السبت، أغسطس ١١، ٢٠٠٧

سوء الرعاية الصحية فى السجون المصرية

سوء الرعاية الصحية فى السجون المصرية
مقدمة
- يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم " دخلت امراة النار فى هرة حبستها حتي ماتت لا هي اطعمتها ولا تركتها تاكل من خشاش الارض ) صدق رسول الله.

علي كل مجتمع ان يسعي الي اقامة التوازن ما بين حقوق الافراد وحق المجتمع فلا يطغي احدهما علي الاخر وبمعني اخر لا ينصب الاهتمام الي اخذ حق المجتمع دون مراعلة حق الفرد خاصة في موضوع العقوبات . وعلي راسها العقوبات السالبة للحرية التي هي اوسع العقوبات انتشارا وتطبيقا في عالمنا المعاصر بعد السعي الي الحد من العقوبات البدنية لحساب العقوبات السالبة للحرية التي
تمتاز بمرونتها رغم ان الاعتماد عليها وحدها له اضراره واخطاره.- فاذا تم سلب حرية الفرد عبر الاحكام القضائية فيجب ان تقتصر العقوبة علي ذلك ولا تمتد لتطال حقوق اخري مثل الحقوق البدنية والصحيةوالحقوق الاجتماعية والنفسية والحقوق الاقتصادية .
الاوضاع الصحيه داخل السجون المصرية :
فى الجانب الوقائي
لا يتم الكشف الطبي الكامل علي السجين وقت دخوله السجن ولا يخصص له ملف طبي مدون فيه حالته الصحيه

يسلم السجين وقت دخوله السجن ملابس السجن بعضها مخزن من فترة طويلة والاخر سبق استعمالها من قبل مساجين اخرين

يحشر المساجين في الزنزانين باعداد كبيرة لا تتناسب ابدا مع حجم الزنزانة حيث لا تتوفر فيها الحد الادني من التهوية او اماكن للنوم او المعيشة الادمية مما يسبب حدوث الامراض وانتقال بسهولة وسط هذا العدد الكبير
يتم حجز الافراد في الزنزانين لوقت طويل خلال اليوم ولا يسمح لهم بالخروج خاصة في الايام الاولي لسجنهم ومنعهم من الفسحة

دورات المياة غير كافية في كل زنزانة لهذه الاعداد المكدسة (فضلا عن ان بعض السجون خاصة في المحافظات غير القاهرة لا يوجد داخل الزنزانة دورة مياة اصلا مما يضطر المساجين لقضاء حاجتهم خلال الليل في اوعية تنبعت منها الروائح القذرة بالاضافة الي تلويث المكان ونقل العدوي
.
6- الانقطاع المتكرر ولمدة طويلة لمياة الشرب وعدم وجود اوعية صحية لتخزين المياة مما يساعد علي انتشار الامراض . بل يتم في بعض الاحيان التي تدوم فيها انقطاع المياة الي استجلاب سهاريج مياة غير صحية ويتم التزاحم عليها من قبل المساجين وحملها وتخزينها في اوعية غير صحية

نوعية الطعالم ومواعيده يوزع الطعام عن كل الوجبات مرة واحدة في اليوم بنوعيات رديئة من متعهدين لتوريد الطعام يبحثون عن اردء انواع الطعام في السوق .
كما يتم اعداده بطريقة لا يراعي فيها الجانب الحرفي في الاعداد ولا الجانب الصحي حيث يقوم بذلك في الغالب بعض المساجين الذين عندهم امراض ولا يتمتعون باقل درجات الوعي الصحي أو الكشف الصحى الدورى.

8- غياب ثلاجات او اماكن لحفظ الطعام مما يعرضه للفساد السريع خاصة لبعض الاطعمة خاصة في فصل الصيف وبما يترتب علي تناوله من امراض ونزلات معوية جماعية .
عدم سهولة ادخال الطعام الخارجي لم باستطاعته أسرته ان تحضر له طعامه من الخارج الا بعض الاستثناءات التي تستخدم وسائلها الخاصة في ادخال الطعام .

النوم علي الارض او علي اسرة رديئة الصنع بها عوارض حديدية بالوسط يصعب النوم عليها وقلة عدد البطاطين التي هي الفرش المعتمد في السجون وردائة نوعيتها وسوء تخزينها وتسليم بعضها مستعمل من قبل مساجين اخرين وعدم وجود وسيلة لتنظيفها

وفي احيان كثيرة عدم السماح بتعريضها لقسط وافر من الشمس لتنقيتها من الحشرات اللهم الا لفئة محظوظة داخل السجون والتي تستطيع النوم علي اسرة ومراتب واغطية اشترتها من اموالها الخاصة وادخلتها السجن بوسائلها الخاصة .

عدم السماح بوقت كافي لتنفس الهواء والتعرض للشمس وممارسة بعض الرياضات واقلها المشي . وطول مدة غلاق الزنازين مما يسبب امراض كثيرة في العضلات والمفاصل وضعف الجسم عموما عن مقاومة الامراض .
من الناحية العلاجية :
فان اغلب السجون المصرية بها عيادات صغيرة وكمية ادوية قليلة جدا وهي غير معدة بالاجهزة الطبية اللازمة للكشف الاولي ويتم
التعاقد مع اطباء حديثي التخرج بخبرة قليلة للقيام بالكشف لعدد ساعات قليل لا يتناسب مع هذا العدد الكبير ودائما ما يكون طبيب السجن تحت رحمة ضباط السجن خاصة ضابط مباحث السجن وضابط مباحث امن الدولة الذين يعمل لهم الف حساب وهو يكتب التقرير عن حالة المريض ويتردد كثيرا خوفا منهم في طلب اخصائي لعلاج الحالات المحتاجة ويا ويله لو كتب تقرير لاحد المرضي بالعلاج بالمستشفي خارج السجن يراجع عدة مرات

الاخصائيون الذين يحضرون الي عيادات السجون ليسوا من الكفاءات الجيدة ولا يتواجد بالسجن امكانيات طبية يستخدمونها في
التشخيص او العلاج المناسب وكثيرا ما يتغيبون عن مواعيدهم او يقومون بالكشف علي عدد قليل جدا في كل
مع تعذر عن صرف الدواء بكميته اللازمة لعدم توافرها
ثم ان اجراءات شراءالدواء من خارج السجن عملية معقدة جدا .

أما حالات الطوارئ اثناء اغلاق الزنازين ليلا تحدث خلالها مصائب فاذا اصيب السجين بازمة قلبية مثلا او نزلة معوية او نزلة شعبية او الام كلوية فالنداء على حراس العنبر يغضبهم واستجابة الشاويشية خارج العنابر او الضباط النوبتجي ( الذين يلتفون حول
التلفاز ليلا )صعبة جدا وغالبا لا يستجيبون الا بعد استخدام المساجين الطرق الشديد علي ابواب الزنازين او الصياح الجماعي حتي
يستجاب لهم وهناك اجراءات طويلة تتم قبل فتح باب الزنزانة ليلا وفترة اطول لاحضار المسعف الذي غالبا ما يكون هو الموجود ليحل
محل الطبيب الذي يترك نوبتجيته في اغلب الاحيان . وهذا المسعف في اغلب الاحيان ايضا يكون قليل الخبرة والتدريب ويتعامل مع الحالات بتردد وحذر خاصة في وجود المخبرين الذين هم عين المباحث علي كل ما يحدث والذين يملكون الامر في النهاية لاستدعاء
الضابط الذي امامه هو ايضا عدة عراقيل لاستدعاء الطبيب المتخصص اما قصة نقله الي المستشفي فهي نادرة واذا حدثت فبعد عدة ساعات تتجاوز الست ساعات علي الاقل والي مستشفي سجن اخر والتي
هي الاخرى غير مزودة بغرف طوارئ او الاسعافات او التخصصات لحالات الطوارئ

- وفي الحالات التي تستدعي الانتقال الي مستشفي القصر العيني فتحتاج الي ايام لكتابة التقرير الطبي المعتمد والاتصال بالاجهزة
المعنية للموافقة علي ذهابه للمستشفي فاذا كان المسجون سياسيا فلابد من موافقة قيادات مباحث امن الدولة فرع السجون وهي تاتي بعد مشاورات
- وبعد الموافقة علي خروجه الي مستشفي القصر العيني ( وذلك من سجون القاهرة ) علي المريض ان ينتظر سيارة الترحيلات
التي لها اجراءات طويلة ومن الاحلام ان تقوم بنقله سيارة اسعافات مجهزة
واعلي مرتبة للمريض السجين ان يقاد الي مستشفي القصر العيني حيث الزحام الشديد وعدم الادمية في المعاملة للمرضي عامة
وللسجين المكبله يده في الكلبشات والتي تصحبه الحراسة مشيا في طرقات المستشفي الطويلة المضنية

وفي كثير من الاحيان يعاد المريض السجين مرة واخري الي السجن دون اتخاذ أى اجراء طبى لزحام المرضي في القصر العيني وانه لم يحالفه الدور او لان ضابط الترحيلة نفذ صبره من كثرة الانتظار فدخل الي الطبيب ليوقع علي اوراق المريض السجين (ياتي
باكرا او في موعد يحدده الطبيب )ولا يسلم من ذلك الا بعض المحظوظين من المسجونين المرضي الذين يستخدمون وسائلهم في
الوصول الي الخدمة الصحية . او بواسطة أهل المريض السجين اذا تمكنوا من معرفة موعد ترحيله الي المستشفي بمقابلته والعمل علي استعطاف الضابط والطبيب للكشف عليه

اما اذا تقرر حجزة فى مستشفى القصر العيني لفحوصات او عملية جراحية فحدث ولا حرج عن مكان الحجز في مستشفي القصر العيني . فهو سجن سئ للغاية ردئ التهوية مظلم رطب . ينام معظم المرضي المكدسين علي الارض . لدرجة ان كثير من المرضي يفضلون العودة الي السجن ويعانون دون علاج افضل من دخول هذا الحجزالجهنمي.


