الأربعاء، أغسطس ١٥، ٢٠٠٧

الاستفادة من الوقت داخل السجن


أولها حفظ القران
قام حفاظ القران بتحفيظنا القران فكان كل واحد منهم يسمع لعدد خمسة أو ستة في اليوم وكنا نقوم بالحفظ مع أنفسنا قبل التسميع ونجهز مكان للتسميع .فحفظ كثير منا القران الكريم.
-والقران صديق صدوق لا نشعر معه بالوقت ييسر عليك قيام الليل والتمتع به وكان بعضنا يختم القران كل ثلاثة أيام وبعضنا كل خمسة أيام .
-وكان من الحفاظ مهندس /محمد الصاوي (رحمه الله)-الحاج/عبد الحكيم –د/عصام العريان –أ/سيد النزيلى وبعد قليل انضم إليهم عدد أخر اصبحوا من المحفظين .
-وكانت نصيحة الحفاظ لنا أن الحفظ (هو تكرار وموالاة قراءته)فكلما كررت حفظت .
-وكان بعض الاخوة يمسك بالمصحف في يده يقوم الليل فإذا نسي آية فتح المصحف ليقرأها .
-وكان د/عصام العريان لا يحب ذلك ويقول يجب أن يترك المصحف تماما لان الذاكرة تعتمد علي المصحف حين يكون في متناول اليد.
-الحلقات العلمية والدينية المتخصصة:
كان منا متخصصين في العلوم الشرعية وكل واحد منهم يعطي دروسا منتظمة يحضرها من يرغب في التخصص.
-الحلقات العلمية للعلوم العامة :
فكان كل متخصص في مهنة يقوم بشرح مبسط لها يتوخي فيها النقاط التي تهم غير المتخصصين.
الحلقات النقاشية
يقوم خلالها أحدنا بإعداد ورقة تتضمن فكرة أو تصور يحضرها من يرغب و يعلن عنها ثم يقوم صاحب الورقة بتلخيصها ويتولى الحاضرون مناقشته فيها .
ومما اذكره في هذا المجال أنى كنت جالسا في زنزانتي مع أ/محمد العريشي وكنا نقر أفى كتاب باللغة الإنجليزية التي كان يجيدها أ/العريشي عن سيرة سيدنا عيسي وسيدنا يحيي عليهما السلام ثم نتناقش فيما نقرأه بصوت مرتفع
دخل د/عصام وكان أحد سكان هذه الزنزانة وكان وقتها هو مسئول العنبر وطلب منا خفض الصوت لأنه يريد النوم ,فطلبت منه أن يمهلنا حتى ننتهي من الفقرة التي معنا .وهنا اختلف رأى أ/محمد العريشي مع رأيى .أ/محمد العريشي يري أن طلب عصام لنا بالصمت هو أمر يجب طاعته بوصفه مسئول وأنا أرى أن طلبه هورجاء بين أخوين لا علاقة له بالأوامر .وكان رأى أ/العريشي أن للمسئول في العمل الاسلامى أن يأمر فيطاع في كل أمر مباح .وكنت أخالفه في هذا الرأى فقمت بأعداد ورقة للنقاش العام عن
(حدود السمع والطاعة في جماعتنا )
وقمت بعرضها في حلقة نقاشية أدارها أ/محمد بدوي.
تكلمت فيها أن الطاعة للمسئول هي واجب إنسانى في كل جماعة إنسانية وليست في مجتمعنا المتدين وحده ,فلا تقوم أي مؤسسة أو دولة أو قبيلة إلا في وجود سلم إدارى يعطي من هم في أعلي السلم الإدارى حق الطاعة في حدود اللوائح أو العرف المتفق عليه مما يمكنه من إدارة شئون من بعده وهذه سلطة يقدم في مقابلها مسئولية يسائل بواسطتها عن أدائه لهذه السلطة .
فليس هناك تجمع بغير سلطة تعطي للمسئول ولابد لهذه السلطة( أن تكون محددة بوضوح غير مطلقة ولابد أن يكون مقابل كل سلطة مسئولية)
-وأن هذه السلطة تختلف باختلاف درجة المسئول في السلم الإدارى فالمسئول الأعلى درجة يملك سلطة أكبر من المسئول الأقل درجة
-وأن هذه السلطة تختلف باختلاف طبيعة الجماعة أو المؤسسة
فالمؤسسات المدنية تكون السلطة فيها أقل من السلطة في المؤسسات العسكرية وحتى السلطة في المؤسسات العسكرية تكون أكبر في حالة الحرب منها فى حالة السلم وهي أكبر علي جبهة القتال منها بالداخل
-وعليه فان الطاعة مادة مرنة تحددها طبيعة المؤسسة أو الجماعة وتتمثل في شكل لوائح تحدد لكل مستوي مسئولياته وصلاحياته وسلطاته .
فكذلك الطاعة داخل العمل الجماعي الإسلامى فان المباح دائرة واسعة جدا
فهل المسئول الأول في الجماعة يطاع في كل ما هو مباح مثله مثل مسئول المجموعة الصغيرة فى هذه الجماعة له سلطة أن يطاع في كل ما هو مباح .
كما أن جماعتنا لا تقر أمورا مباحه فليس من حق أي مسئول أن يأمر أحدنا أن يزوجه ابنته علي غير رغبته مع أن أمر الزواج مباح أصلا.
كما اننا نتبع القاعدة الشرعية القائله ب( ارتكاب أخف الضررين لدفع أكبرهما )في حالة عدم القدرة علي تجنبهما معا. وأطعنا قيادتنا في إعطاء أصواتنا في انتخابات عامة وعلي مستويات مختلفة لاناس ليسوا أهلا لذلك تفاديا لضرر هو أكبر من ذلك أو منعا لحصول من هم أسوا منهم على هذا المكان
-وعليه فليست حدود السمع والطاعة هو في كل أمر مباح .فهناك أمور شخصية خصوصية لا تشملها الطاعة حتى ولو كانت مباحة وهناك أمور قد يطاع فيها الأمر رغم حرمتها دفعا لما هو أشد منه حرمة .عملا بالقاعدة الشرعية ( ارتكاب أخف الضررين لدفع أكبرهما )
-وتكون ضابط الطاعة هي اللوائح المعمول بها في الجماعة التي تحدد المسئوليات والصلاحيات والسلطات
وفي حالة غياب بعض هذه اللوائح يكون العرف الإسلامى وعرف الجماعة هو المحدد لذلك .حتى يتم وضع اللوائح المنظمة لذلك
(وكانت ندوة دارخلالها حوارساخن و ثري)

اسكتش فى حفل سمرفى ملحق طره.

شاركت فى إحد المرات فى حفل سمر داخل السجن حاولت ان اعبر من خلال اسكتش عن شخصيه المسؤول التى احبها فى العمل الجماعى.وكذلك شخصيه الفرد فى العمل الجماعى.
وجعلت فى الفقره الاولى
ثلاث مسئولين بطبائع مختلفه وعضو فى العمل الاسلامى يحاورهم الواحد تلو الآخرواسميت هذا العضو (مطيع)وكان يمثل دوره اخى الحبيب الغالى د/انور شحاته رحمه الله وكان مرحا وله صوت عزب فى الإنشاد.
- يمر مطيع على المسؤول الاول الذي سميته(امرك)
- يطلب امرك من مطيع تنفيذ بعض الاشياء وحين أراد مطيع مناقشته لم يسمح له بذلك وقال لا مناقشه (دى أوامر).وانطلق مطيع
يغرد(ياسيدى امرك امرك ياسيدىوما قدرش اخلفك لأنى عرفك تقدرتحط الحديد فى إيدى امرك يا سيدى).
- ثم ينتقل مطيع الى المسؤول الثانى والذى اطلقت عليه اسم(عقلك)

يطلب (عقلك)من مطيع تنفيذ بعض الاشياء وحين أراد مطيع مناقشته فقاطعه (عقلك)قائلا يا مطيع انت لاتعلم ان هذه الامورلها ابعاد
كذا وكذا ........ ولم يعطه فرصه للحوار وظل هويتحدث ثم انهى حديثه لمطيع بقوله (فاهم يا مطيع يا مطيع فاهم)
وإذا بمطيع مغردا (يا سيدى فاهم فاهم يا سيدى ادينى عقلك عشان اناقشك ادى هو عقلى هرميه بإيدى فاهم يا سيدى).

- واخيرا يصل مطيع الى المسؤول الثالث الذى اسميته(مثلك).
فيطلب من مطيع تنفيذ امر ما وخلالها يحدث بينهما حوار متبادل يعرض فيه (مثلك)خلفيات واسباب هذا الامر ثم يستمع باصغاء الى اراء مطيع ويثنى على ارائه الجيده وهنا يعلو صوت مطيع بالغناء(بمثلك يا سيدى مثلك تمشى السفينه فى الموج وتسلك يا ريت سى
أمرك يا ريت سى عقلك يسمعوا كلامك يكونو مثلك يا سيدى مثلك).
[وكنت فى هذه الفقره اريد انا ابرز الشخصيه الثالثه للمسؤول(مثلك)].
وفى الفقره الثانيه
يجلس المسؤول وسط حلقه السمر ومثل دور المسؤول استاذى الفاضل محمد حسين وقمت بتوزيع الاخوه الذين يمثلون دور
الاعضاء وسط المشاهدين وأبدى المسؤل رأيه فى ثلاث مسائل كل على حده
فقام العضو الاول ليقول :صح كل كلامك صح
قال العضو الثانى: ما قاله استاذى بعضه صحيح وبعضه لا اوافقه فيه وقال الثالث: يا جماعه بلاش اختلاف كلكم صح
وقال الرابع: يا جماعه هو انتم بتتكلمو فى ايه بالظبط
وقال الخامس: يا رجاله كبروا مخكم الاستاذ يقول اللى يقوله وكل واحد يعمل اللى فى دماغه.
(وكنت فى هذه الفقره اريد ابراز شخصيه العضو الثانى الذى كان فيه من القدره والشجاعه ما جعله يعبر عن رأيه فى وضوح وادب واحترام)

من خواطر سجين:

أدعو من لمن؟
حين وصلت و سجدت أول سجدة لي علي ارض السجن تذكرت زوجتي وأولادى بالخارج وهممت بالدعاء لهم فترددت قليلا وأنا أقول لنفسي تدعو من لمن تدعو الله لزوجتك التي هي صنعته وهو الذي أهداها لك ؟ تدعو الله لأبنائك الذين هم صنعته وهو الذي وهبهم
لك؟ هل يصح أن أدعو صانع هؤلاء وخالقهم ورازقهم وهو أولى بهم مني كما يقولون باللغة الدارجة (هل أوصى ربي بالعناية بمن يملكهم وهم بتوعه) ثم من أنا من الحنان والشفقة والبر والود ثم ارجع إلى نفسي قائلا ( يأرب سأدعوك لهم عبادة لك لأنك أمرتنى بذلك... فأنت المستودع الذي لا تضيع ودائعه.
ماذا خسرت بسجني ؟
جلست مرة أفكر ما هو الضرر الذي أحدثه بي الظالمون حين سجنوني ؟ فقلت لنفسي أن كان هدفي في حياتي هو عبادة الله فالسجن لم يحل بيني وبين الله فالله معي هنا في سجني فان كنت صادقا في أن هدفي هو الله فلن يستطع أحد أن يصيبني في هدفي حيث أنى بثباتي هنا وصبري وصلاتي ودعائي وتسبيحي وزيادة علمي وخدمتي لأخوانى هنا فأنا أقوم بعبادته . صحيح أن العبادة داخل السجن لها مجالات وأنواع تختلف عنها في خارجه لكن أحدا لم ولن يستطع مهما أوتى من قوة أن يحول بيني وبين عبادة ربي.
أما الأضرار التي لحقت بي سوي ذلك أضرار ليست في جوهر الهدف ولكنها نوع من الأذى في النفس أو المال أو الأهل .فكل مصيبة تهون ألا المصيبة في الدين.يقول تعالي مطمئنا لنا أن كل ما بفعلة الظالمون يزول بالزمن قال تعالي (لن يضروكم إلا أذى)
ولكنكم تستعجلون
كنت أتخيل أحيانا أن الرسول صلي الله عليه وسلم إذا جاءنى في سجني هذا فماذا عساه أن يقول وقلت في نفسي لابد انه قائل لي كما قال لخبيب حين سلقته قريش بالنار (انه كان فيمن كان قبلكم يؤتي بالرجل فتحفر له حفرة ثم يوضع المنشار في مفرق رأسه فيشق
نصفين ما رده ذلك عن دينه وانهم كانوا ليمشطون بأمشاط الحديد مابين لحمهم وعظمهم ما يردهم ذلك عن دينهم والله ليتمن الله ذلك الأمر حتى يسير الراكب من عمان إلى حضرموت لا يخش إلا الله والذئب علي غنمه ولكنكم تستعجلون )فإذا بي استحي من رسول الله حين أرى صغر امتحاني بالنسبة لعظم امتحانهم فأسجد لله شاكرا.
هل نستحق ذلك الشرف؟
يخطر ببالي كيف كنت أقرا واسمع أقول للناس عن ثبات المؤمنين مع أنبيائهم في كل عصر وثبات المؤمنين في مكة قبل الهجرة وثبات السابقين من التابعين وتابعيهم وثبات الإخوان المسلمون في سجون عبد الناصر عشرات السنين حتى أوصلوا لنا الدين نقيا طاهرا ثم
دارت الأيام بسرعة ليأتى علينا الدور لنحمل هذه الأمانة فعيب علينا أن نفرط فيها أو أن نضعف عن حملها أقول لنفسي هل استحق هذا الشرف العظيم أنا وزوجتي وأولادى أن يختارنا الله تعالي من بين من يحملون دعوته ويضع اسمنا ضمن من يقويهم لاجتياز هذا
الامتحان دون ضعف أو تردد أو ندم قال تعالي (وكم من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين )
أحلام اليقظة ومعركة الشيطان
كثيرا ما يأتى الشيطان ليذكر السجين بأهله وذكرياته معهم ليحزنه علي فراقهم ويوهمه بأنهم في حالة بؤس وحزن وضياع ويخوفه علي مستقبلهم في غيابه .وهو يهدف من ذلك إلى إضعافه وان يجعله في هم وحزن فكان الواحد منا إذا بدا معه الشيطان في ذلك يقطع عليه الفكرة من البداية ولا يسترسل معه .ثم ينشغل بالحديث مع إخوانه أو الانشغال بما ينفعه مستعينا بالله من وساوس الشيطان وكنت أقول لنفسي بأنه لهذا الكون اله يدبر أمره ولا ينسي خلقه وأننا عبيد ضعفاء لا نملك من امرنا ولا من أمر غيرنا شيئا فإذا أراد الله أن يمتحنا أو يمتحن زوجاتنا وأولادنا في غيابنا فهو اله يمتحن من يشاء في أي وقت يشاء وبأى كيفية يشاء ونحن واثقون انه رحيم في امتحانه معين في امتحانه رفيق في امتحانه
وكذلك يأتى الشيطان للأهل والزوجة والأولاد يحدثهم عن أن السجن مكان جوع وألم وقلق وبذلك لا يدعهم يهنئون بطعام أو شراب أو نوم وعليه يكون الشيطان قد افلح في أن يشغل كلا الطرفين ويغرقهم بالهموم والاحزان بدلا من أن يقوم كل بدورة لمواجهة هذا الامتحان في ثبات وقوة ويقين بان الله لا يضيع اجر من احسن عملا
فإذا جاءت الزيارة ورأينا أهلنا وهم بخير في رعاية الله وراءونا ونحن بخير في رعاية الله تبددت الوساوس وزال كيد الشيطان .إن كيد الشيطان كان ضعيفا.
وهكذا يكون موقف الناس دائما في مواجهة الشدائد والمحن والابتلاءات .
طائفة شاكة لا تطمئن إلى وعد الله تضعف أمام الشدائد وتنحني في مواجهة الملمات قال تعالي فيهم(ومنهم من يعبد الله علي حرف
فان أصابه خير اطمأن به وان أصابته فتنة انقلب علي وجهة خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين) صدق الله العظيم
وطائفة مؤمنة بالله واثقة بوعده مرتكنة إلى جنابه قال الله فيهم (الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا
وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو الفضل العظيم ) صدق الله العظيم
وقوع البلاء ولا انتظاره
وجدت هذا المثل ينطبق كثيرا علي من يدخل السجن من إخواننا فإذا هو و أهله قبل إلقاء القبض عليه أو تهديده بالقبض عليه في حال وإذا هم بعد دخوله السجن في حال آخر تختلف الأحاسيس وتذهب الرهبة ويعيش الواقع في قوة وثبات ,بالضبط كحال سياره مسرعة ينتاب ركابها الخوف مما قد يحدث فإذا وقع الحادث رأيت كل منهم يتحرك من خلال الواقع الذي اصبح فيه ليضمد جراحه او ينقذ أصحابه أو يتصل بمن يسعفهم فهم بعد الحادث في شغل أخر غير الخوف والترقب
فالإنسان بعد الحدث ينزل الله عليه من القوة والثبات ما لم يكن يتصوره في نفسه أهله
سمعت أحد الاخوة معنا في السجن وهو أصغرنا سنا ولم يسجن من قبل فهي أول مرة في حياته وقد حكم عليه بالسجن ثلاث سنوات مع
الشغل يقول في خاطرة له (وكأن الله تعالي قال للسجن يا سجن كن بردا وسلاما علي الإخوان )كما قال للنار (يا نار كوني بردا وسلاما علي إبراهيم)
السجن ليس هو اصعب الابتلاءات
تذكرت مرة لماذا يخاف الأبرياء من السجن فهناك مصائب وابتلاءات اصعب من السجن
أليس فقد عضو من أعضاء الإنسان هو ابتلاء اكبر من السجن ؟ أليس فقد حبيب عزيز هو اكبر من السجن؟
أليس الإصابة بمرض كالسرطان هو اكبر من السجن ؟أليس الوقوع في كبيره من الكبائر أكبرمصيبه من السجن ؟ أليس الموت اكبر مصيبة من السجن؟
يا يوسف يا صديق يا قدوتنا فى الضيق
السجن للأبرياء ليس علامة على عدم رضا الله على الإنسان بل ربما العكس فلقد سجن الأنبياء ومنهم يوسف عليه السلام وهو برئ وحبيب إلى الله وقتل الأنبياء من بنى إسرائيل ومنهم زكريا وهو من أحباب الله ونشر بالمنشار سيدنا يحيى وهو رسول الله والقى فى
النار إبراهيم عليه السلام وهو حبيب الله وحصر وحبس خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم ومن معه فى شعب أبى طالب ثلاث سنوات حتى أكلوا ورق الشجر من الجوع وهو خليل الرحمن . وغيرهم وغيرهم من أحباب الله وأصفيائه يأتى الشيطان للسجين يذكره بان حبسه هو عقاب من الله على ذنب يوم كذا وذنب يوم كذا ليضعف إرادته ويوهن من عزيمته وفى يقينى أن الله تعالى لا يعاملنا كما يقولون ( واحدة بواحدة ) بل الله اكرم من ذلك فهو يعفو و يصفح ويريد بنا اليسر ولا يريد بنا العسر . و إنما يستحضر الشيطان هذه الذنوب يشعرنا بمسافة بيننا وبين ربنا فى الوقت الذى نحن اقرب ما نكون حاجة ألى الله وليحرمنا مصدر القوة والثبات فعلى كل من يسجن ظلما أن يطرد هذا الخاطر من رأسه ويتيقن أن الله اكرم من أن يأتى يحاسبه فى هذه اللحظة التى هو أحوج ما يكون فيها إلى تأييد ربه وعونه وسكينته ورحمته .



ليست هناك تعليقات: