الثلاثاء، أغسطس ٢١، ٢٠٠٧

العفة ونماذج الزواج الميسر

كنت كاى شاب خلق الله فيه الميل إلى نصفه الأخر وخلق فيه شهوته لتكون امتحانا لمدى حبه لله وحبه لما يحبه الله خاصة في هذا السن الملئ بالقوة والحيوية والنشاط ، سن العاطفة والاندفاع ورائها وغلبتها علي العقل وما يمليه من تدبروحكمة فيما يفعل ودقة فيما يختارمع دراسة للعواقب والنتائج ،العواقب الدنيوية والأخروية. الشهوة محل للاختيار بين رضا الرحمن أو الانسياق وراء
الشيطان و بين إن يكون إنسان أو أن يقلد الحيوان
فلقد خلق الله هذه الشهوة لتكون دافعا لتكوين بيت طاهر يحوي ذكر وأنثي يتعاونان علي الخير ويتقاسمان مهام الحياة ، وحفاظا علي النوع البشري لأعمار الأرض ،وليذيقهم الله بعض من نعيم متعة كمالها وذروتها وبقاءها في جنة الخلد .
لقد كنت التزم ما امرنى الله من عدم النظر أو الخلوة أو لين الكلام مع غير المحارم من النساء وكذلك غيري من الشباب المتدين .
وكنت أري في مقاومة شهوتي وشيطاني متعة كبيرة وكنت اسعد بيومي الذي اخرج فيه منتصرا عليهما بل كنت اشعر باني قائد قوي أمام شهوتي وليس تابعا لها تعبث بي حيث شاءت ،

دائم الاستحضارلحديث الرسول الكريم ( إن أخوف ما أخاف علي أمتي فتنة النساء ( أي الوقوع في الحرام )وان أول فتنة بني
اسراءيل كانت في النساء ) –وقوله صلي الله عليه وسلم:( النظرة( أي الحرام) سهم من سهام إبليس من تركها من مخافتي أبدلته
إيمانا يجد حلاوته في قلبه ) وتشبيه الرسول صلي الله عليه وسلم للفتاة المتزينة أو المتعمدة لإبداء فتنتها بقوله ( المرأة تذهب وتجئ في صورة الشيطان ) و قوله الرسول صلي الله عليه وسلم ينصح علي بن أبي طالب ( لا تتبع النظرة النظرة فانما لك الأولي وعليك الثانية) . وقوله تعالي رواية عن يوسف عليه السلام ( إلا تصرف عني كيدهن اصب إليهن وأكن من الجاهلين ) سورة يوسف –وقوله تعالي (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك ازكي لهم إن الله خبير بما يصنعون , وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن ألا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن علي جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو أبائهن أو أباء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا علي عورات النساء ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما بخفين من زينتهن وتوبوا الي الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون)
وكانت الآداب والأحكام التي تحويها سورة النور في القران الكريم وغيرها من الآيات والأحاديث وكذلك العقوبات الدنيوية والأخروية علي الخطاء في هذا المجال عونا لي في معركتي في هذه المرحلة العمرية فحفظني الله كما حفظ الكثير من إخواني وأخواتي
وأسرد هنا بعض الوسائل للتغلب على هذه الفتنة
1-التدين والتمسك بأداء العبادات ومطالعة القران والسنة والسير وسير الصالحين .
الصحبة الصالحة التي كانت تحيط بالإنسان فتذكره بالخير وتنمي فيه مراقبة الله ويستحي فيها أن تراه علي خطا في أوقات 2-ضعف إيمانه وتأخذ بيده إذا كبا
3-تجنب رفقاء السوء الذين تجرءوا علي محارم الله ( مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير . فحامل المسك إما ان تبتاع منه( أي تشتري) وإما أن يخدمك ( يعطيك هدية ) وإما أن تجد منه ريحا طيبة أما نافخ الكير (هو نار الحداد والجلوس إليه ) إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحا خبيثة ) صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم
4-عدم إتباع خطوات الشيطان وإغلاق الباب في وجهه من أول طرقة فالشيطان يستدرجك خطوة خطوة حتى تصل الي موقع اللاعودة . فعد من قريب قبل أن تشدك أمواج البحر الي عمق غريق ).
- كنت اعلم أن الله سيجعل لي هدية بزواج صالح قريبا
وكنت أقول لنفسي الشباب لا يسعون الي طريق الزواج لصعوبته في هذه الأيام ويفضلون المشي في الحرام وهم يحسبونه السبيل الأسهل والأقرب ،لكن الله تعهد لمن يعف نفسه ويتجه الي الطريق الصحيح أن يعينه عليه فمن الثلاثة الذين تعهد الله أن يعينهم كما قال رسول الله صلي الله عليه وسلم (والشاب يريد أن يعف نفسه ) - الأستاذ محمد حسين وقضية تيسير الزواج
تبني الأستاذ محمد حسين قضية تيسير الزواج وجعل من دروسه النسائية وكذلك للدروس الشبابية مادة يركز عليها لاعفاف الشباب من الجنسين، وذكرعقبات الزواج الست وكيفية التغلب عليها وهذه العقبات -
قناعة الشاب بالزواج المبكر .
قناعة الفتاة بالزواج المبكر .
قناعة أهل الشاب بالزواج المبكر .
قناعة أهل الفتاة بالزواج المبكر.
مكان الزواج السكن .
الإنفاق بعد الزواج .
وكان يتبني بنفسه ومن امن معه بقضية الزواج المبكر الميسر إقناع الشباب والفتيات من خلال الدروس المسجد والمحاضرات العامة . وكذلك استخدام ما حباه الله به من علم ديني وقبول شخصي لدي اسر هؤلاء الشباب والشابات للقيام بدوره لخدمة هذه القضية ، وكان يري أن حل مشكلة السكن قد تكون بالعيش مع الأسرة حتى يتمكن من الانتقال الي مسكن خاص أو استئجار شقة صغيرة في بداية الزواج أو شقة في منطقة شعبية الى أن تتحسن أوضاعه الاقتصادية مع الزهد والتقشف في فرش المنزل .
وأما المصاريف فالاقتصاد فيها ومعاونة الأسرة للأبناء أن يعيشوا حياة بسيطة في الحلال خير من العيش في الحرام .
وكنت من أوائل الامثله التي كانت ناجحة . فلقد كانت الرغبة الطبيعية من شاب في مثل سني ،كما كان لتعاطف أسرتيى الشديد مع طلباتنا بعد استشهاد أخي /حمزة ( رحمه الله ) في حرب رمضان أثره فى سهولة أقناعها بالزواج فحين عرضت عليهم موضوع الزواج وكنت في السنة الرابعة بكلية الطب لم أجد معارضة منهم رغم تأكيدهم أن العقبة في زواجي ستكون من قبل الفتاة وأهلها فكيف تقبل فتاة أو أسرتها أن تزوج ابنتها طالب أو أن تسكنها مع أهل زوجها أو إلا يكون تجهيزها بجهاز مثل زميلاتها .. ولكنهم سايرونى ربما استنادا الي استبعاد أن ترضي أسرة أي فتاة بذلك وإنني أعيش عالم خيال المراهقين .
أبلغت أ/ محمد حسين بموافقة أسرتي ،وبدأنا نبحث عن شريكة الحياة وفي يوم الدرس النسائي الذي كان يلقيه بمسجد عصر الإسلام ( سيدي جابر ) يوم السبت دعاني للحضور بعد انتهاء الدرس لأري فتاة قد اختارها لي وهو يري أن عندها من الإرادة والتحدي والرضا ما يسهل إتمام الزواج كما أن علاقته الحميمة بأسرتها وثقتها التامة فيه تسمح له بتذليل عقبة موافقة أهلها ، ذهبت في الموعد ورأيتها دون أن ترانى . وشرح الله صدري لها بل وتمنيتها زوجة لي ودعوت الله أن يجعل منها رفيقة وعونا لي في حياتي الدينية والعملية تعيش معي حياتى حلوها ومرها أفراحها وضيقها وان تكون زوجة لي في جنة الخلد . ولقد أدي أ / محمد حسين دوره في الوصول الي قناعة أسرتها التي تتمتع بمستوي اجتماعي مرتفع .
وحدد أ / محمد حسين موعدا لزيارتي وأسرتي لأسرتها في منزلهم بسيدي بشر . ولقد سبقت الي منزلها مع أ / محمد حسين ثم لحق بنا أبي وأمي وأثناء دخولها سلمت عليهما وقبلت يديهما كما تعودت ولكن ما أدهشني أن فتاتي التي أصبحت زوجتي قامت يومها فسلمت عليهما وقبلت يديهما كما فعلت أنا رغم عدم وجود هذا العرف في أسرتها . مما رسخ حب أبي وأمي لها وتعلقهما بها واحترامهما لها
لما بدي من رقي ذوقها وأخلاقها .
وجاء يوم الشبكة
اشتريت لها ساعة يد متواضعة من مصروفي الخاص بعد اتفاق بيننا علي ان نضرب مثلا في البساطة والزهد وكانت معركة مع أسرتي حيث أبت أن نذهب إلا بشبكة تليق بمستوانا ومستوي الأسرة التي ارتبطنا معها ولكن مع إلحاح ومساندة من أ / محمد حسين استطعنا إقناع أسرتي علي مضض أننا نريد أن نضرب نموذج يحتذي في تحدي العادات والتقاليد والمغالاة والمفاخرة التي أرهقت الأسر والشباب وشاءت إرادة الله أن تتم الشبكة بهذه الساعة فقط في وسط جمع من أقاربي وأقاربها وكان البعض ينظر إلينا نظرة احترام لقوة إرادتنا وروح التحدي التي تمتعنا بها أنا وخطيبتي والبعض الأخر ينظر إلينا نظرة أستغراب ودهشه .
تحدث الكثيرين من أقارب زوجتي معها ومع أسرتها كيف تزوجون ابنتكم لطالب كيف ترضون بهذا التهور الشبابي سوف تندمون في المستقبل لو لم يدفع الشاب ثمنا غاليا في زواجه سوف يستخف بزوجته وغيرها من العبارات التي تعرفونها والجميع يتوقع فشل هذا الزواج ولكن هذه الاحتجاجات والحمد لله لم تمثل عقبة في طريق إتمام زواجنا .
كنا نعيش روح التحدي في هذا الجيل حيث كان المجتمع يخالف الإسلام أو يخاف الإسلام أو يحارب الإسلام .
ولقد ساعدت روح التحدي التي كنا نعيشها نحن شباب وفتيات الصحوة الإسلامية في ذلك الوقت علي أن نبدع ونكسر الحواجز المصطنعة ونضرب الأمثلة علي أن الإسلام ومبادئه لازالت حية وتصلح لكل زمان ومكان.
وجاء يوم عقد الزواج
وقررنا أن نعقده علي سطح بيت أهل خطيبتي وأحاطني إخواني المتدينين في أرجاء الإسكندرية بإعداد المكان واصطحابي إليه ودعوة الدعاة بالإسكندرية وحضر ما يربو علي المائتين من الشباب المتدين والملتحي في ذلك الوقت فكان منظرا مثيرا لدهشة الجيران . تجمعت الأخوات المتدينات داخل الشقة والشباب علي سطح المنزل الذي اعد بالفراشة ومكبر الصوت ومشروب الشربات البسيط وتولي عقد القران فضيلة الشيخ / احمد المحلاوي وقرأ القرآن الاخ الفاضل / محمد الفرماوي صاحب الصوت الندي وكانت كلمات الشيخ /محمود عيد وأ/ محمد حسين والشيخ / قطب والشيخ / احمد المحلاوي ،واذكر ان الشيخ /احمد المحلاوي كان منبهرا بكثرة عدد المتدينين في الإسكندرية حيث قال : لقد أحييتم في الأمل في انتصار الإسلام فان كان لبعث للإسلام من بلد فمن مصر وان كان من نموذجا لمصرفنموذجها شباب الإسكندرية
يوم البناء
ولم يمض أربعون يوما علي عقد الزواج حتى كان الزواج في بيت أسرتي وبشراء غرفة نوم فقط بعد إصرار أبي وأمي رغم ألحاحى أنا وزوجتي بالا داعي لها .
وفي ليله الزفاف ذهبت مع أسرتي بعد صلاة العشاء وجلست الأسرتان ثم أخذت زوجتي وتوجهنا إلي منزلنا
كان جيلنا يعيش روح الحنظليه( سيدنا حنظله) الذي قام في ليلة عرسه وخرج للجهاد حين سمع منادي رسول الله صلي الله عليه وسلم ينادي ( يا خيل الله اركبي ) واستشهد في ذات الليلة ورآه رسول الله صلي الله عليه وسلم تغسله الملائكة في صحاف من فضة بين السماء والأرض ولما سال عروسه عن الخبر قالت يا رسول الله كان بينه وبيني مابين الرجل وزوجه فلما سمع نداء الجهاد قام علي فوره وخرج ولم يغتسل . وقد دفن رضوان الله عليه وشعره يقطر ماء من اثر هذا الغسل ( وسمي فيما بعد حنظله غسيل الملائكة).
بدأت ليلتي بصلاة ركعتين طويلتين من سورة الواقعة ثم سورة ق واعترف ان هذا الطول في السور لم تكن مناسبة ، فركعتين خفيفتين كانتا كافيين سنة عن رسول الله صلي الله عليه وسلم لاستحضار فضل الله عليهما فكلاهما هدية الله للأخر .
وكنا في بداية تديننا نعتقد أن الكولونيا حرام فبدأنا في التخلص من كل زجاجات الكولونيا بكبها في المرحاض . فكان الهم الأول لنا كيف نطيع الله ونستحضررضاه ونتفادى غضبه قبل أن ننشغل بحاجاتنا الشخصية .
وبهذه البساطة بدأنا حياتنا الزوجية وكنت أنا وزوجتي الكريمة /جيهان في السنة الرابعة من الدراسة وأتممنا دراستنا بحمد الله ورزقنا الله من الدنيا والاولاد والاحفاد ما تقر به الاعين
وجدي غنيم وزواجه الزاهد
لقد زرت منزل أخي الحبيب /وجدي غنيم في منزله بعد زواجه بمنطقة العوايد وهي منطقة شعبية جدا وكان يصنع شيش شبابيك شقته المتواضعة من خشب صناديق التفاح بأخذها من عند الفاكهاني ويعيد تشكيلها ليصنع منها شبابيك شقته .كان يستقبل ضيوف كثيرين في هذه الشقة المتواضعة بل وبعضهم من بلاد أخري يبيتون عنده وكانت زوجته الفاضلة سمية تقوم بخدمة ضيوفه بترحاب ورضا دون تبرم من ضيق المكان .
سناء ابو زيد وزواجه الزاهد
تزوج أخي الحبيب د/ سناء أبو زيد مبكرا وسكن في شقة دور ارضي حجرة وصالة في منطقة شعبية ( بولاق الدكرور) ارض اللواء واستقبلنا في صالته التي لم يكن بها إلا كليم بلدي مفروشا علي الأرض وعاشت معه زوجته الكريمة د/ سميحه العطار راضية سعيدة حتى توفاها الله بعد سنوات من زواج سعيد وذرية صالحة ونسأل الله أن ينزلها منازل الشهداء والصديقين .
عبد المنعم أبو الفتوح وزواجه الزاهد
تزوج أخي الحبيب د/ عبد المنعم أبو الفتوح من د/ علياء خليل وسكن في منطقة شعبية شقة دور ارضي في منطقة أبو قتادة بالهرم وذهبت أنا وزوجتي لزيارتهما فيها بعد الزواج فلم نجد د/ عبد المنعم ودخلت زوجتي لتهنئة د/ علياء ، وانتظرت زوجتي بالخارج وبعد خروجها أخبرتني أن د/عبد المنعم ذهب ليشترى ستائر للشبابيك لحجب الرؤيه عمن يمرون فى الشارع حيث أن شقتهم المتواضعة فى الدور الارضى ،كما أخبرتنى أنها وجدت زوجته د/علياء تبكى وحين سألتها زوجتى عن السبب قالت:(لقد شغلت عبد المنعم بشراء الستائر عن أن يقضى هذا الوقت من أجل دعوته)
وهكذا عاش هذا الجيل وهكذا بدأ حياته بسيطا زاهدا قويا فى دينه متحديا التقاليد البالية والمعوقات المعطلة عن سيره السريع فى طريق ربه

هناك تعليق واحد:

AbdElRaHmaN Ayyash يقول...

يا الله يا دكتور
ما شاء الله عليكم
ياااااااااه
جيل غير عادي
ربنا يبارك لنا فيكم
بجد الخير و البركه
حقيقة مش كلام