مات عبد الناصر 28 سبتمبر 1970 وكانت اول محاضرة فى الكلية تآبين لوفاة عبد الناصر وكان اليسارين والناصريين لهم اليد العليا
فى الكليات فى الاتحادات الطلابية والانشطة ممثلا فى شباب الاتحاد الاشتراكى والتنظيم الطبيعى
من الطلبة واعضاء هيئة التدريس دخلت كلية الطب وعدد من اصدقائى من مدرسة العروة الوثقى اذكر منهم محمود جاد ، وصلاح
محسب ،وعبد الحميد الشاذلى لادرس السنة الاعدادى منها بمدرجات كلية العلوم ( منطقة الشاطبى ) وكنت اسكن قريبا من الكلية ( منطقة كامب شيزار) و كنت ملتحيا والبس البالطو فوق البدلة
أول مواجهه مع أحد أساتذة الكلية
حذرنى بعض زملائى فى الكلية ان مظهرى الاسلامى هذا سيعرضنى لمضايقات من جهه ادارة الكلية واساتذتها خاصة غير المسلمين
منهم – لم استجب لهذا التخويف بل ازددت اصرارا وعنادا أن أظل بهيئتى هذه حتى لو فصلت من الكلية – و فى ذات مرة وقف استاذ علم الحيوان ليتكلم عن العضو الذى يجتمع فيه البول مع الحيوان المنوى وان اسمه المجمع واذا نسيتم الاسم تذكروه لمشابهتة اسم
( مجمع اللغة العربية ) – غضبت اشد الغضب خاصةأن الاستاذ لم يكن مسلما . وبعد عودتى الى المنزل امسكت بورقة وقلم وكتبت
لهذا الاستاذ خطابا الومه واعنفه علىما بدر منه واحذرة من العودة لمثل ذلك مرة اخرى وارسلته اليه على عنوان الكلية وفى اليوم التالى اخبرت زملائى بذلك وكانو مشفقين على من رد فعل الاستاذ – وفى موعد محاضرته الاسبوعيه جلسنا متجاورين ودخل الاستاذ
وكانت سعادتنا غامرة حين بدأ الاستاذ محاضرته بالتوجه لطلبة الدفعة وهو يقول أرسل الى أحدكم يعاتبنى على كلمة قلتها أسأت فيها الى مجمع اللغة العربية وأنا أقدم اعتذارى لكم جميعا ولكن أطلب من تلميذى الذى بعث بالخطاب ان يكون اسلوبه أقل حدة . ثم استمر فى القاء المحاضرة ( فعلى كل صاحب مبدأ أن يدافع عن مبدائه بشجاعة ولكن باسلوب لبق يتناسب مع الموقف
تعليق مجلة حائط دينية داخل المبنى
أعددت مجلة حائط فى مواضيع دينية متنوعة وأخذتها لاضعها داخل ممرات المبنى فإذا بالفراشين يحذروننى من عواقب ذلك اذا رأتها الادارة أو احد من الاساتذة فهذا ليس مكان تعليق المجلات الدينية ونصحونى أن اذهب واعلقها فى مسجد كلية الزراعة – اخذت
المجلة وسألت عن مكان المسجد فإذا به بعيدا جدا عن مبنى الاعدادى ( طب) داخل كلية الزراعة فقلت لنفسى لقد اعددتها لا ليقرأها المصلين فقط ولكن لكل زملائى فعدت مرة اخرى وعلقتها فى المبنى ووقفت احرسها حتى لا ينزعها احد وجاء الزملاء لقراءتها ومر الاساتذة فمنهم من ينظر الى المجلة ( وعناونها الرئيسية ) ثم ينظر الي ويبتسم ابتسامة المشجع واخر ينظر نظرة دهشة واستنكار . وبعد انتهاء اليوم اخذتها معى لأعلقها فى اليوم التالى . ثم أصبحت اتركها معلقه طوال الاسبوع بعد أن تعود الاساتذه رؤيتها و الزملاءقرائتها وتواصلت على تحريرها اسبوعيا انا وزملائى لم يكن لى نشاط دعوى فى السنة الاعدادية فى كلية الطب سوى المجلة والحديث مع الزملاء داخل المدرج الذين يلفتهم الى مظهرى وكذلك ، واللقاء بعض المواعظ القصيرة بعد الصلاة فى مسجد كليه الزراعه ( فعلى كل من يريد ان يعمل على نشر دعوته ان يقوم بالمحاولة تلو المحاولة ولا يثنية الخوف او غياب المعين)
الهروب من زحام الترام واخطائه
انتهت السنة الاعدادى و انتقلنا الى مبنى كلية الطب ( منطقة الازاريطة ) ونقتلت اسرتى للاقامه ( منطقة اسبورتنج) وبعدت المسافة بين السكن والكلية وأصبحت الوسيلة المناسبة للذهاب للكلية يوميا هو (الترام)الذى يزدحم بالطلبة والطالبات – وكنت أن اركبه وحدى فى زحام به طالبات وهى فتنة قد تؤدى بى الى معصيه فكنت لا اركب الترام الا فى صحبة زميل لى متدين يسكن قريب منى اسمه ( احمد عصام ) ، قال صلى الله عليه وسلم: ( الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين ابعد والثلاثةركب) ندفع التذاكر ثم نقف على سلم الترام من جهته اليسرى ( حثى كانت أ بواب الترام لا تغلق) نتحمل البرد بل والمطر ونحن سعداء اننا بعيدين عن مجال المعاصى متيقنين أن الله يرانا على هذه الحالة فيرضى عنا ويباهى بنا الملائكة – فاذا مرض زميلى او سافر كنت أذهب الى الكلية على قدمى من طريق البحر متظللا بالكبائن من المطر حتى اذا اقتربت من مكان السلة بالشاطبى خرجت الى الشارع لأتم مشوارى . كنت احس وانا امشى بجوار البحر ان البحر سعيد بصداقتى لانى انا وهو نعبد الله وان الطريق والكبائن سعيدة بطالب يهرب من مخافة أن يعص الله . فكان قبلى يزداد سعادة بما ألاقى من تعب.واثناء عودتى من الكلية اركب مع احمد بداخل عربة الترام حين نجدها غير مزدحمة فاذا راينا عددا كبيرا من الطالبات يدخلن العربة من امام مبنى الكليات النظرية نسارع انا وهو الى باب الترام للنزول ونحن نقول ( فاستبق الباب فاستبق الباب ) تأسيا بسيدنا يوسف عليه السلام ونحن نستبق الى باب الترام . ثم نكمل مشوارنا مشيا على الاقدام ونحن سعداء باننا نعمل حتى يرانا الله ويرضى عنا.( ونصيحتى لابنائى الذين يمرون بهذه المرحلة ان تكون لهم صحبة صالحة داخل كليتهم وداخل دفعتهم وداخل سكشنهم ليقوا على تجنب المعاصى وألا يتبعوا خطوات الشيطان فكل خطوة تؤدى حتما الى خطوة التى بعدها الا من عصم ربى )
بداية الدعوة الاسلامية بكلية الطب
- لم يكن فى كليه الطب عناصر يساريه أناصريه كثيرة مقارنة بما كان فى كليه الهندسه أو مجمع نظرى وكانت صفوف الناصريين واليساريين فى هذه الفطرة وبعد وفاة عبد الناصر قد تصدعت وكان ثمة صراع يدور بدخلهم على عدة مستويات أضافة الى صراعهم
مع الرئيس السادات فى اللحظة التى كان التيار الاسلامى يتناما بعد أن رفع السادات يد الاجهزة الامنية من ملاحقته آملا فى
أنالاسلاميين هم وحدهم المؤهلين لمواجهة التيارات اليساريه والناصريه التى كان فى حالة صراع واشتباك معها
- أكبر ما آلمنى أنى لم اجد بكلية الطب مسجد وكان علينا كطلبة ان نذهب الى مسجد المستشفى الجامعى فى نهاية المبنى لنؤدى الصلاة.- استأذنت فراش مدرج الجرامة وبدأت فى كتابة آية من القران او حديث على الصبورة قبل بداية اليوم الدراسى ثم اتولى محوها عند دخول الاستاذ.- ثم بدأت اقرا ما تيسر من القران على زملائى قبل بداية اليوم الدراسى وقبل دخول الاستاذ.- شجعنى على ذلك بعض زملائى وكذلك بعض اساتذتى - وناقشنى اخرين من منطلق الزمالة وابدوا لى عدم قناعتهم بقراءة القرآن بالمدرج تكريما لهأان يقرأ بهذا المكانوبدأت اكتسب اصدقاء جدد من خلال تعرفهم على يوما بعد يوم ولم يكن فى دفعتنا تيارات سياسيه أو دينيه ولكن توجد مجموعات تسمى شلل من الطلبه والطالبات(ولم تكن فى أيامنا قد وصلت العلاقات بين الطلبه والطالبات الى هذه الدرجه من الانحلال)
دخان فتنه طائفيه يتصاعد فى سماء الاسكندريه
فى اوئل العام الدراسى (1971-1972) قام احدالقساوسه بكنيسه سبورتينج بتقديم خدمات علميه لطلاب كليه الطب جامعه الاسكندريه عباره عن دروس تقويه داخل الكنيسه يلقيها متخصصون وشراء الادوات والالات والاجهزه الازمه لذلك. اجتذب من خلالها بعض الطلاب المسلمين من الكليه وعلى اثر صداقات ومناقشات ومماراسات تمكن القس من دفع طالبين مسلمين الى تغيير دينهما من الاسلام الى المسيحيه أحدهما هو الطلاب/ ابراهيم ابراهيم السايح . وعلى اثر ذلك قام مدير مديريه الاوقاف بعمل تقرير بهذا الحادث وتم ارساله الى الجيهات المعنيه وتمكن بعض الزملاء المسلمين من الحصول على صوره من هذا التقرير الذى قمنا بتصويره انا واصدقائى وتوزيعه على زملائنا وزميلا تنا فى الدفعه.ثمعلى طلبة الكليه وكان لهذا الحدث ردود افعال كثيره من جانب المسلمين اذكر منها.
ردود الفعل داخل الجامعه
-لقاء تم من بعض الجهات مع الطالبين لمعرفه الاسباب والطرق التى مورست معهما وادت الى تغيير عقيدتهم وتم عودتهم الى الدين الإسلامى فى آخر المطاف
-دعوت زملائى الطلبه فى الدفعه الى عمل درس دينى اسبوعى بجامع القائد ابراهيم وهو اقرب المساجد الى الكليه حيث لم بالكليه مسجد كما رفضت المستشفى قيام الدرس داخل مسجدها.وكان ذلك كل سبت بعد انتهاء الدراسه حضر هذا الدرس اكثرمن خمسين طالب وكنت ادرس فيه تفسير جزء (عم) وستمر عدة شهور
-دعوتنا الى جمعيه الشبان المسلمين
جاء أحد طلاب السنه الثانيه الى دفعتنا وكتب على السبوره (تدعوكم جمعيه الشبان المسلمين لدروس فى المواد الطبيه لطلاب
السنه الاولى بمقرها بمنطقه الشاطبى وتبدا الدراسه فى يوم كذا........).كان هذا هو الطالب احمد عجلان ابن السيخ عجلان احد كبار دعاه الجمعيه الشرعيه بلاسكندريه وكان الطالب عضوا بجمعيه الشبان المسلمين سررت سرورا عظيما وذهبت الى مبنى الجمعيه فى اليوم المحدد والساعه المحدده. خاب ظنى فى جمعيه الشبان المسلمينلقد ذهبت الى هذه الجمعيه وقد رسمت لها فى مخيلتى صوره
رائعه حيث توقعت أنى ساجدها جمعيه يتطابق نشاطها مع اسمها الجذاب تخيلتها جمعيه تجمع الشباب المتدين النشط المحافظ على عباداته ودعوته ، ويديرالجمعيه ويعمل بها رجال وهبوا حياتهم للدعوه الاسلاميه فى تفان وانضباط ، وللاسف الشديد, ان هذا الخيال
لم يكن الى تعبيرا عن تمنيات عاطفيه لشاب فى مثل سنى . دخلت الجمعيه فوجدت بها عدد من الموظفين لا يهتمون بالداخل عليهم !
