الإخوان المسلمون والانتخابات البرلمانية
مؤسس الجماعة أول مرشح للجماعة للبرلمان
لقد بدأت علاقة الإخوان المسلمون بالانتخابات عام 1942 عندما أعلن الإمام الشهيد / حسن البنا ترشيح نفسه نائبا عن دائرة الإسماعيلية بناءا عن رغبة الإخوان بها – طلب النحاس باشا رئيس الحكومة في ذاك الوقت من فضيلته التنازل عن الترشيح استجابة لضغوط الانجليز ثم قال له : انه من الاوفق لك كصاحب دعوة وفكرة أن تترك الترشيح الآن وتنطلق تشرح دعوتك إلي الناس في أنحاء القطر ووعده بالسماح بفتح شعب للإخوان في أرجاء مصر وان تلغي القوانين التي تسمح بممارسة الدعارة ويسمح للإخوان المسلمون بإصدار جريدة يومية باسم ( الإخوان المسلمون).
يحكي أ / محمد حامد أبوالنصر فيقول : ولما طرح هذا الأمر علي الهيئة التأسيسية للإخوان المسلمين مجتمعة تبلور الحوار عن وجهتي نظر إحداها عدم التنازل ويمثل الأغلبية والأخر ترك الأمر لفضيلة الإمام الشهيد علي اعتبار إنها مساءلة شخصية , وعلي ذلك فقد تصرف الإمام الشهيد علي هذا الوضع الأخير , فاحدث ذلك اضطرابا في صفوف الإخوان فمنهم الموافق ومنهم المعارض وعمت هذه الموجة الغاضبة جميع الإخوان داخل القطر مما اضطر مكتب الإرشاد إرسال بعض أعضائه إلي الأقاليم لعرض المساءلة وشرحها بما يطمئن النفوس . فكان إن زارنا في الصعيد الأستاذ المرحوم / عبد الحكيم عابدين سكرتير عام الجماعة وعقد لذلك اجتماع لنواب الإخوان في دارهم بأسيوط وأعطيت الكلمة للأستاذ / عبد الحكيم عابدين فتناول الموضوع بالشرح والإسهاب وانتهي به الأمر إلي إن التنازل مساءلة خاصة بفضيلة الإمام الشهيد ولا يصح أن تكون موضع قلق أو اضطراب الإخوان وبعد ذلك عقبت في كلمتي قائلا : إن التنازل مساءلة انتهت ولا يصح تضييع الوقت في الكلام فيها لكني أرجو من أ / عبد الحكيم عابدين أن يرفع إلي فضيلة الإمام الشهيد إننا قد سلمنا بما انتهي به الأمر ولكن علي فضيلته أن ينزل مستقبلا علي رغبة الأغلبية مهما كانت النتيجة , وما إن سمع أ / عبد الحكيم عابدين كلامي حتى وقف معقبا وأعلن إن هذا معناه عدم الطاعة لفضيلة مرشد الجماعة والتمرد بل هو الخروج علي مبادئ الجماعة وصور ذلك في قوة شديدة وثورة عارمة وعلي اثر ذلك انصرفت من الاجتماع محتجا ومن ثم عدت إلي منزلي بمنفلوط وقضيت بقية الليل اكتب رسالة مطولة لفضيلة الإمام الشهيد اشرح فيها ما حدث في الاجتماع موضحا رأي بصراحة ووضوح وموقف الأخ الأستاذ / عبد الحكيم عابدين نحوي وكررت طلبي النزول علي رأي الأغلبية مستقبلا وما أن وصل خطابي إلي فضيلة الإمام الشهيد حتى اتصل بي هاتفيا من القاهرة معتذرا عن ما حدث من أ / عبد الحكيم عابدين ووعدني بأنه سوف يأخذ بما أشرت في خطابي من احترام قرارات الهيئة مهما كانت الظروف واكبر في هذا المعني الصريح فسعدت بهذا أيما سعادة وفهمت إن الدعوة الإسلامية بين يدي رجل يعشق الحرية ويحترم الرأي الأخر مهما تعارض مع ما اصدر من قرارات وشكرت لفضيلته روح التفاهم العالية وسماحة قلبه الكبير لتصحيح الأوضاع وإرساء قاعدة الشورى واحترامها والعمل حفظا علي وحدة الكلمة وجمع الصف وفي هذا قوة الجماعات) انتهى كلام الستاذ/محمد حامد أبو النصر
ولقد سمعت عن مواقف هذا الرجل العظيم أ / محمد حامد أبو النصر وصلابته في مواجهه عبد الناصر وإثناء فترة السجون وكرمه الكبير ولكن كانت أول مرة التقيه مباشرة واسمع منه هذا الموقف فأحببته كثيرا واتخذت من موقفه هذا قدوة ودرسا درجت علي تكراره مع كل مرشدي أ / مصطفي مشهور , أ / مأمون الهضيبي (رحمهما الله) وكذلك مرشدي الحالي أ / محمد مهدي عاكف (وفقه الله) كلما رأيت رأيا أولاحد ممن ألقاهم من الإخوان أو من الآخرين ،أوكانت لى وجهة نظر لا تتفق مع بعض المواقف كنت ولا زلت التقي بالأستاذ المرشد وانقل له وجهة النظر هذه بوضوح وصراحة وكنت أري منهم جميعا سعة الصدر بل والترحيب بسماع هذه الآراء والمقترحات
واذكر لمرشدي الحبيب أ /محمد حامد أبو النصر(رحمه الله) انه أثناء مرض مرشدي الحبيب أ / عمر التلمساني(رحمه الله) تدارس مكتب الإرشاد فيمن سيخلف أ / عمر لتلمساني وكانت هناك تطلعات من بعض الإخوان الأكبر سنا والذين لهم سنوات بعيدين عن المشاركة في عمل الجماعة لتبؤ هذا المنصب بحكم سنهم أمثال أ / صالح أبو رفيق وبحث أعضاء مكتب الإرشاد عن احد الإخوان الأكبر سنا ممن عاشر الدعوة منذ بدايتها في الثلاثينات وكانلهم تاريخهم في الثبات في الحق والصلابة في الشدائد لشغل هذا المنصب وقع اختيارهم علي أ / حامد أبو النصر وكلف المكتب أ / محمد حبيب بالذهاب إليه في بلدته منفلوط لمفاتحته والإلحاح عليه في قبول هذا المنصب وأن والإخوان الأصغرمنه سنا بامكانهم أن يتولوا نيابة عنه بعض الصلاحيات و الأعباء .
ولكن أ / حامد أبو النصر قال (إذا أردتمونى مرشدا فيجب أن أكون مرشدا بكل صلاحيات هذا المنصب وكل تبعاته) .
وعاد أ /محمد حبيب إلي مكتب الإرشاد لإبلاغهم رأي أ / حامد أبو النصر فوافق جميعا علي طلبه .
فكان موقفا لرجل قوي يحمل المسئولية بكل صلاحياتها ويتحمل كل أعبائها ،ولمزيد معرفة بهذا الرجل ارجع الى كتابه(حقيقة الخلاف بين الاخوان المسلمون و عبد الناصر )
الاخوان السلمون يخوضون الانتخابات للمرة الثانية
فى أواخر الاربعينات من الفرن الماضى أجرت حكومة السعديين بالاتفاق مع حزب الاحرار الدستوريين أنتخابات تم ترشيح سبعة منالاخوان على رأسهم الاستاذ ضون الانتخابات للمرة الثانية المرشد /حسن البنا (وكان ترشيحه فى الاسماعيلية أيضا ) وزورت الانتخابات ولم ينجح أحد من الاخوان ، وقد علق فضيلة الامام الشهيد على هذةه النتيجة بقوله:(ان حكومة النحاس باشا كانت صادقة وصريحة حين طلبت منى التنازل عن التر شيح عن دائرة الاسماعيلية لظروف سياسية رأتها، لكن حكومة السعديين برآسةأحمد ماهر باشا فضلت التزوير والخداع فى تحقيق رغبة الاستعمار التى كانت من وراء هذه الاجراءات التعسفية لمرشحى الاخوان )
فى انتخابات مجلس الشعب عام 1976
فاز فى هذه الانتخابات من الاخوان كل من فضيلة الشيخ /صلاح أبو أسماعيل ،والحاج/ حسن الجمل كما تنافس فى دائرة باب شرق بن الاستاذ الدكتور مصطفى ابو زيد فهمى وكان المدعى الاشتراكى السابق و الاستاذ عادل عيد المحامى والذى نالته قرارات عبد الناصر فيما سميت مذبحه القضاه عام 1969فى أنتخابات الاعادة .
رايت الحاج عباس السيسى يسارع إلى الاستاذ / عادل عيد ليتفق معه على تأييد الاخوان له تاسسا على العلاقة القديمة بينه وبين الاخوان وقبل الاستفتاء بايام نظم الاخوان مسيره ضخمة ضمت آلاف الرجال والنساء و الشباب والفتيات يحملون اللافتات الاسلامية وهم يهتفون ( الله اكبر ولله الحمد ) وكانت أول مرة يشارك الاخوان فى مصر فى انتخابات مجلس الشعب منذ جروجهم من السجون ولقد قاد هذه المسيرة التى طافت الشوارع الرئيسية بالاسكندرية الحاج / عباس السيسى الذى يجرى حب العمل فى عروقه والمهندس / حامد الدر فلدى والمهندس / خالد داود واخوانهم واذا بالناس يقفون بشرفات منازلهم يلقون الحلوى والورد على المسيرة والفرحة تملآ وجوههم ، بل نزل كثير من الناس إلى الشارع للمشاركة فى المسيرة . وزاغ صيت هذه المسيرة فى وسائل الاعلام المحلية والعالمية .
ليسمع صوت الاخوان فى الشارع كليا وعالميا مرة أخرى بعد طول غياب على يد رجل عشق العمل العام وبرع فيه منذ شبابه وحتى توفاه الله.
وفاز الاستاذ / عادل عيد فى هذه الدورة بسهولة واصبح فى ذلك الوقت يستقبله الساسة المحليون والعالميون بوصفه ممثلا للاخوان المسلمون.
فى انتخابات 1979
فاز كل من فضيلتة الشيخ صلاح أبو أسماعيل والحاج /حسن الجمل والاستاذ/محمد المراغى
فى انتخابات 1990
قاطع الاخوان أنتخابات مجلس الشعب مع باقى الاحزاب والقوى السياسية ماعدا حزب التجمع وذلك بسبب رفض النظام تلبية مطالب المعارضة
فى انتخابات 1995
جرت هذه الانتخابات بعد القبض على عدد كبير من الاخوان منذ شهر يناير وتقديم عدد كبير منهم للمحاكمات العسكرية ورغم ذلك تقدم للترشيح 150 مرشح من الاخوان وكانت معركة شرسة زورت فيها الانتخابات تزويرا فاضحا ولم ينجح منهم سوى الاستاذ/ فهمى فتح الباب عن دائرة التبين
انتخابات مجلس الشعب عام 1984
كان لتوجه أ / عمر التلمسانى المرشد العام للاخوان المسلمون فى ذلك الوقت الاثر الكبير فى التحول بالاخوان المسلمين للعمل العام والمشاركة فى مؤسسات المجتمع المدنى والمؤسسات الحكومية والاندماج فى المجتمع واعادة صورة الاخوان الناصعة الى الاذهان بعد ان شوهت خلال حكم الرئيس عبد الناصر . وكان واضحا ان أ / عمر التلمسانى يتجه بالجماعة لخوض انتخابات مجلس الشعب من خلال تاييده واتصاله الدائم بكل من أ / حسن الجمل والاستاذ / عادل عيد (رحمة الله عليهما)عضوا مجلس الشعب فى انتخابات عام 1979 والاهتمام الذى اولاه لهذه التجربة
وبعد تحول الحياة السياسية فى مصر من سيطرة الحزب الواحد (الاتحاد الاشتراكى) الى منابرثلاثة داخل الحزب الواحد . ثم الى احزاب ثلاثة .
- حزب مصر برآسة ممدوح سالم رئيس الوزراء فى ذلك الوفت والذى تحول اعضائه الى الحزب الوطنى الديمقراطى تحت راسة السادات .
- حزب العمل الاشتراكى ( امتداد لحزب مصر القناة قبل الثورة) برآسة أ /ابراهيم شكرى
- حزب الاحرار الديمقراطى برآسة أ / مصطفى كامل مراد .
- ثم يظهر حزب الوفد الجديد براسة فؤاد سراج الدين الذى حل ثم عاد بحكم قضائى قبل انتخابات عام 1984 بثلاثة اشهر فقط .
صدر قانون يجعل الانتخابات عام 1984 بالقوائم الحزبية النسبية المشروطة قوائم حزبية ( فالاحزاب وحدها تقدم قوائم بحيث لا يقل عدد العمال والفلاحين بها عن النصف .
النسبية : ان كل حزب يؤخذ من قوائمه مقاعد بنسبة ما حصل فى الدائرة ابتداء من راس القائمة مع مراعاة نسبة العمال والفلاحين وكل كسر المقعد تحصل عليه القائمة الاولى فى الدائرة حتى ولو لم يكن لها الا 1 % من هذا الكسر .
المشروطة : تعتبر القوائم الخاصة بالحزب الذى لم يحصل على 8% من مجموع اصوات الناخبين الذين ادلوا باصواتهم ساقطة ليس لها اى نصيب وكان المقصود من هذا ان يسيطر الحزب الوطنى على معظم المقاعد ان لم يكن كلها بعد استبعاد الاخوان لانهم من المستقلين لذين ليس لهم حق الترشح وكذلك استبعاد الوفد لا سيما وحصوله على نسبة ال 8 % يعد من المستحيلات فلم يمضى على ولادته الجديدة سوى ثلاثة أشهر
الاخوان يتفقون مع الوفد على خوض النتخابات على قوائمه
وبدا الاخوان يبحثون عن احد الاحزاب للترشح على قوائمه حينها لم يجرئ اى حزب تحدى ارادة الحكومة ووضع الاخوان على قوائمه الا حزب الوفد الجديد لان الوفد كان متاكد وهو حديث الولادة انه لا يمكنه تجاوز نسبة ال 10 % بدون الاخوان الذين يتمتعون بشعبية كبيرة . وكذلك وقوة رئيسه فؤاد سراج باشا وخبرته وحنكته السياسيه
تقابل الرجلان أ / عمر التلمسانى والاستاذ / فؤاد سراج الدين،بما لهما من معرفة سابقة كل بالاخر كما ان كل منهما كان يحمل للاخر احتراما وتقديرا كبيرين
و اتفقا على الاشتراك فى القوائم تحت اسم حزب الوفد الجديد وادى الاعلان على هذا التنسيق بين الوفد والاخوان الى جلب عدد من كبار الساسة والبرلمانيين للانضمام الى الوفد فاضاف ذلك الى رصيد الوفد قوة تم التفاوض الاول على ان يكون للاخوان فى راس القوائم ( الاول والثانى ) عدد 22مرشح ثم تناقص العدد الى ثمانية فقط من الاخوان وقد فازوا جميعا ... ولم يفلح أىحزب سوى الوفد مع الاخوان فى اجتاز حاجزال 8% وفاز الوفد بما يقرب من ثلاثين مقعدا
واصبح رئيس المجموعة البرلمانية في حزب الوفد هو رئيس المعارضة وهوالمستشار/ ممتاز نصار وخلفه بعد وفاته الاستاذ/ ياسين سراج الدين
نصيب الاسكندرية في قوائم الوفد
انتهي التفاوض مع الوفد علي مرشحين اثنين فقط في الدائرة الثانية (محرم بك) الاول والثالث ورشحنا لهما كل من أ/ حسن التوني (عمال) والمهندس /خالد داوود (فئات)ولكنهما اعتذرا . فتم ترشيح أ/محمد المراغي ( عمال), ود/ ابراهيم الزعفراني (فئات) أ/محمد المراغي راس القائمة(اخوان) ثم أ/محمد عيد المحامي (وفد)ثم/ ابراهيم الزعفرانى(أخوان)وكنت أبلغ من العمراثنين وثلاثين عامافكنت أصعر مرشح لمجلس الشعب على مستوىمصر حيث يلزم القانون الا يقل عمر المرشح عن ثلاثين عاما ومن الطرائف أنبعض الناخبين أثناء جولاتى كانو يسألوننى نشكر حضورك لكن أين والدك الدكتور الزعفرانى وكانوا يندهشون عندما يكتشفوا أنى أنا الدكتور الزعفرانى ،لانهم لم يشاهدوا من قبل مرشح فى مثل هذا السن ،كانت لافتاتنا مميره بقماشها الازرق وكتابتها الصفراء ولقد اغرق اخواننا الدائرة بلافتات كتب عليها اسماؤنا (المراغى والزعفرانى،وتحته شعار "عودى يامصر اسلامية"وكان شعارا رنانا قامت السلطات بتمزيقه فقام اخواننا باعداد ملصق حائط كتب عليه نفس الشعار دون اسمائنا فكن الناس يقرؤن الملصق هكذا "عودى يا مصر اسلاميه "المراغى والزعفرانى ،رغم عدم وجود اسماؤنا فى الملصق ولقد كان هذا الشعارمثار انتقاد الخصوم والذى استبدل فى انتخابات 1987 بشعار "الاسلام هو الحل"
من طرائف هذه الانتخابات
نصب احد الاخوه سلما خشبا وصعد للصق احد الاعلانات وأذا بالضابط وعدد من المخبريني حاصرونه ويصيح به الضابط (انزل ياحبيبى بتعمل ايه عندك ) نزل الاخ وقال للضابط (اصلى أنا نظرى ضعيف فطلعت على السلم عشان أقرأ اسم لمرشح فضحك الضابط وتركه يمشى وأثناء مرور الضابط فى شارع آخر رأى صاحبنا مرة أخرى معلق على السلم وهنا قال له الضابط ( مش معقول ياحبيبى نسيبك طول الليل تقرى اسامى المرشحين على السلم تعالى ياسيدى معنا وهات سلمك معاك اللى تاعبك ده )
غدرة من وفدى بالاستاذ/عادل عيد
كان أ.عادل عيد ممن انضموا لحزب الوفد انضموا الي قبل الانتخابات وأصبح عضوا فى اللجنة التنفذية للحزب وقرر الحزب بأن يكون أ. عادل راس القائمة بدائرة غرب الاسكندرية ، و عند ذهابنا لمديرية الامن لتقديم القوائم فوجئنا بان احد اعضاء الوفد ويدعي أ/عبد السلام ..المحامي(وفد) قد ملا القوائم المختومة من الحزب عن دائرة غرب وجعل من نفسه راس القائمة وضع أ /عادل عيد رقم 3 واختفي ، وتمسك مدير الامن بالقائمة المقدمة وبعد فشلنا في تغيير الترتيب اتصلنا بمقر الوفد في القاهرة الساعة 2 ظهرا وكان اخر يوم لقبول التقديم للترشيح واخر موعد هو الساعة 5 . وعلي الفور استقل أ.د/ نعمان جمعة سيارته متوجها للاسكندرية وكان يومها سكرتير عام حزب الوفد الجديد ومعه اوراق الحزب والاختام لتدارك الموقف وطلب منى أ /عادل عيد أن أنتظر بالتقدم بقائمة دائرة وسط واستسمحني في حالة لم يستطيع تغيير ترتيبه الى الاول فى دائرةغرب ان ينزل مكانى في دائرة وسط لان فرصة نجاح قائمتنا في وسط كبيرة جدا. وافقت علي الفور دون تردد رغم ان أ /عادل عيد وضع علي القوائم بوصفه عضو اصيل في الوفد وليس من حصة الاخوان المسلمون .
وظل الوضع متوترا حتي بعد وصول أ .د/ نعمان جمعة قبل الموعد وتفاوضه مع لجنة قبول اوراق الترشيح وقبل غلق الباب بنصف ساعة وافقت اللجنة علي استبدال قائمة غرب بقائمة اخري رسمية مختومة وموقع عليها من سكرتير عام الحزب مع اقرار علي أ.د/نعمان جمعة بصحة القائمة البديلة التي علي راسها أ/عادل عيد المحامي ثم تقدمنا بعدها بقائمة المرشحين لدائرة وسط .
وكانت نتيجة الوفد بالاسكندرية
فوز قائمة غرب بمقعد هو أ/عادل عيد , وفوز دائرة وسط بمقعدين و85%من المقعد الثالث. لكن القانون كان يجعل من كسر المقعد لصالح الحزب الاكثر عددا علي مستوي الجمهورية فاخذ الحزب الوطني المقعد رغم أن نسبته فيه كانت15% وبهذا حرمنا المقعد الثالث.وكانأغلب من صوتوا لقائمة الوفد من أجل الاخوان الذين حوتهم القائمة ،ففاز أ.محمد المراغى (أخوان) وأ.محمد عيد(وفد) وكان أ.محمد عيد يمازجنى فيقول :(أنت نجحت وأناأخذت الكرسى،وأذاحدث لى شىء فسوف ترثنى )لان القانةن يومها كان ينص على أنه أذا خلى مكان أحد الاعضاء حل محله من يليه فى ترتيب القائمه
فكان عددالاخوان فىملس الشعب عام 1984 وهم الحاج/حسنى عبد الباقى ،الحاج/حسن جوده ،الحاج/حسن الجمل ،أ.محمد المراغى ،أ.محمد الششتانى
لقد بدأت علاقة الإخوان المسلمون بالانتخابات عام 1942 عندما أعلن الإمام الشهيد / حسن البنا ترشيح نفسه نائبا عن دائرة الإسماعيلية بناءا عن رغبة الإخوان بها – طلب النحاس باشا رئيس الحكومة في ذاك الوقت من فضيلته التنازل عن الترشيح استجابة لضغوط الانجليز ثم قال له : انه من الاوفق لك كصاحب دعوة وفكرة أن تترك الترشيح الآن وتنطلق تشرح دعوتك إلي الناس في أنحاء القطر ووعده بالسماح بفتح شعب للإخوان في أرجاء مصر وان تلغي القوانين التي تسمح بممارسة الدعارة ويسمح للإخوان المسلمون بإصدار جريدة يومية باسم ( الإخوان المسلمون).
يحكي أ / محمد حامد أبوالنصر فيقول : ولما طرح هذا الأمر علي الهيئة التأسيسية للإخوان المسلمين مجتمعة تبلور الحوار عن وجهتي نظر إحداها عدم التنازل ويمثل الأغلبية والأخر ترك الأمر لفضيلة الإمام الشهيد علي اعتبار إنها مساءلة شخصية , وعلي ذلك فقد تصرف الإمام الشهيد علي هذا الوضع الأخير , فاحدث ذلك اضطرابا في صفوف الإخوان فمنهم الموافق ومنهم المعارض وعمت هذه الموجة الغاضبة جميع الإخوان داخل القطر مما اضطر مكتب الإرشاد إرسال بعض أعضائه إلي الأقاليم لعرض المساءلة وشرحها بما يطمئن النفوس . فكان إن زارنا في الصعيد الأستاذ المرحوم / عبد الحكيم عابدين سكرتير عام الجماعة وعقد لذلك اجتماع لنواب الإخوان في دارهم بأسيوط وأعطيت الكلمة للأستاذ / عبد الحكيم عابدين فتناول الموضوع بالشرح والإسهاب وانتهي به الأمر إلي إن التنازل مساءلة خاصة بفضيلة الإمام الشهيد ولا يصح أن تكون موضع قلق أو اضطراب الإخوان وبعد ذلك عقبت في كلمتي قائلا : إن التنازل مساءلة انتهت ولا يصح تضييع الوقت في الكلام فيها لكني أرجو من أ / عبد الحكيم عابدين أن يرفع إلي فضيلة الإمام الشهيد إننا قد سلمنا بما انتهي به الأمر ولكن علي فضيلته أن ينزل مستقبلا علي رغبة الأغلبية مهما كانت النتيجة , وما إن سمع أ / عبد الحكيم عابدين كلامي حتى وقف معقبا وأعلن إن هذا معناه عدم الطاعة لفضيلة مرشد الجماعة والتمرد بل هو الخروج علي مبادئ الجماعة وصور ذلك في قوة شديدة وثورة عارمة وعلي اثر ذلك انصرفت من الاجتماع محتجا ومن ثم عدت إلي منزلي بمنفلوط وقضيت بقية الليل اكتب رسالة مطولة لفضيلة الإمام الشهيد اشرح فيها ما حدث في الاجتماع موضحا رأي بصراحة ووضوح وموقف الأخ الأستاذ / عبد الحكيم عابدين نحوي وكررت طلبي النزول علي رأي الأغلبية مستقبلا وما أن وصل خطابي إلي فضيلة الإمام الشهيد حتى اتصل بي هاتفيا من القاهرة معتذرا عن ما حدث من أ / عبد الحكيم عابدين ووعدني بأنه سوف يأخذ بما أشرت في خطابي من احترام قرارات الهيئة مهما كانت الظروف واكبر في هذا المعني الصريح فسعدت بهذا أيما سعادة وفهمت إن الدعوة الإسلامية بين يدي رجل يعشق الحرية ويحترم الرأي الأخر مهما تعارض مع ما اصدر من قرارات وشكرت لفضيلته روح التفاهم العالية وسماحة قلبه الكبير لتصحيح الأوضاع وإرساء قاعدة الشورى واحترامها والعمل حفظا علي وحدة الكلمة وجمع الصف وفي هذا قوة الجماعات) انتهى كلام الستاذ/محمد حامد أبو النصر
ولقد سمعت عن مواقف هذا الرجل العظيم أ / محمد حامد أبو النصر وصلابته في مواجهه عبد الناصر وإثناء فترة السجون وكرمه الكبير ولكن كانت أول مرة التقيه مباشرة واسمع منه هذا الموقف فأحببته كثيرا واتخذت من موقفه هذا قدوة ودرسا درجت علي تكراره مع كل مرشدي أ / مصطفي مشهور , أ / مأمون الهضيبي (رحمهما الله) وكذلك مرشدي الحالي أ / محمد مهدي عاكف (وفقه الله) كلما رأيت رأيا أولاحد ممن ألقاهم من الإخوان أو من الآخرين ،أوكانت لى وجهة نظر لا تتفق مع بعض المواقف كنت ولا زلت التقي بالأستاذ المرشد وانقل له وجهة النظر هذه بوضوح وصراحة وكنت أري منهم جميعا سعة الصدر بل والترحيب بسماع هذه الآراء والمقترحات
واذكر لمرشدي الحبيب أ /محمد حامد أبو النصر(رحمه الله) انه أثناء مرض مرشدي الحبيب أ / عمر التلمساني(رحمه الله) تدارس مكتب الإرشاد فيمن سيخلف أ / عمر لتلمساني وكانت هناك تطلعات من بعض الإخوان الأكبر سنا والذين لهم سنوات بعيدين عن المشاركة في عمل الجماعة لتبؤ هذا المنصب بحكم سنهم أمثال أ / صالح أبو رفيق وبحث أعضاء مكتب الإرشاد عن احد الإخوان الأكبر سنا ممن عاشر الدعوة منذ بدايتها في الثلاثينات وكانلهم تاريخهم في الثبات في الحق والصلابة في الشدائد لشغل هذا المنصب وقع اختيارهم علي أ / حامد أبو النصر وكلف المكتب أ / محمد حبيب بالذهاب إليه في بلدته منفلوط لمفاتحته والإلحاح عليه في قبول هذا المنصب وأن والإخوان الأصغرمنه سنا بامكانهم أن يتولوا نيابة عنه بعض الصلاحيات و الأعباء .
