الخميس، ديسمبر ٢٠، ٢٠٠٧

حوار مع شاب ينتظر تنفيذ حكم الإعدام

حوار مع شاب ينتظر تنفيذ حكم الإعدام

وما كدت اضع جسدي علي ارض الزنزانة حتي رأيت عين تنظر من نظارة الباب وهو الثقب المغطي من الخارج بقطعه معدنية لا استطيع تحريكها من الداخل حتي لا اري من يمشي أمام الزنزانة وسمعت صوت لهذا الذي ينظر يقول سلام عليكم فقلت وعليكم السلام وحيث انني كنت ارتدي ملابس زرقاء فمعروف اني اقضي سجن (اي محكوم علي بحكم ) فقال انت جنائي ولا سياسي , قلت له انا مسجون سياسي قال لا انت راجل وشك سمح انت مسجون جنائي قلت له هو السياسي وحش ليه قال السياسيين الي هناك معظمهم قتل ناس , قلت له مش كل السياسيين محبوسين علشان القتل انا سياسي ولم أقتل أحدا ولا عملت شئ غلط ومع كدا المحكمة العسكرية حبستني 3 سنوات قال المهم أنا حاسس انك راجل طيب وعاوز احكي لك حكايتي بعد ما أجبلك تفطر قلت له معايا فطار فأسرع واحضر بيض مسلوق ودفع به بعد ان ازال قشرته من ثقب الباب وأراد أن يأتي بطعام اخر يسكبه لي من خلال ثقب الباب فأقسمت عليه الا يفعل وكان في حسباني انني لا اعرف هذا الذي بالخارج واحتمال ان يضع لي في الطعام شيئا اما البيض المسلوق فمعروف امره .
وتركني حتي افطرت وصليت المغرب ثم جاء يطالبني بسماع قصته قلت له انا اسمع كل يوم نصف ساعه من قصتك قال لي ليه هو انت دكتور فقلت نعم قال يا رجل قول كلام غير ده قلت له انا عندي مذاكرة وامتحان يوم السبت ولكنه أصر أن اسمع قصته كلها في هذه الليلة
وبدأ يحكي قصته :
قال لي أنا اسمي خالد شاب في أواخر الثلاثينات كنت اسكن وادي النطرون وإنا تاجر غلال ولم أكن أمينا فكنت أغش الغلال (يعني أحط أبو قرش علي أبو قرشين ) وكان عندي عربه نقل وسائق نذهب إلي القاهرة والمحافظات ننقل الغلال ثم تعرفت علي رجل (مهندس زراعي ) عنده 50 فدان وله أربعة بنات وتزوجت ابنته ألكبري وصرت أشرف علي أرضه وآخذ لنفسي من نتاجها النصيب الأكبر طمعا ، ولما كبرت أخت زوجتي خفت أن يتزوجها رجل ينافسني في ارض والدها فجاءتني فكرة أن أزوجها لسائقي فهو راجلي والبنت متخرجش برا، وكانت البنت رفضاه لأنه بدون مؤهل دراسي وهي معها دبلوم ولكني ظللت اعزمهم في فنادق وكازينوهات واسيبهم يجلسوا مع بعض لغاية ما حبوا بعض ووافقت علي زواجه منها وتزوجها
لكن بعد زواجه بسنة واحدة أنجب ولد وكان عندي بنتين، وقام حمايا بتقسيم الأرض علي البنات وأصبح عديلي السواق نصيبه من الأرض مثل نصيبي،و ترك العمل معي وبدأ يتاجر في الغلال نفس التجارة التي أتاجر فيها لكن الفارق بيننا أنى كنت بغش في البضاعة ولكنه كان أمين ويبيع بأمانه ومع الوقت لقيت زبايني بتسيبي وتتعامل معاه وأصبحت أشوف عربيات من المحافظات المختلفة واقفه تحمل من مخازنه وإنا جالس امام مخازني حاطط ايدي علي خدي زي الواحده الست .
الشيطان حرك الغيرة بداخلي وقررت التخلص منه قلت لازم اقتله وفى يوم قلتله يا محمد انا معروض عليه صفقة غلال كبيرة من تاجر كبير وانا مقدرش عليها لوحدي ولو اشتركنا فيها احنا الاتنين نقدر نشيلها وانا اخدت ميعاد مع التاجر الليله دي وافق محمد و قال متخليها لبكرة في النهار قلتله خلاص اتفقت مع الراجل ونروح بعربيتك النقل .
وتحركنا ليلا هو ساق العربية وانأ بجواره في جيبي سكينة اشتريتها وجهزتها عشان اقتله بيها , جلست أدله علي الطريق لغاية ما وصلنا لمكان محدش شايفنا فيه قلتله بص يا محمد في الاتجاه البعيد وأثناء ما بص الناحية التانية كنت طلعت السكينة وضربته في رقبته وبدأ الدم ينزف من رقبته حاول يمسك إيدي بالسكينة وهو يصرخ قلتني ليه يا خالد حرام عليك عندى ولد عاوز أربيه وأثناء مقاومته إيدي جرحت وبدأت تنزف محمد مات بعد دقاق وأنا ربط ايدي وشلته علي كتفي ورميته في جنينه فيلا مهجورة واخدت السيارة وأغرقتها في الترعة وذهبت إلي بيتي لاخلع ملابسي التي امتلأت بالدماء وأذهب إلى المستشفى, زوجتي انزعجت لما شافت الدم قلتلها فيه لصوص طلعوا عليا ألليله وقاومتهم وضربوني في ذراعي والحمد لله إللي جت علي قد كده وخلعت الملابس وقولت لمرآتي احرقيهم قالت لي ما نغسلهم قلت لها احرقيهم فحرقتهم وقلتلها أنا رايح أخيط الجرح في المستشفي وقبل طلوع الشمس حضر ضابط النقطة ومعاه مخبر وقبضوا عليا عرفت إن صاحب الفلا وجد القتيل واتصل بالأمن ومشوا ورا الحكاية لغاية ما وصلوا لي وأثناء ذهابي للنقطة المخبر قال لي الجريمة ركباك ركباك متنكرش لكن حاول تحط حد معاك في الجريمة علشان متخدش إعدام فكرت قلت السواق الجديد بتاعي، واللفت قصة من ذهني ولما جه الظابط علشان يعلقني ليضربني قلت له انا حعترف واعترفت علي نفسي وعلي السواق , راحوا جابوا السواق قال معملتش حاجة ،الضابط علقه وقعد يضرب فيه وهو يصرخ والله يا بيه ما معملت حاجة وانا اقوله يا كداب يا بن الكلب مش انتا الي اشتريت السكينة يقول حرام عليك يا خالد .
اقوله يا كداب يا بن الكلب مش انا وانتا شلناه مع بعض ورميناه في الجنينه بتاعه الفيلا يقول حرام عليك يا خالد يا خالد ،وظل يضرب لغاية ما اعترف وقال نفس اللي بقوله ومثلنا أمام المحكمة وحكمت علي السائق بالسجن المؤبد وأنا تحويل اوراقي للمفتي وعرفت من المحامي انه قد حكم علي بالإعدام فقلت امال ايه فايده إني اتهمت السواق خلاص مدام إعدام إعدام خلاص اخلص السواق منها واقول الحقيقه وبالفعل كتبت ورقه بالحقيقه وقدمتها لمأمور السجن اللي بعتها للنيابة
ومثلت مرة أخرى أمام المحاكمة والقاضي قالي يا خالد الورقة دي انتا كاتبها وقرأها لي قلت ايوه وسألنى دا توقيعك قلت نعم يا باشا وبدأ المحاكمة وكان يترافع عن السائق محامي من الاخوان اسمه ( فتحي التميمى) وبعد المرافعات حكمت المحكمة علي السائق بخمسة عشر عاما واحاله أوراق خالد إلي المفتي (اي اعدام ) صرخت بأعلي صوتي عند النطق بالحكم ، السواق برئ يا سعاده القاضي السواق لم يرتكب ذنب يا سعاده القاضي ولم استجب لامر القاضي بالصمت فأمر بأخراجي من القاعه وإنتهى الامر خربت بيت حمايا رملتله بنتين ويتمت ولادى وأولاد عديلى وقتلت أنسان والتانى سجن 15 سنة وأنا انتظر الاعدام
قلت له ارجع الي الخلف بعيدا عن الثقب يا خالد حتي اراك جيدا ولما ابتعد رأيته شابا وسيما رشيقا كله حيوية قلت له انت شاب ذي الورد يا خالد قال بس خلاص الوردة حتتقطف من عنقها .
اسمع يا دكتور الدنيا غدرت بي انا كنت باجري عليها عاوز اخد منها كل شيء اجمع اكبر عدد من الفلوس وبنيت عمارتين وسيارة وزوجه واولاد وكنت اقول لنفسي بسرعه يا ولد يا خالد إجمع يا ولد يا خالد وادي انا فقدت زوجتي واولادي ومالي وحياتي وانا لسة مكملتش اربعين سنة ما فضليش الا اخرتي الي انا عاوز اسألك عنها هل ممكن ربنا يغفر لي ومارحش النار؟ انا قرأت القران من اول ما اتحبست عشرات المرات وبلاقي في كل ايه رحمه حتي مع فرعون .
فرعون قتل عيال يامة ومع كدا ربنا بعتله سيدنا موسي وهارون وقال لهم (فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشي ) يعني معناها لو فرعون كان تجاوب مع سيدنا موسي كان ربنا غفرله بعد ما قتل هؤلاء الأولاد كلهم وإلا كان ليه ربنا باعت سيدنا موسي لفرعون أنا بقى مقتلتش غير واحد بس وجبت مصيبة حبس للسواق وانا تذكرت وتبت اهو قلي رأيك ايه
قلت له رحمه ربنا واسعه ويمكن إعدامك كفارة لك لان فيه حديث للنبي صلي الله عليه وسلم في مسائل الحدود (أن من أصاب من هذه الامور شئ ثم أقيم عليه الحد فإني اطمع ان يغفر الله له ) .
انصرف خالد وطلب مني انه كل ليله نتكلم مع بعض شوية ووعدته بذلك لكني لم اره بعدها .

هناك تعليق واحد:

أم أحمد المصرية يقول...

انا مصدومة في القصة دي ااي واحد معملش حاجة يسجن 15 سنة جنائي مش سياسي !!!!!!!!!!! ربنا يفك سجنك يا دكتور ابراهيم