الأربعاء، نوفمبر ٢١، ٢٠٠٧

الاختلاف ليس إختلاف لغة فقط


الاختلاف ليس اختلاف لغة فقط

كنت طالبا في السنوات النهائية في كلية طب الإسكندرية في أواسط السبعينيات عام 1975 و في ذات مرة ذهبت لأصلى
العصر في مسجد القائد إبراهيم القريب من الكلية قبل الذهاب إلى البيت وقد فاتتنى صلاة الجماعة وكان المسجد خاويا إلا من عدد من المصلين لا يتجاوز أصابع اليدين بالإضافة إلى خادم المسجد ، وفجأة رأيت امرأة أوروبية تدخل المسجد
للسياحة حاسرة الرأس تلبس فستان يكشف عن ذراعيها ففاجأتها طالبا منها الخروج من المسجد ( مستخدما اللغة
الانجليزية في حديثي معها ) فسألتني لماذا أخرج من هذا المكان فأجبتها لأنك حاسرة الرأس و مكشوفة الذراعي.
فبادرتني في دهشة ولماذا أنت في المسجد وأنت أيضاً حاسر الرأس و مكشوف الذراعين ( حيث كنت البس قميصاً
نصف كم ) وهنا تعجبت من ردها على واحترت كيف أجيب عليها لان ذلك يحتاج منى إلى شرح تعاليم الدين الإسلامي
وحضارته واختلافه عن الحضارة الغربية بما في ذلك اختلاف ملبس الرجل عن ملبس المرأة وعرفت أن الاختلاف لم
يكن في لغتها حيث حدثتها بلغتها ولكن الاختلاف اكبر و وأعمق من ذلك فهو في اختلاف الحضارة والدين والهوية
والبيئة والمقاييس والموازين والأهداف والأولويات والمبادئ والعادات
وحين خرجت من المسجد و تأملت في الشوارع ووسائل المواصلات استفقت على عدد ليس بالقليل من بني جلدتنا
وينتسبون لديننا وحضارتنا وبيئتنا يحملون في عقولهم وسلوكهم عادات الغربيين ومقاييسهم وموازينهم وأولوياتهم بل وكثير من أهدافهم .
وأنا انظر اليوم في القرن الواحد والعشرون أرى عدد غير قليل يعيش مزدوج الشخصية بين حضارتين ومقياسين و ميزانين وأهداف وأولويات ومبادئ مختلفة تنتشر بين الشباب والفتيات فهم فتذبذبوا الهوية ، فضلا عن البعض القليل الذي خلع هويته وحضارته تماماً وتشبع للنخاع بالحضارة والثقافة والمفاهيم والموازين الغربية

هناك ٤ تعليقات:

دكتور حر يقول...

صدقت يا دكتور

لكن المشكله الأكبر فيمن تتكلم عنهم من ابناء جلدتنا
والذين محو عقولهم
ولا يعرفون لأنفسهم هوية ولا مرجعية من الأساس

جزيتم خير

سارة بندارى يقول...

نحن قوم أعزنا الله بالاسلام

فان ابتغينا العزة فى غيره اذلنا الله

بوست رائع دكتور / ابراهيم

تحياتى

جزاك الله عنا خيرا

غير معرف يقول...

يا سيدى الدكتور
اعتقدان قضية الاختلاف من اهم القضايا التى باتت تشغل بال اى امةتريد النهوض حتى عباد البقر اما نحن فاتفقنا ( كما يقال ) على ان نختلف .
جزاكم الله خيرا على المقال واملى وحلمى ان نستفيق من غفلتنا .
تحياتى

أبو أحمد الحسنات يقول...

إن هذا الأمر الإزدواجية في الشخصية تتجلى واضحا لدينا هنا في فلسطين.... فنجد العلمانيين يعدون تصدرهم للمشروع الوطني الفلسطيني وفي نفس الوقت يتحالفون مع العدو ضد أبناء الشعب والمقاومة

بالغ تحياتي
ويشرفني زيارتكم لمدونتي