ولكن أ / حامد أبو النصر قال (إذا أردتمونى مرشدا فيجب أن أكون مرشدا بكل صلاحيات هذا المنصب وكل تبعاته) .
وعاد أ /محمد حبيب إلي مكتب الإرشاد لإبلاغهم رأي أ / حامد أبو النصر فوافق جميعا علي طلبه .
فكان موقفا لرجل قوي يحمل المسئولية بكل صلاحياتها ويتحمل كل أعبائها ،ولمزيد معرفة بهذا الرجل ارجع الى كتابه(حقيقة الخلاف بين الاخوان المسلمون و عبد الناصر )
الاخوان السلمون يخوضون الانتخابات للمرة الثانية
فى أواخر الاربعينات من الفرن الماضى أجرت حكومة السعديين بالاتفاق مع حزب الاحرار الدستوريين أنتخابات تم ترشيح سبعة منالاخوان على رأسهم الاستاذ ضون الانتخابات للمرة الثانية المرشد /حسن البنا (وكان ترشيحه فى الاسماعيلية أيضا ) وزورت الانتخابات ولم ينجح أحد من الاخوان ، وقد علق فضيلة الامام الشهيد على هذةه النتيجة بقوله:(ان حكومة النحاس باشا كانت صادقة وصريحة حين طلبت منى التنازل عن التر شيح عن دائرة الاسماعيلية لظروف سياسية رأتها، لكن حكومة السعديين برآسةأحمد ماهر باشا فضلت التزوير والخداع فى تحقيق رغبة الاستعمار التى كانت من وراء هذه الاجراءات التعسفية لمرشحى الاخوان )
فى انتخابات مجلس الشعب عام 1976
فاز فى هذه الانتخابات من الاخوان كل من فضيلة الشيخ /صلاح أبو أسماعيل ،والحاج/ حسن الجمل كما تنافس فى دائرة باب شرق بن الاستاذ الدكتور مصطفى ابو زيد فهمى وكان المدعى الاشتراكى السابق و الاستاذ عادل عيد المحامى والذى نالته قرارات عبد الناصر فيما سميت مذبحه القضاه عام 1969فى أنتخابات الاعادة .
رايت الحاج عباس السيسى يسارع إلى الاستاذ / عادل عيد ليتفق معه على تأييد الاخوان له تاسسا على العلاقة القديمة بينه وبين الاخوان وقبل الاستفتاء بايام نظم الاخوان مسيره ضخمة ضمت آلاف الرجال والنساء و الشباب والفتيات يحملون اللافتات الاسلامية وهم يهتفون ( الله اكبر ولله الحمد ) وكانت أول مرة يشارك الاخوان فى مصر فى انتخابات مجلس الشعب منذ جروجهم من السجون ولقد قاد هذه المسيرة التى طافت الشوارع الرئيسية بالاسكندرية الحاج / عباس السيسى الذى يجرى حب العمل فى عروقه والمهندس / حامد الدر فلدى والمهندس / خالد داود واخوانهم واذا بالناس يقفون بشرفات منازلهم يلقون الحلوى والورد على المسيرة والفرحة تملآ وجوههم ، بل نزل كثير من الناس إلى الشارع للمشاركة فى المسيرة . وزاغ صيت هذه المسيرة فى وسائل الاعلام المحلية والعالمية .
ليسمع صوت الاخوان فى الشارع كليا وعالميا مرة أخرى بعد طول غياب على يد رجل عشق العمل العام وبرع فيه منذ شبابه وحتى توفاه الله.
وفاز الاستاذ / عادل عيد فى هذه الدورة بسهولة واصبح فى ذلك الوقت يستقبله الساسة المحليون والعالميون بوصفه ممثلا للاخوان المسلمون.
فى انتخابات 1979
فاز كل من فضيلتة الشيخ صلاح أبو أسماعيل والحاج /حسن الجمل والاستاذ/محمد المراغى
فى انتخابات 1990
قاطع الاخوان أنتخابات مجلس الشعب مع باقى الاحزاب والقوى السياسية ماعدا حزب التجمع وذلك بسبب رفض النظام تلبية مطالب المعارضة
فى انتخابات 1995
جرت هذه الانتخابات بعد القبض على عدد كبير من الاخوان منذ شهر يناير وتقديم عدد كبير منهم للمحاكمات العسكرية ورغم ذلك تقدم للترشيح 150 مرشح من الاخوان وكانت معركة شرسة زورت فيها الانتخابات تزويرا فاضحا ولم ينجح منهم سوى الاستاذ/ فهمى فتح الباب عن دائرة التبين
انتخابات مجلس الشعب عام 1984
كان لتوجه أ / عمر التلمسانى المرشد العام للاخوان المسلمون فى ذلك الوقت الاثر الكبير فى التحول بالاخوان المسلمين للعمل العام والمشاركة فى مؤسسات المجتمع المدنى والمؤسسات الحكومية والاندماج فى المجتمع واعادة صورة الاخوان الناصعة الى الاذهان بعد ان شوهت خلال حكم الرئيس عبد الناصر . وكان واضحا ان أ / عمر التلمسانى يتجه بالجماعة لخوض انتخابات مجلس الشعب من خلال تاييده واتصاله الدائم بكل من أ / حسن الجمل والاستاذ / عادل عيد (رحمة الله عليهما)عضوا مجلس الشعب فى انتخابات عام 1979 والاهتمام الذى اولاه لهذه التجربة
وبعد تحول الحياة السياسية فى مصر من سيطرة الحزب الواحد (الاتحاد الاشتراكى) الى منابرثلاثة داخل الحزب الواحد . ثم الى احزاب ثلاثة .
- حزب مصر برآسة ممدوح سالم رئيس الوزراء فى ذلك الوفت والذى تحول اعضائه الى الحزب الوطنى الديمقراطى تحت راسة السادات .
- حزب العمل الاشتراكى ( امتداد لحزب مصر القناة قبل الثورة) برآسة أ /ابراهيم شكرى
- حزب الاحرار الديمقراطى برآسة أ / مصطفى كامل مراد .
- ثم يظهر حزب الوفد الجديد براسة فؤاد سراج الدين الذى حل ثم عاد بحكم قضائى قبل انتخابات عام 1984 بثلاثة اشهر فقط .
صدر قانون يجعل الانتخابات عام 1984 بالقوائم الحزبية النسبية المشروطة قوائم حزبية ( فالاحزاب وحدها تقدم قوائم بحيث لا يقل عدد العمال والفلاحين بها عن النصف .
النسبية : ان كل حزب يؤخذ من قوائمه مقاعد بنسبة ما حصل فى الدائرة ابتداء من راس القائمة مع مراعاة نسبة العمال والفلاحين وكل كسر المقعد تحصل عليه القائمة الاولى فى الدائرة حتى ولو لم يكن لها الا 1 % من هذا الكسر .
المشروطة : تعتبر القوائم الخاصة بالحزب الذى لم يحصل على 8% من مجموع اصوات الناخبين الذين ادلوا باصواتهم ساقطة ليس لها اى نصيب وكان المقصود من هذا ان يسيطر الحزب الوطنى على معظم المقاعد ان لم يكن كلها بعد استبعاد الاخوان لانهم من المستقلين لذين ليس لهم حق الترشح وكذلك استبعاد الوفد لا سيما وحصوله على نسبة ال 8 % يعد من المستحيلات فلم يمضى على ولادته الجديدة سوى ثلاثة أشهر
الاخوان يتفقون مع الوفد على خوض النتخابات على قوائمه
وبدا الاخوان يبحثون عن احد الاحزاب للترشح على قوائمه حينها لم يجرئ اى حزب تحدى ارادة الحكومة ووضع الاخوان على قوائمه الا حزب الوفد الجديد لان الوفد كان متاكد وهو حديث الولادة انه لا يمكنه تجاوز نسبة ال 10 % بدون الاخوان الذين يتمتعون بشعبية كبيرة . وكذلك وقوة رئيسه فؤاد سراج باشا وخبرته وحنكته السياسيه
تقابل الرجلان أ / عمر التلمسانى والاستاذ / فؤاد سراج الدين،بما لهما من معرفة سابقة كل بالاخر كما ان كل منهما كان يحمل للاخر احتراما وتقديرا كبيرين
و اتفقا على الاشتراك فى القوائم تحت اسم حزب الوفد الجديد وادى الاعلان على هذا التنسيق بين الوفد والاخوان الى جلب عدد من كبار الساسة والبرلمانيين للانضمام الى الوفد فاضاف ذلك الى رصيد الوفد قوة تم التفاوض الاول على ان يكون للاخوان فى راس القوائم ( الاول والثانى ) عدد 22مرشح ثم تناقص العدد الى ثمانية فقط من الاخوان وقد فازوا جميعا ... ولم يفلح أىحزب سوى الوفد مع الاخوان فى اجتاز حاجزال 8% وفاز الوفد بما يقرب من ثلاثين مقعدا
واصبح رئيس المجموعة البرلمانية في حزب الوفد هو رئيس المعارضة وهوالمستشار/ ممتاز نصار وخلفه بعد وفاته الاستاذ/ ياسين سراج الدين
نصيب الاسكندرية في قوائم الوفد
انتهي التفاوض مع الوفد علي مرشحين اثنين فقط في الدائرة الثانية (محرم بك) الاول والثالث ورشحنا لهما كل من أ/ حسن التوني (عمال) والمهندس /خالد داوود (فئات)ولكنهما اعتذرا . فتم ترشيح أ/محمد المراغي ( عمال), ود/ ابراهيم الزعفراني (فئات) أ/محمد المراغي راس القائمة(اخوان) ثم أ/محمد عيد المحامي (وفد)ثم/ ابراهيم الزعفرانى(أخوان)وكنت أبلغ من العمراثنين وثلاثين عامافكنت أصعر مرشح لمجلس الشعب على مستوىمصر حيث يلزم القانون الا يقل عمر المرشح عن ثلاثين عاما ومن الطرائف أنبعض الناخبين أثناء جولاتى كانو يسألوننى نشكر حضورك لكن أين والدك الدكتور الزعفرانى وكانوا يندهشون عندما يكتشفوا أنى أنا الدكتور الزعفرانى ،لانهم لم يشاهدوا من قبل مرشح فى مثل هذا السن ،كانت لافتاتنا مميره بقماشها الازرق وكتابتها الصفراء ولقد اغرق اخواننا الدائرة بلافتات كتب عليها اسماؤنا (المراغى والزعفرانى،وتحته شعار "عودى يامصر اسلامية"وكان شعارا رنانا قامت السلطات بتمزيقه فقام اخواننا باعداد ملصق حائط كتب عليه نفس الشعار دون اسمائنا فكن الناس يقرؤن الملصق هكذا "عودى يا مصر اسلاميه "المراغى والزعفرانى ،رغم عدم وجود اسماؤنا فى الملصق ولقد كان هذا الشعارمثار انتقاد الخصوم والذى استبدل فى انتخابات 1987 بشعار "الاسلام هو الحل"
من طرائف هذه الانتخابات
نصب احد الاخوه سلما خشبا وصعد للصق احد الاعلانات وأذا بالضابط وعدد من المخبريني حاصرونه ويصيح به الضابط (انزل ياحبيبى بتعمل ايه عندك ) نزل الاخ وقال للضابط (اصلى أنا نظرى ضعيف فطلعت على السلم عشان أقرأ اسم لمرشح فضحك الضابط وتركه يمشى وأثناء مرور الضابط فى شارع آخر رأى صاحبنا مرة أخرى معلق على السلم وهنا قال له الضابط ( مش معقول ياحبيبى نسيبك طول الليل تقرى اسامى المرشحين على السلم تعالى ياسيدى معنا وهات سلمك معاك اللى تاعبك ده )
غدرة من وفدى بالاستاذ/عادل عيد
كان أ.عادل عيد ممن انضموا لحزب الوفد انضموا الي قبل الانتخابات وأصبح عضوا فى اللجنة التنفذية للحزب وقرر الحزب بأن يكون أ. عادل راس القائمة بدائرة غرب الاسكندرية ، و عند ذهابنا لمديرية الامن لتقديم القوائم فوجئنا بان احد اعضاء الوفد ويدعي أ/عبد السلام ..المحامي(وفد) قد ملا القوائم المختومة من الحزب عن دائرة غرب وجعل من نفسه راس القائمة وضع أ /عادل عيد رقم 3 واختفي ، وتمسك مدير الامن بالقائمة المقدمة وبعد فشلنا في تغيير الترتيب اتصلنا بمقر الوفد في القاهرة الساعة 2 ظهرا وكان اخر يوم لقبول التقديم للترشيح واخر موعد هو الساعة 5 . وعلي الفور استقل أ.د/ نعمان جمعة سيارته متوجها للاسكندرية وكان يومها سكرتير عام حزب الوفد الجديد ومعه اوراق الحزب والاختام لتدارك الموقف وطلب منى أ /عادل عيد أن أنتظر بالتقدم بقائمة دائرة وسط واستسمحني في حالة لم يستطيع تغيير ترتيبه الى الاول فى دائرةغرب ان ينزل مكانى في دائرة وسط لان فرصة نجاح قائمتنا في وسط كبيرة جدا. وافقت علي الفور دون تردد رغم ان أ /عادل عيد وضع علي القوائم بوصفه عضو اصيل في الوفد وليس من حصة الاخوان المسلمون .
وظل الوضع متوترا حتي بعد وصول أ .د/ نعمان جمعة قبل الموعد وتفاوضه مع لجنة قبول اوراق الترشيح وقبل غلق الباب بنصف ساعة وافقت اللجنة علي استبدال قائمة غرب بقائمة اخري رسمية مختومة وموقع عليها من سكرتير عام الحزب مع اقرار علي أ.د/نعمان جمعة بصحة القائمة البديلة التي علي راسها أ/عادل عيد المحامي ثم تقدمنا بعدها بقائمة المرشحين لدائرة وسط .
وكانت نتيجة الوفد بالاسكندرية
فوز قائمة غرب بمقعد هو أ/عادل عيد , وفوز دائرة وسط بمقعدين و85%من المقعد الثالث. لكن القانون كان يجعل من كسر المقعد لصالح الحزب الاكثر عددا علي مستوي الجمهورية فاخذ الحزب الوطني المقعد رغم أن نسبته فيه كانت15% وبهذا حرمنا المقعد الثالث.وكانأغلب من صوتوا لقائمة الوفد من أجل الاخوان الذين حوتهم القائمة ،ففاز أ.محمد المراغى (أخوان) وأ.محمد عيد(وفد) وكان أ.محمد عيد يمازجنى فيقول :(أنت نجحت وأناأخذت الكرسى،وأذاحدث لى شىء فسوف ترثنى )لان القانةن يومها كان ينص على أنه أذا خلى مكان أحد الاعضاء حل محله من يليه فى ترتيب القائمه
فكان عددالاخوان فىملس الشعب عام 1984 وهم الحاج/حسنى عبد الباقى ،الحاج/حسن جوده ،الحاج/حسن الجمل ،أ.محمد المراغى ،أ.محمد الششتانى
انتخابات عام 1987
بعد صدور حكم المحكمة الدستورية ببطلان مجلس الشعب الذي انتخب عام 1984 لانه كان بالقائمة الحزبية النسبية المشروطة ولم يسمح لغير الحزبين من المواطنين بالترشح مما يتناقض مع مبدا المساواة بين المواطنين الذي ينص عليه الدستور المصري....وبناءا علي هذا الحكم تم حل مجلس الشعب قبل انتهاء مدته القانونية وتم دعوة المواطنين لانتخاب مجلس شعب جديد عام 1987.
في انتخابات مجلس الشعب لعام 1987 الاخوان المسلمون قد اكتسبوا خبرة كبيرة في الانتخابات كما انهم كانوا اكثر استعدادا من الناحية النفسية والقناعات الفعلية باهميتها ومدي قوة شعبيتهم . وكانت الانتخابات في هذه المرة بالقوائم الحزبية النسبية بالاضافة الي مقعد فردي في كل دائرة .
الوفد يرفض اشتراك الاخوان على قوائمه
وكانت المستجدات في هذه المرة ان أ/محمد حامد ابوالنصر هو المرشد العام بعد وفاة أ /عمر التلمساني عام1986 وأ/حامد ابو النصر يحمل روح الانفتاح والادراك السياسي الذي كان يتمتع به أ /عمر التلماني وكان من المؤيدين لدخول الاخوان المعترك السياسي وخوض انتخابات مجلس الشعب لاول مرة بتحالف مع الوفد (الخصم اللدود للاخوان قبل الثورة) عام 1984.
ان الوفد احس في هذه المرة انه اقوي منه عام 1984 وانه ليس في حاجة للتحاف مع الاخوان . فعمر الحزب الجديد تعدي الثلاث سنوات علي انشائه .وان الانتصار الذي حققه في عام 1984 رفع من اسهمه عند النخبة الذين سارعوا للانضمام اليه (علي مبدا ان الناس مع الاقوي خاصة اصحاب المصالح منهم) كما ان الوفد لم يريد ان يظل معتمد علي شعبية الاخوان فتذوب شخصيته اوشعبيته ومن اجل ان يتخلص الوفد من الضغوط الداخلية والخارجية التي تتهمه بانه السبب في السماح للاخوان بدخول العمل السياسي واثبات وجودهم وشعبيتهم حيث ان نظام الانتخابات بالقوائم الحزبية المطلقة عام 1984 قصد منها اساسا غلق الباب في وجة الاخوان المسلمون حتي لا يتمكنوا من الترشح حيث ان القانون وقتها وضع ليسمح للاحزاب وحدها بالترشح ولم يكن للمستقلين اي حق في ذلك .
لهذه الاسباب وغيرها قرر حزب الوفد ان ينفرد في انتخابات عام 1987 بقوائم حزبه واعتذر للاخوان المسلمين عن مشاركتهم له كما حدث عام 1984 .
الاخوان يكونون تحالفا اسلاميا مع حزبى العمل والاحرار
اجتمع مكتب الارشاد وبحث عرضا من حزب العمل الاشتراكي وحزب الاحرار الديمقراطي باقامة تحالف ثلاثي مع الاخوان المسلمين ، وخوض انتخابات عام 1987 بقوائم موحدة . وتمت الموافقة وسمي هذا التحالف ( التحالف الاسلامي ) –وتم عمل برنامج انتخابي مشترك يحوي المحاور الرئيسية المتفق عليها بين المتحالفين .
ورشح كل جانب من التحالف من يمثله في لجنة الاتفاق علي اسماء المرشحين في كل دائرة فمثل الاخوان أ /مامون الهضيبي , ود/ عبد المنعم ابو الفتوح –ومثل حزب العمل أ / ابراهيم بركات –ومثل حزب الاحرار رئيسه أ /مصطفي كامل مراد
وبعث الاخوان الي مسئولي المحافظات لتحديد مرشحيهم في كل دائرة وارسال من سيقوم بالتعريف بالدوائر واهميتها وطبيعتها وطبيعة المنافسين فيها ،و قوة مرشحي الخوان في كل دائرة ، واختارني الاخوان بالاسكندرية مندوبا عنها وفي يوم مناقشة محافظتنا .لاحظت مدي تعنت ممثل حزب الاحرار في المفاوضات رغم قلة وضعف مرشحيهم . كما لاحظت الملكات التي يتمتع بها ممثل حزب العمل أ /ابراهيم بركات فهو ذو ذاكرة قوية والمام دقيق بتفاصيل معظم دوائر مصر وطبيعتها وقوة المرشحين فيها ... واشهد انه اثناء مناقشة قوائم الاسكندرية والمرشح الفردى كان متعاونا وصريحا حيث لم يطلب الا مكانا واحدا فقط لحزب العمل فى راس القوائم ( الاسماء الثلاثة ) الاول فى كل قائمة وصرح بان الاخوان فى الاسكندرية هم الاقوى ويجب ان يحصلوا على العدد الاكبر من رؤوس القوائم ولم ينازع العمل ولا الاحرار فى المقعد الفردى لانهم متاكدون من عدم النجاح فيه . فاملهم هو فى رؤوس القوائم الكفيلة بحملهم الى النجاح .
- ومن مظاهر تعاون أ / ابراهيم بركات معنا عن حق فيه .
حين اصر الاحرار ترشيح احد افراده بدلا من ترشيحنا للاستاذ / وجدى غنيم فى هذا المكان صاح أ / احمد بركات فى وجه مندوب الاحرار سيادتك لا تعرف من هو وجدى غنيم . وجدى غنيم هذا لو رشح نفسه فى اى دائرة انتخابية فى مصر سيفوز امام اى احد هل الموضوع ان نضع اسماء مرشحين وخلاص ؟ يجب علينا ان نضع اسماء قوية وألا تكون نظرتنا ضيقة وانانية .
كان أ / ابرهيم ياتى فى جانبنا ويقول اخاف ان يكون حزب الاحرار له رسالة اخرى فى التحالف وهى حجب مرشيحكم الاقوياء باصرار حزب الاحرار على اخذ اماكنهم لمرشيحهم الضعفاء ( خدمة للنظام )
وكان يتنحى بى جانبا ويطلب منى ان اعطيه بعض اسماء الاخوان الاقوياء يضمهم الى اوراقه ويتقدم بهم اثناء النقاش بان هذه الاسماء تخص حزب العمل ويضعها فى القوائم ضمن حصته لنتفادى تعنت حزب الاحرار مع مرشحى الاخوان .
حوار مع ممثل حزب الاحرار ينتقل الى مكتب الارشاد ف
وحدث حوار حاد بينى وبين أ / مصطفى كامل على راس القائمة ى الدائرة الثانية بالاسكندرية ( باب شرق ) حيث طرحت اسم أ / محمد المراغى وهو عضو مجلس الشعب فى الدورة السابقة وفاز في نفس الدائرة عام 1984 وطرح ا/ مصطفى اسم أ.د / احمد طه درويش رئيس جمعية الشبان المسلمين وحين بينت له شعبية أ / المراغى فى الدائرة وفرصة نجاخه وبالمقارنة بان أ . د / احمد ليس معروفا فى الدائرة كان دفاع أ / مصطفى ان أ / د . احمد درويش استذا بجامعة الاسكندرية ورئيس سابق للجامعة ولكنى ناقشته ان أ . د / احمد لم يتعامل مع اهل الدائرة ومعرفته محصورة فى مجاله فقط والدائرة كبيرة ونحن فريق منافسة الحزب الوطنى وحزب الوفد ولابد ان نختار من له ارضية وان اسم أ / المراغى انفق على ترشيح اسمه فى الانتخابات الماضية اكثر من 10 الاف جنيه دعاية انتخابية فلماذا نهدر كل هذا الجهد والمال . وفى النهاية استقر راى اللجنة على اسم أ / المراغى .
- وهنا اذكر موقف فى اليوم التالى لهذا النقاش حول الدائرة الثانية
- فى اليوم التالى فوجئت باستدعاء لمقابلة اعضاء مكتب الارشاد وبعد اكتمال حضور الاعضاء . تقدم ا / مامون للمكتب بشكوى شفوية ضدى قال فيها ان ابراهيم فى نقاش الامس اورد فى حواره مع مندوب حزب الاحرار ان الاخوان انفقوا على الدعاية فى هذه الدائرة 10 الاف جنيه . وكان هذه اشارة من ابرهيم بتعويض عن هذه الدعاية وهذه اول مرة فى حياتى ارى احد من الاخوان يطلب للجماعة تعويض مالىيطلب فلوس وانه لم ينم طوال الليل حيث ازعجه هذا الحوار
أعضاء مكتب الارشاد ينتصرون لى
كان لهذه الكلمات وقع الصاعقة على كرامتى وقلبى ولسانى حيث لم اتخيل يوما فى حياتى ان يوجه لى احد مثل هذه الكلمات فقاطعه د / احمد الملط وفضيلة الشيخ / عبد الستار فتح الله سعيد بكلماتهم الحاسمة انت لا تعرف ابراهيم ولا يحق لك ان تقول فى شانه هذا الكلام وان ذهب اليه خيالك من مدلولات للحوار بعيد كل البعد عن روح الحوار واذا كنت لم تنم ليلتك كما تقول لمجرد خاطر غير صحيح . فكيف ينام اخوك ابراهيم بعد ان سمع منك هذه الكلمات . اما كان الاجدر ان تجلس مع ابراهيم وتساله عن قصده من حواره هذا ولا تترك لخيالك العنان يتصور اشياء بعيدة عن قصده تماما . نحن نطالبك بالاعتذار عن ظنك باخيك ابراهيم – ساعتها احسست بان كرامتى قد اقتص لها من ابى الاستاذ / مامون الهضيبى على يد ابائى فى مجلس الارشاد . مما زادانى احتراما لهذه القيادة المنصفة التى رفضت التفتيش فى النوايا او ان يحمل الحديث غير ما يحمل دون سؤوال صاحبه قيادة منصفة لم تفرق بين كبير ولا صغير .
علاقة حميمة واحترام وتبادل
وكانت هذه اول مرة يتعامل فيها معى استاذى الفاضل أ / مامون الهضيبى والذى احبنى وصادقنى صداقة خلق واحترام حتى تاريخ وفاته رحمه الله وكم تحمل من حوارات ساخنة بيننا واختلافت معه في بعض الاراء والمواقف وكان يستقبل ذلك بصدر رحب ولم تكن تمر مناسبة الا وكان سباقا لاتصال بي وتهنئتي ولم يقم بزيارة الي الاسكندرية الاواتصل بي تليفونيا قبل اوفور وصوله ( رحمة الله عليه). واذكر أنه في بداية توليه منصب المرشد العام للاخوان المسلمين تقابلنا في جنازة والدة اخي الحبيب د/ عبد المنعم ابو الفتوح وبعد القاء كلمته واثناء انصرافه توجه الي ووضع ذراعه في ذراعي ومشينا معا ، واذا به يقول لي: ياابراهيم لماذا قل مجيئك الي مقر مكتب الارشاد بعد وفاة أ/ مصطفي مشهور ؟ قلت له اامر اتيك في اي وقت ، قال لا ياابراهيم اللي بيحب مايستناش امر . اريدك ان تاتيني حبا لا امرا
في انتخابات مجلس الشعب لعام 1987 الاخوان المسلمون قد اكتسبوا خبرة كبيرة في الانتخابات كما انهم كانوا اكثر استعدادا من الناحية النفسية والقناعات الفعلية باهميتها ومدي قوة شعبيتهم . وكانت الانتخابات في هذه المرة بالقوائم الحزبية النسبية بالاضافة الي مقعد فردي في كل دائرة .
الوفد يرفض اشتراك الاخوان على قوائمه
وكانت المستجدات في هذه المرة ان أ/محمد حامد ابوالنصر هو المرشد العام بعد وفاة أ /عمر التلمساني عام1986 وأ/حامد ابو النصر يحمل روح الانفتاح والادراك السياسي الذي كان يتمتع به أ /عمر التلماني وكان من المؤيدين لدخول الاخوان المعترك السياسي وخوض انتخابات مجلس الشعب لاول مرة بتحالف مع الوفد (الخصم اللدود للاخوان قبل الثورة) عام 1984.
ان الوفد احس في هذه المرة انه اقوي منه عام 1984 وانه ليس في حاجة للتحاف مع الاخوان . فعمر الحزب الجديد تعدي الثلاث سنوات علي انشائه .وان الانتصار الذي حققه في عام 1984 رفع من اسهمه عند النخبة الذين سارعوا للانضمام اليه (علي مبدا ان الناس مع الاقوي خاصة اصحاب المصالح منهم) كما ان الوفد لم يريد ان يظل معتمد علي شعبية الاخوان فتذوب شخصيته اوشعبيته ومن اجل ان يتخلص الوفد من الضغوط الداخلية والخارجية التي تتهمه بانه السبب في السماح للاخوان بدخول العمل السياسي واثبات وجودهم وشعبيتهم حيث ان نظام الانتخابات بالقوائم الحزبية المطلقة عام 1984 قصد منها اساسا غلق الباب في وجة الاخوان المسلمون حتي لا يتمكنوا من الترشح حيث ان القانون وقتها وضع ليسمح للاحزاب وحدها بالترشح ولم يكن للمستقلين اي حق في ذلك .
لهذه الاسباب وغيرها قرر حزب الوفد ان ينفرد في انتخابات عام 1987 بقوائم حزبه واعتذر للاخوان المسلمين عن مشاركتهم له كما حدث عام 1984 .
الاخوان يكونون تحالفا اسلاميا مع حزبى العمل والاحرار
اجتمع مكتب الارشاد وبحث عرضا من حزب العمل الاشتراكي وحزب الاحرار الديمقراطي باقامة تحالف ثلاثي مع الاخوان المسلمين ، وخوض انتخابات عام 1987 بقوائم موحدة . وتمت الموافقة وسمي هذا التحالف ( التحالف الاسلامي ) –وتم عمل برنامج انتخابي مشترك يحوي المحاور الرئيسية المتفق عليها بين المتحالفين .
ورشح كل جانب من التحالف من يمثله في لجنة الاتفاق علي اسماء المرشحين في كل دائرة فمثل الاخوان أ /مامون الهضيبي , ود/ عبد المنعم ابو الفتوح –ومثل حزب العمل أ / ابراهيم بركات –ومثل حزب الاحرار رئيسه أ /مصطفي كامل مراد
وبعث الاخوان الي مسئولي المحافظات لتحديد مرشحيهم في كل دائرة وارسال من سيقوم بالتعريف بالدوائر واهميتها وطبيعتها وطبيعة المنافسين فيها ،و قوة مرشحي الخوان في كل دائرة ، واختارني الاخوان بالاسكندرية مندوبا عنها وفي يوم مناقشة محافظتنا .لاحظت مدي تعنت ممثل حزب الاحرار في المفاوضات رغم قلة وضعف مرشحيهم . كما لاحظت الملكات التي يتمتع بها ممثل حزب العمل أ /ابراهيم بركات فهو ذو ذاكرة قوية والمام دقيق بتفاصيل معظم دوائر مصر وطبيعتها وقوة المرشحين فيها ... واشهد انه اثناء مناقشة قوائم الاسكندرية والمرشح الفردى كان متعاونا وصريحا حيث لم يطلب الا مكانا واحدا فقط لحزب العمل فى راس القوائم ( الاسماء الثلاثة ) الاول فى كل قائمة وصرح بان الاخوان فى الاسكندرية هم الاقوى ويجب ان يحصلوا على العدد الاكبر من رؤوس القوائم ولم ينازع العمل ولا الاحرار فى المقعد الفردى لانهم متاكدون من عدم النجاح فيه . فاملهم هو فى رؤوس القوائم الكفيلة بحملهم الى النجاح .
- ومن مظاهر تعاون أ / ابراهيم بركات معنا عن حق فيه .
حين اصر الاحرار ترشيح احد افراده بدلا من ترشيحنا للاستاذ / وجدى غنيم فى هذا المكان صاح أ / احمد بركات فى وجه مندوب الاحرار سيادتك لا تعرف من هو وجدى غنيم . وجدى غنيم هذا لو رشح نفسه فى اى دائرة انتخابية فى مصر سيفوز امام اى احد هل الموضوع ان نضع اسماء مرشحين وخلاص ؟ يجب علينا ان نضع اسماء قوية وألا تكون نظرتنا ضيقة وانانية .
كان أ / ابرهيم ياتى فى جانبنا ويقول اخاف ان يكون حزب الاحرار له رسالة اخرى فى التحالف وهى حجب مرشيحكم الاقوياء باصرار حزب الاحرار على اخذ اماكنهم لمرشيحهم الضعفاء ( خدمة للنظام )
وكان يتنحى بى جانبا ويطلب منى ان اعطيه بعض اسماء الاخوان الاقوياء يضمهم الى اوراقه ويتقدم بهم اثناء النقاش بان هذه الاسماء تخص حزب العمل ويضعها فى القوائم ضمن حصته لنتفادى تعنت حزب الاحرار مع مرشحى الاخوان .
حوار مع ممثل حزب الاحرار ينتقل الى مكتب الارشاد ف
وحدث حوار حاد بينى وبين أ / مصطفى كامل على راس القائمة ى الدائرة الثانية بالاسكندرية ( باب شرق ) حيث طرحت اسم أ / محمد المراغى وهو عضو مجلس الشعب فى الدورة السابقة وفاز في نفس الدائرة عام 1984 وطرح ا/ مصطفى اسم أ.د / احمد طه درويش رئيس جمعية الشبان المسلمين وحين بينت له شعبية أ / المراغى فى الدائرة وفرصة نجاخه وبالمقارنة بان أ . د / احمد ليس معروفا فى الدائرة كان دفاع أ / مصطفى ان أ / د . احمد درويش استذا بجامعة الاسكندرية ورئيس سابق للجامعة ولكنى ناقشته ان أ . د / احمد لم يتعامل مع اهل الدائرة ومعرفته محصورة فى مجاله فقط والدائرة كبيرة ونحن فريق منافسة الحزب الوطنى وحزب الوفد ولابد ان نختار من له ارضية وان اسم أ / المراغى انفق على ترشيح اسمه فى الانتخابات الماضية اكثر من 10 الاف جنيه دعاية انتخابية فلماذا نهدر كل هذا الجهد والمال . وفى النهاية استقر راى اللجنة على اسم أ / المراغى .
- وهنا اذكر موقف فى اليوم التالى لهذا النقاش حول الدائرة الثانية
- فى اليوم التالى فوجئت باستدعاء لمقابلة اعضاء مكتب الارشاد وبعد اكتمال حضور الاعضاء . تقدم ا / مامون للمكتب بشكوى شفوية ضدى قال فيها ان ابراهيم فى نقاش الامس اورد فى حواره مع مندوب حزب الاحرار ان الاخوان انفقوا على الدعاية فى هذه الدائرة 10 الاف جنيه . وكان هذه اشارة من ابرهيم بتعويض عن هذه الدعاية وهذه اول مرة فى حياتى ارى احد من الاخوان يطلب للجماعة تعويض مالىيطلب فلوس وانه لم ينم طوال الليل حيث ازعجه هذا الحوار
أعضاء مكتب الارشاد ينتصرون لى
كان لهذه الكلمات وقع الصاعقة على كرامتى وقلبى ولسانى حيث لم اتخيل يوما فى حياتى ان يوجه لى احد مثل هذه الكلمات فقاطعه د / احمد الملط وفضيلة الشيخ / عبد الستار فتح الله سعيد بكلماتهم الحاسمة انت لا تعرف ابراهيم ولا يحق لك ان تقول فى شانه هذا الكلام وان ذهب اليه خيالك من مدلولات للحوار بعيد كل البعد عن روح الحوار واذا كنت لم تنم ليلتك كما تقول لمجرد خاطر غير صحيح . فكيف ينام اخوك ابراهيم بعد ان سمع منك هذه الكلمات . اما كان الاجدر ان تجلس مع ابراهيم وتساله عن قصده من حواره هذا ولا تترك لخيالك العنان يتصور اشياء بعيدة عن قصده تماما . نحن نطالبك بالاعتذار عن ظنك باخيك ابراهيم – ساعتها احسست بان كرامتى قد اقتص لها من ابى الاستاذ / مامون الهضيبى على يد ابائى فى مجلس الارشاد . مما زادانى احتراما لهذه القيادة المنصفة التى رفضت التفتيش فى النوايا او ان يحمل الحديث غير ما يحمل دون سؤوال صاحبه قيادة منصفة لم تفرق بين كبير ولا صغير .
علاقة حميمة واحترام وتبادل
وكانت هذه اول مرة يتعامل فيها معى استاذى الفاضل أ / مامون الهضيبى والذى احبنى وصادقنى صداقة خلق واحترام حتى تاريخ وفاته رحمه الله وكم تحمل من حوارات ساخنة بيننا واختلافت معه في بعض الاراء والمواقف وكان يستقبل ذلك بصدر رحب ولم تكن تمر مناسبة الا وكان سباقا لاتصال بي وتهنئتي ولم يقم بزيارة الي الاسكندرية الاواتصل بي تليفونيا قبل اوفور وصوله ( رحمة الله عليه). واذكر أنه في بداية توليه منصب المرشد العام للاخوان المسلمين تقابلنا في جنازة والدة اخي الحبيب د/ عبد المنعم ابو الفتوح وبعد القاء كلمته واثناء انصرافه توجه الي ووضع ذراعه في ذراعي ومشينا معا ، واذا به يقول لي: ياابراهيم لماذا قل مجيئك الي مقر مكتب الارشاد بعد وفاة أ/ مصطفي مشهور ؟ قلت له اامر اتيك في اي وقت ، قال لا ياابراهيم اللي بيحب مايستناش امر . اريدك ان تاتيني حبا لا امرا
ترشحي في انتخابات 1987 في مواجهة أ/ عادل عيد
بعد ان اصبحت انتخابات 87 بالقوائم الحزبية النسبية المشروطة بالاضافة الي مقعد فردي في كل دائرة . راي أ/ عادل عيد ان يتحرر من عضويته بحزب الوفد الذي لم يعطه مكانته واعتبره جسما غريبا عليه خلال انضمامه اليه وقرر ان يرشح نفسه علي المقعد الفردي في الدائرة الثانية بالاسكندرية .
وكان أ/ عادل عيد بدا يتباعد عن الاخوان المسلمون شيئا فشيئا ، فبعد ان التحم مع الاخوان في انتخابات 1976 وقام الاخوان خلفه باكبر مسيرة في مصر كلها التي تناقلتها كل وسائلالاعلام المحلية والاجنبية وبعد نجاحه اصبح يتعامل معه الرسميون وغير الرسميون في الداخل والخارج بوصفه ممثل لجماعة الاخوان المسلمون . ولكن أ/ عادل عيد مع كفائته البرلمانية المشهود لها الا انه لم ينحاز يوما للشريعة الاسلامية ومبادئها اثناء عضويته بمجلس الشعب بما لا يتفق مع توجه الاخوان المسلمون
وبدا يقترب بافكاره وصداقاته من حزب التجمع خاصة أ /ابو العز الحريري .
وفي اثناء انتخابات عام 1984 كان يرفض اطلاق شعارات اسلامية خلال حملته الانتخابية او ظهور الاخوان حوله فترة الدعاية الانتخابية ويكتفي بطلب مندوبين من لجان الانتخابات والفرز
مما اغضب الاخوان حيث ان جمهور الناس والمثقفين يتعاملون مع أ/ عادل عيد بوصفه يمثل فكرالاخوان رغم ان الحقيقة هي عكس ذلك .فقد راي بعض الاخوان وعلي راسهم الاستاذين الفاضلين المستشار / مامون الهضيبي , أ/ صلاح شادي ان يترشح احد رموز الاخوان في مواجهة أ/ عادل عيد ،فيكون الاعلان العملي واليقيني علي ان أ / عادل عيد ليس من الاخوان ولا يمثل الاخوان امام الجمهور وامام النخب الثقافية والسياسية .
ووقع اختيارهم علي لمنافسة أ/ عادل عيد ..زترددت كثيرا لعلاقة الصداقة الشخصية التي تربطني به . وقبلت استجابة لقناعة شخصية لكنها غير كاملة وطلب ممن لا يسعني برد طلبهم . وتنافست مع أ /عادل عيد و د/ سيد علي السيد ( عن الحزب الوطني) علي المقعد الفردي في الدائرة الثانية وتناولت وسائل الاعلام هذا الحدث وتحليلاته وزورت الانتخابات لصالح الحزب الوطني (سيد علي السيد)وكيل مجلس الشعب في حينه وتفوقت علي أ /عادل عيد بفارق 4000صوت وخاصمني أ / عادل عيد 3 اعوام كاملة
عادت صداقتنا رغم اختلافنا في الراي .
وانا اري ان هذا الموقف لم يكن موفقا حيث ان توحيد الصف مع المعاضين الوطنيين الشرفاء والابقاء علي علاقات الود والتعاون معهم امر هام جدا حتي لو اختلفنا في الرؤي والمواقف . ولقد تداركنا هذا الامر في انتخابات 2000 والتي فاز فيها أ / عادل عيد وكذلك انتخابات 2005 والتي لم يحالفه فيها النجاح حيث اخلينا له الدائرة وكذلك ايدناه في المؤثرات والدعاية والمندوبين حسب ما طلب منا وبالكيفية التي يرضي عنها
فوز التحالف تحت شعار الاسلام هو الحل
فاز التحالف ب60 مقعدا فى مجلس الشعب ، كان نصيب الاخوان منها 36 مقعدا ولمعت أسماء الاخوان فى مجلس الشعب وقاد كتلة الاخوان المستشارمأمون الهضيبى وكان أصغر الاعضاء سنا د/ عصام العريان حيث شارك فى رآسة أول جلسات المجلس و.أ.محمد مهدى عاكف والاستاذ مختار نوح ووغيرهم من الاخوان الكرام ، وكان لظهور شعار الاسلام هو الحل أثر السحر فى نفوس المصريين المتعطشين لدينهم بعد طول غياب وبعد عانوا مع كل الانظمة والايدولجيات الوافدة ،ولما كان هذا الشعار تلبية لرغبة دفينة فى نفوس المسلمين فى كل مكان فلقد طار هذا الشعار لطوف معظم الدول الاسلامية ،وصبحت الحرب تدور عليه من كل مستبد وحاقد وكاره للاسلام
بعد ان اصبحت انتخابات 87 بالقوائم الحزبية النسبية المشروطة بالاضافة الي مقعد فردي في كل دائرة . راي أ/ عادل عيد ان يتحرر من عضويته بحزب الوفد الذي لم يعطه مكانته واعتبره جسما غريبا عليه خلال انضمامه اليه وقرر ان يرشح نفسه علي المقعد الفردي في الدائرة الثانية بالاسكندرية .
وكان أ/ عادل عيد بدا يتباعد عن الاخوان المسلمون شيئا فشيئا ، فبعد ان التحم مع الاخوان في انتخابات 1976 وقام الاخوان خلفه باكبر مسيرة في مصر كلها التي تناقلتها كل وسائلالاعلام المحلية والاجنبية وبعد نجاحه اصبح يتعامل معه الرسميون وغير الرسميون في الداخل والخارج بوصفه ممثل لجماعة الاخوان المسلمون . ولكن أ/ عادل عيد مع كفائته البرلمانية المشهود لها الا انه لم ينحاز يوما للشريعة الاسلامية ومبادئها اثناء عضويته بمجلس الشعب بما لا يتفق مع توجه الاخوان المسلمون
وبدا يقترب بافكاره وصداقاته من حزب التجمع خاصة أ /ابو العز الحريري .
وفي اثناء انتخابات عام 1984 كان يرفض اطلاق شعارات اسلامية خلال حملته الانتخابية او ظهور الاخوان حوله فترة الدعاية الانتخابية ويكتفي بطلب مندوبين من لجان الانتخابات والفرز
مما اغضب الاخوان حيث ان جمهور الناس والمثقفين يتعاملون مع أ/ عادل عيد بوصفه يمثل فكرالاخوان رغم ان الحقيقة هي عكس ذلك .فقد راي بعض الاخوان وعلي راسهم الاستاذين الفاضلين المستشار / مامون الهضيبي , أ/ صلاح شادي ان يترشح احد رموز الاخوان في مواجهة أ/ عادل عيد ،فيكون الاعلان العملي واليقيني علي ان أ / عادل عيد ليس من الاخوان ولا يمثل الاخوان امام الجمهور وامام النخب الثقافية والسياسية .
ووقع اختيارهم علي لمنافسة أ/ عادل عيد ..زترددت كثيرا لعلاقة الصداقة الشخصية التي تربطني به . وقبلت استجابة لقناعة شخصية لكنها غير كاملة وطلب ممن لا يسعني برد طلبهم . وتنافست مع أ /عادل عيد و د/ سيد علي السيد ( عن الحزب الوطني) علي المقعد الفردي في الدائرة الثانية وتناولت وسائل الاعلام هذا الحدث وتحليلاته وزورت الانتخابات لصالح الحزب الوطني (سيد علي السيد)وكيل مجلس الشعب في حينه وتفوقت علي أ /عادل عيد بفارق 4000صوت وخاصمني أ / عادل عيد 3 اعوام كاملة
عادت صداقتنا رغم اختلافنا في الراي .
وانا اري ان هذا الموقف لم يكن موفقا حيث ان توحيد الصف مع المعاضين الوطنيين الشرفاء والابقاء علي علاقات الود والتعاون معهم امر هام جدا حتي لو اختلفنا في الرؤي والمواقف . ولقد تداركنا هذا الامر في انتخابات 2000 والتي فاز فيها أ / عادل عيد وكذلك انتخابات 2005 والتي لم يحالفه فيها النجاح حيث اخلينا له الدائرة وكذلك ايدناه في المؤثرات والدعاية والمندوبين حسب ما طلب منا وبالكيفية التي يرضي عنها
فوز التحالف تحت شعار الاسلام هو الحل
فاز التحالف ب60 مقعدا فى مجلس الشعب ، كان نصيب الاخوان منها 36 مقعدا ولمعت أسماء الاخوان فى مجلس الشعب وقاد كتلة الاخوان المستشارمأمون الهضيبى وكان أصغر الاعضاء سنا د/ عصام العريان حيث شارك فى رآسة أول جلسات المجلس و.أ.محمد مهدى عاكف والاستاذ مختار نوح ووغيرهم من الاخوان الكرام ، وكان لظهور شعار الاسلام هو الحل أثر السحر فى نفوس المصريين المتعطشين لدينهم بعد طول غياب وبعد عانوا مع كل الانظمة والايدولجيات الوافدة ،ولما كان هذا الشعار تلبية لرغبة دفينة فى نفوس المسلمين فى كل مكان فلقد طار هذا الشعار لطوف معظم الدول الاسلامية ،وصبحت الحرب تدور عليه من كل مستبد وحاقد وكاره للاسلام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق