رسالة من صديق
ضرورة عدم تبني جماعة الإخوان لحزب محدد
وفصل الحزب المقترح عن الجماعة
واتباع سياسة توزيع الأدوار وسياسة المراحل
تمر جماعة الإخوان المسلمين بمرحلة محورية هامة وحساسة في تاريخها المعاصر ، حيث يشتد الجدل عن دور الجماعة السياسي ، والممارسات الديموقراطية داخلها وخارجها ، وعلاقاتها بالآخر،ولأهمية هذه المرحلة يتحتم على كل مخلص ومحب لها أن يهدي لها النصيحة من أجل أن تجتاز هذه المرحلة أشد قوة وتعبيرا عن روح هذه الامة المسلمة وطموحاتها.
وأرجو أن يتسع صدر القاريء للاطلاع على هذه الرؤية ، وأن يتمهل في قراءتها ولا يسابق السطور ، وذلك حتى يعطي الفرصة لعقله وقلبه أن يتفهمها ، وأرجو أن نكون أحرص على سماع الآخرين أكثر من حرصنا على مخاطبتهم، وسأحاول أن أوجز ما استطعت.
جماعة الإخوان المسلمين يجب أن تظل جماعة جامعة غير مذهبية أو حزبية
وصف الإمام حسن البنا جماعة الإخوان بأنها جماعة جامعة ...... ، وعندما أتى الحديث عن الأحزاب رفضها تماما لأنها تمزق الأمة وتفتتها.
هكذا أرادها الإمام جماعة جامعة للمسلمين ، ومن أجل هذا نأى بنفسه وبجماعته عن كل تصرف وفكر يشرذمها ويفتتها ،أويجعلها ممثلة لراي واختيار دون غيره ، فهي جماعة سنية سلفية صوفية ، لا تلتزم بمذهب فقهي محدد فضلا عن تلزم اتباعها برأي فقهي محدد ، يتسع صدرها للجميع لا تتمذهب ولا تتحزب.
وهكذا يجب أن يستمر دور جماعة الإخوان المسلمين ، وأن تكون هي الكيان الذي يتسع لكل المسلمين المخلصين ، بغض النظر عن مذاهبهم الفقهية وأفكارهم السياسية الغير متعارضة مع الثوابت الإسلامية المتفق عليها.
جماعة الإخوان المسلمين والسياسة
يصعب على جماعة الإخوان المسلمين أن تتنازل عن مبادئها أو تخفف من مطالبها ، لأن أساس شعبيتها الرئيسي هو تمسكها في الدعوة للمباديء التي تخاطب الأحاسيس وتحي حلم البطولة وعودة المجد لدى شعوبنا المنهزمة في ذاتها.. ولذلك ارى صعوبة أن تقوم جماعة الإخوان بجميع الأدوار بذاتها ولوحدها، فيكفيها أن تقوم بدورها التربوي والدعوي وأن تكون معملا لتفريخ الرجال الذين يؤمنون بعالمية وشمولية الإسلام ، وهؤلاء الرجال يمكن أن ينطلقوا بعد ذلك لتأسيس أحزاب ومؤسسات للمجتمع المدني لتحقيق هذه الشمولية بصورة مستقلة دون تبعيبة لجماعة الإخوان.. وبهذا الفكر يتم توزيع الأدوار ، بينما تقوم الجماعة بدورها التربوي والدعوي وتتمسك بالمباديء الصريحة وبالفهم الشامل للإسلام ، يتم إعطاء حرية الحركة السياسية لهذه الأحزاب لتتبع سياسة المراحل في حل قضايانا، وممارسة لعبة الدهاء في تحقيق الأهداف (التقية السياسية) ، وهذا الحل من شأنه أيضا حماية الإسلام والدعوة ورجالها من بطش السياسيين والأعداء حيث أنه سيتم إخراج الجماعة من المنافسة والخصومة السياسية.
ومن منطلق هذا الفهم يمكن أن يخرج إلى الوجود عدة أحزاب وليس حزبا واحدا ، لكل برنامجه الخاص ورؤيته ، منها حزب الوسط ، ويجب على الجماعة أن تساند كل من يدعو إلى الصلاح والإصلاح بصدق ، دون تحيز أو التزام بحزب بعينه ، وأن تساند كل فكرة صائبة. وخلاصة القول أرى أن لا يكون هناك حزب معتمد ممثل للإخوان وتابع لها، ولكن حزب مستقل يتبنى الإصلاح من منظور إسلامي ، ويتعاون مع الجميع من أجل الأهداف المشتركة والمصلحة العامة ، ويمكن القول عن برنامج الحزب الذي طوره الإخوان أنه من أجل إعطاء نموذج ومثال عملي اتفق بعض نواب كتلة الإخوان البرلمانية على تأسيس هذا الحزب.
أسباب أخرى تدعو لفصل الحزب عن الجماعة
1- القدرة على استيعاب الآخر المسيحي في العمل الوطني السياسي ، وهذا غير ممكن بالطبع من خلال جماعة الإخوان المسلمين ، فالمسيحي لا يمكن أن يكون عضوا فيها.
2- القدرة على استيعاب الكفاءات الوطنية المميزة سياسيا واقتصاديا واستقطابها داخل حزب الجماعة ، وهذا غير حادث لعدم وجود مؤسسات حزبية ، وقيادات حزبية ، وقواعد للممارسات الحزبية ، وسيطرة القيادة الدعوية على الجماعة والحزب معا قد بؤدي إلى خروج بعض الكفاءات من الجماعة لهذه الإشكالية.
3- إن الفكر السياسي يلزمه ممارسة وتدريب ، من خلال مؤسسات وهيكلية ، يسودها الحرية والانطلاق ، ولا أرى ذلك ممكنا وسط المؤسسات الحالية.
4- اعتماد جميع صور ممارسة الديموقراطية في الحزب، لأنها للأسف مختزلة في داخل الجماعة في صورة انتخابات سرية لاختيار أشخاص لا يتوافر للناخب خلالها المعلومات الكافية عن هؤلاء الأشخاص، ولا يتم الاختيار وفق لأفكار أو برامج يتبناها هؤلاء الأفراد، وهذا الاختيار أيضا غير موجه لوظيفة (دعوة/سياسة/اقتصاد/تربية/اجتماع/...)، أو مهمة محددة (تخطيط/تنفيذ/إدارة/متابعة/..) وديمقراطية المشاركة بالرأي مختزلة في انتخاب المستوى الأعلى ثم إسداء النصيحة فقط والشورى غير ملزمة في كل مجالس الشورى بكل مستوياتها(وجزاك الله خيرا) وتظل الشورى ملزمة في إطار المجالس التنفيذية فقط كل في اختصاصه
5- منح الاستقلالية للقيادة السياسية وحرية الحركة والمناورة
6- الجماعة ذات تنظيم وولاء دولي، بينما الحزب إقليمي، ولا يسمح له بالتحالف الدولي مع تنظيمات أخرى وفق القوانين المصرية.
7- إن الفكر السياسي يقوم على مبدأ التعدد والتنوع ، ولا أرى ذلك ممكنا من خلال بوتقة واحدة فقط ، ويصبح البعض مخيرا بين البقاء في الإخوان وفق فكر محدد بدعوة الالتزام بالجماعة والسمع والطاعة ، وبين الخروج من الإخوان لممارسة رأي آخر لا يتعارض مع الإسلام مع تجمع آخر، إن من شأن ذلك القدح في دعوة الإخوان الإسلامية واتهامها بأنها خاصة تقتصر على أصحاب فكر سياسي محدد وليست دعوة عالمية لجميع المسلمين.
وفصل الحزب المقترح عن الجماعة
واتباع سياسة توزيع الأدوار وسياسة المراحل
تمر جماعة الإخوان المسلمين بمرحلة محورية هامة وحساسة في تاريخها المعاصر ، حيث يشتد الجدل عن دور الجماعة السياسي ، والممارسات الديموقراطية داخلها وخارجها ، وعلاقاتها بالآخر،ولأهمية هذه المرحلة يتحتم على كل مخلص ومحب لها أن يهدي لها النصيحة من أجل أن تجتاز هذه المرحلة أشد قوة وتعبيرا عن روح هذه الامة المسلمة وطموحاتها.
وأرجو أن يتسع صدر القاريء للاطلاع على هذه الرؤية ، وأن يتمهل في قراءتها ولا يسابق السطور ، وذلك حتى يعطي الفرصة لعقله وقلبه أن يتفهمها ، وأرجو أن نكون أحرص على سماع الآخرين أكثر من حرصنا على مخاطبتهم، وسأحاول أن أوجز ما استطعت.
جماعة الإخوان المسلمين يجب أن تظل جماعة جامعة غير مذهبية أو حزبية
وصف الإمام حسن البنا جماعة الإخوان بأنها جماعة جامعة ...... ، وعندما أتى الحديث عن الأحزاب رفضها تماما لأنها تمزق الأمة وتفتتها.
هكذا أرادها الإمام جماعة جامعة للمسلمين ، ومن أجل هذا نأى بنفسه وبجماعته عن كل تصرف وفكر يشرذمها ويفتتها ،أويجعلها ممثلة لراي واختيار دون غيره ، فهي جماعة سنية سلفية صوفية ، لا تلتزم بمذهب فقهي محدد فضلا عن تلزم اتباعها برأي فقهي محدد ، يتسع صدرها للجميع لا تتمذهب ولا تتحزب.
وهكذا يجب أن يستمر دور جماعة الإخوان المسلمين ، وأن تكون هي الكيان الذي يتسع لكل المسلمين المخلصين ، بغض النظر عن مذاهبهم الفقهية وأفكارهم السياسية الغير متعارضة مع الثوابت الإسلامية المتفق عليها.
جماعة الإخوان المسلمين والسياسة
يصعب على جماعة الإخوان المسلمين أن تتنازل عن مبادئها أو تخفف من مطالبها ، لأن أساس شعبيتها الرئيسي هو تمسكها في الدعوة للمباديء التي تخاطب الأحاسيس وتحي حلم البطولة وعودة المجد لدى شعوبنا المنهزمة في ذاتها.. ولذلك ارى صعوبة أن تقوم جماعة الإخوان بجميع الأدوار بذاتها ولوحدها، فيكفيها أن تقوم بدورها التربوي والدعوي وأن تكون معملا لتفريخ الرجال الذين يؤمنون بعالمية وشمولية الإسلام ، وهؤلاء الرجال يمكن أن ينطلقوا بعد ذلك لتأسيس أحزاب ومؤسسات للمجتمع المدني لتحقيق هذه الشمولية بصورة مستقلة دون تبعيبة لجماعة الإخوان.. وبهذا الفكر يتم توزيع الأدوار ، بينما تقوم الجماعة بدورها التربوي والدعوي وتتمسك بالمباديء الصريحة وبالفهم الشامل للإسلام ، يتم إعطاء حرية الحركة السياسية لهذه الأحزاب لتتبع سياسة المراحل في حل قضايانا، وممارسة لعبة الدهاء في تحقيق الأهداف (التقية السياسية) ، وهذا الحل من شأنه أيضا حماية الإسلام والدعوة ورجالها من بطش السياسيين والأعداء حيث أنه سيتم إخراج الجماعة من المنافسة والخصومة السياسية.
ومن منطلق هذا الفهم يمكن أن يخرج إلى الوجود عدة أحزاب وليس حزبا واحدا ، لكل برنامجه الخاص ورؤيته ، منها حزب الوسط ، ويجب على الجماعة أن تساند كل من يدعو إلى الصلاح والإصلاح بصدق ، دون تحيز أو التزام بحزب بعينه ، وأن تساند كل فكرة صائبة. وخلاصة القول أرى أن لا يكون هناك حزب معتمد ممثل للإخوان وتابع لها، ولكن حزب مستقل يتبنى الإصلاح من منظور إسلامي ، ويتعاون مع الجميع من أجل الأهداف المشتركة والمصلحة العامة ، ويمكن القول عن برنامج الحزب الذي طوره الإخوان أنه من أجل إعطاء نموذج ومثال عملي اتفق بعض نواب كتلة الإخوان البرلمانية على تأسيس هذا الحزب.
أسباب أخرى تدعو لفصل الحزب عن الجماعة
1- القدرة على استيعاب الآخر المسيحي في العمل الوطني السياسي ، وهذا غير ممكن بالطبع من خلال جماعة الإخوان المسلمين ، فالمسيحي لا يمكن أن يكون عضوا فيها.
2- القدرة على استيعاب الكفاءات الوطنية المميزة سياسيا واقتصاديا واستقطابها داخل حزب الجماعة ، وهذا غير حادث لعدم وجود مؤسسات حزبية ، وقيادات حزبية ، وقواعد للممارسات الحزبية ، وسيطرة القيادة الدعوية على الجماعة والحزب معا قد بؤدي إلى خروج بعض الكفاءات من الجماعة لهذه الإشكالية.
3- إن الفكر السياسي يلزمه ممارسة وتدريب ، من خلال مؤسسات وهيكلية ، يسودها الحرية والانطلاق ، ولا أرى ذلك ممكنا وسط المؤسسات الحالية.
4- اعتماد جميع صور ممارسة الديموقراطية في الحزب، لأنها للأسف مختزلة في داخل الجماعة في صورة انتخابات سرية لاختيار أشخاص لا يتوافر للناخب خلالها المعلومات الكافية عن هؤلاء الأشخاص، ولا يتم الاختيار وفق لأفكار أو برامج يتبناها هؤلاء الأفراد، وهذا الاختيار أيضا غير موجه لوظيفة (دعوة/سياسة/اقتصاد/تربية/اجتماع/...)، أو مهمة محددة (تخطيط/تنفيذ/إدارة/متابعة/..) وديمقراطية المشاركة بالرأي مختزلة في انتخاب المستوى الأعلى ثم إسداء النصيحة فقط والشورى غير ملزمة في كل مجالس الشورى بكل مستوياتها(وجزاك الله خيرا) وتظل الشورى ملزمة في إطار المجالس التنفيذية فقط كل في اختصاصه
5- منح الاستقلالية للقيادة السياسية وحرية الحركة والمناورة
6- الجماعة ذات تنظيم وولاء دولي، بينما الحزب إقليمي، ولا يسمح له بالتحالف الدولي مع تنظيمات أخرى وفق القوانين المصرية.
7- إن الفكر السياسي يقوم على مبدأ التعدد والتنوع ، ولا أرى ذلك ممكنا من خلال بوتقة واحدة فقط ، ويصبح البعض مخيرا بين البقاء في الإخوان وفق فكر محدد بدعوة الالتزام بالجماعة والسمع والطاعة ، وبين الخروج من الإخوان لممارسة رأي آخر لا يتعارض مع الإسلام مع تجمع آخر، إن من شأن ذلك القدح في دعوة الإخوان الإسلامية واتهامها بأنها خاصة تقتصر على أصحاب فكر سياسي محدد وليست دعوة عالمية لجميع المسلمين.
الرسلة تعبير عن رأىصاحبها لاعن رأىصاحب المدونة
هناك ٤ تعليقات:
أستاذي الحبيب د أبراهيم
اسمح لي أن أظهر دهشتي من عدم تعليقك علي هذه الرسائل من صديق ؟؟؟
هل حضرتك تتبني هذه الرؤية ومقتنع بها؟
هل لك تحفظات عليها؟
هل تعارضها كلية؟
أمثال حضرتك من القيادات الجريئة عهدنا لها موقفا واضحا
راجيا أن أسمع تعليقا من شخصكم الكريم ولو علي ايميلي الخاص
aatty1@gmail.com
استاذنا الفاضل د.ابراهيم
بدايه اتفق مع اخي الدكتور احمد في طلبه لمعرفة وجهة نظر حضرتك في هذا الامر وخصوصا ان الجدل دائر حاليا حول هذه النقطة كثيرا .
ثانيا : بخصوص الرسالة ، اعتبرها تقع في دائرة ماذا لو ؟
مضمون الرسالة يتعامل مع واقع يتنافى تماما مع واقعنا الحالي في مصر
هو يدعو الاخوان للتعامل مع كل الاحزاب ذات التوجه الاسلامي الاصلاحي كحزب الوسط ، واين هو حزب الوسط ؟؟؟!!!
يدعو الي تشكيل العديد من الاحزاب لا يربطها رابط بالجماعه واين هي الاحزاب
وهل نستطيع انشاء وتأسيس ولو حزب واحد ؟؟؟ّّ!!!!!!!!
بل هل نستطيع الدعوة الي عمل حزب تحت التأسيس ؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!
من الطبيعي والمنطقي الان ان نتحدث عن الفصل بين العمل السياسي والدعوى عبر مسارات عمل مختلفة مستقله
نعلم جميعا اننا جماعه الاخوان المسلمين اكثر ما يميزنا علي الساحة العامة اننا جماعه مؤسسات
فلدينا مؤسساتنا الاقتصادية والاجتماعية والرياضية وغيرها
ولا اعتقد انه هناك اي غضاضة في حالة السماح بوجود احزاب ان يكون للجماعه حزب واحد وهذا الافضل ان يكون هناك حزب واحد يعبر عن فكر ومنهج الجماعه
ولا ضير من وجود العديد من الاحزاب ولكن حزب الجماعه هو حزب الجماعه ولا اعني ان تكون مرجعيته التنظيمية الجماعه فهذه امور تفصيلية يمكن مناقشتها فيما بعد
ولكنى اقصد حزب واحد للجماعه تجمتع فيه الجهود وتتوحد فيه الرؤي فيد الله مع الجماعه
هذا والله اعلم
د\ ابراهيم...
موضوع رائع حقا ولقد استفدت منه ... وكنت اود ان اقرا المزيد لك عموما انا قمت بتقديم دراسه وافيه حول
مبادره للتقريب بين الاخوان والناصريين وايضاح صوره كامله حول الاشتراكيه الاسلاميه
ادعوكم لزيارة مدونة
السيد شبل ... بلا اسم
www.bela-esm.blogspot.com
لكم خالص تحياتى دكتورنا العزيز وتمنياتى بالتوفيق
السيد شبل
أريد ان أسأل الدكتور إبراهيم لماذا تتأخر علينا في الكتابة .. الفاصل بين كل موضوع وموضوع ايام عديدة .. هل هذا بسبب ضيق الوقت أم ماذا ؟؟
أبنكم / محمد احمد محمود رحيّب
شعبة الورديان
إرسال تعليق