السبت، أغسطس ٢٥، ٢٠٠٧

الأستاذ عمر التلمسانى


الاستاذ / عمر التلمسانى مرشد الاخوان المسلمون
لقد مثل فى حياتى تحولا كبيرا حيث رأيت فيه شخصية اسلامية متكاملة خلقا وعلما وثقافة وحركة.رايت ان اروى بعض ماعايشته وبعض ما سمعته من سيرته العطره
تعامله مع زوجته :
الموقف الاول:- دعوناه بالاسكندرية لالقاء محاضرة بمسجد عصر الاسلام سيدى جابر وكان ذلك فى اوائل الثمانينات من القرن الماضى ( القرن العشرون ) فى شهر رمضان وحين قدم الينا صاحب المنزل مشروب عصير المانجو قبل الافطار مباشرة اعتذر الاستاذ عمر عن شربها وطلب مشروبا اخر وحين ساله احد المجاورين له عن الاسباب التى تمنعه عن شرب المانجو هل هى اسباب صحية ام لعدم رغبه فيها اجاب بالنفى وحين اصر الحاضرون على معرفة الاسباب الحقيقية قال: كنت اريد ان احتفظ لنفسى بهذا الامر اما وقد اصررتم على معرفة الحقيقة فاقول لكم. لقد تعودت مع زوجتى رحمها الله بعد عودتى من عملى مساء ان نصلى سويا ركعتى قيام ليل كل ليلة ثم بعدها نتناول سويا عصير المانجو الذى كان احب العصائر الينا فلما توفيت عاهدت الله الا اشرب هذا العصير المحبب اليها الا معها فى الجنة فكان درسا لنا فى الوفاء .
الموقف الثانى:- حكاه الاستاذ الفاضل ابراهيم شرف رحمه الله وكان مرافقا للاستاذ عمر رحمه الله قال: سالنى الاستاذ يوما يا استاذ ابراهيم هل البيض المسلوق تظهر فيه مهارة المرأة فى الطهى قلت له لا هو ماء يغلى فقال ولماذا يا ابراهيم طعم البيض المسلوق احلى بكثير حين اكله من عمل زوجتى فكان درسا فيما يصنعه الحب بين االزوجين.
الموقف الثالث:- حين سجن الاستاذ عمر فى مستشفى استقبال طره فى احداث التحفظ التى قام بها السادات فى سبتمبر عام 1981 صاحبه فى المستشفى عدد من الجنائيين المتيسرى الحال وقاموا بخدمته وكان يحبونه ويحبون التسامر معه وهم يلتفون حوله ويطلقون عليه ( جدو عمر ) فى احدى لقاءات التسامر هذه سالوه ( يا جدو عمر انت راجل طيب جاوبنا بصدق هل انت لم تزعل من زوجتك ابدا ؟ قال : ( يا اولادى ليس فيه زوجين الا ويحدث بينهما احيانا زعل – فسالوه لما تزعلك زعل شديد ماذا تفعل معها ؟– قال اعاقبها , فانتابتهم الفرحة ليعرفوا ما هى نوع العقوبة التى كان ينزلها هذا الرجل الصالح بزوجته قالوا تعاقبها بضربها قال : يا ابنائى هل يوجد رجل ذو رجوله وخلق يضرب زوجته قال تعاقبها اذا بسبها قال : يا اولادى هل يوجد رجل ذو رجوله وخلق يسب زوجته فصاحوا فى حدة اذا بماذا تعاقبها ... قال اعاقبها عقابا شديدا . بعد طهيها للطعام لا اتناوله واتناول بدلا منه العيش والجبنة . وكان هذا اكبر عقاب لامراة ذات خلق وعشرة طيبة . وكان الجواب مدهشا لرفقائه الجنائيين الذين لم يتصورا ان هناك معاملة مثل هذه
معاملته مع منتقديه ومنتقدى جماعته :
وصل الاستاذ عمر التلمسانى يوما مكتبه الكائن 1 ش سوق التوفيقيه ليجد عددا من الاخوان ثائرون على مقالة كتبتها
حدث نفس الموقف مع
كما حمل على الوفد انهم تناسوا خطهم العلمانى بتحالفهم مع جماعة دينية واصفا هذا الموقف منهما انه تغليب للمصالح على المبادئ الاصيلة. بعد نشر امقال مباشرة اتصل به الاستاذ عمر التلمسانى وقام بزيارته فى مكتبه بمبنى الاخبار حيث استقبله الاستاذ / ابراهيم سعدة خير استقبال وبعد حوار ونقاش طويل . خرجت جريدة اخبار اليوم السبت التالى ومقاله الاستاذ ابراهيم سعده تحمل عنوان( مقابلة كريمة مع رجل كريم) ليعطى الاخوان درسا في التعامل مع الآخر .
