الجمعة، يونيو ٠١، ٢٠٠٧

زواج ابنتى حفصة وخطبة ابنتى مريم

زواج بناتي
مرت الأيام سريعا وبعد أن كنا نحن العرسان إذا بأبنائنا يكبرون ويشغلوا هذا الموقع . بناتي الثلاث الأول حفصة ومريم وهاجر مواليد 1976 – 1977- 1978 والرابعة استشهاد عام 1983
زواج حفصه
ففى عام 1991 تقدم أ / محمد المراغي لابنه الأكبر مهندس / ياسر وكان شابا هاىء الطبع مهذبا الجلق متميز في دينه ودراسته اعرفه منذ أن كان طالبا بالمدارس الثانوية

وضعت ساعتها في امتحان صعب فياسر ووالده وأسرته لا يمكن التفريط فيهم وابنتي حفصة في الخامسة عشر من عمرها ولم يكن في مخيلتى أن نبدأ خطوات الزواج في هذا السن المبكر وكذلك خوف زوجتي من هذه التجربة الجديدة فهي في هذا المقام تحمل قلب أم وحنان وإشفاق أم . وليست هي عروس السبعينيات المقتنعة المتحدية للتقاليد المعوقة

طلبت مني أن أقوم أنا بعرض الموضوع علي ابنتنا ولم يكن في طبيعة العلاقة بيني وبين بناتي أن نتحدث في هذه الأشياء او حتى الاقتراب منها
فكان غريبا غلى ابنتي حفصة أن تجد أباها يحدثها ملاطفا حديثا من قبيل أنها كبرت وأصبحت عروس و من سعيد الحظ التي ستكون من نصيبه فأدركت حفصة سريعا أن في الأمر شئ . وطالبتني بمصارحتها (ويبدو إن طبيعتي لا تستطيع أن تخفي ما أبطن) فصارحتها
وكان ردها ( أنا أثق فيك يا أبي اللي أنت تراه خير اعمله ) شعرت ساعتها ان مسئوليه كبيرة ألقيت علي ظهري فهذا التفويض والثقة الكبيرة من ابنتي الصغيرة في مستقبل حياتها القي في قلبي نهرا من الشفقة والحنان والإخلاص لها ولكن ما خفف عني هذا العب
معرفتي اللصيقة بالفتي المتقدم وصداقتي الحميمة مع والده الذى اقترن اسمي باسمه وصورتي بصورته وكفاحي بكفاحه حيث خضنا سويا انتخابات عام 1984وعامك 1987 ممثلين عن الإخوان المسلمين بالإسكندرية وعرفته في كل أحواله وكل أوقاته رجلا شهما
أخلاقه عالية مكافحا مخلصا في صداقته حتى إذا ما ذكر اسم المراغي ذكر معه اسم الزعفراني فكان ردي علي طلبه بخطبة ابنتي
بالإيجاب والترحاب
وجاء وقت شراء الشبكة
كانت ابنتي حفصة عازمة علي أن تضرب نفس المثل الذي ضربته أمها في زواج سهل ميسر ، فأعادت لي أنا وزوجتي ذكريات زواجنا
قررنا ان نساعد حفصة علي ان تكرر ذات المشهد بعد مرورستة عشرعاما من زواجنا ، اتصل بي أ / محمود المراغي لتحديد موعد شراء الشبكة لتصطحب أسرتي السيدة الفاضلة/ أم ياسر ، حددت معه الموعد وقلت له أن شرط حفصة وشرطنا أن تكون الشبكة
غويشة فقط فرفض وقال هذا لا يليق بحفصة إحنا أحرار الشبكة دي هدية وإحنا اللي نحدد ثمنها انتوا فقط تختاروا نوعها ولكن تمسكت أسرتى بموقفها لأننا نرسخ مبدأ ونضرب نموذج ، أوضحت للاستاذ/ محمد ذلك وأن حفصة تريد أن تجمع صديقاتها وتفتخر أن شبكتها
غويشة فقط وتريد أن تستمتع بحلاوة التغلب علي النفس والتغلب علي زينة الدنيا والتغلب علي التقاليد والانتصار في مواجهة الناقدين والذين يرصفون في أغلال التقاليد فيرهقون أنفسهم ويعقدون الأمور (فالقوة أن تزهد في الدنيا وأنت قادر عليها )تريد إلا تكسر قلوب
صديقاتها الفقراء اللاتي قد يستحين من زواج متواضع ليتحول مجال التنافس من التنافس على الدنيا الى التنافس في الدين يقول تعالي عن قارون ( فخرج علي قومه في زينته قال الذين يريدون الحياة الدنيا ياليت لنا مثل ما أوتي قارون انه لذو حظ عظيم قال الذين
أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن امن وعمل صالحا ولا يلقاها إلا الصابرون ،فخسفنا به وبداره الأرض ، فأصبح الذين تمنوا مكانه
بالأمس يقولون ويك أن الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر لولا أن من الله علينا لخسف بنا ويك أنه لا يفلح الظالمون ) سورة القصص
وافق أ /محمد المراغي جزئيا . وطلب من زوجته ان تختار اغلي غويشة ولكني سارعت إلي احد الصياغ الذين اعرفهم وحددت له
اليوم الذي سوف نحضر فيه وطلبت منه إلا يقد م إلا( غويشة )لا يزيد ثمنها عن( أربعمائة جنيها مصريا) .وذهبنا في اليوم المحدد واخرج الصائغ الحاج عبد الفتاح عدد من الأشكال فقالت ام ياسر( ياحاج مافيش غوايش اعرض من دي شوية) وهو يقول لا يا حاجة
يقوم بوزن غويشة اخرىويقول ثمنها أربعمائة فتقول أم ياسر( يا د إبراهيم إما أن نذهب إلي صائغ أخر عنده غوايش اغلي او نزود عدد الغوايش وبعد إلحاح منها اتفقنا علي غويشتين ثمن كل منها أربعمائة جنيها . وكانت ارخص شبكة في ذلك الوقت وكانت حفصة
فخورة بها وسط زميلاتها
.
وجاء الدور لخطبة ابنتي مريم
وفي أواخر عام 1992 كنت منتدبا للعمل في مستشفي رأس التين العام أخر شاطئ الإسكندرية غربا وإنا اسكن في منطقة ميامي شرق الإسكندرية كان موعد ذهابي إلي عملي صباحا يتوافق مع ذهاب جار لي هو خالد زكي يذهب إلي عمله في محطة الرمل فكان
يركب معي السيارةوفي احد المرات تحدثت معه عن أمر زواجه ، لماذا لم تتزوج حتى الان يا خالد وقد أنهيت دراستك فأجاب لان هناك ناس لايوافقون على تزويجى أحد بناتهم ، قلت له من هذا الذي يرفض مثلك ، كثيرون يتمنون شابا في أخلاقك ومكانتك ( ولم أكن
ادري انه يستدرجني في الحديث ) قال يعني لو طلبت بنت الدكتور إبراهيم الزعفراني يوافق علي . تلعثمت لان ابنتي حفصة مخطوبة منذ أشهر وكانت أمها مشفقة عليها لصغر سنها فلو أخبرتها أن ابنتها الثانية مريم أيضا جاءها خطيب فكيف سيكون وقع ذلك عليها
لكن ما كان لي أن أتردد بعد ما أبديته من الترحاب به فقلت له لكن بنتي صغيرة وعليك ان تنتظر حتى تحصل علي الثانوية العامة الأزهرية وهذا يعني هذا انتظارك ثلاث سنوات ، ولكن مادامت ظروفك مهيئة فانا أنصحك بان تتزوج من فتاة ظروفها تسمح بالزواج
في وقت قريب . فأجابني هذا رفض منك الم اقل لك إن ماحدش موافق يزوجني ( لم أكن اعرف أن خالد تاجر شاطرو لكنه ذو خلق راقي ) وأكمل حديثه أذا كان علي الانتظار فانا علي استعداد للانتظار أي عدد من السنوات فليس هذا عقبة ، ما أحب أن اعرفه هل
أنت موافق أن أكون زوجا لابنتك . قلت له أنا أتمني ذلك وأنت هدية من الله لأي أسرة قال خلاص اتفقنا , وذهبت إلي منزلي بعبء كبير
تكلمت مع زوجتي وكان قلبها ولسانها يعبران عن تأثير المفاجأة والسرعة التي تتوالي بها الأحداث وكانت مشفقة من مفاتحة ابنتها مريم .
وفي اليوم التالي حضر إلي د/ عمر أبو خليل صديق مهندس/ خالد زكي يكلمني عن أن خالد جاهز للزواج ولماذا ينتظر ثلاث سنوات قلت له : لقد قلت لخالد نفس ما تقوله لكنه أصر علي أن نتصاهر وأنا سعيد به كل السعادة وأنا أحب له ما أحب لأبنائي فإذا وجد فتاة
تناسبه فسوف أكون سعيدا له أيضا ) فهمتمن هذا الحوار أن أصحاب خالد ناقشوه وأقنعوه بسرعة الزواج وأبلغت زوجتي بما فهمت فارتفعت عنا مهمة مفاتحة مريم . ومرت الأيام وبعد شهر تقريبا صادفت خالد ذاهبا إلي عمله فناديته ليركب معي السيارة متجهين إلي
عملنا وأردت محادثته بما يعني أني سعيد ببحثه عن زواج سريع وان هذا لم يفسد علاقتنا

فقلت له يا خالد الم تجد العروس بعد قال خالد عروسة إيه يا دكتور بعد ما رفضتني . قلت له ما كان لمثلي أن يرفض مثلك لكني فهمت من عمرو أنهم أقنعوك بالزواج السريع ،فقال :هذا لم يحدث فقد نقل لي انك وافقت علي تحت ضغط وإحراج ، قلت له : أبدا ليس عندي
إلا مسألة الوقت وأنت وافقت علي الانتظار، فأجابني :يا دكتور ( حصل خير مادام الأمر لم يتغير فنحن اذا علي مقفنا الاول)
وافقته بكل ترحاب وزادني تمسكا به تمسكه بي وبأسرتي .ذهبت وقصصت لزوجتي ما دار بيني وبين خالد وبدأنا مفاتحة مريم فكان
ردها هو نفسه ما قالته حفصة أختها لتحملني المسؤليه كاملة مرة أخري
.
لكن الله قد بعث إلي بشاب الموافقة عليه لا تحتاج إلي كثير بحث فقد عرفته طالبا في الجامعة وتابعت خلقه ومعاملاته وسيرته الطيبة وسط من يتعاملوا معه ،و تمت الخطبة في يناير عام 1993

وفي عيد الفطر من عام 1993جاء موعد تحديد عقد الزواج
دعوت أ /محمد المراغي وأسرته لزيارتنا وكنت اعلم انه سيناقشني في موعد عقد الزواج لياسر وحفصة واتصلت بخالد خطيب مريم
للحضور مع أسرته في نفس اليوم ولما علمت زوجتي بدعوتي لهما في نفس اليوم قالت الأفضل أن ندعو كل أسرة في يوم لان أ /
محمد المراغي ومهندس ياسر وكذلك مهندس خالد سوف يمثلون طرف وأنت وحدك ستمثل طرف ثاني في مسألة الحديث عن موعد عقد الزواج وهذا ما حدث بالفعل

تكلم أ / المراغي للتعجيل بعقد زواج ياسر وحفصة فقال له خالد في ذكاء يا أ / مراغي لماذا تتكلم عن موعد زواج أخي ياسر وحده
الست أنا أبنك أيضا . أرجو أن تتكلم عن موعدنا سويا ( وكان خالد قد توفي والده رحمه الله من عدة سنوات
.
وتحول النقاش إلي عقد زواج الاثنين معا في يوم واحد وكان رأي الموافقة تعاطفا مع ابني الحبيب خالد بعد كلمته هذه . لكني استأذنتهم أن احصل علي موافقة ابنتي مريم أولا ، دخلت إليها وحدثتها وكانت مفاجأة كبيرة لها فلم يمر علي خطبتها شهور قليلة
ولكنها فوضتني في الأمر وتم الاتفاق علي عقد الزواج في شهر يوليو 1993 الأول من شهر محرم وبعد انصرافهما جاءت زوجتي لتخبرني أن مريم تبكي فسارعنا إليها نسألها عن سبب ذلك وهي تقول ما فيش حاجة وبعد قليل حضر مهندس خالد خطيبها لطلب
البطاقات الشخصية لبناتي ليقوم المأذون بإعداد أوراق العقد ، جلست مع خالد وأخبرته ما كان من شان مريم . فقال يا عمي لعلنا استعجلنا في تحديد موعد لا يناسبها .أنا علي استعداد أن نلغي هذا الموعد ونحدد الموعد الذي يناسبها مهما كان بعيدا ، قلت له لكنك
أخبرت اهلك وأقاربك، قال ليست هذه مشكلة سوف اعتذر لهم المهم أن تكون مريم راضية وسعيدة المهم مريم ...انتقلت إليها في حجرتها لأحكي لها الحوار الذي قاله خالد وأزف إليها موافقته علي أن تحدد هي الموعد الذي يناسبها
.
ولكن يبدو ان احترام خالد لشعورها ومراعاته الشديد لها علي حساب أي شئ أخر وصدقه مع الله فى معاملاته ، جعل مريم تتحول
تماما وتستعيد بهجتها وابتسامتها وتقول لا يا بابا أنا موافقة علي عقد الزواج في موعده دون تأخير ،كيف يكون هذا موقف خالد مني ثم يكون موقفي اقل من مستوي أخلاقه .
قلت لها يا مريم تمهلي في إجابتك قبل أن ينصرف قالت اطمئن يا أبي فان قلبي مرتاح تماما ، نقلت لخالد الخبر وأنا سعيد أن أري مثل
هذا النموذج وان أتعلم منه .

وتم عقد الزواج لحفصة ومريم في اليوم المحدد بمسجد عمر بن الخطاب بحضور عدد كبير من رجالات الدعوة وشبابها وعدد كبير من الفتيات وآباءهم ليشهدوا هذه التجربة وليتشجع الآباء والفتيات علي الإقدام علي الزواج دون عنت أو إرهاق حيث كان اتفاقي علي
زواج بناتي إني لن أقدم لهم إلا ما استطيع ولن أسالك عن ما تعده لبيتك .
وتزوجت حفصة وسافرت إلي السعودية في عام 1994.

هناك ٣ تعليقات:

غير معرف يقول...

السلام عليكم
بسم الله ما شاء الله

كم كنت اتمني ان اتزوج من بنات فضيلتكم يا دكتور ابراهيم

يارب ارزقني بزوجة صالحة مثل بنات الدكتورر الزعفراني

وبمصاهرة عائلة مثل عائلة الدكتورر الزعفراني

بارك الله فيك وفي اسرتك وعائلتك يا حبيبنا يا دكتور ابراهيم

غير معرف يقول...

انا لم افهم شيئ .. كيف تادي الخيلاء بالناس مثل الدكتور .و يروي الجانب الصالح من الاحدات فقط

غير معرف يقول...

انا لم افهم شيئ .. كيف تادي الخيلاء بالناس مثل الدكتور .و يروي الجانب الصالح من الاحدات فقط