الرعاية الصحية الواجبة فى السجون
للسجن حقوق تتصل بصحته . منها ما هو وقائى ومنها ما هو علاجى
فالحقوق الصحية الوقائية
ان يتم الكشف الطبى الكامل على السجين يوم دخوله السجن وعمل ملف صحى يوضح عن حالته الصحية وما يعانيه من امراض والعناية والرعاية الواجبة له .
تهيئة مكان الاقامة من حيث التهوية والمساحة واوقات الفسح والرياضة والتعرض للشمس والتريض – واماكن قضاء حاجة بمواصفاتها الطبية – وتوافر الماء الصحى اللازم والطعام اللازم للحفاظ على صحته والمناسب لاحواله الصحية .
مراجعة لائحة السجون التى وضعت منذ قرون والتى لا تتناسب مع هذا العصر والقوانين الدولية لحقوق الانسان .

الحقوق الصحية العلاجية
الكشف الدورى عن السجن لاكتشاف المرض مبكرا والقيام لعلاجه .

وجود عبادات داخل كل سجن يتردد عليها اطباء متخصصون لعلاج الحالات بأعداد وساعات تناسب مع أعداد المساجين فى كل سجن.

توافر الدواء الكافى للمرضى يتناسب مع عدد المساجين والاوضاع العامة هناك .

توافر الوسائل الادارية والتقنية السريعة التى تمكن من اسعاف الحالات المفاجئة والتى تحتاج الى تدخل وتعامل سريع والا ترتب عليها اخطار صحية يصعب تداركها .

وجود مستشفى كبير داخل كل مجمع سجون تتوافر فيه غرفة للعناية المركزة الخاصة والاسعافات العاجلة كما يتوفر له الامكانات التقنيه والفنية بالمستوى المتوافر فى المستشفيات الخاصة صاحبة المستوى الجيد . لعلاج الحالات التى تحتاج الى تدخل جراحى او تقنيات وفنيات جيدة ويشترط الا يبنى سجن الا مع وجود مستشفى جيدة للعلاج ( يعامل معاملة اشتراط وجود اجهزة اطفاء الحريق )

تسهل اجراءات شراء الدواء للمريض من الخارج من حسابه الخاص اذا رغب فى ذلك فى اسرع وقت ممكن وعمل الية ثابتة فى كل سجن بذلك .
التعاون مع عدد من المستشفيات المتخصصة والقريبة من السجون لمباشرة المرضى فى السجون وكذلك علاج الحالات التى تحتاج الى علاج بالمستشفى وتسهيل الاجراءات الخاصة بذلك .

وعدم قصر العلاج الخارجىللمساجين على القصر العينى المزدحم بالمرضى وهدم مكان حجز المرضى به وبناء عنبر ادمى لاقامة
المساجين المرضى الذين يحتاجون لرعاية خاصة او عمليات جراحية(بفتح باب التبرع الخيرى لبنائه) .

عمل اتفاق بين ادارة السجون والنقابة العامة للاطباء والاسنان لمتابعة سير الحالة الصحية فى السجون وتقديم تقارير ونصائح للادارة وكذلك المساعدة والمعاونة فى القيام بخدمة المسجونين صحيا .

قيام جمعيات مدنية وشركات الاجهزة الطبية والادوية بالتبرع لصالح المرضى المساجين الذين لا يستطيعون تحمل اعباء الرعاية الطبية والعلاج .

اهتمام اعضاء النيابة ولجان حقوق الانسان بمتابعة الرعاية الصحية بالسجون.

( ورقة مقدمة من د/ ابراهيم الزعفرانى لمؤتمر الاوضاع الصحية فى السوجون المصرية بنقابة أطباء مصر شهر مايو عام 2007)

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

الدكتور الفاضل الحبيب ... إبراهيم الزعفراني ... أهنئ حضرتك علي نقل المدونه وشكلها الجديد البسيط والجميل وفي إنتظار ما تجوب به ذاكرتك الرائعه من تجارب قيمه وحكايات ... تقبل إحترامي وتقديري ...