الأربعاء، أغسطس ١٥، ٢٠٠٧

القبض علىّ بصفتى زوج المرشحة

رسالة إلآهيه قبل القبض علي
في هذا الجو من ارهاصات القبض علي لأترك زوجتي تخوض هذه المعركة الشرسة وحدها واثناء مرورنا في جولة انتخابية نهارية بمركز الرعاية الصحية (حجر النواتية) قام زملائي الاطباء والطبيبات البشريين والصيادلة والاسنان بالترحيب بنا . وتسابقوا علي
المرور معنا داخل المركز ولكني لاحظت ان احدي العاملات بالمركز في نهاية الاربعينيات من العمر حماسها لنا شديد وقد امسكت
باوراق الدعاية الانتخابية وكانت تسبقنا الي العيادات والمكاتب توزع الدعاية وتهيئ الموجودين بها لاستقبالنا لاحظت فيها التفاني
وكأنها تعرفنا من زمن طويل وبعد الانتهاء من الجولة داخل المركز خرجت ترافقنا الي السيارة وهي تدلنا علي المواقع الطبية الاخري
القريبة وتعطينا فكرة عن ظروف كل موقع . وقبل ان ندخل سيارتنا الح علي سؤال ما الذي دفع هذه العاملة الفقيرة الي ان تتعامل
معنا بهذه الطريقة ؟ فوجهت لها هذا السؤال . فاجابت وكأن قلبها هو الذي كان ينطق وليس لسانها قائلة :يا دكتور انا زوجي توفي وترك لى ثلاث بنات اكبرهن كان عمرها خمس سنوات وليس لي الا دخلي من عملي بالمركز وانت تعرف ضألته, تعلمت الخياطة
وصرت احيك الملابس لسيدات منطقتنا الشعبية , فاكرمني الله وعلمت بناتي و تخرجن من الجامعة وتديّن جميعا ثم تزوجن من شباب من الاخوان ...فانا علي عهد مع ربي الذي سترني وعلم لي بناتي ثم هداهن للتدين ثم زوجهن رجال متدينين (وقف معايا ولم
ينساني ) أن اقف مع أي احد ينادي بالاسلام او يدعو للاسلام .
انصرفت المراة .ودخلت انا وزوجتي سيارتنا ومكثنا نبكي بداخلها ونحن يقول بعضا ببعض لقد بعث الله لنا برسالة قوية تمثلت في هذه
المراة الفقيرة ليقول لنا لا تخافوا من سجن او تهديد . فهذا نموذج من فعلي مع عبادي لا اتركهم وحدهم ولا اتخلي عنهم فانا مولاهم وسيدهم (فنعم المولي ونعم النصير
ليلة القبض علي
فى4 أكتوبرعام 2000 تم القبض علي اثناء احدي الجولات امسكوا بابني الاكبر وذهبت لاخلصه من ايديهم فامسكوا بي وكتفوا يدي وانا اقاوم ودفعوا زوجتي من ان تقترب مني وضربها أحدالعساكر بيد البندقية على رأسها وكانوا عنفاء مع ابنتي وخطفوا الة التصوير
التي في يدها .
وحين اقترب زوج ابنتي وهو يحمل طفلته علي عاتقه صرخت فيه خوفا عليه منهم قائلا ابتعد يا رجل اذهب عني ما شانك وشاني ولكنه اصر علي الاندفاع نحوي وهو يحمل طفلته فدفعوه ليسقط علي الارض هو وحفيدتي الصغيرة , كنت اري صورة زوجتي وبناتي
وازواجهن واحفادي في هذه اللمحة وصورة المراة الفقيرة العاملة بمركز حجر النواتية ماثلة امامي وهي تقول عن الله ( وقف معايا
ولم ينساني )-ثارت ثائرة اهل الدائرة الجالسين علي القهوة المجاورة وأمسكوا بالكراسي يقذفونها علي الشرطة واخرجت الشرطة اسلحتها واطلقت الاعيرة النارية تجاههم
في هذه اللحظة ووضعت في عربة ميكروباص وطارت بي من المكان
.
ذهبت الي قسم الرمل ومكثت عدة ساعات قام المسؤلون به خلالها باحداث جروح وخدوش باحد المخبرين السريين وأحضروا تقريرا طبيا لهذا المخبر من مستشفي المواساة ، وذهبت الي النيابة بتهمة التعدي علي احد افراد الشرطة اثناء تأديه عمله،هناك رايت كيف
يكذب الضابط اصحاب الرتب الكبيرة، ولكن المحقق كان قويا ومتاكدا من كذبهم واستطاع ان يكشف تضارب اقوالهم رغم انهم اتفقوا عليها مسبقا وحفظوها حفظا ومن بين هذا التناقض حين سالهم المحقق عن نص الشتائم التي زعموا اني شتمتهم .قال كلا الضابطين
شتائم مختلفة تماما وكانت الفضيحة حين سال المحقق المخبر كيف حدثت فيك هذه الاصابات وقميصك ليس ممزق وليس عليه أي اثار
شجار فقال : يا فندم اناروحت غيرتها , قال له ممكن تروح تجيب القميص من البيت الذي كنت ترتديه وقت القبض علي المتهم . قاله يا افندم مراتي غسلته . وحين ساله ما هي الشتائم التي تلفظ بها المتهم؟ اذا به ينقل عني كما يدعي الفاظ قبيحة وسوقية ذكرفيها
أماكن حساسة من الجسم مما دفع بالمحقق ان ويقول هل يمكن ان دكتور مثل هذه المكانة أن تصدر عنه مثل هذه الالفاظ وقام بطرده
من مكتبه... ثم قام بمواجهتنا جميعا مرة واحدة بكل ما ورد من أقوال، واردت ان اقف وقت المواجهه لقلة عدد الكراسي في المكتب ولكن المحقق قال اجلس يا دكتور . همة الثلاثة يقفوا وانت تظل جالس مش كفاية اللي بيتعملوه فيك ،واكبرته ولازلت اكبره .
ظلت الاتصالات حتي ظهر اليوم التالي والضابط رئيس المأموريةيطلب مني ان نذهب الي القسم وسوف ياتينا القرار وانا مصر ان
ابقي في سراي النيابة حتي يصدر القرار , وحين سألنى عن سبب اصراري علي البقاء في سراي النيابة قلت له : لعل القرار يصدر باخلاء سبيلي من سراي النيابة فلماذا اذهب الي القسم ، فاذا بالضابط يضحك باعلي صوته ولمدة دقيقة كاملة واقترب مني وقال افراج من سراي نيابة اية يا دكتور يبدو ان حضرتك نسيت اننا في مصر .
ساعتها رايت ان عنده حق أن يضحك من كلامي ، ومع ذلك لم اغادر سراي النيابة الا بعد صدور القرار بحبسى احتياطيا 15 يوم علي ذمة التحقيق عدت الي قسم الرمل يوم الخميس 5 اكتوبر 2000 وكان يوم اجازة رسمى واخبرت اني سارحل الي سجن الحضرة يوم السبت .
الرسالة الآهيه الثانية
في قسم الرمل اخليت لي حجرة منفردة وكانت تطل بنافذة قريبة من السقف علي حجرة اخري مكدسة بالجنائيين . وبعد دخولي حجرة
الحجز بقليل حضر ضابط برتبة كبيرة في قسم الرمل وامر يفتح غرفة الحجز وطلب مني الخروج حتي يتم نظافة الغرفة وقف معي خارجها وبعد نظافتها دخل معي الغرفة ووضع كفه في كفي وقال يا دكتور انتوا اخترتوا طريق صحيح لكنه صعب ولابد ان تدفعوا ثمنه
وانتوا الكسبانين في الدنيا والاخرة يا دكتور والله العظيم زوجتك ودعوتك حيكسبوا من حبسك اضعاف اضعاف ما كانوا حيكسبوه وانت في الخارج يا دكتور احنا لما كنا بنروح نقبض علي حد من انصار ابو العز الحريري وهو يساري . كان بيرمي جتته علينا علشان
نقبض عليه لانه كان عارف انه حيكسب كتير لو اذيع انه قبض عليه في بوصفه بطول ويكسب تعاطف الجماهير،يا دكتور انتوا مش
اقل من ابو العز الحريري وانتوا علي الحق ،ادفعوا الثمن وانتوا راضيين لانكم اكيد كسبانين كسبانين سلام عليكم وانا سوف اسهل لك باذن الله أي طلبات او زيارات لزوجتك أ ولاولادك وادخال الطعام والملابس وربنا معاكم
.
خرج الضابط وجلست افكر فيما قاله الرجل ، شيء لم اكن اتوقعه، وبعد قليل تحدثت مع حجرة الجنائيين عبر الشباك المرتفع وفوجئت بان اخي / احمد الشرنوبي مع الجنائيين في اشتباة اسم في قضية شيك فنادي علي والقي الي تليفونه المحمول لاتصل بزوجتي
واولادي . اتصلت بزوجتي وكان اول حديث معها قلت لها :أن الله قد بعث الي بملك في صورة ضابط ليقول لي كذا وكذا . ليزيدنا ثباتا
الي ثباتنا وقوة الي قوتنا ،وتعاهدنا علي الاستمرار بكل قوة في طريقنا دون كلل ولا ملل ولا تزحزح .

ليست هناك تعليقات: