الأربعاء، أغسطس ٢٩، ٢٠٠٧

الاستاذ/ محمد حسين حلقة الوصل بين


القيادات الطلابيه والاخوان .
فى عام 1972 كنت طالبا بالسنة الثانية كلية الطب واميرا للجماعة الاسلامية بها وكنت اواظب على صلاة العشاء بمسجد فجر الاسلام منطقة اسبرتنج الذى بناه الاستاذ / ابو الفضل وكان تحت الانشاء وكنت احد الشباب الذى ساهم فى بنائه وكان الاستاذ/ محمد حسين وقتها رئيس لجمعية انصار السنة المحمدية بمسجد الحمام بباكوس ويتبع هذه الجمعية مسجد صغير يسمى ( مسجد مصعب بن عمير ) منطقة بولكلى ولما كان الاستاذ/ محمد حسين صديقا للاستاذ ابو الفضل رحمه الله وزميل له فى شركة الاخشاب حيث كان يعمل أ /. محمد حسن وقتها رئيس للشئون القانونية بالشركة دعا الاستاذ / ابو الفضل الاستاذ/ محمد حسين لعمل درس اسبوعى يوم الاربعاء للنساء والاخوات وكان درسا ناجحا يزداد عدد الحضور كل اسبوع ويحضره الرواد من اماكن متفرقة من مدينة الاسكندرية وقد خرج بعد ذلك جيلا من المحجبات الداعيات الاسلاميات .
التعارف بيني وبين الأستاذ محمد حسين
قابلت أ / محمد حسين فى مسجد فجر الاسلام بعد انتهاء الدرس بعد صلاة العشاء رجل ممتلئ الجسد ذو لحية كثة سوداء ووجه مستدير بشوش فى 35 من العمر . استرحت الى مظهره وفكرت فى التعرف عليه ولكنه عاجلنى بان توجه ناحيتى وسلم على وتعرف الى وتعرفت اليه وسالنى عن سكنى وحين اخبرته انه قريب على بعد امتار من المسجد 40 ش الاقصر . ادهشنى بطلبه ان يذهب معى الى منزلى لتناول كوب من الشاى مشيت معه وانا فى منتهى السعادة ان يدخل مثل هذا الرجل الصالح منزلنا وبطلب منه . ومما أثاراعجابى به انه بعد ان جلسنا فى غرفة الاستقبال بمنزلنا سالنى عن والدى وان له رغبة ان يتعرف عليه وحين دخل والدى استقبله ببشاشة من يعرفه قبل ذلك ولاطفه واعطاه من الاحترام والتقدير ما جعل ابى يتعلق به ويثنى عليه حتى وفاة ابى رحمه الله عام 2000. وبعد ان تناول الشاى و تبادلنا الحديث عن الله وفضله علينا وكان ذو حديث عذب وعاطفة ايمانية تتدفق من قلبه و كلماته وملامحه وحين أراد الانصراف طلب من ابى ان ياذن لى ان يصحبنى معه فوافق ابى على الفور وبعد خروجنا من البيت قال لى فى لغة ملؤها الاخوة يا ابراهيم يسعدنى ان توصلنى الى منزلى كما قمت بتوصيلك الى منزلك فلبيت طلبه ومشينا حتى منزله ش مصطفى كامل منطقة فلمنج . نذكر الله بصفات ونعمه والاءه وآياته . وهى مسافة تزيد قليلا على ثلاث كيلو متر تقريبا فلم نشعر بالوقت. و فى حجرة الاستقبال المتواضعة مكتبة كبيرة للكتب عرفت من خلالها مدى شغفه بالقراءة.
قصة هداية الأستاذ محمد حسين
وقد حكى لى أنه بدأ حياته عاملا بشركة الغزل بكفر الدوار ثم اكمل دراسته حتى حصل على ليسانس كلية الحقوق جامعة الاسكندرية . وانه كان موجها فى الاتحاد الاشتراكى الناصرى وان الله هداه للتدين بعد عدة مواقف تعرض لها حولت وجهته من الناصرية الى التدين
يحكى عن بعض المواقف :
انه نزل الى البحر للاستحمام وكان معه احد اخوته ولكن موج البحر ادخله الى مكان عميق واذا به يغوص تحت الماء ويستسلم للموت وفجاة راى نفسه يصعد الى سطح الماء فيصرخ ولا يتمكن الا من اخذ كمية قليلة جدا من الهواء وتكرر ذلك عدة مرات.
وكان يقول لنفسه فى كل مرة الهواء يملا الدنيا وانا الان بحاجة لكمية قليلة انقذ بها من الموت فلا استطيعها وقد كنت اتمتع بالهواء طوال حياتى ولا اعرف قيمته وسرعان ما بعث الله له من انقذه من الغرق يقول:( فكان لهذا الحدث الاثر الرئيسي فى تحول حياتى الى التدين ).

توطيد العلاقة مع الأستاذ محمد حسين
اعود لجلستى معه فى غرفة استقبال بيته وسط مكتبته العامرة بالكتب جلس يطلعنى على اسماء بعض الكتب ثم اعارنى كتابين ( معالم فى الطريق ) للاستاذ سيد قطب وكان مغلفا بغلاف مكتوب عليه اسم مستعار غير اسمه الحقيقى وكتيب المصطلحات الاربعة للمودورى ... عدت الى منزل ولم انم حتى اتممت قراتهما فتحركت فى كل كوامل الثورة على هذه الاوضاع البعيدة عن الدين والبعيدة عن تعاليمه . وتكررت هذه الرحلة مع الاستاذ محمد حسين كل يوم اربعاء من الاسبوع بعد صلاة العشاء الشاى بمنزلنا المشى الى منزله استعارة بعض الكتب من كتبه وفى احدى زياراتى له أهدانى نسختين من كتاب (فى ظلال القران ) للاستاذ /سيد قطب الطبعه اللبنانيه حيث منعت السلطات طباعته فى مصر وحين اخذت واحدة فقط قال هذه لك ولكن خذ الثانيه يستعيرها اخوانك فانى أعرف أن لك اصدقاء كثيرون . وكنت سعيدا بهذه الايام اشد السعادة وكنت اخذ منه زادا لاحدث به اخواتى بالكلية استمرنا على ذلك شهور حتى انتقل الدرس الى مسجد عصر الاسلام وبعدها رتب الاستاذ / محمد حسين لقاء اسبوعى لزيارتى ومعنا بعض الاخوة لجلسة ايمانية نقرا فيها بعض الكتب ونصلى عدد من الركعات .
وقد وتوطدت علاقتنا فكنت كثيرا ما اذهب اليه قبل الفجر لننزل سويا لصلاة الفجر فى المسجد المجاور له وربما قابلته مباشرة فى صلاة الفجر بالمسجد وكان منزل أ / محمد حسين خاصة حجرته المطلة على ش مصطفى كامل لا تكاد تخلوا من تردد الشباب عليه . وقد لاحظت أن للاستاذ / محمد مجموعة من الرجال القريبين منه سنا وكان هو بالنسبة اليهم بمنزلة الشيخ من المريدين ا / لطفى عبد العزيز ا / حسنى جبريل أ / على عطوة أ / السنوسى , أ / اسماعيل حسين وغيرهم اضافة الى رواد مسجد الحمام الذين كانوا يواظبون على دروسه وامتاز ا / محمد حسين بقدرته العالية على التباسط مع اخوانه وبناء علاقات اسرية حميمة بينهم وتواصل دائم لا ينقطع .
التحام مجموعة كلية الطب مع مجموعة حامد الدفراوي
كنت فى كلية الطب قد كونت جماعة من ثلاثين فردا من اشهرهم اخى الحبيب / احمد فريد وكنا نقرا فى كتب الشيخ /محمد عبد الوهاب وابن تيميه وابن القيم وابو الاعلى المودودى بالا ضافه الى كتب الشهيد /سيد قطب وفى الوقت نفسه كان حامد الدفراوى وخالد داود واخوه آخرون من محرم بك قد كونوا جماعة سلفية اخرى يراسها حامد الدفراوى معه خالد داوود ومحمد اسماعيل و سامي أبو الطيب ومحمد عبد الفتاح وسعيد عبد العظيم وغيرهم وبعد تعرفى على اخى الحبيب خالد داود فى مسجد مصعب بن عمير ببولكلى . عرضت عليه امر جماعتنا فذهب واحضر اخى الحبيب حامد الدفراوى . الذى عرض على ايضا مبادئ جماعته وجدنا ان اهدافنا متقاربة وقررنا الاتحاد والعمل معا واصبح الاخ / حامد الدفراوى هو مسئول هذه الجماعة -
و فى ذات الاسبوع توجهت للاستاذ / محمد حسين وقلت له :(لا يكفى ان تتكلم عن العقيدة والاسلام فلابد من ان نعمل شئ فالاسلام يتعرض لخطر من كل مكان ونحن لا نتحرك فطلب منى الاستاذ / محمد حسين ان كان لدى ما هو جديد فهو على استعداد لمعرفته تركته على وعد من ان استكمل معه الحدث , والتقيت بحامد وخالد واخبرتهما بما دار بينى وبين أ / محمد حسين . وتكفل حامد الدفراوى بمهمة الذهاب الى الاستاذ / محمد حسين والحديث معه ومرت الايام دون ان اعرف ما دار بينهما وبعد قرابة الشهر وكان ذلك فى العام عام 1973 . حيث دعيت من قبل اخى خالد داود الى لقاء خماسى حضرة الاستاذ / محمد حسين وقد عرفت خلال اللقاء ان أ.محمد اصبح مسئول ألاول وقامت هذه المجموعه الخماسيه بقيادةالجماعة وبقينا على هذا الحال سنة دار الحوار بعدها حول علاقتنا بالاخوان .
أستاذ محمد حسين وعلاقته بالإخوان
كان أ / محمد حسين على صلة وثيقة بمجموعة من الاخوان (بمنطقة محرم بك)الشيخ/صبحى الخشاب والشيخ/سيد الصاوي والشيخ /محمود ابو العينين وأ/ عبد السميع فضة وآخرين.
وكان يجلس معهم في مجموعة تربوية .و لم نكن علي علم بذلك كما كان علي صداقة وثيقة مع أ/جمعة امين بعد خروجه من السجن حيث كانا متجاورين سكنا وقد طلب منه أ/محمد حسين ان يلقي دروس يوم السبت بمسجد معصب بن عمير وان يتناوب مع أ/لطفي عبد العزيز الخطابة في ذات المسجد كما امتدت صداقاته للتعرف علي الحاج عباس السيسي (رحمه الله) والاستاذ/محمد عبد المنعم والحاج /محمد شكري و أ/ احمد حيدر (رحمه الله) -كان أ/ محمد حسين قريب من الشباب بهيئته وروحه ومنهاجه السني وكان هو معبر الانتقال الي الإخوان المسلمين
التمهيد للإلتحام بالإخوان
في إحدى الأيام تكلم الأستاذ / محمد حسين إلي هذه المجموعة بان الأخوان يريدون منك تحديد موقفكم من العمل معهم فعليكم أن تجلسوا سويا تحددوا نقاط النقاش وبالفعل جلسنا واتفقنا على أن نتناقش مع الأخوان الكبار فى أربع نقاط اختلاف حسب تصورنا في حينه بيننا وبين منهج الأخوات وتمثلت هذه النقاط في :
- تناول الأخوان لمسائل العقيدة ( الأسماء والصفات والتوسل..)
- مدى تمسك الأخوان بالسنن الطاهرة : اللحية , الجلباب..
- مدى الثقافة الشرعية عند الأخوان
- مفهوم الجهاد وهل الأخوان سيظلوا يقدمون التضحية رغم السجون والمحن

وكانت ليلة عاصفة في منزل الحاج عباس

حدد موعد اللقاء بمنزل الحاج عباس بمدينة رشيد حيث استمر اللقاء والنقاش من بعد صلاة العشاء والى صلاة الفجر من اليوم التالي .
أدار النقاش الحاج عباس السيسى ( رحمه الله ) وحضره الحاج محمود شكري والأستاذ جمعة أمين وحضره من الشباب مهندس/ حامد الدفراوي مهندس / خالد داود إبراهيم الزعفراني واتخذ الأستاذ / محمد حسين قرار بان يفسح المجال للشباب في الحوار مباشرة بينهم وبين الاخوان الكبار
قبل البدء في نقاش هذه النقاط الأربعة أحسسنا جميعا أن هناك لبس فالإخوان يعتقدون أن هذا الشباب اصبح في صفوف الأخوان . وانهم أتوا لاستجلاء بعض النقاط التي لهم رغبة في استجلائها و أما الشباب فهم يرون أن حسم قرارهم بالعمل في صفوف الأخوان مرتبط باستجلاء هذه النقاط الأربع .
تحاور الحاضرون حول هذه المسائل الاربعه:
مسألة العقيدة
فالشباب يتناول مسائل العقيدة بتفاصيلها والقيادات الاخوانية ترى أن العقيده الاسلاميه بسيطه وليست بهذا التعقيد وان هذه التفاصيل لايستطيع العوام أستيعابها وسوف تؤدى الى فتح باب تكفيرالمسلمين على كل خلاف فيها(كماحدث فى وقت من الاوقات بين المنتمين لكل من انصار السنه والجمعيه الشرعيه حول مسألة الفوقيه)وأن المسائل التىجمعتها ما تسمونها كتب العقيده مسائل حدثت فى اوقات الفتن وقد اندثرت هذه الفرق ونحن بدخولنا الى هذه المسائل نحيى مواضيع خلافيه لا وجود لها الان ودراسة هذه المسائل والتعمق فيها هو متروك للعلماء والفقهاء.
مسألة السنة
كما يرى الاخوان أن الشباب يقصرون السنه النبوية على السنن الظاهرة كاللحية والجلباب ويقيسون تدين المسلمين على اساسها وهذا مقياس خاطئ وعلينا أن نضع لكل تكليف اسلامى ميزانه الحقيقى عند الله كما أن هناك واجبات وسنن اسلاميه تقدم على غيرها حين التعارض بقدر المصلحة أوالضرر الشرعيين فىكل منهم.
مسألة العلوم الشرعية
الشباب يرون في عموم الإخوان عدم توسع في العلوم الشرعية والقيادات الاخوانية ترىأن هذا الادعاء ليس صحيحا على اطلاقه فمدرسة الاخوان خرجت كثير من علماء الشريعه كما أن الجماعة لا تطالب كل أفرادها أن يكونوا علماء ولكن عليه أن يتعلم مافرض عليه تعلمه وكل ما يتصل بعمله ومعاملاته كل حسب حاجته فلم يكن كل الصحابة أو التابعين علماء، وقال الحاج عباس (رحمه الله) كلمته الشهيرة نحن جماعة الاخوان مثل الهيئة التى توصل الكهرباء للناس لا نحتاج الى مهندسين كثيرين بقدر ما نحتاج الى عمال كثيرين).
مسألة الجهاد
وحول قضية الجهاد والتضحية أوضح الإخوان أن التضحية والجهاد هي أحد أركان بيعتهم لكن الجهاد له قواعد و أصول شرعية يجب الالتزام بها . فليس الجهاد ان تقوم بالتعدى على من يرتكب معصية فى الطريق وليس الجهاد مقاتلة المواطنين فىداخل البلاد انما الجهاد هو مقاتلة غازى محتل وقد طبقناه عمليا فى فلسطين وسوف نمارسه فى أى وقت نتمكن منه ان شاء الله دون تردد بعد هذا النقاش الطويل الذي اختصرته في هذه الكلمات عدنا إلي الإسكندرية وقد وصلنا إلي درجة من القناعة ودرجة أعلى من الحب والألفة بعد هذا الحديث الصريح الشفاف قررت المجموعة القيادية من شباب الاسكندرية الانضمام للاخوان
انفصال المدرسة السلفية
قررت المجموعة القيادية من الشباب على اثر ذلك مفاتحة أفراد التنظيم الشبابي في جامعة الإسكندرية برغبتنا في الانضمام للإخوان وعلى كل طالب أن يأخذ قراره الخاص به عن قناعة ورضى .
وافق إخواننا من شباب الجامعة في التنظيم جميعا على الانضمام للاخوان. لكننا ظللنا نخفى هذا الأمر عن عموم طلاب الجماعة الإسلامية التي كنا نقودهما بالإسكندرية . وبعد فترة قليلة بدا بعض الاخوة في إبداء قلقهم من العمل مع الأخوان وبدؤوا في إثارة النقاط الأربعة التي تقدم ذكرها.وظلت الفجوة تتسع بين هذه المجموعة التي كان يطلق عليها وقتها مجموعة ( محرم بيك ) حيث كان يسكن معظمهم وهم محمد اسماعيل ومحمد عبد الفتاح وسعيد عبد العظيم وأحمد فريد و سامي أبو الحسن ومصطفي أبو الطاهر والأخ قطب ( رحمه الله) وقد حاولو استقطاب الأخ وجدي غنيم إلي صفهم ولكنه إختار الإستمار في صف الإخوان المسلمين
عقدت هذه المجموعة لقاءات خاصة بهم ولما جلست معهم القيادات التنظيم الطلابية مع الأستاذ / محمد حسين وطالبوهم بتحديد موقفهم أعلنوا انهم لن يستمروا فى العمل مع الإخوان ومن هنا بدأت فكرة التمايز بين من اصبح يعمل مع الأخوان ومن رفض العمل معهم لتتكون مجموعة تطلق على نفسها ( المدرسة السلفية ) تميزا لها عن الجماعة الإسلامية بالإسكندرية التي اصبح أعضائها منضمين إلي جماعة الإخوان المسلمون والذين أعلنوا لطلاب الجامعة هويتهم الاخوانية و تميز افكارهم و منهجهم عن غيرهم من الجماعات .وبعد هذا الاعلان
تمايزت الحركة الاسلامية فى الجامعات المصرية الى ثلاث جماعات:-
· ـ الجماعة الإسلامية تحت شعار( الله اكبر ولله الحمد ) وهم شباب الإخوان المسليمين
· ـ الجماعة الإسلامية تحت شعار( لا اله إلا الله ) وهم شباب الجهاد والتي انتهي بها الأمر لقتل السادات و أحداث العنف في أسيوط وغيرها من المحافظات ثم دخولهم السجن ثم إعلان مبادرة التخلي عن العنف مؤخراً
· ـ المدرسه السلفية يمثلون مدرسة شرعية وهذه الأخيرة لم تزعم أنها تنظيم من هنا انقسمت الدعوة السلفية إلي عدة مدارس لكل منها شيخ مستقل ويزداد عدد هذه المدارس بإستمرار .
الاتصال والتعاون بين المحافظات
لقد كانت هناك اتصالات مستمرة بين القيادات الطلابية بجامعات مصر قبل ارتباطهم بالقيادات الاخوانية الاقدم حيث تعارفوا من خلال المعسكرات الصيفية والمؤتمرات المشتركة وانتخابات الاتحادات الطلابية .
ولذلك كان من السهل بعد هذا الميلاد الاخوانى الجديد ان تتواصل المحافظات لعنصرين اساسيين
الاول : هو التعارف الوثيق بين الاخوان القدامى الذين جمعتهم السجون و المحن.
الثانى : التعارف الذى تم بين القيادات الشابة والطلابية من خلال الانشطة المشتركة .
لقد سبق دخولنا الاخوان التعارف بين قيادات العمل الطلابى بالجامعات المختلفة وكان اكثر الجماعات تعارفا وترابطا هم قيادات جامعتى القاهرة و الاسكندرية
حيث كنا نتلاقى فى المؤتمرات الصيفية التى تقام فى مختلف الجامعات فى السبعينات من القرن العشرين وكانت لنا لقاءات نتبادل الافكار والاعمال ومن بين المواضيع التى ناقشناها علاقتنا بالاخوان بعد خروجهم من السجن واتصالهم بنا
فبعد أن تم التحام القيادات الطلابية بالاسكندرية بالاخوان قررت القيادات الطلابية بجامعة القاهرة فعل الشئ نفسه

الأستاذ محمد حسين يشرف علي النشاط الطلابي في مصر
وقد استقر الرأى بالتشاور مع الاخوان ان تكون مجموعة القاهرة والاسكندرية تحت قيادة واحدة ممثله فى الاستاذ / محمد حسين ومعه القيادات الطلابيه بالجامعتين فقامت هذه القيادة بجمع شمل جامعات اخرى على الاخوان-جامعة المنياممثلة فى قيدتها الاخوين/محيى عيسى و/أبو العلى ماضى وجامعة عين شمس ممثلة فى الاخ/محيى الظايط ، ولاأتذكر موقف جامعتى المنصوره والزقازيق ،أما قيادات جامعةأسيوط فأخذت ممثلة فى الاخ/كرم زهدى والاخ/ناجح ابراهيم ما يسمى الاتجاه الجهادى وقامت بمعارك يدويه استخدامت فيها الاسلحه البيضاء والجنازيرفى معاركها ضد الاخوان هناك ورفضت قيادات جامعة الازهر ممثلة فى الاخ عبد الله سعد الانضمام للاخوان .
ولقد سعى اخواننا بجامعة القاهرة الى التواصل مع اخوان القاهرة مباشرة وقام أ/ محمد حسين بالتوسط فى ذلك فأشار علينا الاستاذ/ مصطفى مشهور بمقابلة الاستاذ/ مبارك... بالقاهرة ليكون حلقة الوصل بين اخوان القاهرة والقيادات الطلابية بجامعة القاهرة
سافرت مع الاستاذ/ محمد حسين وخالد داوود وحامد الدفراوى الى منزل الاستاذ / مبارك..بالقاهره وكانت اول مرة أرى المهندس محمد الصروى فى مدخل العمارة يلبس جلباب الزاهدين حيث دلنا على شقة الاستاذ/ مبارك.. وحين جلسنا اليه ابلغنا انه ليس على استعداد لاداء هذا الدور.
انطلقنا من منزله مباشرة الى منزل ا/ مصطفى مشهور حيث ابلغناه بهذه المقابلة فكان جوابه خلاص خليكم زى ماانتو ا/ محمد حسين مسئول عن العمل الطلابى بالجامعات وازدادت القيادات الطلابية كفاءه فى الآداء واتسع نشاطهم الى ان فاز طلاب الاخوان المسلمون بمختلف مقاعد اتحادات الطلاب بمعظم الجامعات ،وتم لنا الفوز بأغلب مقاعد اتحاد طلاب مصر( وكان أول منفاذ بمقعد فى اتحاد طلاب مصر من الاخوان هو الاخ/عبد المنعم أبو الفتوح )والفوز بمقعد رئيس اتحاد طلاب مصر عدة مرات قبل أن يتم الغاء اتحاد طلاب مصر فى الائحه الطلابيهالظالمه عام1979 وبعد تخرج هذه المجموعه القياديه قامت باعمال عامهمثل صلوات العيد فى كافة محافظات مصر بتنسيق هذه القيادات الطلابية وغيرها من الانشطه .
وقررت عمل مجلس من امراء الجماعات الاسلامية (الاخوان طبعا) من طلاب جامعات مصر فى أواخرالسبعينيات ليدير الطلب الدعوةداخل الجامعات بانفسهم وبالتنسيق فيما بينهم
وتكون اول مجلس امراء العمل الاسلامى بالجامعات واختير الاخ الحبيب حلمى الجزار ليكون مسئولا عن هذا المجلس وقام هذا المجلس بدوره خير قيام حتى تم قرارت التحفظ الذى اصدره الرئيس السادات مارس 1981 ثم حملة الاعتقالات التى اعقبت اغتيال الرئيس السادات 6 اكتوبر 1981 وتم القبض على معظم هذه القيادات وقبض على د. حلمى الجزار وتعرض للتعذيب . كما قبض على معظم مسئولى العمل الطلابى الاخوانى بالمحافظات ليتوقف العمل الاسلامى داخل الجامعات وخارجها لتبدأ مرحلة جديدة فى أواخرعام 1982

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

جزاك الله خيرا