموعة حامد الدفراوي
كنت فى كلية الطب قد كونت جماعة من ثلاثين فردا من اشهرهم اخى الحبيب / احمد فريد وكنا نقرا فى كتب الشيخ /محمد عبد الوهاب وابن تيميه وابن القيم وابو الاعلى المودودى بالا ضافه الى كتب الشهيد /سيد قطب وفى الوقت نفسه كان حامد الدفراوى وخالد داود واخوه آخرون من محرم بك قد كونوا جماعة سلفية اخرى يراسها حامد الدفراوى معه خالد داوود ومحمد اسماعيل و سامي أبو الطيب ومحمد عبد الفتاح وسعيد عبد العظيم وغيرهم وبعد تعرفى على اخى الحبيب خالد داود فى مسجد مصعب بن عمير ببولكلى . عرضت عليه امر جماعتنا فذهب واحضر اخى الحبيب حامد الدفراوى . الذى عرض على ايضا مبادئ جماعته وجدنا ان اهدافنا متقاربة وقررنا الاتحاد والعمل معا واصبح الاخ / حامد الدفراوى هو مسئول هذه الجماعة -
و فى ذات الاسبوع توجهت للاستاذ / محمد حسين وقلت له :(لا يكفى ان تتكلم عن العقيدة والاسلام فلابد من ان نعمل شئ فالاسلام يتعرض لخطر من كل مكان ونحن لا نتحرك فطلب منى الاستاذ / محمد حسين ان كان لدى ما هو جديد فهو على استعداد لمعرفته تركته على وعد من ان استكمل معه الحدث , والتقيت بحامد وخالد واخبرتهما بما دار بينى وبين أ / محمد حسين . وتكفل حامد الدفراوى بمهمة الذهاب الى الاستاذ / محمد حسين والحديث معه ومرت الايام دون ان اعرف ما دار بينهما وبعد قرابة الشهر وكان ذلك فى العام عام 1973 . حيث دعيت من قبل اخى خالد داود الى لقاء خماسى حضرة الاستاذ / محمد حسين وقد عرفت خلال اللقاء ان أ.محمد اصبح مسئول ألاول وقامت هذه المجموعه الخماسيه بقيادةالجماعة وبقينا على هذا الحال سنة دار الحوار بعدها حول علاقتنا بالاخوان .
أستاذ محمد حسين وعلاقته بالإخوان
كان أ / محمد حسين على صلة وثيقة بمجموعة من الاخوان (بمنطقة محرم بك)الشيخ/صبحى الخشاب والشيخ/سيد الصاوي والشيخ /محمود ابو العينين وأ/ عبد السميع فضة وآخرين.
وكان يجلس معهم في مجموعة تربوية .و لم نكن علي علم بذلك كما كان علي صداقة وثيقة مع أ/جمعة امين بعد خروجه من السجن حيث كانا متجاورين سكنا وقد طلب منه أ/محمد حسين ان يلقي دروس يوم السبت بمسجد معصب بن عمير وان يتناوب مع أ/لطفي عبد العزيز الخطابة في ذات المسجد كما امتدت صداقاته للتعرف علي الحاج عباس السيسي (رحمه الله) والاستاذ/محمد عبد المنعم والحاج /محمد شكري و أ/ احمد حيدر (رحمه الله) -كان أ/ محمد حسين قريب من الشباب بهيئته وروحه ومنهاجه السني وكان هو معبر الانتقال الي الإخوان المسلمين
التمهيد للإلتحام بالإخوان
في إحدى الأيام تكلم الأستاذ / محمد حسين إلي هذه المجموعة بان الأخوان يريدون منك تحديد موقفكم من العمل معهم فعليكم أن تجلسوا سويا تحددوا نقاط النقاش وبالفعل جلسنا واتفقنا على أن نتناقش مع الأخوان الكبار فى أربع نقاط اختلاف حسب تصورنا في حينه بيننا وبين منهج الأخوات وتمثلت هذه النقاط في :
- تناول الأخوان لمسائل العقيدة ( الأسماء والصفات والتوسل..)
- مدى تمسك الأخوان بالسنن الطاهرة : اللحية , الجلباب..
- مدى الثقافة الشرعية عند الأخوان
- مفهوم الجهاد وهل الأخوان سيظلوا يقدمون التضحية رغم السجون والمحن

وكانت ليلة عاصفة في منزل الحاج عباس

حدد موعد اللقاء بمنزل الحاج عباس بمدينة رشيد حيث استمر اللقاء والنقاش من بعد صلاة العشاء والى صلاة الفجر من اليوم التالي .
أدار النقاش الحاج عباس السيسى ( رحمه الله ) وحضره الحاج محمود شكري والأستاذ جمعة أمين وحضره من الشباب مهندس/ حامد الدفراوي مهندس / خالد داود إبراهيم الزعفراني واتخذ الأستاذ / محمد حسين قرار بان يفسح المجال للشباب في الحوار مباشرة بينهم وبين الاخوان الكبار
قبل البدء في نقاش هذه النقاط الأربعة أحسسنا جميعا أن هناك لبس فالإخوان يعتقدون أن هذا الشباب اصبح في صفوف الأخوان . وانهم أتوا لاستجلاء بعض النقاط التي لهم رغبة في استجلائها و أما الشباب فهم يرون أن حسم قرارهم بالعمل في صفوف الأخوان مرتبط باستجلاء هذه النقاط الأربع .
تحاور الحاضرون حول هذه المسائل الاربعه:
مسألة العقيدة
فالشباب يتناول مسائل العقيدة بتفاصيلها والقيادات الاخوانية ترى أن العقيده الاسلاميه بسيطه وليست بهذا التعقيد وان هذه التفاصيل لايستطيع العوام أستيعابها وسوف تؤدى الى فتح باب تكفيرالمسلمين على كل خلاف فيها(كماحدث فى وقت من الاوقات بين المنتمين لكل من انصار السنه والجمعيه الشرعيه حول مسألة الفوقيه)وأن المسائل التىجمعتها ما تسمونها كتب العقيده مسائل حدثت فى اوقات الفتن وقد اندثرت هذه الفرق ونحن بدخولنا الى هذه المسائل نحيى مواضيع خلافيه لا وجود لها الان ودراسة هذه المسائل والتعمق فيها هو متروك للعلماء والفقهاء.
مسألة السنة
كما يرى الاخوان أن الشباب يقصرون السنه النبوية على السنن الظاهرة كاللحية والجلباب ويقيسون تدين المسلمين على اساسها وهذا مقياس خاطئ وعلينا أن نضع لكل تكليف اسلامى ميزانه الحقيقى عند الله كما أن هناك واجبات وسنن اسلاميه تقدم على غيرها حين التعارض بقدر المصلحة أوالضرر الشرعيين فىكل منهم.
مسألة العلوم الشرعية
الشباب يرون في عموم الإخوان عدم توسع في العلوم الشرعية والقيادات الاخوانية ترىأن هذا الادعاء ليس صحيحا على اطلاقه فمدرسة الاخوان خرجت كثير من علماء الشريعه كما أن الجماعة لا تطالب كل أفرادها أن يكونوا علماء ولكن عليه أن يتعلم مافرض عليه تعلمه وكل ما يتصل بعمله ومعاملاته كل حسب حاجته فلم يكن كل الصحابة أو التابعين علماء، وقال الحاج عباس (رحمه الله) كلمته الشهيرة نحن جماعة الاخوان مثل الهيئة التى توصل الكهرباء للناس لا نحتاج الى مهندسين كثيرين بقدر ما نحتاج الى عمال كثيرين).
مسألة الجهاد
وحول قضية الجهاد والتضحية أوضح الإخوان أن التضحية والجهاد هي أحد أركان بيعتهم لكن الجهاد له قواعد و أصول شرعية يجب الالتزام بها . فليس الجهاد ان تقوم بالتعدى على من يرتكب معصية فى الطريق وليس الجهاد مقاتلة المواطنين فىداخل البلاد انما الجهاد هو مقاتلة غازى محتل وقد طبقناه عمليا فى فلسطين وسوف نمارسه فى أى وقت نتمكن منه ان شاء الله دون تردد بعد هذا النقاش الطويل الذي اختصرته في هذه الكلمات عدنا إلي الإسكندرية وقد وصلنا إلي درجة من القناعة ودرجة أعلى من الحب والألفة بعد هذا الحديث الصريح الشفاف قررت المجموعة القيادية من شباب الاسكندرية الانضمام للاخوان
انفصال المدرسة السلفية
قررت المجموعة القيادية من الشباب على اثر ذلك مفاتحة أفراد التنظيم الشبابي في جامعة الإسكندرية برغبتنا في الانضمام للإخوان وعلى كل طالب أن يأخذ قراره الخاص به عن قناعة ورضى .
وافق إخواننا من شباب الجامعة في التنظيم جميعا على الانضمام للاخوان. لكننا ظللنا نخفى هذا الأمر عن عموم طلاب الجماعة الإسلامية التي كنا نقودهما بالإسكندرية . وبعد فترة قليلة بدا بعض الاخوة في إبداء قلقهم من العمل مع الأخوان وبدؤوا في إثارة النقاط الأربعة التي تقدم ذكرها.وظلت الفجوة تتسع بين هذه المجموعة التي كان يطلق عليها وقتها مجموعة ( محرم بيك ) حيث كان يسكن معظمهم وهم محمد اسماعيل ومحمد عبد الفتاح وسعيد عبد العظيم وأحمد فريد و سامي أبو الحسن ومصطفي أبو الطاهر والأخ قطب ( رحمه الله) وقد حاولو استقطاب الأخ وجدي غنيم إلي صفهم ولكنه إختار الإستمار في صف الإخوان المسلمين
عقدت هذه المجموعة لقاءات خاصة بهم ولما جلست معهم القيادات التنظيم الطلابية مع الأستاذ / محمد حسين وطالبوهم بتحديد موقفهم أعلنوا انهم لن يستمروا فى العمل مع الإخوان ومن هنا بدأت فكرة التمايز بين من اصبح يعمل مع الأخوان ومن رفض العمل معهم لتتكون مجموعة تطلق على نفسها ( المدرسة السلفية ) تميزا لها عن الجماعة الإسلامية بالإسكندرية التي اصبح أعضائها منضمين إلي جماعة الإخوان المسلمون والذين أعلنوا لطلاب الجامعة هويتهم الاخوانية و تميز افكارهم و منهجهم عن غيرهم من الجماعات .وبعد هذا الاعلان
تمايزت الحركة الاسلامية فى الجامعات المصرية الى ثلاث جماعات:-
· ـ الجماعة الإسلامية تحت شعار( الله اكبر ولله الحمد ) وهم شباب الإخوان المسليمين
· ـ الجماعة الإسلامية تحت شعار( لا اله إلا الله ) وهم شباب الجهاد والتي انتهي بها الأمر لقتل السادات و أحداث العنف في أسيوط وغيرها من المحافظات ثم دخولهم السجن ثم إعلان مبادرة التخلي عن العنف مؤخراً
· ـ المدرسه السلفية يمثلون مدرسة شرعية وهذه الأخيرة لم تزعم أنها تنظيم من هنا انقسمت الدعوة السلفية إلي عدة مدارس لكل منها شيخ مستقل ويزداد عدد هذه المدارس بإستمرار .
الاتصال والتعاون بين المحافظات
لقد كانت هناك اتصالات مستمرة بين القيادات الطلابية بجامعات مصر قبل ارتباطهم بالقيادات الاخوانية الاقدم حيث تعارفوا من خلال المعسكرات الصيفية والمؤتمرات المشتركة وانتخابات الاتحادات الطلابية .
ولذلك كان من السهل بعد هذا الميلاد الاخوانى الجديد ان تتواصل المحافظات لعنصرين اساسيين
الاول : هو التعارف الوثيق بين الاخوان القدامى الذين جمعتهم السجون و المحن.
الثانى : التعارف الذى تم بين القيادات الشابة والطلابية من خلال الانشطة المشتركة .
لقد سبق دخولنا الاخوان التعارف بين قيادات العمل الطلابى بالجامعات المختلفة وكان اكثر الجماعات تعارفا وترابطا هم قيادات جامعتى القاهرة و الاسكندرية
حيث كنا نتلاقى فى المؤتمرات الصيفية التى تقام فى مختلف الجامعات فى السبعينات من القرن العشرين وكانت لنا لقاءات نتبادل الافكار والاعمال ومن بين المواضيع التى ناقشناها علاقتنا بالاخوان بعد خروجهم من السجن واتصالهم بنا
فبعد أن تم التحام القيادات الطلابية بالاسكندرية بالاخوان قررت القيادات الطلابية بجامعة القاهرة فعل الشئ نفسه

الأستاذ محمد حسين يشرف علي النشاط الطلابي في مصر
وقد استقر الرأى بالتشاور مع الاخوان ان تكون مجموعة القاهرة والاسكندرية تحت قيادة واحدة ممثله فى الاستاذ / محمد حسين ومعه القيادات الطلابيه بالجامعتين فقامت هذه القيادة بجمع شمل جامعات اخرى على الاخوان-جامعة المنياممثلة فى قيدتها الاخوين/محيى عيسى و/أبو العلى ماضى وجامعة عين شمس ممثلة فى الاخ/محيى الظايط ، ولاأتذكر موقف جامعتى المنصوره والزقازيق ،أما قيادات جامعةأسيوط فأخذت ممثلة فى الاخ/كرم زهدى والاخ/ناجح ابراهيم ما يسمى الاتجاه الجهادى وقامت بمعارك يدويه استخدامت فيها الاسلحه البيضاء والجنازيرفى معاركها ضد الاخوان هناك ورفضت قيادات جامعة الازهر ممثلة فى الاخ عبد الله سعد الانضمام للاخوان .
ولقد سعى اخواننا بجامعة القاهرة الى التواصل مع اخوان القاهرة مباشرة وقام أ/ محمد حسين بالتوسط فى ذلك فأشار علينا الاستاذ/ مصطفى مشهور بمقابلة الاستاذ/ مبارك... بالقاهرة ليكون حلقة الوصل بين اخوان القاهرة والقيادات الطلابية بجامعة القاهرة
سافرت مع الاستاذ/ محمد حسين وخالد داوود وحامد الدفراوى الى منزل الاستاذ / مبارك..بالقاهره وكانت اول مرة أرى المهندس محمد الصروى فى مدخل العمارة يلبس جلباب الزاهدين حيث دلنا على شقة الاستاذ/ مبارك.. وحين جلسنا اليه ابلغنا انه ليس على استعداد لاداء هذا الدور.
انطلقنا من منزله مباشرة الى منزل ا/ مصطفى مشهور حيث ابلغناه بهذه المقابلة فكان جوابه خلاص خليكم زى ماانتو ا/ محمد حسين مسئول عن العمل الطلابى بالجامعات وازدادت القيادات الطلابية كفاءه فى الآداء واتسع نشاطهم الى ان فاز طلاب الاخوان المسلمون بمختلف مقاعد اتحادات الطلاب بمعظم الجامعات ،وتم لنا الفوز بأغلب مقاعد اتحاد طلاب مصر( وكان أول منفاذ بمقعد فى اتحاد طلاب مصر من الاخوان هو الاخ/عبد المنعم أبو الفتوح )والفوز بمقعد رئيس اتحاد طلاب مصر عدة مرات قبل أن يتم الغاء اتحاد طلاب مصر فى الائحه الطلابيهالظالمه عام1979 وبعد تخرج هذه المجموعه القياديه قامت باعمال عامهمثل صلوات العيد فى كافة محافظات مصر بتنسيق هذه القيادات الطلابية وغيرها من الانشطه .
وقررت عمل مجلس من امراء الجماعات الاسلامية (الاخوان طبعا) من طلاب جامعات مصر فى أواخرالسبعينيات ليدير الطلب الدعوةداخل الجامعات بانفسهم وبالتنسيق فيما بينهم
وتكون اول مجلس امراء العمل الاسلامى بالجامعات واختير الاخ الحبيب حلمى الجزار ليكون مسئولا عن هذا المجلس وقام هذا المجلس بدوره خير قيام حتى تم قرارت التحفظ الذى اصدره الرئيس السادات مارس 1981 ثم حملة الاعتقالات التى اعقبت اغتيال الرئيس السادات 6 اكتوبر 1981 وتم القبض على معظم هذه القيادات وقبض على د. حلمى الجزار وتعرض للتعذيب . كما قبض على معظم مسئولى العمل الطلابى الاخوانى بالمحافظات ليتوقف العمل الاسلامى داخل الجامعات وخارجها لتبدأ مرحلة جديدة فى أواخرعام 1982

السبت، أغسطس ٢٥، ٢٠٠٧

نوبة غفلة أعقبتها صحوة

تخرجت دفعة 1976 ثم قضيت سنة الامتياز وكانت هذه الفترة امتداد لسنوات نشاط دائمة وحركة مستمرة واسعة في عدة ميادين دعوية ودائرة جغرافية ممتدة .ثم جاء التكليف الطبي في الوادي الجديد وبعد شهر من النشاط الدعوى المتواضع هناك .التحقت بالقوات المسلحة لقضاء فترة التجنيد الإجباري أكتوبر 1978 ( والتي سوف اروي فيها مواقف عجيبة وغريبة في حياتي فهي مدرسة أخرى تختلف عن الحياة العادية ).
أنهيت فترة التجنيد 1/1/1980 وانتقلت للعمل بالإسكندرية بمركز الصحة المدرسية بمنطقة المندرة .واستأجرت شقة بمنطقة شعبية (العصافرة قبلي)لاتخذ منها سكنا وعيادة طبية وكان قد مضي علي زواجي ما يقرب من خمس سنوات ولقد رزقنا الله بثلاث بنات حيث ولد ولدنا الرابع في سكننا الجديد .كانت شقتي بسيطة أحببتها أنا وزوجتي الغالية (التي سوف اروي بإذن الله قصة زواجنا ونحن طلبة
في السنة الرابعة) وأولادي الذين رأوا أن الناس في هذه المناطق الشعبية متعارفون متكاتفون يشاركون في المناسباتويتساعدون في الملمات حتى أطلقوا عليها اسم (عصافرتنا
وكانت سعادتي كبيرة بهذه الشقة حيث أنها كانت في الطابق الأول علوي والباب المواجه لباب شقتي هو باب لمسجد داخل العمارة
(وله باب أخر خارجي لعموم المصلين)فكنت إذا جاء وقت الصلاة أتوضئ في شقتي ثم افتح بابي وباب المسجد المواجه له وادخل لأصلي حيث كان المسجد في الدور الأول علوي أيضا أحببت كثرة المكث في المسجد بعد العودة من العمل للقراءة واعطاء الدروس
الدينية ثم أحببت قيام الليل في المسجد حيث لم يكن يكلفني إلا أن أتوضأ في أي وقت من الليل وادخل المسجد لأصلي .وكان أخى الحبيب إلى قلبي أ/لطفي عبد العزيز (رحمه الله)وهو صهر أ/محمد حسين وكان رجلا روحانيا يعيش القران والحديث بروحه وقلبه ومشاعره.بل وكنا ننطلق لاعطاء دروس سويا ونقرا في كتب الرقائق لابن القيم وغيره كثيرا .أيامها أحسست بحالة إيمانية روحانية عالية ، كنت أتذوق حلاوة لم اكن أتذوقها للقران والصلاة وقيام الليل والأذكار وقراءة كتب الرقائق والإيمانيات مما أدى إلى ابتعادي عن العمل العام والحركة الدعوية الواسعة والمسئولياتى الجماعية التي كنت احملها علي عاتقي .حين شعر إخواني بتحولي هذا إلى الإيمانيات والعزلة سارعوا إلى بيتي المرة بعد المرة وبخاصة إخواني م/خالد داوود و د/عصام الحداد يلوموني علي هذا النهج ويذكروني بدوري الذي يجب أن أقوم به وسط إخواني وبتاريخ وخبرات تجمعت لدي وهي ملك لدعوتي واخواني يجب ألا احتبسها لنفسي .وان ما أنا فيه لا يتفق مع طبيعة شخصيتي وتكويني .كنت اسمع منهم هذا الحديث فادخله كما يقولون من أذن و أخرجه من الأذن الأخرى و أقول في نفسي انهم يقولون هذا لأنهم لم يذوقوا صلاة الخلوة والعزلة ولذة قيام الليل والتفكر والتدبر وسعادة البعد عن الشواغل والصوارف ومتعة القرب من الله ونشوة المناجاة له والانغماس في عالم الغيب الواسع الفسيح .وكانوا ينصرفون في كل مرة مع وعد مني أن أفكر فيما طلبوه مني ولكن الوقت طال

قرارالعزله يدخل امتحانا صعبا

وفي ذات مرة حضر إلى أخي عصام الحداد يطلب مني إلقاء كلمة بعنوان (حب الله)في ندوة تعقدها الجمعية الطبية الإسلامية التي كان يرأسها أستاذي الفاضل أ. د/ نبيل هاشم استاذ جراحة المخ والاعصاب(رحمه الله) الذي تعلمت منه كثير من المواقف والدروس التى أسأل الله أن يوفقنى لسردها ، وكانت الندوة قد دعي أليها زملائي الأطباء في مقر جمعية علي بن أبى طالب (بمنطقة سموحة)وعلمت منه أن كلمتي ستكون في البداية وسيتبعها عرض فيلم تسجيلي يحكي قصة غزو السوفيت (الاتحاد السوفيتي)لأفغانستان عام 1979 .فاعتزمت الذهاب شجعني علي ذلك .
1-الإحراج الذي سببته لأخواني بتكراراعتذارى لهم خاصة وقلبي متعلق بحبهم واحترامهم.
2-أن موضوع الكلمة التي طلبت مني مناسبة للجو والحالة التي كنت أعيشها فهى محاضرة عن ( حب الله) .
3-أن الفقرة التي سوف تلي كلمتي هي عرض فيلم تسجيلي يمكنني الانصراف خلاله دون أن يشعر بي أحد .
قابلت أستاذي أ./نبيل هاشم (رحمه الله) و أخواني الأطباء بفرحة وحب بعد فترة من الغياب .
وبعد إلقاء كلمتي التي أجدتها حيث أنى كنت أعيش معانيها .
جلست بين زملائي قريبا من باب القاعة انتظارا لإطفاء الأضواء لعرض الفيلم التسجيلي وهي فرصتي للانصراف أثناء هذا الظلام دون أن يشعر بي أحد لأعود إلى مصلاي وقراءاتي وعباداتي وبالفعل بدأ عرض الفيلم حيث رأيت من الذوق أن انتظر قليلا حتى ينهمك
زملائي مع الفيلم ثم انصرف .شاركت زملائي في مشاهدة مطلع الفيلم التسجيلي، الشاشة الكبيرة ومصور الفيلم أمريكي الجنسية خاطر بنفسه وسط المعارك إخلاصا لمهنته لينقل للعالم بالصورة والصوت ما فعله الروس أثناء اقتحامهم لأفغانستان المسلمة
-التعليق علي المشاهد مترجم إلى اللغة العربية .
المشهد الاول دبابات تعبر ا لي داخل الحدود الأفغانية والمعلق يقول:( عشرة آلاف دبابة تعبر الحدود إلى أفغانستان وعشرة آلاف قتيل أفغاني علي الأقل في أول أيام الغزو) ثم تتحول الكاميرا من صور الدبابات المقتحمة ألي صورة القتلى المسلمين في الشوارع في مناظر بشعة شعرت أن شعر رأسي يقف حين رأيتها .ثم تتسارع الأحداث وإذا بمشهد زوجات هؤلاء الشهداء يتحركن ويهرولن في الشوارع والأسواق وهن يبكين ويصرخن ويقطعن شعورهن صورة تقترب من الجنون بكيت من صور هؤلاء النسوة وكدت أصرخ
معهن ،تماسكت و حاولت الهروب من المشهد وقلت لنفسي لعل هؤلاء النسوة ممثلات سنمائيات ويقمن بدور الضحايا فيصدمنى صوت المعلق وهو يحدد أسماء المدن التي نقل عنها هذه المشاهد من الواقع .فأعود الى الحقيقه هؤلاء نساء وزوجات وبنات إخواني المسلمين الذين قتلهم الكفار، إنهن لسن ممثلات هن أرامل وأيتام تركهم إخواننا المسلمون في أفغانستان ثم كان المشهد الذي لم أتحمله حين شاهدت على الشاشة طفلة في الخامسة من عمرها بترت إحدى ساقيها واحد ساعديها وهي في مستشفي بدائيه
و قد امتلا جسدها بالأربطة الطبية بعد ان قتل أبوها وامها وحين ركزت الكاميرا علي وجهها البريء نظرت بعينها في عيناي ودار بيني وبينها حديث الاعين قالت لي يا عمي قد فقدت أبي وامي ولم يبقي لي إلا أمثالك هل يا عمي ستتركني هكذا للكفار وتذهب الي منزلك
والي مسجدك تشرب الماء البارد وتصلي وتعيش روحانياتك !؟ يا عمي لو عمل كل المسلمين مثلك فمن يبعث لنا بالطعام بالدواء بالكساء ؟ من يغيثناغيركم؟ستتركوننا فريسة للكفار؟
نظرت إليها دون رد فلما رأت صمتي قالت وعينها تذرف الدمع أذهبت يا عمي لشانك .لنا الله يا عمي .وهنا أجهشت بالبكاء وقمت اجري خارج القاعة .أحسست أنى في حاجة شديدة أن اجلس مع نفسي أراجعها لاحسم موقفي .فوجئت بأصوات أقدام تجري خلفي تتبعني استدرت لاري أخي د/عصام الحداد خلفي سألته عن سبب مجيئه ورائي قال جئت لتوصيلك لبيتك بالسيارة (حيث أنى لم اكن املك سيارة) طلبت منه أن يرجع ويتركني وحدي فأنا في حاجة أن أخلو إلى نفسي .وحين أصر علي توصيلي اشترط عليه ألا نتحادث سويا لاني لست علي استعداد للحديث مع أحد وأنا في هذه الحالة .فاستجاب مشكورا وقام بتوصيلي .لم ادخل باب شقتي بل دخلت باب المسجد المقابل لشقتي وتوضأت أصلي وادعوا الله أن يوجهني ويقودني إلى الطريق الذي يرضيه وما أن اقترب أذان الفجر ثم أذن المؤذن وإذا بروح مطمئنة تأتى لتسكن داخلي وإذا بعزيمة من عند الله تدفعنى إلى ترك العزلةوالقيام بواجبى تجاه اخوانى المسلمين وبعد نوم قليل بعد صلاة الفجر ذهبت إلى عملي وتوجهت بعده مباشرة للاجتماع باخوانى والاتفاق على حملة لجمع الأموال والملابس والأطعمة والدواء لإخواننا في أفغانستان من خلال الجمعيات الخيرية المنتشرة في أرجاء الإسكندرية وكنت أواصل العمل الليل والنهار مع إخواني المسلمين دون كلل أو ملل .وكانت نواة لجنة الإغاثة في نقابة الأطباء فيما بعد .وقتها أحسست أني قد بعثت من جديد لاقوم برسالة أشارك فيها إخواني العاملين من اجل إعلاء كلمة الله وإنقاذ هذه الامه المضطهدة من المتربصين بها وألا أعيش لنفسي وان أعيش في طاعة الله خادما مع خادمي هذه الأمة الكريمة العزيزة .
الأستاذ عمر التلمساني وغزو أفغانستان:
بعد غزو التحاد السوفيتي لأفغانستان ووقوف الأنظمة العربية مكتوفة الأيدي أمام هذا الاحتلال الفاجر الذي ازهق أرواح مئات الآلاف من المسلمين المجاهدين أعلن أ /عمر التلمساني (رحمه الله)المرشد العام للإخوان المسلمين في ذلك الوقت فتح باب الجهاد في أفغانستان واعد استمارات يملأها الراغبون من الشباب وغيرهم للجهاد مع إخوانهم المسلمين في أفغانستان .
-جمع خلالها مئات آلاف من الطلبات من مختلف المحافظات وتقدم بطلب إلى السلطات المصرية لتدريب هؤلاء الشباب وتسفيرهم للقتال في أفغانستان وقوبل طلبه بالرفض طبعا .
-وقتها جمعني معه لقاء بالإسكندرية حيث حضر لالقاء حديث الثلاثاء في مسجد عصر الإسلام(سيدي جابر)
حيث سالت فضيلته عن أسباب قيامه بهذا العمل مع انه كان يعلم يقينا ان النظام المصري لن يوافق علي ذلك
فأجابني قائلا :بان ما فعلته حقق فوائد كثيرة
-أولها:انه كان إعلان عن أن أمه الإسلام أمة واحدة لا يحجز بينها الأوطان ولا الألوان ولا اللغات .
-ثانيها:انه احياء لفريضة الجهاد التي يراد لها أن تموت في عقول وقلوب المسلمين (يقصد الجهاد ضد الكفار المحتلين
-ثالثها:انه إحراج للنظام الذي وقف مكتوف الأيدي حيال احتلال أفغانستان البلد المسلم حيث يري عمليا صوت شعبه يناديه بالتحرك.
رابعها:انه اختبار لحياة هذا الشعب المصري وخاصة الشباب منه ومدي حبه لدينه واستعداده لافتدائه.
خامسها:انه اختبار وامتحان لكل فرد منا يزعم انه يحب الله اكثر من حياته فهو أثناء ملاه للاستمارة ستحدثه نفسه بكل العوائق والمخاوف والأربطة التي تشده إلى الدنيا فان استطاع التخلص منها وغلب نفسه علي شهوتها .وإلا فعليه أن يتخفف منها وان يراجع نفسه في علاقته بربه ودينه وأخرته.

الأستاذ عمر التلمسانى


الاستاذ / عمر التلمسانى مرشد الاخوان المسلمون
لقد مثل فى حياتى تحولا كبيرا حيث رأيت فيه شخصية اسلامية متكاملة خلقا وعلما وثقافة وحركة.رايت ان اروى بعض ماعايشته وبعض ما سمعته من سيرته العطره
تعامله مع زوجته :
الموقف الاول:- دعوناه بالاسكندرية لالقاء محاضرة بمسجد عصر الاسلام سيدى جابر وكان ذلك فى اوائل الثمانينات من القرن الماضى ( القرن العشرون ) فى شهر رمضان وحين قدم الينا صاحب المنزل مشروب عصير المانجو قبل الافطار مباشرة اعتذر الاستاذ عمر عن شربها وطلب مشروبا اخر وحين ساله احد المجاورين له عن الاسباب التى تمنعه عن شرب المانجو هل هى اسباب صحية ام لعدم رغبه فيها اجاب بالنفى وحين اصر الحاضرون على معرفة الاسباب الحقيقية قال: كنت اريد ان احتفظ لنفسى بهذا الامر اما وقد اصررتم على معرفة الحقيقة فاقول لكم. لقد تعودت مع زوجتى رحمها الله بعد عودتى من عملى مساء ان نصلى سويا ركعتى قيام ليل كل ليلة ثم بعدها نتناول سويا عصير المانجو الذى كان احب العصائر الينا فلما توفيت عاهدت الله الا اشرب هذا العصير المحبب اليها الا معها فى الجنة فكان درسا لنا فى الوفاء .
الموقف الثانى:- حكاه الاستاذ الفاضل ابراهيم شرف رحمه الله وكان مرافقا للاستاذ عمر رحمه الله قال: سالنى الاستاذ يوما يا استاذ ابراهيم هل البيض المسلوق تظهر فيه مهارة المرأة فى الطهى قلت له لا هو ماء يغلى فقال ولماذا يا ابراهيم طعم البيض المسلوق احلى بكثير حين اكله من عمل زوجتى فكان درسا فيما يصنعه الحب بين االزوجين.
الموقف الثالث:- حين سجن الاستاذ عمر فى مستشفى استقبال طره فى احداث التحفظ التى قام بها السادات فى سبتمبر عام 1981 صاحبه فى المستشفى عدد من الجنائيين المتيسرى الحال وقاموا بخدمته وكان يحبونه ويحبون التسامر معه وهم يلتفون حوله ويطلقون عليه ( جدو عمر ) فى احدى لقاءات التسامر هذه سالوه ( يا جدو عمر انت راجل طيب جاوبنا بصدق هل انت لم تزعل من زوجتك ابدا ؟ قال : ( يا اولادى ليس فيه زوجين الا ويحدث بينهما احيانا زعل – فسالوه لما تزعلك زعل شديد ماذا تفعل معها ؟– قال اعاقبها , فانتابتهم الفرحة ليعرفوا ما هى نوع العقوبة التى كان ينزلها هذا الرجل الصالح بزوجته قالوا تعاقبها بضربها قال : يا ابنائى هل يوجد رجل ذو رجوله وخلق يضرب زوجته قال تعاقبها اذا بسبها قال : يا اولادى هل يوجد رجل ذو رجوله وخلق يسب زوجته فصاحوا فى حدة اذا بماذا تعاقبها ... قال اعاقبها عقابا شديدا . بعد طهيها للطعام لا اتناوله واتناول بدلا منه العيش والجبنة . وكان هذا اكبر عقاب لامراة ذات خلق وعشرة طيبة . وكان الجواب مدهشا لرفقائه الجنائيين الذين لم يتصورا ان هناك معاملة مثل هذه
معاملته مع منتقديه ومنتقدى جماعته :
وصل الاستاذ عمر التلمسانى يوما مكتبه الكائن 1 ش سوق التوفيقيه ليجد عددا من الاخوان ثائرون على مقالة كتبتها
حدث نفس الموقف مع
كما حمل على الوفد انهم تناسوا خطهم العلمانى بتحالفهم مع جماعة دينية واصفا هذا الموقف منهما انه تغليب للمصالح على المبادئ الاصيلة. بعد نشر امقال مباشرة اتصل به الاستاذ عمر التلمسانى وقام بزيارته فى مكتبه بمبنى الاخبار حيث استقبله الاستاذ / ابراهيم سعدة خير استقبال وبعد حوار ونقاش طويل . خرجت جريدة اخبار اليوم السبت التالى ومقاله الاستاذ ابراهيم سعده تحمل عنوان( مقابلة كريمة مع رجل كريم) ليعطى الاخوان درسا في التعامل مع الآخر .
السيدة / امينة السعيد تنال فيها من الاخوان المسلمون وكانت المقال الاول لسلسلة مقالات تعتزم ان توالى كتابتها فى مجلة روزاليوسف الاسبوعية المصرية وعندما جلس الاستاذ وعرف سبب هذه الثورة اخذ المقال وقراه كاملا ثم اتصل هاتفيا وسمعه الاخوان يقول لمن على الطرف الاخر السيدة امينة ؟ انا عمر التلمسانى , هل وقت سيادتك يتسع لاشرب معك فنجان قهوة اين ؟ متى ؟ وما هو الوقت المسموح لهذا اللقاء ؟ اشكرك اشكرك . وثارت ثائره الاخوان وصاحوا قائلين: السيدة امينة ! تريد ان تذهب اليها انت وانت رمز الاخوان ! , لكن الاستاذ اصر على موقفه وانه على استعداد ان يذهب لمناقشة اى منتقد للاخوان وتوضيح الصورة له مهما كلفه ذلك. وبالفعل ذهب وتقابلها وتناقش معها ... وكانت نتيجة هذا اللقاء هو المقال الثانى للسيدة امينة السيد بعنوان ( مقابلة كريمة مع رجل كريم ) وصفت فيها علم وخلق وثقافة الاستاذ عمر ثم اوقفت السيدة امينة سلسلة المقالات التى كانت تعتزم كتابتها ضد الاخوان .الاستاذ ابراهيم سعده حين كتب مقاله الافتتاحى فى اخبار اليوم عام 1984 تعليقا على دخول الاخوان المسلمون انتخابات مجلس الشعب فى هذا العام على قوائم جزب الوفد وكان العنوان ( اعداء الامس اصدقاء اليوم ) حمل فيه على الاخوان انهم تخلو عن خطهم الدينى بتعاونهم مع حزب علمانى .


الاستاذ عمر التلمسانى صاحب القلم السيال والمنفتح على المجتمع :
كان الاستاذ عمر صاحب قلم يكتب الى كافة الصحف والمجلات المحلية والعربية وسطر الافكار ويقدم المبادارات .
حتى اخر لحظة فى حياته فقد قمت بزيارته وهو فى مرضه الاخير فى مستشفى كليوبترا بالقاهرة وكانت تعتريه حالات اغماء بين الحين والحين . فاذا افاق نادى الاستاذ ابراهيم شرف ليناوله الاوراق والقلم ليكتب مقاله الذى كان يكتبه قبل اغمائه .
وكان يحرص رحمه الله على حضور الندوات والقاءات محاضرا او مستمعا ومناقشا ومحاورا
الاستاذ عمريواجه الرئيس السادات في الاسماعيليه :
دعاه يوما الرئيس الراحل انور السادات الى لقاء عقد بالاسماعيلية دعى اليه المسئولين ورموز المجتمع المصرى .. ويومها نال الرئيس السادات من الاخوان المسلمين فى كلمته .. وبعد انتهاء الكلمة طلب الاستاذ عمر الحديث فى شجاعة وبعد ان اذن له فى الحديث قال كلماته الحكيمة اتذكر منها قوله( يا ريس الله يعلم كم امرضنى ما قلتم سيادتكم عن الاخوان لو كان الذى قال ذلك احد غير الرئيس السادات لشكوته للرئيس السادات اما وان الرئيس السادات هو الذى قالها فانا اشتكيك الى الله وهنا ارتفع صوت السادات
قائلا اسحب شكواك يا عمر انا باخاف من ربنا فرد الاستاذ عمر يا ريس انا اشتكيتك لعادل لا يظلم).
ولقد استوقفنى هذا المشهد للوقوف امام مقهى لاشاهد ذلك فى التلفاز وبعد انتهاء هذا المشهد رايت رواد المقهى يصفقون للاستاذ عمر سعادة بشجاعته وفصاحته امام رئيس الجمهورية( فكان درسا في الشجاعه والاحترام واللباقه معا). .

الاستاذ عمر ونظرته للشباب
:كان الاستاذ ينظر الى الشباب نظرة احترام وتقدير وكان يحملهم المسئولية ويبنى فيهم الثقة بانفسهم ويستمع اليهم ويسعد بنصائحهم وافكارهم وهنا اذكر مثالين .
المثال الاول :
و عقب الاعلان عن هذه المظاهرة تلبدت الاجواء السياسية بالغيوم و إستعد النظام ليبطش بالاسلاميين , لم يكن الاخوان موافقون على هذه الطريقة ولا على المظاهرة فتشكلت لجنة من شباب الاخوان لمقابلة المسئوليين وكبار الصحفيين والسياسيين لشرح الموقف وتهدئة الاوضاع وكان ذلك بتشجيع كامل من الاستاذ عمر التلمسانى شخصيا .
اذكر من افرادها ( د . عبد المنعم ابو الفتوح , د . عصام العريان , أ/ مختار نوح , أ . محمد عبد القدوس , م / ابو العلا ماضى , د . محمد عبد اللطيف , م / خالد داود , ابراهيم الزعفرانى ) وكان يرتب لهذه اللقاءات الاخ الفاضل الاستاذ محمد عبد القدوس والذى يلقى احترام وحبا خاصا من الاستاذ عمر التلمسانى . وكنا نلتقى بالاستاذ عمر بعد لقاءتهما وكان دائم التشجيع لنا للاستمرار والثناء على حاوراراتنا مع من قابلناهم وكانت له بعد الاستدراكات اللطيفة مثل قوله ( لماذا نقول للاخرين انت تظلموننا الافضل ان نقول لهم انتم لم تنصفونا ) - اراد فضيلة الشيخ حافظ سلامه ان يقوم بمظاهرة مليونية بالمصاحف فى مدينة القاهرة مطالبا بتطبيق الشريعة الاسلامية من مسجد النور الذىأشرف على بناؤه (و قد كان الشيخ حافظ سلامه زائع الصيت خاصة بعد ان قاد المقاومه الشعبية فى السويس فى مواجه الصهاينة عام 1973 ورفض تسليمها لليهود رغم موقف الضعف الذى ظهر به محافظ السويس وقتها)
المثال الثانى :-
حيث كان هناك اعتصام لطلبة المدينة الجامعية بالاسكندرية شارك فيه جميع الطلاب داخل المدينة احتجاجا على طرد بعض زملائهم من المدينة بسبب افكارهم الاسلامية فامتنع الطلاب جميعا عن تسلم الطعام وافترشوا البطاطين فى حدائق المدينة وكان يبيتون خارج
غرفتهم وكان اهالى المناطق المجاورة يشاطرون الطلاب بارسال الاطعمة من المنازل المحيطة للطلاب المعتصمين وكان ذلك عام 1978 واتصل الاستاذ / عمر للتوسط لانهاء الاعتصام لكن الاعتصام استمر فطلب الأستاذ احد الطلبة القيادين فذهبت لمقابلته بالقاهرة وحين دخلت سلمت عليه وقبلت يده وجلست فقال: ياابراهيم هل أنت من الاخوان؟قلت :نعم وغضبت فىنفسى من سؤاله هل يلزم أن اكون مسنا أو قد سبق لى دخول السجن لا كون من الاخوان ثم سألني ثانيتا هل تسمع الكلام ؟ قلت :نعم وزداد غضبى
وعزمت فى نفسى ألا أحضر أمامه مرة اخرى ، قال :أرى فض الاعتصام ولما رأى منى الاستجابه اذا به يغمرنى بدعائه قائلا:الله
يسعدك الله ينورلك طريقك الله يجعلك فى كل خطوه سلامه وظل يدعو لى حتى أذابنى فى حبه واحترامه وأدار الاستاذ/عمر قرص التلفون تيتصل بلواء بأمن الدوله ويقول له ان ابنى ابراهيم حضر ممثلا عن اخوانه باللسكندريه وقد اتفقت معه على فض الاعتصام
وبعد قليل حضر ضباط امن الدولة الى مكتب الاخوان بالتوفيقية
وحرص الاستاذ على ان يتم الحوار مباشرة بين الضابط وهذا القيادى الشاب الذى قدم من الاسكندرية وكان الشاب منطلقا بحريته تحدث مع الضابط قائلا له لماذا تواجهون الطلبة المعتصمين بهذا التجاهل– وعندما ذكر الضابط بان الاعتصام ليس الطريق الصحيح
للمطالبة بالحقوق تكلم هذا الشاب بقوة وثبات لقد سلك الطلاب الطرق الرسمية فلم تجدى فقاموا بالاعتصام السلمى دون اتلاف او
اهانة لاحد كان الاولى بكم ان تذهبوا الى الاسكندرية وتناقشوا الطلاب فان كانوا محقين اعدتم الطلبة الى مدينتهم شاكرين لهم رفع
اصواتهم نصرة للحق هل تريدون طلبة خائفين تؤخذ حقوقهم وليس لهم الا ان( يبوسوا القدم ويبدوا الندم على غلطتهم فى حق الخدم)
كما يقولون) لماذا لا تشجعوا الشباب أن يكون حرا وأن يثور من أجل حقه ما داموا لم يتلفوا شيئا ولم يهينوا أحدا) كل ذلك والاستاذ
عمر يستمع تاركا الفرصة للشاب أن يحاور و يعبر عن رايه بما يتناسب مع سنه وطبيعته فى مواجه ضابط امن الدولة وحين قلت للضابط أن عدم عودة هؤلاء الطلاب الى المدينه الجامعيه قد يتسبب فىتشردهم وجوعهم وهنا انفعل الستاذ /عمر اخواتى واخواتك ميتشردوش أبدا بيتى وبيتك مسكن لخواتنا يابراهيم اخوى واخوك ميجعوش أبدا لقمتي ولقمتك طعام لاخواتنا يابراهيم.كنت أسمع هذا الكلام وانا اشعر بمنتهى العزه والقوه .
الاستاذ عمر والاتجاه بالاخوان الى طريق المشاركة السياسية :
- لقد كان الاستاذ عمر من اكبر المشجعين للشباب الاخوان للاندماج فى المجتمع والمشاركة فى الاتحادات الطلابية والنقابات المهنية . ولقد كان عنصرا اساسيا فى عمل تحالف انتخابى مع حزب الوفد الجديد عام 1984 رغم معارضة عدد من الاخوان , وظل محافظا على هذا التحالف رغم ما قام به الوفد من الاخلال بعدد الاخوان الذين مثلوا فى رؤوس القوائم عن العدد المتفق عليه وهو 32 رجلا على مستوى الجمهورية ولم يوفوا الا بثمانية افراد .
وكانت كلمته الشهيرة لمن ارادوا فض التحالف من اجل هذا الموقف من جانب الوفد ( لو لم يضع الوفد احدا من الاخوان على قوائمه فسوف ننتخب الوفد وذلك من اجل اثراء الحياة السياسية بمصر وليس من مصلحة مصر ان يستاثر حزب واحد وهو الحزب الوطنى بالساحة السياسية وحده )
كما كان يقول ( انا لا احب مصطلح( معركة انتخابية ) والاحب الى نفسى ان اسميها منافسة انتخابية )
ولقد نهج الاخوان من بعده نهج المشاركة فى الحياة العامة والميدان السياسى بعد هذا التحول الكريم الذى كان رحمه الله حجر الزاوية فيه .
الاستاذ عمر التلمساني يدعم مكتب الارشاد

أ.د/سالم نجم ( استاذ الامراض الباطنية بطب الازهر) و طلب من المستشار مامون الهضيبي العودة من السعودية للانضمام لمكتب الارشاد كما ضم كل من أ/ صلاح شادي و د/عبد المنعم ابو الفتوح وأ.د/محمد حبيب الانضمام اليه ايضا .كان الاستاذ عمر التلمساني رحمه الله دائم الحرص علي دعم مكتب الارشاد بعناصر قويه ذات امكانيات وخبرات متميزة) وكان نظام الانتخابات داخل الاخوان لا تسمح به الاوضاع الامنيه فى ذلك الحين) فقام أ. عمر بتعين :-،

آراء وأفكار

الاخوان المسلمون خدم لمجتمعهم

يقول الاستاذ البنا " يا قومنا وكل الناس قومنا أنتم احب الينا من أنفسنا"
تعلمت داخل هذه الدعوة المباركة أننا جماعه من المسلمين ندبوا أنفسهم ليكونوا خدما لامتهم فكل امة تحتاج إلى طليعة تدعوهم الى الخير وتدفع عنهم كل شر وتوقظ نائمهم وتسهر على راحتهم وتواسى منكوبهم وتعين ضعيفهم وتهدى حائرهم وبهذا يكونوا خدما لهذه الامه فكان لزاما عليهم ان يعدوا أنفسهم لتحمل أعباء كثيرة ربما لا يتحملها غيرهم كما أن قلوبهم يجب أن تكون كبيرة تتسع لحب كل أفراد أمتهم صالحهم وطالحهم قريبهم وبعيدهم مذنبهم وتقيهم ،
- فيستحيل على من ندب نفسه خادما لهذه الامه أن يعتزل مجتمعها فيعيش فى صومعة لا يهتم بأمرهم ولا يعيش آمالهم وآلامهم. فقد نادت جماعات بالعزلة عن امتهم زاعمين أن ذلك صيانة لعقيدتهم وحفاظا على ايمانهم تاركين حائرهم دون هداية وظالمهم دون نصيحة لا يشاركون الأمة آمالهم ولا آلامهم
- ويستحيل على من ندب نفسه لخدمة الامه ان تمتد يده بالانتقام من أفرادها حتى ولو آذوه أو ظلموه " أدفع بالتى هى أحسن فإذا الذى بينك وبينه عداوه كانه ولى حميم ".فقد قام يوسف بتفسير رؤيا الملك وقدم لهم خبرته الاقتصاديه لمواجهه السنين العجاف التى سوف تمر بهم رغم وجوده فى السجن ظلم! كما روى لنا استذنا الفاضل/عاكف ونحن بالسجن عام 1995 أن الاخوان المسلمون المحبوسين فى سجون عبد الناصر عام 1967 لما علموا بقيام حرب 5 يونيو تقدم العسكريون منهم بطلب الانضمام لصفوف جيشنا كل فى سلاح تخصصه لخوض الحرب ثم العوده الى السجن فى حال بقائهم على قيد ا لحياه فلم يضنوا على وطنهم أو امتهم بحياتهم رغم حبسهم وتعذيبهم ظلما
فكم من جماعات قامت تدعى أنها تعمل لرفعه الاسلام ثم غالت فى بغضها لأهل المعاصى من هذه الامه وزاد بغضها على الظالمين حتى أصبح عداءهم لأهل المعاصى والظلم من امتهم أضعاف عدائهم للكافرين فبادروا بتكفيرهم وعملوا على حربهم فغرقت الأمة فى حروب ودماء وعداوات فتفرقت الصفوف وتنافرت القلوب وازدادت الفرقه وحل الخلاف والشقاق بدلا من الوئام والوفاق
- ويستحيل على من ندب نفسه لخدمه امته ان يتكبر عليها فلا يرى لنفسه فضلا عليهم ولا سبقا لهم فقد يكون فى هذه الأمة من هو أفضل منه ومن هو أقرب منه إلى الله
قال الامام الشهيد (( كم منا وليس فينا وكم فينا وليس منا))
- ويستحيل على من ندب نفسه خادما لهذه الامه يشمت فى الأمه وقت مصائبها فلقد رأوا فى كل مصيبة تنزل بهذه الامه أنها انتقام بسبب ذنوب
- المذنبين ومعصية العاصين ليس من منطلق النصح لهم والارشاد و تصحيح أخطاءهم بل من منطلق الشماته فيهم.
قال رسول الله (ص) " من قال هلك الناس فهو أهلكهم " ولم يمتثلوا قوله " مثل المومنين فى توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى "
وتناست ان الامام على كرم الله وجهه لما سئل عن الخوارج أكفار هم فكانت اجابته الواضحة الحكيمة التى لا لبس فيها والتى هى عنوان العلاقة بين كل مسلم واخيه " اخواننا بغو علينا "

(( سنجاهد قومنا بالحب ))

لقد تعلمت ان الجهاد ثلاثة أنواع ، أحدهما جهاد النفس والشيطان وثانيها جهاد القوم والاهل والاحباب وثالثهما جهاد العدو ، ولكل نوع أسبابه ومنطلقاته وله وسائله وادواته وما يعينينا فى مقالنا هذا هو النوع الثانى جهاد القوم والاهل والاحباب حيث انه مجال كثر فيه الخطا واللبس بل وخلط كثير من الناس بينه وبين جهاد العد فربما استخدموا الوسائل المفروضة لاحدهما دون وعى وادراك فى مجال الاخر فكان من الاهمية بمكان ان نجلى هذا النوع من الجهاد وتوضحه حتى يتميز عن غيرة من الانواع ، فمنطلق جهاد القوم والاهل
والاحباب فهو منطلق الحب لهم والشفقة عليهم والرحمة بهم فهم اخواننا لقوله تعالى " انما المؤمنون اخوة " وقوله ( ص) " مثل المؤمنين فى توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى " وليس هذا المنطلق قاصرا على الطائعين من امه النبى (ص) بل ينطبق ايضا على العصاه والظالمين من هذه الامه .؟ فرغم انهم عصاه وظالمون الا ان ذلك لا يخرجهم من دائرة الامة الاسلامية فينطبق عليهم حديث رسول الله ( مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فكان بعضهم وبعضهم اسفلها فكان الذين فى اسفلها إذا ارادوا ان يستقوا مروا على من فوقهم فقالوا لو انا خرقنا فى نصيبنا خرقا فلا نؤذى من فوقنا فان تركوهم وما ارادوا هلكوا وهلكوا جميعا وان اخذوا على ايديهم نجوا ونجوا جميعا ) صدق رسول الله (ص)
وما الامر بالمعروف والنهى عن المنكر إلا مادة التواصل بين طائفتى الامه وعصاتها ولكن اناسا بل وجماعات من المسلمين ممن ادعوا انهم قاموا لنصرة الاسلام تعاملوا مع العصاه والظالمين تعاملهم مع الاعداء والكافرين من منطلق واحد بل ان بعضهم سعى إلى الصاق صفة الكفر على بعض العصاه والظالمين حتى يتمكن من معاملتهم بهذا المنطلق مما اوجد العداوة والتنافر والاقتتال والحروب بين افراد هذه الامة وجماعتها ودولها. مع ان النبى (ص) يقول " سباب المسلم فسوق وقتاله كفر " كما يقول محذرا " اذا التقى المسلمين بسيفهما فالقاتل والمقتول فى النار ، فقالوا يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول ، قال انه كان حريصا على قتل صاحبه " صدقت يا رسول الله ان قولك هذا يجرنا الى الوسائل الصحيحة والشرعية والمعتمدة فى جهادنا وسط قومنا . فمجاهدة المعاصى والعصاه والظلم والظالمين بين أفراد وجماعات ودول امه محمد (ص) تختلف اختلافا كليا عن الوسائل والادوات التى تستخدمها هذه الامة فى جهادها للكفار والاعداء . فهى وسائل تقسم بالشفقة والرحمة التى هى منطلق هذا كما انها وسائل تتدرج وتتنوع بتدرج وتنوع المعاصى والظلم اضافة الى انها وسائل تتطور وتتسع مع تقدم العلم والزمان فنسوق على سبيل المثال لا الحصر بعض الامثلة لهذه الوسائل التى تبدأ من انكار القلب لها مرورا بالنصح والارشاد مشافهة او كتابة عبر وسائل الاعلام المقروءة والكتب المطبوعة وكذلك طريق وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمخاطبة الهاتفية والبريدية والالكترونية كما ان الوسائل
العملية كالمؤتمرات واللقاءات والندوات والمسيرات الاحتجاجية والمشاركة فى كافة مجالات الحياة السياسية منها والاجتماعية والاقتصادية والتغيير من خلالها على المواقف الصحيحة والآراء الصائبة ومقاومة الظلم والجور والتنديد بالمعاصى والاخطاء كما ان
الصبر والتحمل والثبات فى مواجهة ما قد يلحق بالداعية وجماعات الدعوة إلى الله من أذى وظلم الظالمين دون ضعف ولا وهن ولا استكانة هو من أعظم وسائل مقاومة الظلم بين أفراد هذه الامة أو جماعاتها من جانب وحكامها ومسئوليها من جانب آخر.
كما ان التمسك بالحق ودفع الظلم بالطرق القانونية أو من خلال الهيئات القضائية لهو اسلوب مقاومة حضارى فى مواجهة الظالمين. أما ما عدا هذه الوسائل وامثالها مما اتخذته بعض جماعات التى ادعت أنها قامت للدعوة إلى الله حين بسطت ألسنتها بالسب واللعان وعلت اصواتهم بالدعاء بهلكة العصاهوالظالمين وتحطيمهم بل وهلكه ما تحت ايديهم من مصالح العباد الذين لا ذنب لهم كما امتدت أيديهم بالضرب والايذاء بل والسرقة والافساد لأموال وممتلكات الاخرين . وكانت ذروتها بحمل السلاح وازهاق الارواح مما دفع الانظمة فى بلادنا الاسلامية الى مواجهتهم بنفس السلاح فغرقت الامة فى بحر من الدماء وراح ضحيتها ايضا ابرياء واشتعلت العداوة بين أطراف من امة الاسلام فازدادت فرقتها وضعفا الى ضعفها وهذا ما دفعنا الى كتابة هذا المقال تصحيحا للافهام وبيانا للطرق الصحيحة والمشروعة لمواجهة ما يصدر داخل صفوف هذه الامة من اخطاء وطريقة الوقوف فى وجه العصاه والظالمين من أفرادها أو جماعاتها .
وهذا رسول الله (ص) يحذرنا بقولة " لا ترجعوا بعدى كفارا يضرب معكم رقاب بعض " . كما يعظنا بقولة " لا تحاسدوا ولا تناجاشو ولا تباغضوا وكونوا عباد الله اخوانا المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ولا يخذله ولا يحقرة بسب امرئ من الشر ان يحقرة بحسب امرئ من الشر ان يحقره اخاه المسلم كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضة ..... " الحديث
احترام الخصوصيات والافكار داخل الجماعه
اخطر ما تعانى منه مجتماعتنا الاسلامية المختلفة هو عدم احترام الانسان وعدم احترام حقوقه بالمقارنة بما يلقاه من احترام فى العالم الغربى رغم ان لله تعالى يخاطب المسلمين بقوله" ولقد كرمنا بنى ادم وحملناهم فى البر والبحر " تعلمتفى دعوتى ان كل فرد جاء للمشاركة فى هذه الدعوة جاء بمحض ارادته واختياره محتسبا أجره عند الله لا تفضيل لاحد على احد فشخص كل انسان محترم وعقله محترم ورأيه محترم
كما تعلمت داخل هذه الدعوة المباركة كيف يحترم الانسان خصوصيات الاخرين وأمامنا أمثلة لا حصر لها فى سلفنا الصالح وواقعنا المعلش،فنسمع نبينا الكريم ينهانا أن نجلس على مكرمة صاحب البيت الا بأذنه والا يصلى أماما فى بيته الا بأذن صاحب
البيت،وسمعناه يقول لعمر بن الخطاب(ليلة اسرى بى رأيت قصرا فى الجنة ولما قيل انه لعمر تذكرت غيرتك فلم أدخله)وكن صلى الله عليه وسلم يشجع الصحابة أن تقتص منه(أى تأخذ حقها منه ) اذا نالهم منه اذىفحين كان يصف الجيش فى أحد المعارك ودفع صحابيا يسمى سواد بعصى كانت فى يده قال له سواد (أوجعتنى يارسول الله )فكشف النبى الكريم عن بطنه الشريفة قائلا تعالى لتقتص منى ياسواد،وهاهو النبى الكريم ينادى بأعلى صوته يوم حجة الوداع قائلا( يامعشر المسلمين من كنت ضربت له ظهرا فهذا ظهرى فيقتد منى ومن كنت نلت منه عرضا فهذا عرضى فلينل منه ومن كنت أخذت منه مالا فهذا مالى فليأخذه (صلى الله عليك يارسول الله)
وكذالك عقل كل انسان محترم وراى كل انسان محترم فلا حجر على حريه احد فى ان يفكر ويقترح وينصح فى ضوء النظم واللوائح وفى اطار المبادئ الاسلامية العامة فهو لا يلغى عقله أعتمادا على عقل غيرة فلربما كان رايه هو الصواب ، ولنا فى سيدنا الحباب بن المنذر فى غزوة بدر القدوة والاسوةحين سأل الرسول الكريم عن سبب أخيار الرسول لهذا المكان بقوله (يا رسور الله أهذا منزل
انزلكه الله أم هو الرأى والحرب والمكيدة؟قال الرسول الكريم بل هو الرأى والحرب والمكيدة، قال يارسول الله ليس هذا بالمنزل(يعنى الموقع الناسب) ودل الرسول على الموقع الافضل ،وكان هذا الرأى هو أحد عوامل النصر بعد فضل الله تعالى
ولقد أيد الله فى كتابه رأى سيدنا عمر بن الخطاب فى عدة مواضع خالف في بعضها ما رأه رسول الله (صلى الله عليه وسلم)كما حدث فى أمر اسارى بدر حتى قال فيه رسول الله (صلى الله عليه وسلم (انه كان فى الامم من قبلكم ملهمون ومحدثون ،ولو كان نبيا بعدى لكان عمر )
ومن احترام الفرد لعقله ان يتلقى ما يسمع بالتفكر والتدبر والتمحيص ليستجلى منه المعقول من غير المعقول و الحقيقة من غيرها والصواب من الخطا والاصول من الفروع والاسباب من المسببات وأرتباطه بالواقع من عدمه ،
و موقف سيدنا أبو أيوب الانصارى وزوجته الصالحة فى حادث الافك والذى اثنى الله عليه وخعل منه نموزجا بقوله " لولا اذ سمعتموه
ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا افك مبين"وكذالك موقف سيدنا سعدبن معاذ وسيدنا سعد بن عباده فى غزوة الخندق لم يوافقا علىما أقترحه رسول الله صلى الله عليه وسلم من أعطاء ثلث تمر المدينة لاحدى القبائل المتحالفه مع قريش مقابل رجوعها عن هذا التحالف ،وقالا يارسول الله ليس لهم منا الا السيف،ووافقهما رسول الله وقال اذا ليس لهم منا الا السيف فكما أن للطاعة بركة فان للشورى وحرية ابداء الرأى بركة
ومن الاحترام احترام الفرد لشخصه ان أن يعرف واجباته ويأديها على أكمل وجه وان يعرف حقوقه ويمارسها يحافظ عليها
-كما تعلمت ان الشورى لها أسالين ودوائر متعددة تحترم تختلف باختلاف عموم الامر وخصوصه واهميته وظروفه فلا يخلو امر من استشارة مهما اتسعت او ضاقت دوائرهم ، فالشورى قد تختلف صورها طبقالما تنص عليه اللوائحولاكنهاملزمة فى كل الاحوال فرسول الله (صلى الله عليه وسلم)لما خرج لغزوة احد استشار الجميع فى المسجد ونزل عند رأى الاغلبيه ،واستشار سيدنا سعد بن معاذ وسعد بن عباده فقط فى تمر المدينة يوم الخندق بكل وضوح وصراحه وشفافية ونزل عند رأيهما -----ومن احترام الفرد لشخصه ان أن يعرف واجباته ويأديها على أكمل وجه وان يعرف حقوقه ويمارسها يحافظ عليها
-وعلى الانسان أن يحترم لوائح ونظم وأدبيات الجماعةوالصلاحيات المخوله لهيأتها وأفرادها داخل الكيان فهو لا يخرج عن لوائحها ولا يتعد نظمها ولا يسلب هيئة اختصاصها ولا يقوم بالالتفاق حول هذه القواعد بل يحترمها يحميها من ان يتجاوزها احد فلها احترامها من الجميع طالما كانت ثابتة .

عصام العريان والعمل العام


اسمحوا لي ان اختار من الكوكبة الاخوانية احد أفرادها كنموذج للعمل العام والانفتاح علي المجتمع من قمته
د.عصام العريان يمثل نموذج لرجل العمل العام الذي يستطيع التواصل مع الناس وكسب صداقتهم واحترامهم .فهو يتحرك حركة تلقائية من خلال شخصيته المنفتحة علي الأخر.فلقد تعود علي أن يتتبع أخبار المؤتمرات العامة والندوات و المحافل والمؤسسات والمراكز البحثية والجامعات ويحرص علي حضورها
–له أجندة تليفونات تحوي الكثير من أصدقائه ومعارفه من رجال العمل العام والمثقفين والإعلاميين وأصحاب الأقلام والرأي يحرص علي مجاملتهم من المناسبات العامة والخاصة
.فضلا عن مبادراته في الكتابة بقلمه والرد علي ما ينشر من أراء له فيها وجهة نظر والاتصال لشكر من أحسن في عمل أو مقال كل هذا جعل منه النموذج المحتذي للانفتاح علي المجتمع.
ذكر لى انه سافر إلي لندن في أوائل التسعينيات لحضور احدي المؤتمرات بالخارج وأثناء وجوده هناك لم يغب عنه أن يقوم من تلقاء نفسه بزيارة للقسم العربي بهيئة الإذاعة البريطانية للتعارف علي العاملين به وتقديم هدايا رمزية لهم مما اوجد صداقة ومعرفة
مباشرة بينه وبينهم مكنته من الاتصال فى المداخلات والتعقيبات أو عمل حوار مع أناس عرفهم وعرفوه إضافة إلي ملكاته الخاصة والإضافات الفكرية وحسن التعبير عن الأحداث التي شجعت الإذاعة علي التواصل معه (وذلك قبل انتشار الفضائيات حين كان هذا القسم يحظي بمتابعة من القطاع العريض الجاد من الشعوب العربية )
- وقد ظهرت أبعاد علاقات د/عصام واضحة أثناء جلسات المحكمة العسكرية الأولي 1995حيث كانت العشرات من وسائل الإعلام والإعلاميين يتقاطرون علي الأقفاص عند وصولنا كلهم يسال أين د/عصام العريان حتى الأجنبية منها وكان يعرف معظم أسمائهم فأضاف د/عصام بعلاقاته وملكاته للزخم الإعلامي الذي كانت تحظي به القضية بوصفها قضية للإخوان الذين هم محط الأنظار للكافة وبوصفها أول محكمة عسكرية للإخوان منذ عهد عبد الناصر .
- حاولت أن أتعلم من د/عصام بعض الدروس في العمل العام اثري بها دوري الدعوي فهذه العلاقات تحتاج إلي يقظة وتواصل و جراءة (وهي هنا بمعني عدم الخجل من البدء بالتعرف علي الغير)وحافظة جيدة للأسماء ومعرفة الشخصيات وتاريخها ومواقعها وطبائعها الإلمام بالمناسبات والأماكن التي يمكن التواصل فيها
- كنت أري من التواضع ألا احمل كارت باسمي ومكانتي العلمية او العامة ولكني رايتها ضرورية في التعرف إلي الآخرين حيث يمكنك إذا أردت أن تتعرف علي احد وتحتفظ بمعلوماته أن تتقدم له إثناء الحديث (بكارتك الخاص) قائلا يشرفني التعرف بك والتواصل معك , وتتبعها بقولك يشرفني ان احتفظ بكارتك (أو شئ من هذا القبيل) حتى أن مجرد إعطائه كارتك الخاص هو وحدة لغة تدفعه دون طلب إلي إخراج كارته الخاص او الاعتذار عن انه لا يحمل كارته ولكن يمكن كتابة معلوماته في ورقة
الاهتمام بهذه المعلومات والاحتفاظ بها كثروة للتواصل.
- وهنا اقص تجربتي لاقتحام هذا المجال
فبعد ان خرجت من السجن ابريل 1998 وكان د/عبدالمنعم ابو الفتوح ود/عصام العريان يسكنان معي في زنزانة واحدة طوال السنوات الثلاث وخرجت قبل خروجهما بعامين .وكنا نتابع أخبار العمل العام والندوات والمؤتمرات عن طريق الصحف والمجلات وبعد خروجي بشهر بعثا إلي بخطاب يخبراني فيه أن هناك مؤتمر في فندق هيلتون التحرير بالقاهرة المؤتمر القومي العربي ) لمدة ثلاثة أيام ولأول مرة تسمح له السلطات المصرية بالانعقاد بالقاهرة منذ عشرة سنوات .
وطلبوا منى أن أجرب نفسي وما تعلمته منهما فى حضور هذا المؤتمر، ولم اكذب خبر كما يقولون أخذت شنطة سفري وسافرت من الصباح الباكر من الإسكندرية إلى القاهرة وتوجهت مباشرة الى الفندق وسالت عن مكان المؤتمر وصعدت إلى الدور الثاني . قابلني في استقبال المؤتمر شاب وشابة لبنانيان حاولت إفهامهم برغبتي حضور المؤتمر . ولكنهما اعتذرا لى بان هذا المؤتمر ليس عاما ولكنه للأعضاء فقط ومن يتم دعوتهم من الضيوف، ورغم ذلك زاد إصراري علي ألا ارسب في هذا الامتحان .
جلست في استقبال الفندق وتصفحت أجندة تليفوناتي .فوجدت رقم تليفون أخي العزيز الأستاذ/حمدين صباحي .فقمت بالاتصال به وكان لم يغادر منزله بعد وأخبرته بما حدث من منعي من دخول المؤتمر فأبدي استيائه مما حدث وطلب مني الانتظار حتى يحضر وحضر بالفعل بعد وقت قصير وسلم علي بحرارة حيث كانت أول مرة أقابله بعد خروجي من السجن وامسك بيدي وتوجه إلي مسئولي استقبال
المؤتمر وعاتبهم عتابا رقيقا علي ما حدث وعرفهم بشخصي حيث قال لهم ( هذا مناضل وطني شريف قضي سنوات في السجن ظلما وهو خارج لتوه من السجن )وعلى الفوراعدوا لي بطاقة مراقب ودخلت قاعة المؤتمر وكانت الجلسة الافتتاحية ،جلست بجوار
أخي/حمدين صباحي وتطلعت فى الحضور وكانوا من كبار الكتاب والمفكرين عرفت منهم أ/محمد حسنين هيكل وكان من بين الحضور أ/فهمي هويدي ،تم توزيع ملف كبير بعنوان ( الوطن العربي في عام ) يحوي تقريرا يحكي أحوال العالم العربي السياسية والاقتصادية والاجتماعية خلال العام المنصرم.
استأذنت صديقي /حمدين في ان يعطيني ملفه الخاص به حيث بإمكانه الحصول علي غيره فقدمه إلي مشكورا (ولم تكن هذه عادتي (حيث كنت اخجل من أن اطلب شئ لم يعط لي
تصفحته سريعا وكان تقريرا ثريا بالمعلومات والأرقام والتحليلات ولازلت احتفظ به في بيتي .
-كان اليوم الأول للمؤتمر جماعيا في قاعة واحدة تلقي فيها الكلمات والتعليقات العامة علي التقرير وكانت هناك وقت للاستراحات بين الفقرات –وكانت هذه الاوقات هي فرصتي في التعرف إلي الحضور وأثناء وقوفهم في مجموعات يتحادثون وهم يتناولون المشروبات
أخذت أطوف علي هذه الحلقات حلقه حلقة أتحدث إليهم مرحبا بهم قائلا: (أنا فلان من الإخوان المسلمون وأمين عام نقابة أطباء الاسكندريه وأول من خرج من بعد المحاكمات العسكرية وقد طلب مني إخواني جميعا وبخاصة أ. د/محمد حبيب.د/عبد المنعم أبو الفتوح.د/عصام العريان أن احضر إليكم لأرحب بوجودكم في مصر ولأنقل لكم خالص شكرهم وامتنانهم لكم علي وقوفكم معنا بكتاباتكم وكلماتكم ضد تحولنا لمحاكم عسكرية مما كان له اكبر الأثر في ثباتنا وتخفيف أثار الظلم الذي وقع علينا.
وكنت أتلقي منهم كلمات المجامله وهم يقولون:(هذا واجبنا وهذا اقل القليل مما كان يجب أن نفعله) طالبين مني إيصال تحياتهم وسلامتهم لإخواني جميعا في السجن كما كان يخص بعضهم إيصال السلام إلي الأسماء التي يعرفونها من إخواني ثم أعاجل بإخراج
كارتي الشخصي الذي أعددته منذ خروجي وكتبت عليه صفتي النقابية (أمين عام نقابة أطباء إسكندرية ) وأقوم بتوزيعه عليهم طالبا منهم بلطف ان يشرفوني بالحصول علي كروتهم الخاصة ومنهم من كان يناولني كرته الخاص في ذات اللحظة التي أعطيه كارتي الخاص .ولم ينتهي اليوم حتى كنت قد أوصلت رسالتي لهم جميعا وحصلت علي أكثر من 90%من كروتهم الخاصة و كان عدد الحضور مائتي عضو وبعد انتهاء اليوم أحسست بسعادة أني قد اجتزت جزءا كبيرا من التجربة ولكن علي أن أكملها حتى النهاية .
في اليوم التالي تم توزيع الأعضاء إلي مجموعات (ورش نقاش) واخترت ورشة بعنوان (الصراع العربي الإسرائيلي) وكان يرأسها اللواء /طلعت مسلم ودار النقاش بين الحضور وخلاله شن بعضهم هجوما شديدا علي الأستاذ/هاني الحسن(أحد قيدى منظمة فتح الفلسطينيه) حيث وصفوه ضمن مجموعة أنهم عرابوا المشروع الصهيوني .
كنت في هذه اللحظة منشغلا بفكرة قفزت إلي راسي وهي أن الأستاذ المرشد وقتها أ/مصطفي مشهور (رحمه الله)بإمكانه أن يستضيف هذا المؤتمر ( القومي الناصري) علي غذاء بذات الفندق وبهذا نحقق عدة أهداف
-التقارب مع هذا التيار حيث أننا نتلاقى معه في نقاط كثيرة والذي لازال يملك آلة إعلامية جيدة علي امتداد الوطن العربي خاصة
هؤلاء الرواد والإعلام الحضور ان تكون رسالة لغير المصريين منهم أن للاخوان المسلمين حضورهم القوي على الساحة المصرية رغم المحاكمات العسكرية الأربعة :وان يقوم الأستاذ/مصطفي مشهور أو الأستاذ /مأمون بالحديث إليهم باعتباره المضيف
فقمت من الورشة علي الفور واتصلت بأخي الأستاذ/صلاح عبد المقصود الذي حضر جزء من المؤتمر وشرحت له الفكرة فأيدها بشدة واتفقنا أن يلحق بي إلي مقر الأستاذ المرشد بالروضة يعضضني في عرض الفكرة .
وحين وصلت طلب مني الأستاذ /مصطفي الانتظار حتى حضر أستاذ /مأمون الهضيبي (رحمهما الله) وكان الأستاذ/مأمون يحمل الملف السياسي للاخوان وقتها .
حين عرضت الفكرة لم تلقي موافقة من الأستاذ/مأمون حيث ناقشني قائلا:(أنه يظن أن هذه القيادات الناصرية والقومية لازالت تحمل عداء للاخوان واخاف أن تواجه دعوتنا لهم على الغذاء بالرفض أو يمثل إحراجا) عرضت علي سيادته أن أقوم أنا بعرض هذا الأمر عليهم شفويا وفي حالة القبول أقوم بالاتصال بسيادتكم لتوجيه الدعوة كتابة ولم افلح في إقناع الأستاذ/مأمون
ولكني كنت راضي إلي حد جيد عن أدائي خلال هذا المؤتمر .
( ومن خلال هذه التجربة أري أن الإنسان المتدين عليه أن يتمتع ببعض صفات وخبرات تجعله ينجح في الاتصال والتعامل مع الأخر).