الخميس، ديسمبر ٢٠، ٢٠٠٧

معاناة سجن دمنهور " الابعدية"

معاناة سجن دمنهور " الابعدية"
كنت ملتحقا بكلية الشريعة والقانون جامعه الأزهر فرع دمنهور وقبل شهر من انتهاء مدة الحبس في القضية العسكرية 8 لسنة 1995 كان امتحان نصف العام في آخر ديسمبر 1997 بالكلية ولما كانت الكلية لم توافق علي أن تبعث لجنة من دمنهور لامتحاني بسجن مزرعة طره بالقاهرة وطلبت أن انتقل إلي سجن الابعدية التابع لمركز دمنهور , رغم تدخل نقابة الأطباء وإبداء استعدادها أن تتحمل نفقات سفر لجنة الامتحان إلا أن الكلية أصرت علي رأيها .
وجاء يوم ترحيلي إلي سجن دمنهور (الابعدية ) قبل موعد الامتحان بيومين وكان ذلك يوم الخميس وكنا في شهر رمضان وحين صعدت إلي سيارة الترحيلات وجددت عدد كبير من شباب الجماعة الإسلامية بعضهم في العقد الثاني والثالث من العمر , استقبلني الشباب بالاحترام بعد أن تعرفوا علي وكانوا مرحلين أيضا إلي سجن دمنهور ولما علموا أني سأذهب معهم إلي هذا السجن أشفقوا علي قائلين يا دكتور لماذا لم تسأل عن طبيعة السجن قبل تقديم الطلب للامتحان فيه ,انه سجن تعذيب كل من يدخل يضرب ويشتم وهو معصوب العين من بداية الاستقبال فضلا عن الزحام وحالات الاهانه المتعمدة لنزلائه من السياسيين
قلت لهم ليس هذا وقت التلاوم فقد ركبت عربه الترحيل ولا يمكن تدارك الأمر فلست مستقلا لسيارة عادية يمكنني أن أغادرها بإرادتي .
وها نحن قد أغلقت علينا أبواب السيارة.. اقتربنا من السجن وقت أذان المغرب فوجئت بأن الشباب كل منهم يخرج قماشه أو قطعه من ملابسه ويعصب بها عينيه وعرفت أن الذي يضبط منهم وهو ينزل من السيارة غير معصوب العينين يأخذ علقه ساخنة ويعذب بشده , والذي أدهشني أن هؤلاء الشباب اخذوا يترجونني أن اعصب أنا أيضا عيناي , قائلين إحنا خائفين عليك يا دكتور ليس هناك احد له احترام في بلدنا فما بالك في السجون ,شكرت لهم تعاطفهم وإشفاقهم علي ولكني قررت ألا افعل ذلك وإلا وضعت نفسي في وضع لا اقبله وسوف يسوقني لما هو أسوأ فقلت لنفسي (يا كسبان يا خسران والله معي ) نزلوا قبلي ورأيت المخبرين يأمرونهم بالجلوس علي ركبتهم ورفع أيديهم بما معهم من عهد أو فلوس ومروا عليهم يضربونهم البعض بالعصا وآخرين علي قفاهم .
نزلت من السيارة وتوجهت بعيدا ومعي شنطتي ومرتبتي وناديت بصوت عالي حضرة المخبر تعال فاندهش كبير المخبرين وقدم إلي قائلا سيادتك مين بقي ، فقلت : أنا الدكتور إبراهيم الزعفراني أمين عام نقابة أطباء إسكندرية وجئت لأداء امتحان كلية الشريعة الإسلامية بتوصية من مباحث امن الدولة (وأنا اعني أن جهاز امن الدولة هو الذي له القرار النهائي في شأن السجناء السياسيين ) فين السيد ضابط امن الدولة لأنه عارف أني جاي النهردة قال كبير المخبرين باين عليك انك حكاية إستنه استدعي لك الضابط , وحضر الضابط رتبه ملازم بعد أن ترك طعام الإفطار وحضر في زيه الرسمي وكان يلبس شبشب في قدميه , قلت حضرتك ضابط امن الدولة الحمد لله (وأنا اعرف أن ضابط امن الدولة لا يلبس الذي الرسمي بل يلبس مدني ) إيهاما لضابط السجن أن ثمة توصية حقيقية بشأني من مباحث امن الدولة لأني اعرف مدي سيطرة وسطو ة ضابط امن الدولة علي ضابط السجن وأن إشعارهم بأي علاقة بهم سوف يحسب لها ضابط السجن ألف حساب .