السيدة / امينة السعيد تنال فيها من الاخوان المسلمون وكانت المقال الاول لسلسلة مقالات تعتزم ان توالى كتابتها فى مجلة روزاليوسف الاسبوعية المصرية وعندما جلس الاستاذ وعرف سبب هذه الثورة اخذ المقال وقراه كاملا ثم اتصل هاتفيا وسمعه الاخوان يقول لمن على الطرف الاخر السيدة امينة ؟ انا عمر التلمسانى , هل وقت سيادتك يتسع لاشرب معك فنجان قهوة اين ؟ متى ؟ وما هو الوقت المسموح لهذا اللقاء ؟ اشكرك اشكرك . وثارت ثائره الاخوان وصاحوا قائلين: السيدة امينة ! تريد ان تذهب اليها انت وانت رمز الاخوان ! , لكن الاستاذ اصر على موقفه وانه على استعداد ان يذهب لمناقشة اى منتقد للاخوان وتوضيح الصورة له مهما كلفه ذلك. وبالفعل ذهب وتقابلها وتناقش معها ... وكانت نتيجة هذا اللقاء هو المقال الثانى للسيدة امينة السيد بعنوان ( مقابلة كريمة مع رجل كريم ) وصفت فيها علم وخلق وثقافة الاستاذ عمر ثم اوقفت السيدة امينة سلسلة المقالات التى كانت تعتزم كتابتها ضد الاخوان .الاستاذ ابراهيم سعده حين كتب مقاله الافتتاحى فى اخبار اليوم عام 1984 تعليقا على دخول الاخوان المسلمون انتخابات مجلس الشعب فى هذا العام على قوائم جزب الوفد وكان العنوان ( اعداء الامس اصدقاء اليوم ) حمل فيه على الاخوان انهم تخلو عن خطهم الدينى بتعاونهم مع حزب علمانى .


الاستاذ عمر التلمسانى صاحب القلم السيال والمنفتح على المجتمع :
كان الاستاذ عمر صاحب قلم يكتب الى كافة الصحف والمجلات المحلية والعربية وسطر الافكار ويقدم المبادارات .
حتى اخر لحظة فى حياته فقد قمت بزيارته وهو فى مرضه الاخير فى مستشفى كليوبترا بالقاهرة وكانت تعتريه حالات اغماء بين الحين والحين . فاذا افاق نادى الاستاذ ابراهيم شرف ليناوله الاوراق والقلم ليكتب مقاله الذى كان يكتبه قبل اغمائه .
وكان يحرص رحمه الله على حضور الندوات والقاءات محاضرا او مستمعا ومناقشا ومحاورا
الاستاذ عمريواجه الرئيس السادات في الاسماعيليه :
دعاه يوما الرئيس الراحل انور السادات الى لقاء عقد بالاسماعيلية دعى اليه المسئولين ورموز المجتمع المصرى .. ويومها نال الرئيس السادات من الاخوان المسلمين فى كلمته .. وبعد انتهاء الكلمة طلب الاستاذ عمر الحديث فى شجاعة وبعد ان اذن له فى الحديث قال كلماته الحكيمة اتذكر منها قوله( يا ريس الله يعلم كم امرضنى ما قلتم سيادتكم عن الاخوان لو كان الذى قال ذلك احد غير الرئيس السادات لشكوته للرئيس السادات اما وان الرئيس السادات هو الذى قالها فانا اشتكيك الى الله وهنا ارتفع صوت السادات
قائلا اسحب شكواك يا عمر انا باخاف من ربنا فرد الاستاذ عمر يا ريس انا اشتكيتك لعادل لا يظلم).
ولقد استوقفنى هذا المشهد للوقوف امام مقهى لاشاهد ذلك فى التلفاز وبعد انتهاء هذا المشهد رايت رواد المقهى يصفقون للاستاذ عمر سعادة بشجاعته وفصاحته امام رئيس الجمهورية( فكان درسا في الشجاعه والاحترام واللباقه معا). .

الاستاذ عمر ونظرته للشباب
:كان الاستاذ ينظر الى الشباب نظرة احترام وتقدير وكان يحملهم المسئولية ويبنى فيهم الثقة بانفسهم ويستمع اليهم ويسعد بنصائحهم وافكارهم وهنا اذكر مثالين .
المثال الاول :
و عقب الاعلان عن هذه المظاهرة تلبدت الاجواء السياسية بالغيوم و إستعد النظام ليبطش بالاسلاميين , لم يكن الاخوان موافقون على هذه الطريقة ولا على المظاهرة فتشكلت لجنة من شباب الاخوان لمقابلة المسئوليين وكبار الصحفيين والسياسيين لشرح الموقف وتهدئة الاوضاع وكان ذلك بتشجيع كامل من الاستاذ عمر التلمسانى شخصيا .
اذكر من افرادها ( د . عبد المنعم ابو الفتوح , د . عصام العريان , أ/ مختار نوح , أ . محمد عبد القدوس , م / ابو العلا ماضى , د . محمد عبد اللطيف , م / خالد داود , ابراهيم الزعفرانى ) وكان يرتب لهذه اللقاءات الاخ الفاضل الاستاذ محمد عبد القدوس والذى يلقى احترام وحبا خاصا من الاستاذ عمر التلمسانى . وكنا نلتقى بالاستاذ عمر بعد لقاءتهما وكان دائم التشجيع لنا للاستمرار والثناء على حاوراراتنا مع من قابلناهم وكانت له بعد الاستدراكات اللطيفة مثل قوله ( لماذا نقول للاخرين انت تظلموننا الافضل ان نقول لهم انتم لم تنصفونا ) - اراد فضيلة الشيخ حافظ سلامه ان يقوم بمظاهرة مليونية بالمصاحف فى مدينة القاهرة مطالبا بتطبيق الشريعة الاسلامية من مسجد النور الذىأشرف على بناؤه (و قد كان الشيخ حافظ سلامه زائع الصيت خاصة بعد ان قاد المقاومه الشعبية فى السويس فى مواجه الصهاينة عام 1973 ورفض تسليمها لليهود رغم موقف الضعف الذى ظهر به محافظ السويس وقتها)
المثال الثانى :-
حيث كان هناك اعتصام لطلبة المدينة الجامعية بالاسكندرية شارك فيه جميع الطلاب داخل المدينة احتجاجا على طرد بعض زملائهم من المدينة بسبب افكارهم الاسلامية فامتنع الطلاب جميعا عن تسلم الطعام وافترشوا البطاطين فى حدائق المدينة وكان يبيتون خارج
غرفتهم وكان اهالى المناطق المجاورة يشاطرون الطلاب بارسال الاطعمة من المنازل المحيطة للطلاب المعتصمين وكان ذلك عام 1978 واتصل الاستاذ / عمر للتوسط لانهاء الاعتصام لكن الاعتصام استمر فطلب الأستاذ احد الطلبة القيادين فذهبت لمقابلته بالقاهرة وحين دخلت سلمت عليه وقبلت يده وجلست فقال: ياابراهيم هل أنت من الاخوان؟قلت :نعم وغضبت فىنفسى من سؤاله هل يلزم أن اكون مسنا أو قد سبق لى دخول السجن لا كون من الاخوان ثم سألني ثانيتا هل تسمع الكلام ؟ قلت :نعم وزداد غضبى
وعزمت فى نفسى ألا أحضر أمامه مرة اخرى ، قال :أرى فض الاعتصام ولما رأى منى الاستجابه اذا به يغمرنى بدعائه قائلا:الله
يسعدك الله ينورلك طريقك الله يجعلك فى كل خطوه سلامه وظل يدعو لى حتى أذابنى فى حبه واحترامه وأدار الاستاذ/عمر قرص التلفون تيتصل بلواء بأمن الدوله ويقول له ان ابنى ابراهيم حضر ممثلا عن اخوانه باللسكندريه وقد اتفقت معه على فض الاعتصام
وبعد قليل حضر ضباط امن الدولة الى مكتب الاخوان بالتوفيقية
وحرص الاستاذ على ان يتم الحوار مباشرة بين الضابط وهذا القيادى الشاب الذى قدم من الاسكندرية وكان الشاب منطلقا بحريته تحدث مع الضابط قائلا له لماذا تواجهون الطلبة المعتصمين بهذا التجاهل– وعندما ذكر الضابط بان الاعتصام ليس الطريق الصحيح
للمطالبة بالحقوق تكلم هذا الشاب بقوة وثبات لقد سلك الطلاب الطرق الرسمية فلم تجدى فقاموا بالاعتصام السلمى دون اتلاف او
اهانة لاحد كان الاولى بكم ان تذهبوا الى الاسكندرية وتناقشوا الطلاب فان كانوا محقين اعدتم الطلبة الى مدينتهم شاكرين لهم رفع
اصواتهم نصرة للحق هل تريدون طلبة خائفين تؤخذ حقوقهم وليس لهم الا ان( يبوسوا القدم ويبدوا الندم على غلطتهم فى حق الخدم)
كما يقولون) لماذا لا تشجعوا الشباب أن يكون حرا وأن يثور من أجل حقه ما داموا لم يتلفوا شيئا ولم يهينوا أحدا) كل ذلك والاستاذ
عمر يستمع تاركا الفرصة للشاب أن يحاور و يعبر عن رايه بما يتناسب مع سنه وطبيعته فى مواجه ضابط امن الدولة وحين قلت للضابط أن عدم عودة هؤلاء الطلاب الى المدينه الجامعيه قد يتسبب فىتشردهم وجوعهم وهنا انفعل الستاذ /عمر اخواتى واخواتك ميتشردوش أبدا بيتى وبيتك مسكن لخواتنا يابراهيم اخوى واخوك ميجعوش أبدا لقمتي ولقمتك طعام لاخواتنا يابراهيم.كنت أسمع هذا الكلام وانا اشعر بمنتهى العزه والقوه .
الاستاذ عمر والاتجاه بالاخوان الى طريق المشاركة السياسية :
- لقد كان الاستاذ عمر من اكبر المشجعين للشباب الاخوان للاندماج فى المجتمع والمشاركة فى الاتحادات الطلابية والنقابات المهنية . ولقد كان عنصرا اساسيا فى عمل تحالف انتخابى مع حزب الوفد الجديد عام 1984 رغم معارضة عدد من الاخوان , وظل محافظا على هذا التحالف رغم ما قام به الوفد من الاخلال بعدد الاخوان الذين مثلوا فى رؤوس القوائم عن العدد المتفق عليه وهو 32 رجلا على مستوى الجمهورية ولم يوفوا الا بثمانية افراد .
وكانت كلمته الشهيرة لمن ارادوا فض التحالف من اجل هذا الموقف من جانب الوفد ( لو لم يضع الوفد احدا من الاخوان على قوائمه فسوف ننتخب الوفد وذلك من اجل اثراء الحياة السياسية بمصر وليس من مصلحة مصر ان يستاثر حزب واحد وهو الحزب الوطنى بالساحة السياسية وحده )
كما كان يقول ( انا لا احب مصطلح( معركة انتخابية ) والاحب الى نفسى ان اسميها منافسة انتخابية )
ولقد نهج الاخوان من بعده نهج المشاركة فى الحياة العامة والميدان السياسى بعد هذا التحول الكريم الذى كان رحمه الله حجر الزاوية فيه .
الاستاذ عمر التلمساني يدعم مكتب الارشاد

أ.د/سالم نجم ( استاذ الامراض الباطنية بطب الازهر) و طلب من المستشار مامون الهضيبي العودة من السعودية للانضمام لمكتب الارشاد كما ضم كل من أ/ صلاح شادي و د/عبد المنعم ابو الفتوح وأ.د/محمد حبيب الانضمام اليه ايضا .كان الاستاذ عمر التلمساني رحمه الله دائم الحرص علي دعم مكتب الارشاد بعناصر قويه ذات امكانيات وخبرات متميزة) وكان نظام الانتخابات داخل الاخوان لا تسمح به الاوضاع الامنيه فى ذلك الحين) فقام أ. عمر بتعين :-،

ليست هناك تعليقات: