مقال المستشار/محمود الخضيرى .جريدة الدستور الجمعة 11/1/2008
المسيحي والمرأة وتولى الحكم في مصر
الجدل الدائر الآن في مصر حول جواز تولي المسيحي أو المرأة الحكم في مصر الإسلامية جدل نظري يفتقد اى أساس واقعي فهو جدل يفترض أننا أحرار في اختيار من يحكمنا وهذا أمر كما نعلم غير صحيح فإن إرادتنا منذ أكثر من خمسين عاما معدومة ليس في اختيار رئيس الجمهورية فقط بل في اختيار من يمثلنا في المجالس النيابية علي اختلاف أنواعها ودرجاتها .
وقد شاعت هذه الظاهرة وامتدت إلي النقابات وجميع التجمعات التي اعتدنا في السابق أن نختار المجالس التي تديرها حتي وصلت اليوم إلي الاتحادات الطلابية وصرنا نعلم أولادنا وشبابنا في الجامعات و المدارس كيف تزور الإنتخابات حتى يشبوا علي ذلك ويصير التزوير عملا طبيعيا غير مستهجن ونستطيع أن نقول إنه صار كذلك في مصر وبعض البلاد العربية التي تتخذنا قدوة حتي في الأعمال السيئة وأصبحنا لا نستنكره ولا نقاومه بأكثر من إطلاق بعض النكات والقفشات التي تنفس قليلا عن النفوس المكلومة بهذا الداء اللعين.
هل كان أحد يتصور أن الحكومة تجيش الجيوش وتعد العدد وتستعين بالخطرين علي الأمن من أجل تزوير الإنتخابات الطلابية التي من المفروض أن تكون مدرسة لأبناء المستقبل لكي يتعلموا فيها كيفية ممارسة الديمقراطية فيشبوا علي إحترام حرية الرأي وحسن اختيار من يمثلهم ؟ كيف يكون شعور هؤلاء الطلاب وهم يرون الدولة تنقض عليهم بكل قوتها وجبروتها من أجل إجبارهم علي اختيار أشخاص تفرضهم عليهم وأن تمنع آخرين يريدونهم من الحصول علي ثقة زملائهم حيث يرونهم هم أللأجدر من وجهة نظرهم لتمثيلهم وتكون وسيلتها هي الإستعانة ليس فقط برجالها ولكن بالخطرين علي الأمن والنظام؟
كيف يحترمون الحكومة وهم يرونها تتعاون مع المجرمين من أجل التغلب عليهم؟ وهل ياترى ستستطيع الحكومة الخلاص من هؤلاء الخطرين بعد أن صاروا من رجالها وأعوانها تعتمد عليهم في إنجاز المهمات القذرة التي لا تنتهي ؟
وقد شاعت هذه الظاهرة وامتدت إلي النقابات وجميع التجمعات التي اعتدنا في السابق أن نختار المجالس التي تديرها حتي وصلت اليوم إلي الاتحادات الطلابية وصرنا نعلم أولادنا وشبابنا في الجامعات و المدارس كيف تزور الإنتخابات حتى يشبوا علي ذلك ويصير التزوير عملا طبيعيا غير مستهجن ونستطيع أن نقول إنه صار كذلك في مصر وبعض البلاد العربية التي تتخذنا قدوة حتي في الأعمال السيئة وأصبحنا لا نستنكره ولا نقاومه بأكثر من إطلاق بعض النكات والقفشات التي تنفس قليلا عن النفوس المكلومة بهذا الداء اللعين.
هل كان أحد يتصور أن الحكومة تجيش الجيوش وتعد العدد وتستعين بالخطرين علي الأمن من أجل تزوير الإنتخابات الطلابية التي من المفروض أن تكون مدرسة لأبناء المستقبل لكي يتعلموا فيها كيفية ممارسة الديمقراطية فيشبوا علي إحترام حرية الرأي وحسن اختيار من يمثلهم ؟ كيف يكون شعور هؤلاء الطلاب وهم يرون الدولة تنقض عليهم بكل قوتها وجبروتها من أجل إجبارهم علي اختيار أشخاص تفرضهم عليهم وأن تمنع آخرين يريدونهم من الحصول علي ثقة زملائهم حيث يرونهم هم أللأجدر من وجهة نظرهم لتمثيلهم وتكون وسيلتها هي الإستعانة ليس فقط برجالها ولكن بالخطرين علي الأمن والنظام؟
كيف يحترمون الحكومة وهم يرونها تتعاون مع المجرمين من أجل التغلب عليهم؟ وهل ياترى ستستطيع الحكومة الخلاص من هؤلاء الخطرين بعد أن صاروا من رجالها وأعوانها تعتمد عليهم في إنجاز المهمات القذرة التي لا تنتهي ؟
شاهدت بعيني أثناء الانتخابات التشريعية السابقة البلطجية والمجرمين يتجولون فى الطرقات وأمام لجان الانتخابات بشكل يثير الفزع والخوف لا يستترون بشيء من أعلى ويلطخون أجسامهم ووجوههم ويلوحون بالسيوف والسكاكين والمدى مصدرين بعض الأصوات المخيفة وكان هذا تحت سمع وبصر الشرطة مما دفع الناس إلى القول بأنهم فئ الحقيقة جنود من جنودها تستعملهم في هذه المهمات أو أنهم بعض المجرمين الخطرين على الآمن يقومون بهذه المهام لحساب الحكومة مقابل التغاضي عن جرائمهم وأين كان وضعهم فإنهم يعملون تحت سمع وبصر الحكومة وهذا دليل على أنهم يعملون لحسابها
غير أن الأمر الذي أثار إنتباهى أنى شاهدت هؤلاء أكثر الناس جبنا وخوفا عند ظهور قوة يخشون بأسها فقد شاهدت إحدى اللجان بالاسكندرية محاطة بشباب قوى متكاتف يحيطون باللجنة من كل جانب وعندما سألتهم عن صفتهم علمت أنهم شباب الحي أتوا لحراسة اللجنة المخصصة للنساء خوفا من عليهن من البلطجية وجنود الأمن المركزي الذين لم يجرؤ أحد منهم على الاقتراب من هذه اللجنة وهكذا ترون أن منع التزوير ليس مستحيلا وإن كان صعبا ويحتاج إلى بعض الجرأة في التصرف وعدم الخوف وقليل من التضحية من أجل حرية إرادتنا ومستقبل أبنائنا
حكي لي زميل قاض كان يرأس إحدى اللجان قال :ذهبت إلى اللجنة ومعي سكرتير اللجنة وعند وصولي شاهدت جنود الأمن المركزي قد أحاطوا بها بحيث يستحيل الوصول إلى داخلها وسألت قائد الحرس ما هذا ؟فقال حراسة فقلت :هذه ليست حراسة بل منع من الدخول ، وكيف استطيع ممارسة عملي في ظل هذا المنع ؟ وكيف سيدخل الناخبون إلى اللجنة ؟ فرد علىّ رئيس الحرس أن هذه أوامر عليا لا أستطيع مخالفتها فطلبت من سكرتير اللجنة والحارس الخاص وضع الصندوق في السيارة وهممت بالانصراف وقلت لقائد الحرس لن أعمل في ظل هذه الظروف فطلب منى مهلة للاتصال بقيادته ثم عاد وقال سأنصرف أنا وجنودي ولكن إذا حدث ما يعكر الأمن فلن تكون مسئوليتي وبعد إنصرافه قام أهالي الحي بتنظيم العمل دون مشاكل حتى انتهى اليوم بسلام
وهكذا ترون أن القضاء على التزوير ليس مستحيلا ويحتاج منا فقط إلى بعض الصبر وعدم الخوف والكفاح في سبيل تحرير إرادتنا وعندما يتم تحرير هذه الإرادة ونكون حقا أحرارا في اختيار من يمثلنا ومن يحكمنا هنا يكون الجدل في جواز تولية المسيحي والمرأة الحكم في مصر أما قبل ذلك فهذا ترف وجدل الخسارة من ورائه أكبر من النفع الذي يمكن أن يجره لنا بل أقو ل أنه ضرر محض لأنه سيظهر من يمانع فى هذه التولية بأنه متحجر لا يواكب العصر، جامد لا يتطور لان هذه الأفكار إذا كانت تصلح لزمن فإنها لا تصلح لهذا الزمن بالإضافة إلا إشاعة الفرقة والخلاف بين أبناء الأمة الواحدة وهم أشد ما يكونون حاجة إلى الاتحاد والوقوف صفا واحدا تجاه عدو لاهم له إلا تفريق وحدتهم ومنع تجمعهم حتى يتمكن من التغلب عليهم والبقاء في منصبه أكبر مدة ممكنة.
أعلم أن هناك رأيا فقهيا يقول أن تولى القوى الفاسق الحكم أجدى وانفع للمسلمين من تولى التقى الضعيف لان الأول قوته للمسلمين وفسقه على نفسه أما الثاني فإن تقواه لنفسه وضعفه يضر المسلمين وإذا كان هذا هو رأى الفقه أفلا يكون من باب أولى تولى المسيحي القوى لأنه سيحافظ على الوطن ويصونه ويكسر شوكة الأعداء يعلى شأن الوطن أما دينه فهو علاقة بينه وبين ربه ، وهل إذا وجدت إمرة مثل السيدة تاتشر رئيسة وزراء بريطانيا سابقا التي لقبت بالمرأة الحديدية لشدة مواقفها وجرأتها وقدرتها علي معالجة مشاكل بلدها والخروج بها من الأزمات التي قابلتها أفلا تكون هذه المرأة أولي بالحكم في مصر من أي رجل؟أفلا تكون توليتها في مصلحة المسلمين؟ وهل يمكن أن يقف الإسلام في وجه ما فيه مصلحة العباد والبلاد وهذه هي غايته وأحد مقاصده.
أغلقوا إخوتي هذا النقاش سريعا وسدوا منافذ الفرقة والخلاف بينكم لأنها أساس ضعف قوتكم وتعاونوا علي أمر واحد هو تحرير إرادتكم من التزييف وتغيير الحقيقة وبدون ذلك فلا ديمقراطية ولا تقدم ولا رقي .تحرير إرادتنا في اختيار
حكامنا هو الطريق الوحيد الذي يوصلنا إلي أن نضمن مستقبل أولادنا ونحميهم من اليأس والإحباط والضياع والموت غرقا علي سواحل البلاد الأجنبية التي يسعون إليها طمعا في فرصة عمل يئسوا من الحصول عليا في بلدهم الذي ضاق بهم ولفظهم وألقي بهم لقمة سائغة لأسماك البحار الأجنبية والمصرية هؤلاء الأبناء الذين أنفقت مصر عليهم من قوتها وحرمت نفسها من متع الحياة وضرورياتها حتى تراهم رجالا يحملون هموم أمتهم ويمهدون الطريق لمستقبل الأجيال التي تأتي بعدهم وإذا بهم يعودون إليها في نعوش محمولة علي الأعناق بدلا من أن يحملوا هم همومها التي أثقلت كاهلها محرومين حتى من دعاء بالرحمة لأنهم طلاب مال لايستحقون الجنة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق