الأحد، نوفمبر ٢٥، ٢٠٠٧

كلكم يبكي فمن سرق المصحف

كلكم يبكي فمن سرق المصحف
جلس أحد العلماء في مسجد يعظ قوماً فتأثروا بموعظته حتي أجهشوا جميعً بالبكاء ثم أقيمت الصلاة وبعد الصلاة عاد إلي مقعده ليكمل
موعظته فلم يجد مصحفه فسأل القوم عنه فلم يجبه أحد وصاح فيهم قائلاً : كلكم يبكي فمن سرق المصحف
أذكر هذا الحدث لنفسي وكل مقصر في أداء واجبه في أسرته أو أقاربه أو مهنته أو جماعته أو وطنه أو دينه ثم يلقي باللوم علي الآخرين كلنا يبكي فمن سرق المصحف
وذكرت ذلك أيضاً في معرض إجابتي لأحد الشباب الذي ذكر لي أنه أثناء صلاة القيام في رمضان الماضي وجد عدداً كبيراً من المصلين ووجد نفسه لا يبكي فظن أن ذلك ضعفاً في دينه حيث قلت له أن ما تعلمته من ديني أن البكاء والشهرة الدعوية ومظهر الخشوع الخارجي والثقافة الدينية وطول اللحية ونور الوجه لا تدل وحدها منفردةً ولا مجتمعة علي درجة إيمان صاحبها
إن درجة الإيمان والقرب من الله تكون علي قدر أدائه لمجمل التكاليف الشرعية وبعده عن النواهي الشرعية إضافةً إلي درجة إخلاصه في كلٍ منها وهذا الإخلاص لا يعلمه إلا الله , فالمؤمن الحق هو الذي يتلقي أوامر الله ورسوله فيعيش فيها وبها في كل مجالات حياته وفي جميع ـوقاته حتي يلقي ربه
فلا يصح أن نبكي ثم نسرق المصحف

الخميس، نوفمبر ٢٢، ٢٠٠٧

فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث فى الارض


فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض

أقول لأبنائي طلاب الجامعة من الإخوان والتيار الإسلامي وكل طالب جاد كان يعتزم خدمة زملائه الطلاب ومُنعوا من المشاركة في الترشح للانتخابات الطلابية واستخدمت ضدهم كل الوسائل غير القانونية وغير الشريفة ، وكان ذلك بتضافر بين الثالوث الظالم إدارة الكلية وحرس الكلية والبلطجية ذيول حرس الكلية .
. أقول لكم أن منعكم هذا أمر مؤقت فلا تستسلموا لهم وتغلبوا عليهم بكل الوسائل المشروعة كما أقول لكم أن هؤلاء الصادين عن سبيل الله وعن الإصلاح لن يصمدوا طويلاً فهم ليسوا أهل خدمة لمجتمعهم بل هم نفعيون مرتبطون بمنافعهم الخاصة وسوف تلقى مسؤولية خدمة إخوانكم ومجتمعكم على أعناقكم فكونوا مستعدين لحمل هذه الأمانة الثقيلة.وهنا أسوق لكم هذا المثال العملي
غرق قرية زاوية عبد القادر

في أوائل التسعينيات من القرن الماضي عام 1992 حدثت كارثة غرق قرية عشوائية بالإسكندرية تسمى زاوية عبد
القادر بسبب انهيار جسر الترعة حيث أن مستوى القرية أدنى من مستوى الترعة. تم إنقاذ اهالى القرية ، وأقيم لهم معسكر خيام في منطقة العامرية على جانب طريق الإسكندرية القاهرة الصحراوي .
وكنت أمينا لنقابة أطباء الإسكندرية وفى ذات اليوم انعقد مجلس النقابة القرية وقرر التبرع لأهالي القرية بمبلغ عشرة
ألاف جنيه وعدد ثلاثمائة بطانية و ذات يوم كنت داخل معسكر الخيام ومعي موظفي النقابة والمال والعربة المحملة بالبطاطين وحين أردت توزيع المال والبطاطين على ساكني المعسكر . رفض موظفي الشئون الاجتماعية . رغم انه
كانت كمية المساعدات المالية التي سنوزعها ثلاث أضعاف المبلغ الذي وزع عليهم متعللاً بأنه تم توزيع مال عليهم والقوات المسلحة أحضرت بطاطين وقد تحدثت إليه أن هؤلاء يمرون بكارثة ( وزيادة الخير خيرين ) كما يقول المثل
فلنعوضهم عن فقد دورهم وبعض أمتعتهم بما سنعطيهم من مال وبطاطين.
وعبثا حاولت إقناعه فلم استطع وطلب منى أن اخذ موافقة السيد المحافظ المستشار / إسماعيل الجوسقى محافظ الإسكندرية في ذلك الوقت وكان يجلس في احد الخيام المجهزة مع بعض قادة الجيش ( المنطقة الشمالية ) ذهبت إليه
واستقبلني استقبالا طيبا لمعرفتنا السابقة ولكنه رفض أيضا بإصرار أن يقبل تبرع النقابة رغم أنى ناقشته طويلا أن
النقابة مؤسسة وطنية وواجب عليها وعلى غيرها من المؤسسات أن تقف مع أبناء وطنها في الكوارث و الملمات و إزاء هذا الرفض انصرفت من خيمته ضائق الصدر .
وتلقفني عميد الشرطة ( م . س ) امن عام ووضع يده في يدي قائلا أنا أعرفك جيدا يا دكتور إبراهيم واعرف أنكم جئتم لأداء هذا العمل الاغاثى بإخلاص حقيقي و لكن اسمح لي أن أقول لك إنكم جئتم في التوقيت غير المناسب , فالمسئولون هنا مجتمعون جميعا لان التلفزيون قادم لتصويرهم فيظهر كل منهم كأنه قام بما عليه وكذلك ستتداعى وسائل الإعلام المختلفة على هذا المكان خلال الأسبوع الأول هذا وبعد أن تهدا
الضجة وتنصرف وسائل الإعلام لن يجد هؤلاء المساكين من سكان المخيم من يتعهدهم ، فنصحيتى المخلصة لك أن تؤجر مخازن قريبة تضع فيها هذه البطاطين وتجمع فيها الأطعمة والملابس استعدادا لإعالة هؤلاء بعد أن تنصرف عنهم
وسائل الإعلام و المسئولين وبالفعل استحسنت الرأي المخلص من هذا الرجل الصادق واستأجرنا المخازن واعلنا لنادي
أعضاء هيئة تدريس الإسكندرية وكان وقتها في أتم عافيته وكذلك الجمعيات الخيرية عن أن النقابة تفتح مخازنها للمساهمة في إغاثة أهل زاوية عبد القادر ، ولقد ازدحمت المخازن بالبطاطين والملابس والمعلبات والمأكولات .
ولم يمضى سوى أسبوع إلا وصوت ميكروفون المخيم ينادى موظف الشئون الاجتماعية على المخيم قائلا على الخيام
من رقم كذا إلى كذا أن تتوجه إلى مخازن نقابة أطباء الإسكندرية على الجانب المقابل من الطريق لتسلم الطعام
والمعونات ويقوم موظفوا النقابة بالتوزيع طبقا لكشوف الأسماء التي كنا قد اشتريناها من موظف الشؤن ثاني أيام الكارثة .
وبدأ السيد المحافظ المستشار / إسماعيل الجوسقى يبعث إلى بخطابات رسمية بتوقيعه وختم المحافظة .
السيد الدكتور / إبراهيم الزعفراني أمين نقابة أطباء الإسكندرية الرجاء من سيادتكم التكرم بإضافة أسرة / فلان إلى أسماء الأسر التي تقوم نقابتكم الكريمة بإعالتهم.
وظل الوضع على هذا الحال حتى عاد هؤلاء إلى قريتهم بعد إعادة إصلاحها .

الأربعاء، نوفمبر ٢١، ٢٠٠٧

الاختلاف ليس إختلاف لغة فقط


الاختلاف ليس اختلاف لغة فقط

كنت طالبا في السنوات النهائية في كلية طب الإسكندرية في أواسط السبعينيات عام 1975 و في ذات مرة ذهبت لأصلى
العصر في مسجد القائد إبراهيم القريب من الكلية قبل الذهاب إلى البيت وقد فاتتنى صلاة الجماعة وكان المسجد خاويا إلا من عدد من المصلين لا يتجاوز أصابع اليدين بالإضافة إلى خادم المسجد ، وفجأة رأيت امرأة أوروبية تدخل المسجد
للسياحة حاسرة الرأس تلبس فستان يكشف عن ذراعيها ففاجأتها طالبا منها الخروج من المسجد ( مستخدما اللغة
الانجليزية في حديثي معها ) فسألتني لماذا أخرج من هذا المكان فأجبتها لأنك حاسرة الرأس و مكشوفة الذراعي.
فبادرتني في دهشة ولماذا أنت في المسجد وأنت أيضاً حاسر الرأس و مكشوف الذراعين ( حيث كنت البس قميصاً
نصف كم ) وهنا تعجبت من ردها على واحترت كيف أجيب عليها لان ذلك يحتاج منى إلى شرح تعاليم الدين الإسلامي
وحضارته واختلافه عن الحضارة الغربية بما في ذلك اختلاف ملبس الرجل عن ملبس المرأة وعرفت أن الاختلاف لم
يكن في لغتها حيث حدثتها بلغتها ولكن الاختلاف اكبر و وأعمق من ذلك فهو في اختلاف الحضارة والدين والهوية
والبيئة والمقاييس والموازين والأهداف والأولويات والمبادئ والعادات
وحين خرجت من المسجد و تأملت في الشوارع ووسائل المواصلات استفقت على عدد ليس بالقليل من بني جلدتنا
وينتسبون لديننا وحضارتنا وبيئتنا يحملون في عقولهم وسلوكهم عادات الغربيين ومقاييسهم وموازينهم وأولوياتهم بل وكثير من أهدافهم .
وأنا انظر اليوم في القرن الواحد والعشرون أرى عدد غير قليل يعيش مزدوج الشخصية بين حضارتين ومقياسين و ميزانين وأهداف وأولويات ومبادئ مختلفة تنتشر بين الشباب والفتيات فهم فتذبذبوا الهوية ، فضلا عن البعض القليل الذي خلع هويته وحضارته تماماً وتشبع للنخاع بالحضارة والثقافة والمفاهيم والموازين الغربية

الأحد، نوفمبر ١٨، ٢٠٠٧

رجل يعيش عالم الغيب

رجل يعيش عالم الغيب
الأخ الغالي المرحوم لطفي عبد العزيز.
عرفته في أواسط السبعينات من القرن العشرين حيث كان يتولى الخطابة في مسجد مصعب بن عمير بول كلى الإسكندرية ، حيث كان يبدو عليه الاضطراب وهو يصعد المنبر ثم يؤدى خطبة الجمعة بكل كيانه يعيش داخل خطبت

وكان ياتى إلى عيادتي الطبية ليلا بعد انتهاء العمل ويقول لي هل عرفت ربنا قال إيه النهاردة ؟ ثم يخرج مصحفه يتصفحه ذهابا وإيابا حتى يعثر على الآيات التي أشرقت معانيها في قلبه فيقرأها بصوته الخاشع وهو يعيش ويحيا مع آيات الله وكلمات القرآن
.
وكان إذا أخطأ خطا ينظر عن يساره ويكلم الملك الذي يكتب السيئات قائلا له انتظر لا تكتب الخطأ أنا حتوب ثم يتجه عن يمينه ويقول للملك الذي عن يمينه أنت رئيس ملك الشمال أؤمره بالا يكتب السيئة لأنى سأتوب حالا.

وكان إذا أخطأ خطا وأحس بتأنيب ضمير يرقد تحت السرير ويضع القيد في قدميه ويقول لنفسه لعذبنك كما سقتينى إلى المعصية .
وأثناء جلوسي معه في بيته آذ اسمع أصوات لاغاني خليعة أو شتم أو ظلم فإنه يسارع لإغلاق شرفة الغرفة وهو يقول الشيطان يريد أن يقتحم علينا منزلنا .
وكان يعمل في شركة الورق ( فرتا ) وكان راتبه قليل عاونه بعض معارفه للعمل في الإمارات واعظ في القوات المسلحة ولكنه لم
يستمر في العمل إلا شهرين ترك بعدها العمل وعاد إلى مصر وحين سألته عن سبب ذلك قال أن كثير من ذهبوا إلى هناك رأيتهم
يعبدون الدرهم ويذكرونه أكثر من ذكرهم لله . وهم يسأل بعضهم بعضا بتاخذ كام درهم الشئ كذا بكام درهم سرفت كام درهم . فرجعت لأعيش مع الفقراء الذين يعبدون الله ولا يلهيهم الدرهم.

استدعى مرة إلى مبنى مباحث امن الدولة بالإسكندرية يقول و لما جلست على أحد كراسي المكتب قام الضابط ( ع . ب ) وجعل يدور حولي في الحجرة وظننت أنه يمكن أن يضربني من الخلف فانتابني بعض الخوف فقلت لنفسي يا ولد يا لطفي إنتا على المنبر وفي
الدرس أسد وتأتى هنا وتخاف مثل الفأر أمام عبد لا يملك لنفسه حتى نفس الهواء الذي يدخل إلى صدره ! إزاى يا لطفي ربنا يشوفك دلوقت في هذا الوضع أمام عبد ضعيف ! إخص عليك يا لطفي ! قال : فإذا بى تأتيني قوة إيمانية عالية وإذا بى أرى الضابط الذي أمامي في صورة ..... غير التي صورها لي الشيطان فجلست اكلمه وأنا كلى ثقة في الله.عبد يكلم عبدا

كنا نمشى في احد شوارع المناطق الشعبية في يوم ممطر ( شارع احمد أبو سليمان في منطقة الرمل ) بسيارتي المتواضعة وفجأة تعطلت السيارة في منتصف الشارع المليء بالطمي فنزلنا لدفع السيارة من الخلف بأيدينا و قد خلعنا أحذيتنا والطمي يبلغ إلى نصف
ساقينا . فجعل يرفع رجله ويضربها داخل الطمي وهو يقول لي يا أخى إبراهيم هذا الطمي هو الحقيقة فكل هؤلاء الناس من الطمي لكنهم مزوقين ،هؤلاءطمى لكنه طمى مغشوش، وكل هذه المنازل والمحلات وما تحويه من هذا الطمي ولكنها مزينة كل هذه صور مغشوشة لهذا الطمي نحن الآن نسير ونضع أقدامنا على الحقيقة , حقيقة هذه المخلوقات جميعا .
وكان يكثر القراءة فى كتب بن القيم رحمه الله وعندما أتصفح كتبه أجده واضع للعلامات وله تعليق على كثير من الفقرات. (أمثلة هذا كلام رائع لا ينطلق إلا من نفس ذائقة ) ( هذه والله هي الحقيقة التي أغفل عنها دائما بسبب الشيطان أعوذ بالله منه ) ( هذا ما أقوله للناس وانصحهم به وأنا لا اعمله به
وكنت كلما وددت تجديد إيماني في وأرتفع بروحانياتي اذهب إليه في بيته نجلس الساعات فنذكر الله ونقرأ القران وبعض الكتب الإيمانية.
وكان قد أعد في منور بيته حجرة للصلاة والخلوة مساحتها متر في مترين ارتفاع متران يغلقها على نفسه يقضى فيها الساعات فى صلاة وقرائة قرآن وذكر لله

وعندما علمت بوفاته المفاجئة ذهبت إلى منزله مسرعا فقابلنى إبنه الأصغر عمر
الذي لم يكن قد تجاوز الثالثة من عمره على باب البيت وقال لي يا عم بابا خلاص مات مش أنت كنت بتيجى تقعد وتتكلم معاه ؟ هو
خلاص مش حيقدر يتكلم معاك تانى بعد النهاردة خلاص،جائتنى الكلمات كطعنه في قلبي وأمسكت دموعي حين دخلت المنزل لأجد عائلة مجتمعة فقدمت لهم العزاء فأبلغوني بأنه أوصى قبل موته أن أقوم أنا بإمامة صلاة الجنازة على جثمانه الطاهرة وأحسست بصغرى وذنوبي بجوار هذه الوصية وحاولت الإفلات منها ولكن استاذى الكريم الأستاذ / محمد عبد المنعم هو الذى دفعني دفعا أن أنفذ وصية حبيبي في الله وقد كان .
رحم الله آخى لطفي رحمه . وأثناء عودتنا بعده دفنه رحمت الله عليه رأيت عددا كبيرا من العمال يجهشون بالبكاء فاقترب منهم
أواسيهم بأن الموت حق على الجميع وكفى به أن يقبضه الله على طاعة فحكوا لي قصتهم معه قالوا أننا جميعا كنا في حزب التجمع
نعتنق الأفكار اليسارية ولا نعرف التدين حتى الصلاة لم نكن نؤديها وكان إيماننا بالفكر اليساري وانحيازه للطبقة العاملة الفقيرة وعلاقة قيادات الحزب بنا خاصة رئيسه الأستاذ/ خالد محيى الدين الذي كان يقف معهم وقت شدائدهم ومصائبهم حيث كان يحضر
بنفسه إلى الإسكندرية لزيارتنا في بيوتنا المتواضعة ليقدم لنا المساعدة فإن لم يستطع الحضور بعث إلينا أحد قيادات الحزب يقف
بجانبنا ويمدنا بالمساعدة مما زاد ارتباطنا وحبنا للحزب وقياداته لكن ما حدث أنه ذات ليلة اجتمعنا في مقر الحزب على محاضرة يلقيها الشيخ /العاصي الشيخ الأزهري عضو قيادي في حزب التجمع وإثناء المحاضرة ارتفع صوت آذان العشاء من المسجد
المجاور لمقر الحزب فطلبنا من الشيخ العاصي التوقف عن المحاضرة لحين الانتهاء من الآذان فرفض قائلا أن هذه المحاضرة أهم
من الآذان بل من الصلاة أيضا وهنا ثارت ثائرتنا وكان عددنا يقارب المائة عامل فتركنا المحاضرة وقررنا الذهاب إلى المسجد وأداء صلاة العشاء وبعد الصلاة قام الإمام رجل على وجهه نور الإيمان بإلقاء موعظة عن الله واليوم الآخر بطريقة وكأنه يشاهد ما يتكلم
عنه فأثار فينا روح الإيمان وانقشعت عن قلوبنا غشاوة المادة و قررنا جميعا تقديم استقالتنا من الحزب وهذا ما حدث فعلا ومن يومها
ونحن مرتبطون بهذا الرجل الرباني نحضر دروسه وخطبه ونصلى خلفه ونقتدى به ونحبه ملتزمين بتعاليم ديننا الحنيف ، فلهذا الرجل في عنقنا دين كبير حيث كان سببا في هدايتنا إلى ربنا وإلى طريقه المستقيم.
رحمك الله يا أخي لطفي وجمعنا وإياك في رضا الله وجنته أيها الرجل الذي كان يعيش مع الغيب يستحضره طوال حياته وينظر ببصره إلى يوم موته قبل أن يموت وإلى ساعة لقاء ربه قبل أن يلقاه.

الثلاثاء، نوفمبر ١٣، ٢٠٠٧

شكرا لله
في بداية طريقي إلى الله أخطأت في أربعة أشياء ، توهمت أنى أذكره وأعرفه وأحبه وأطلبه فلما سرت قليلا في الطريق رأيت ذكره سبق ذكرى ، ومعرفته تقدمت
معرفتي ،وحبته أقدم من محبتي ،ورأيته فد طلبني أولا فبل أن أطلبه
كرني الله قبل أن أذكره حين صنع آدم بيديه وأمرني أن أستقر ذرة في كيانه انتظارا لأمر الخروج .
وعرفني الله قبل أن أعرفه خلال رحلتي الطويلة من ظهر آدم إلى ظهور أبنائه حتى وصل إلى رحم أمي ثم إلى ظهر الحياة .
وأحبني الله قبل أن أحبه حين هدى جدي فآمن بنوح وركب سفينته وإني لأذكر هذا الخوف الذي شملنى وأنا جزء من نسيج في ظهر جدي أثناء الطوفان . وعشت
الطوفان مع جدي ( وفتحنا أبواب السماء بماء منهمر وفجرنا الأرض عيونا فالتقي الماء على أمر قد قدر ) وسمرنى الخوف في ظهر جدي فرحت أرتعش
( وقيل يا أرض إبلعى ماءك ويا سماء أقلعى وغيض الماء وقضى الأمر واستوت على الجودى وقيل بعدا للقوم الظالمين )
.عرفت أيضا أن الله قد طلبني قبل أن أطلبه ، طلبني حين سار إبراهيم بقدميه الكريمتين لكي يبنى لي بيتا أتوجه إليه في الصلاة . وهكذا أخطأت في البداية في
أربعة أشياء ، وأصابتني الدهشة حين أيقنت أن ذكره ومعرفته وطلبه سبق ذكرى ومعرفتي وحبي وطلبي ، حين عرفت ذلك كله أصابني ما يصيب إنسانا تصور أن له فضل الحب فإذا هو يكتشف أن هناك من سبقه فى الفضل .
حاولت أن أجد كلمات تعبر عن شكر الله أو الثناء عليه فلم أجد ، ولولا دعوة إبراهيم وإسماعيل التي تجسدت فى سيد أبناء آدم محمد ابن عبد الله الذي صلى عليه الله وصلت عليه الملائكة وصلى عليه المؤمنون . لولاه ما عرفنا كيف نثنى على الله أو نشكره . قال خاتم الأنبياء والمرسلين وهو يثنى على ربه ( ربنا لا نحصى ثناء عليك أنت سبحانك كما أثنيت على نفسك ).
ودعا أحد المؤمنين وهو يشكر ربه ( ربنا لك الحمد كما ينبغى لجلال وجهك وعظيم سلطانك ) هذا الدعاء حير الملكين الكاتبين ولم يعرفا كيف يكتبان قدر
ثوابها له ، فسألا الله تعالى ربنا إن عبدا من عبادك قال مقالة لا ندرى كيف نكتب ثوابها قال الله وهو أعلم بما قال عبده ماذا قال عبدى ، فالا حمدك حمدا ينبغى لجلال وجهك ويليق بعظيم سلطانك قال عز وجل أكتباها كما قال عبدى ونا أجزيه بها يوم القيامة
كلمة الاستاذ/ أحمد بهجت

السبت، نوفمبر ١٠، ٢٠٠٧

برنامج حزب الاخوان هو نتاج لحالة الجماعه ومدى قدرتها على ممارسة الشورى الفعلية داخلها
إن جماعتنا تعيش فى ظروف سياسية غاية فى الغموض وظروف بوليسيه غاية فى الشراسة فهى بين الحظرالقانونى والتواجد الفعلى
وغض الطرف النسبى من قبل الطبقة الحاكمة ، وهى بين الملاحقة البوليسية الخانقة من محاكمات عسكرية والاعتقالات ومصادرة
الاموال والشركات واستباحة الخصوصيات والإستيلاء على المستندات ، والمتابعة الدقيقة لقيادات الجماعة ومؤسساتها وافرادها
فى ظل هذه الظروف التى ذكرتها فى إختصار شديد حتى لا اطيل فيما تعلمونه جميعا ، تمارس الجماعة عملها فعلى سبيل المثال ان
هناك إنتخابات من القاعدة إلى القمة ، لكن أفراد الجماعة ليس أمامهم فرصة للتعرف الجيد بعضهم على بعض بل ولايتمكنون من التعرف على قدرات ومهارات وتقييم آداء زملائهم ليكون الانتخاب قائما على هذة المعرفة ، وحتى لو تم الانتخاب فقد يتوقف عند
مستوى معين كماهوحاصل الان فإن الجهات البوليسية تستخدم كل وسائلها للحيلولة دون إجتماع مجاس الشورى العام لنتخاب مكتب الارشاد مجلس الشورى هذا الذى لم يجتمع منذ يناير عام1995 أى ما يقرب من ثلاثة عشر عاما،
نعم عندنا إنتخابات نزيهة وإن كانت تجرى فى ظل إحتياطات إمنية شديدة حتى لا يقبض على الاخوان أثناء الانتخابات ، ولكن
لاتتحقق الشورى الفعلية لتعذر إجتماع هذة المجالس المنتخبة فى غالب الاحيان حيث أننا نعيش ظروف إستثنائيه دائما حتى أن
أعضاء مكتب الارشاد فى مقرهم بمنطقة المنيل بالقاهرة يضطرون فى أحيان كثيره إلى التخاطب فيما بينهم من خلال الكتابة لان المقر
مراقب من قبل البوليس بالكاميرات صوت وصورة ليتمكن البوليس من خلال مايجمعة من معلومات من البطش بأفراد أوقيادات الاخوان حسب التوقيت المناسب له
فى هذا الجو الذى وصفته لحضراتكم هل يمكن تحقق شورى فعلية ! وعليه فإن إعداد البرنامج ومناقشاته وأخذ الرأى عليه داخل
الجماعة يتم تحت هذه الظروف فضلا عن العجلة التىتم بها إعداده وعرضه
وأقول فى نهاية ماذكرته أننا بوصفنا أعضاء فى الجماعة قد نختلف على بعض ماجاء فى البرنامج ومع ذلك فنحن ملتزمون بما
تقره الاغلبية