ورد الضابط قائلا لا لست أنا ضابط امن الدولة فكررت عليه الكلمات التي قلتها للمخبر فما كان من الضابط إلا أن قال انتظرني سأحضر لك ضابط عظيم السجن وحضر عقيد وهو في زيه الرسمي أيضا فقلت نفس السؤال حضرتك ضابط امن الدولة الحمد لله , فقال لا انته إيه موضوعك فكررت له ما قلته للمخبر والضابط وأضفت عليها أنني محتاج لحجرة منفردة وإضاءة حتى أتمكن من المذاكرة .قال يا سيدي ضابط امن الدولة مشي قبل المغرب وأنا لا اعرف عن موضوعك شيء , قلت له لكن ضابط امن الدولة هنا يعرف ذلك جيداً ثم إستترد هو قائلا وكل زنازين السجن مزدحمة مفيش انفرادي إلا زنازين التأديب قلت له خلاص أروح التأديب , قال الحمد لله ريحتنا وأمر الضابط والمخبر أن يذهبوا بي إلى زنزانة في التأديب سكن مش عقوبة ، وقال لى خد حاجتك معاك ويوم السبت سيأتي ظابط امن الدوله ونسأله ان قال دخلوله سرير دهب حندخلك سرير دهب وان قال انزعوا عنه ملابسة حنزع ملابسك , تركته وذهبت الي الحجرة التي ليس بها دورة مياه فكنت كلما اردت قضاء حاجتي اطرق الباب فأخرج ،كما أنها ليس بها اضاءة مباشرة اللمبة في الخارج اذاكر علي انعكاس ضوئها علي الحائط

حوار مع شاب ينتظر تنفيذ حكم الإعدام

حوار مع شاب ينتظر تنفيذ حكم الإعدام

وما كدت اضع جسدي علي ارض الزنزانة حتي رأيت عين تنظر من نظارة الباب وهو الثقب المغطي من الخارج بقطعه معدنية لا استطيع تحريكها من الداخل حتي لا اري من يمشي أمام الزنزانة وسمعت صوت لهذا الذي ينظر يقول سلام عليكم فقلت وعليكم السلام وحيث انني كنت ارتدي ملابس زرقاء فمعروف اني اقضي سجن (اي محكوم علي بحكم ) فقال انت جنائي ولا سياسي , قلت له انا مسجون سياسي قال لا انت راجل وشك سمح انت مسجون جنائي قلت له هو السياسي وحش ليه قال السياسيين الي هناك معظمهم قتل ناس , قلت له مش كل السياسيين محبوسين علشان القتل انا سياسي ولم أقتل أحدا ولا عملت شئ غلط ومع كدا المحكمة العسكرية حبستني 3 سنوات قال المهم أنا حاسس انك راجل طيب وعاوز احكي لك حكايتي بعد ما أجبلك تفطر قلت له معايا فطار فأسرع واحضر بيض مسلوق ودفع به بعد ان ازال قشرته من ثقب الباب وأراد أن يأتي بطعام اخر يسكبه لي من خلال ثقب الباب فأقسمت عليه الا يفعل وكان في حسباني انني لا اعرف هذا الذي بالخارج واحتمال ان يضع لي في الطعام شيئا اما البيض المسلوق فمعروف امره .
وتركني حتي افطرت وصليت المغرب ثم جاء يطالبني بسماع قصته قلت له انا اسمع كل يوم نصف ساعه من قصتك قال لي ليه هو انت دكتور فقلت نعم قال يا رجل قول كلام غير ده قلت له انا عندي مذاكرة وامتحان يوم السبت ولكنه أصر أن اسمع قصته كلها في هذه الليلة
وبدأ يحكي قصته :
قال لي أنا اسمي خالد شاب في أواخر الثلاثينات كنت اسكن وادي النطرون وإنا تاجر غلال ولم أكن أمينا فكنت أغش الغلال (يعني أحط أبو قرش علي أبو قرشين ) وكان عندي عربه نقل وسائق نذهب إلي القاهرة والمحافظات ننقل الغلال ثم تعرفت علي رجل (مهندس زراعي ) عنده 50 فدان وله أربعة بنات وتزوجت ابنته ألكبري وصرت أشرف علي أرضه وآخذ لنفسي من نتاجها النصيب الأكبر طمعا ، ولما كبرت أخت زوجتي خفت أن يتزوجها رجل ينافسني في ارض والدها فجاءتني فكرة أن أزوجها لسائقي فهو راجلي والبنت متخرجش برا، وكانت البنت رفضاه لأنه بدون مؤهل دراسي وهي معها دبلوم ولكني ظللت اعزمهم في فنادق وكازينوهات واسيبهم يجلسوا مع بعض لغاية ما حبوا بعض ووافقت علي زواجه منها وتزوجها
لكن بعد زواجه بسنة واحدة أنجب ولد وكان عندي بنتين، وقام حمايا بتقسيم الأرض علي البنات وأصبح عديلي السواق نصيبه من الأرض مثل نصيبي،و ترك العمل معي وبدأ يتاجر في الغلال نفس التجارة التي أتاجر فيها لكن الفارق بيننا أنى كنت بغش في البضاعة ولكنه كان أمين ويبيع بأمانه ومع الوقت لقيت زبايني بتسيبي وتتعامل معاه وأصبحت أشوف عربيات من المحافظات المختلفة واقفه تحمل من مخازنه وإنا جالس امام مخازني حاطط ايدي علي خدي زي الواحده الست .
الشيطان حرك الغيرة بداخلي وقررت التخلص منه قلت لازم اقتله وفى يوم قلتله يا محمد انا معروض عليه صفقة غلال كبيرة من تاجر كبير وانا مقدرش عليها لوحدي ولو اشتركنا فيها احنا الاتنين نقدر نشيلها وانا اخدت ميعاد مع التاجر الليله دي وافق محمد و قال متخليها لبكرة في النهار قلتله خلاص اتفقت مع الراجل ونروح بعربيتك النقل .
وتحركنا ليلا هو ساق العربية وانأ بجواره في جيبي سكينة اشتريتها وجهزتها عشان اقتله بيها , جلست أدله علي الطريق لغاية ما وصلنا لمكان محدش شايفنا فيه قلتله بص يا محمد في الاتجاه البعيد وأثناء ما بص الناحية التانية كنت طلعت السكينة وضربته في رقبته وبدأ الدم ينزف من رقبته حاول يمسك إيدي بالسكينة وهو يصرخ قلتني ليه يا خالد حرام عليك عندى ولد عاوز أربيه وأثناء مقاومته إيدي جرحت وبدأت تنزف محمد مات بعد دقاق وأنا ربط ايدي وشلته علي كتفي ورميته في جنينه فيلا مهجورة واخدت السيارة وأغرقتها في الترعة وذهبت إلي بيتي لاخلع ملابسي التي امتلأت بالدماء وأذهب إلى المستشفى, زوجتي انزعجت لما شافت الدم قلتلها فيه لصوص طلعوا عليا ألليله وقاومتهم وضربوني في ذراعي والحمد لله إللي جت علي قد كده وخلعت الملابس وقولت لمرآتي احرقيهم قالت لي ما نغسلهم قلت لها احرقيهم فحرقتهم وقلتلها أنا رايح أخيط الجرح في المستشفي وقبل طلوع الشمس حضر ضابط النقطة ومعاه مخبر وقبضوا عليا عرفت إن صاحب الفلا وجد القتيل واتصل بالأمن ومشوا ورا الحكاية لغاية ما وصلوا لي وأثناء ذهابي للنقطة المخبر قال لي الجريمة ركباك ركباك متنكرش لكن حاول تحط حد معاك في الجريمة علشان متخدش إعدام فكرت قلت السواق الجديد بتاعي، واللفت قصة من ذهني ولما جه الظابط علشان يعلقني ليضربني قلت له انا حعترف واعترفت علي نفسي وعلي السواق , راحوا جابوا السواق قال معملتش حاجة ،الضابط علقه وقعد يضرب فيه وهو يصرخ والله يا بيه ما معملت حاجة وانا اقوله يا كداب يا بن الكلب مش انتا الي اشتريت السكينة يقول حرام عليك يا خالد .
اقوله يا كداب يا بن الكلب مش انا وانتا شلناه مع بعض ورميناه في الجنينه بتاعه الفيلا يقول حرام عليك يا خالد يا خالد ،وظل يضرب لغاية ما اعترف وقال نفس اللي بقوله ومثلنا أمام المحكمة وحكمت علي السائق بالسجن المؤبد وأنا تحويل اوراقي للمفتي وعرفت من المحامي انه قد حكم علي بالإعدام فقلت امال ايه فايده إني اتهمت السواق خلاص مدام إعدام إعدام خلاص اخلص السواق منها واقول الحقيقه وبالفعل كتبت ورقه بالحقيقه وقدمتها لمأمور السجن اللي بعتها للنيابة
ومثلت مرة أخرى أمام المحاكمة والقاضي قالي يا خالد الورقة دي انتا كاتبها وقرأها لي قلت ايوه وسألنى دا توقيعك قلت نعم يا باشا وبدأ المحاكمة وكان يترافع عن السائق محامي من الاخوان اسمه ( فتحي التميمى) وبعد المرافعات حكمت المحكمة علي السائق بخمسة عشر عاما واحاله أوراق خالد إلي المفتي (اي اعدام ) صرخت بأعلي صوتي عند النطق بالحكم ، السواق برئ يا سعاده القاضي السواق لم يرتكب ذنب يا سعاده القاضي ولم استجب لامر القاضي بالصمت فأمر بأخراجي من القاعه وإنتهى الامر خربت بيت حمايا رملتله بنتين ويتمت ولادى وأولاد عديلى وقتلت أنسان والتانى سجن 15 سنة وأنا انتظر الاعدام
قلت له ارجع الي الخلف بعيدا عن الثقب يا خالد حتي اراك جيدا ولما ابتعد رأيته شابا وسيما رشيقا كله حيوية قلت له انت شاب ذي الورد يا خالد قال بس خلاص الوردة حتتقطف من عنقها .
اسمع يا دكتور الدنيا غدرت بي انا كنت باجري عليها عاوز اخد منها كل شيء اجمع اكبر عدد من الفلوس وبنيت عمارتين وسيارة وزوجه واولاد وكنت اقول لنفسي بسرعه يا ولد يا خالد إجمع يا ولد يا خالد وادي انا فقدت زوجتي واولادي ومالي وحياتي وانا لسة مكملتش اربعين سنة ما فضليش الا اخرتي الي انا عاوز اسألك عنها هل ممكن ربنا يغفر لي ومارحش النار؟ انا قرأت القران من اول ما اتحبست عشرات المرات وبلاقي في كل ايه رحمه حتي مع فرعون .
فرعون قتل عيال يامة ومع كدا ربنا بعتله سيدنا موسي وهارون وقال لهم (فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشي ) يعني معناها لو فرعون كان تجاوب مع سيدنا موسي كان ربنا غفرله بعد ما قتل هؤلاء الأولاد كلهم وإلا كان ليه ربنا باعت سيدنا موسي لفرعون أنا بقى مقتلتش غير واحد بس وجبت مصيبة حبس للسواق وانا تذكرت وتبت اهو قلي رأيك ايه
قلت له رحمه ربنا واسعه ويمكن إعدامك كفارة لك لان فيه حديث للنبي صلي الله عليه وسلم في مسائل الحدود (أن من أصاب من هذه الامور شئ ثم أقيم عليه الحد فإني اطمع ان يغفر الله له ) .
انصرف خالد وطلب مني انه كل ليله نتكلم مع بعض شوية ووعدته بذلك لكني لم اره بعدها .

الامتحان داخل السجن و مقابلة ضابط أمن الدولة

الامتحان داخل السجن ومقابلة ضابط أمن الدولة
أعود لقصتي مع الامتحان في يوم السبت صباحا فتح باب الزنزانة واصطحبني مخبر ألي غرفه الأخصائي الاجتماعي لأداء الامتحان تقابلت مع اللجنة المشرفة وعرفتهم بنفسي وبقصتي أصابهم الم وتأثر شديد بما قلت لدرجة أن بعضهم بكي , جلست للإجابة وكنت مستذكرا للدروس جيدا لتوافر الوقت داخل السجن وكنت حريصا أن اطلب مقابله ضابط امن الدولة بدلا من آن يطلبني هو , أكثر من ورقه طلبت مقابلته وأعطيتها لعدد من المسئولين الذين مروا علي أثناء أدائي الامتحان اليوم الأول .
وبعد الامتحان اصطحبني المخبر إلي مبني الإدارة , وفوجئت به يطلبني أن أدير وجهي للحائط أثناء وقوفنا أمام المكاتب , قلت له أنا خايف عليك لو خرج ضابط امن الدولة ووجد وجهي للحائط سوف يعاقبك لأنه معرفتي وحتشوف إلي حيحصلك منه (لم أكن بالطبع اعرفه ) لكن كنت اعلم يقينا انه قد أعطي العلم بترحيلي إلي السجن وان ثمة تعليمات صدرت له بطريقه معاملتي (سيئة أو متوسطة أو حسنة ) أيا كان الأمر فعلي أن أستعين بالله وأتصرف حسب الموقف الذي سوف أواجهه .
وفي الحال خرج رجل طويل القامة من احد المكاتب وخلفه آخر يرتديان الملابس الملكية (العادية ) فعرفت انه هو فقال أهلا يا دكتور إبراهيم وسلم علي ودخلنا مكتب آخر جلس عليه وجلست أنا والضابط الآخر في مواجهه المكتب.كان هو العميد (ع.ن) قال لزميله الدكتور إبراهيم محيرنا في إسكندرية وكمان هنا في البحيرة بين الحين والحين يأتي بسيارته إلي دمنهور بعد صلاه الفجر ويلف لفتين في ميدان الساعة عشان يطمئن انه غير متابع ثم ينطلق إلي بيت الأستاذ / محمد سويدان منطقة أبو الريش
قلت له يا (ع) بيه أنا عمتي تسكن في دمنهور قال يا دكتور إبراهيم في حد بيزور عمته بعد الفجر قالت له يا (ع) بيه كل عيله ولها سلوها وتقاليدها، وضحكنا لأننا فاهمين بعض كويس.
وسألني العميد (ع) أوضاعك هنا عامله إيه أنا علمت انك طلبت تسكن في التأديب علشان المذاكرة قلت له نعم ولكن الشئ هنا عدم وجود إضاءة أنا بذاكر منذ يوم الخميس علي انعكاس الضوء علي الحائط مما أجهد عيناي قال طيب اتفضل أنت يا دكتور وأنا حتصرف .
انطلقت مع المخبر الذي أحسست بمدى احترامه لي بعد أن رأى طريقه تعامل العميد معي ولم نصل إلي التأديب إلا
والعميد (ع) بينادي علي من بعيد ومعه مأمور السجن وذهبت معهما إلى مستشفى السجن وخيرنى بين السكن فى عنبر السياسيين وعنبر الجنائيين فوكان الفارق شاسعا بين العمبرين عنبر السياسيين داخلى مظلم رديء التهوية يرقد به عشرة من الشباب لايستطيعون الحركة لإصابتهم جميعا بإصابات شديدة في عمودهم الفقرى من آثار التعذيب ومعظمهم مصاب بشلل ثنائى أو ثلاثى ، أما عنبر الجنائيين حسن الاضائة والتهوية يطل على مدخل المستشفى الفسيح به علية القوم من الجنائيين الموصى عليهم أخترت عنبر الجنائيين حتى أستطيع المذاكرة ورؤية زملائي الأطباء الذين كانوا يعملون بالمستشفى وكانوا فيما بعد يولونني كل الاهتمام والرعاية فى هذا السجن السيىء وبهذا أنقذني الله من أن أهان أو يساء إليى