سألتهم عن مكان الدراسه فلا اجد جواب وصلت للقاعه بعد جهد جهيد فوجدت عددا قليلا من زملائى يجلسون ولم انجد احدا من
المحاضرين ولا المنظمين وقد حضرنا فى الموعد المحدد . لم انتظر وقررت الانصراف انا وزميلى /احمد فريد. وكانت هذه اول مره نتقابل فيها فوجدت عنده نفس المشاعر تجاه هذه المؤسسه واصيب بنفس خيبه الامل فكان أحمد هو مكسبى الوحيد من هذا اللقاء شاب متدين له اسلوبه الادبى فى الكتابه وعاطفه دينيه متدفقه وتآخينا لنكمل معا مشوارنا الطويل فى الدعوه الى الله.(وكان درسا لى
ألا أترك لعاطفتى وحدها ترسم لى شئ لم أتعرف عليه بعد وألا انخدع بالاسماء البرقه أو الصور الظاهره . لم أكن أعرف وقتها أن النظام الناصرى أبقى على بعض المؤسسات الاسلاميه كأسماء وصور وفرغها من روحها ومضمونها كما فعل بالجمعيات الاسلاميه والازهر الشريف .كما يحدث لعدد من المسلمين حين يحملون اسم الاسلام ويتخلون عن روحه ومبادئه وماتمارسه بعض من ارتدين الحجاب ومع ذلك يبرزن مفاتنهن وصادقن الشباب)
التحول الى جمعيه ومسجد سيدى جابر فى اليوم التالى حدثت مع زملائنا ما حدث فى جمعيه الشبان المسلمين فعرض علينا الزميلان /على المنشاوى- ويحيى الجناينى وكانا من اكثر اعضاء الدفعه نشاط وحركه ان نتوجه الى مسجد سيدى جابر لمقابله شيخ المسجد (الشيخ احمد المحلاوى) ونعرض عليه ان يقيم هذه الدروس الطبيه
من خلال الجمعيه التى كان يراسها_(وكنت شاب لا يحب الصلاه فى المساجد التى بها قبور)_ ولكنى ذهبت معهم يوم الجمعه ومعى زميلاىأسامه عبد المنعم وفاخر البنا للحديث مع الشيخ بعد الصلاه . وإذا بى استمع الى خطبه راقيه فى مضمونها وطريقه القائها من خطيب عملاق فى قامته , عملاق فى علمه وهو يلهج بكثير الثناء على ربه فيهيج العواطف الإمانيه. وكانت هذه اول مره استمع اليه و تعرف عليه بعد الصلاه فى مكتبه بالمسجد حيث وجدناه سعيد مرحبا متبنيا لنا ولنشاطنا واضعا كل امكاناته وامكانات الجمعيه لخدمه
مشروعنا وتم شراء الاجهزه والتجهيزات اللازمه والاتفاق مع الزملاء المتفوقين من الدفعه السابقه وكذلك بعض مدرسى الكليه لاعطائنا دروس طبيه. ودعونا زملائنا وزميلاتنا لهذه الدروس-واشطرتنا على الزميلات ان يرتدين اشرب وملابس طويله لدخول
الدروس(ولم يكن الحجاب ولا المحجبات لهم وجود فى الكليات)فكانت الزميلات يلبسن غطاء الراس اثناء الدروس ويخلعنه بعد الخروج (معظمهن ارتدى الحجاب بعد عده اشهر) وكانت الدروس الطبيه تبدا بدرس دينى يلقيه فضيله الشيخ المحلاوى او احد الدعاه ثم يليه الدرس الطبى وكنا نتوقف وقت الصلاه ليؤدى الطلبه صلاتهم فى المسجد اما الزميلات فكن يصلين فى مكان الدرس.مما طبع افراد الدفعه بطابع دينى وتماسك ظل حتى بعد تخرجنا وكذلك الدفعات التى جاءت من بعدنا لتكمل برنامج الدروس الطبيه فى جمعيه سيدى جابر
ثم بعد ذلك فى جمعيه على ابن ابى طالب (منطقه سموحه) بعد خلاف دب فى جمعيه سيدى جابر نقل على اثره الشيخ
المحلاوى الى مسجد القائد ابراهيم (هذه هى بركة المسجد فى حياه المسلم والمسلمه وقيمه تقديم الخدمات المناسبه من قبل الدعاه ومدى تاثيره فى نفوس المدعوين ) ردود افعال هذه الفتنه بمدينه الاسكندريه خارج الجامعه اتفق تجار المدينه الى ان تقسم المدينه الى مناطق وشوارع لاقامه احتفالات اسبوعيه بالمولد النبوى عاما كاملا لاقامه السرادقات واحضار مشاهيرقراء(القرآن الكريم ) بمصر لاحياء الاحتفالات والاستعانه بابرز المشايخ لألقاء المواعظ الدينيه بها وكان النصيب الاكبر لفضيله الشيخين العالميين الشيخ محمود عيد والشيخ احمد المحلاوى(متعهما الله بالعافيه) وصبح صدى كلماتهما يتردد فى الاسكندريه من اولها الى اخرها . الفتنه اوجدت روح من الحساسيه والتوجس بين المسلمين والمسيحين.
ظهرت هذه الروح فى كثير من المواقف التى سوف اتناولها فى احداث لاحقه باذن الله